تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شاركت السفيرة الأمريكية في مصر، هيرو مصطفى جارج، الحفل الختامي لمهرجان “هي للفنون / SheArts” لعام 2024 والذي استضافته الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وشاركت فيه كلا من المغنية وكاتبة الأغاني الأمريكية جولي أوديل، والمغنية المصرية يسرا الهواري، التي شاركت في Center Stage، وهو برنامج تبادل أمريكي مخصص للمبدعين في مجال الفنون الأدائية.


بناء الجسور

وفي كلمتها، أشارت السفيرة الأمريكية إلى دعم الولايات المتحدة، عبر برامج التبادل والفنون في السفارة، لمهرجان SheArts منذ عام 2022.
وقالت السفيرة هيرو مصطفى جارج: 
"هذا العام، وللمرة الأولى، لدينا فنانة أمريكية اسمها جوليا أوديل. إنها مغنية وكاتبة أغاني موهوبة من أحد المراكز الثقافية في أمريكا. ومن أجل بناء الجسور، ستؤدي مع إحدى الفنانات المصريات التي  دعمناها أيضًا على مر السنين، وهي يسرا الهواري، هذا بالنسبة لنا هو رمز أولاً لمدى دعمنا للمواهب هنا في مصر، والمواهب النسائية على وجه الخصوص وكيف يمكن للموسيقى بناء الجسور بين الثقافات".

تمكين النساء 

على هامش ختام المهرجان، قالت المتحدثة الرسمية للسفارة الأمريكية، چينا كابريرا، في تصريحات للصحفيين، إن دعم  النساء في الفنون في مصر يتم بذلك بطرق متنوعة "لقد دعمنا مهرجان SheArts من خلال منحة لمنظمة NVAK، وهي منظمة غير ربحية أمريكية، لتنظيم هذا المهرجان. كما نقدم زمالات لصانعات الأفلام المتميزات من خلال جوائز الإقامة السينمائية، وهناك برامج التبادل مثل Center Stage.
وأشارت إلى تعاون الولايات المتحدة مع مصر لتعزيز الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة 2030 والمبادرات الأخرى التي تقودها مصر لتمكين النساء، بما في ذلك في مجال الفنون والثقافة. 
وقالت: نحن نعطي الأولوية لتمويل المنح الدراسية وبرامج الدراسة في الخارج للنساء، مثل الفرص المتاحة لصانعات الأفلام لتعلم من قادة الصناعة في هوليوود. نعمل مع المبتكرات ورائدات الأعمال لبدء الأعمال التجارية وتحقيق أحلامهن. ساعدت شراكاتنا لإعادة تأسيس إسنا كوجهة رئيسية للسياحة الثقافية بائعات الطعام على إطلاق مطاعم جديدة تقدم المأكولات التقليدية، وروجت لأعمال الفنانات والحرفيات من خلال المحلات المعاد تصميمها وإعادة تسميتها لتكون أكثر جاذبية للزوار. ندعم التنمية المجتمعية والتمكين الاقتصادي للنساء في أماكن مثل شمال سيناء، حيث نعمل مع النساء البدويات لتنمية الأعمال التجارية التي تسوق الفنون النسيجية التقليدية. افتتحنا مراكز خدمات الأعمال والمراكز الاقتصادية في المنيا وقنا لمساعدة الشابات على بدء أعمالهن التجارية والوصول إلى الخدمات المالية. تعاونّا مع مؤسسة عزة فهمي والحرفيين الرئيسيين في القاهرة التاريخية لتدريب النساء على صناعة المجوهرات، والأعمال الخشبية التقليدية، والفنون الجميلة الأخرى. لأكثر من ثلاثين عامًا، أعطت أعمالنا في الحفاظ على المواقع الثقافية الرئيسية من الإسكندرية إلى أسوان الأولوية لتدريب المرممات، والعديد منهن الآن يدربن الجيل القادم من القائدات في مجال الحفاظ على التراث. هذه مجرد أمثلة قليلة على التزامنا الثابت والشراكات الطويلة الأمد مع المجلس القومي للمرأة والعديد من الآخرين لخلق فرص للنساء المصريات للنجاح في الفنون والثقافة، وفي جميع مجالات الحياة.

چينا كابريرا المتحدثة الرسمية للسفارة الأمريكية بالقاهرة التبادل والاندماج

في سؤال لمحرر "البوابة نيوز" حول التبادل الثقافي الموسيقي والاندماج بين الموسيقى المصرية والأمريكية؛ قالت كابريرا إن تبادل الأفكار الموسيقية بين مصر والولايات المتحدة له تاريخ غني يعود إلى أوائل القرن العشرين "على سبيل المثال، وجد الجاز جمهورًا متقبلاً في مصر، مما أثر على الموسيقيين المحليين وأدى إلى مزج فريد بين الموسيقى المصرية التقليدية وعناصر الجاز" .
وأشارت إلى أن لويس أرمسترونج، أحد أكثر الشخصيات تأثيرًا في تاريخ الجاز، قدم عروضًا في مختلف البلدان حول العالم كجزء من دوره كسفير ثقافي للولايات المتحدة. وفي عام 1961، قدم عرضًا عند أهرامات الجيزة.
وأكدت المتحدثة الرسمية للسفارة، أن المبادرات الموسيقية لوزارة الخارجية الأمريكية تهدف إلى تعزيز التبادل الثقافي والتفاهم المتبادل من خلال اللغة العالمية للموسيقى. وقالت: "برامج مثل "American Music Abroad" و"OneBeat" و"Arts Envoy Program" و"Next Level" ترسل الموسيقيين الأمريكيين حول العالم للتفاعل مع الجماهير الدولية من خلال العروض وورش العمل. لا تعرض هذه المبادرات التقاليد الموسيقية الأمريكية فحسب، بل تعزز أيضًا الحوار عبر الثقافات والمشاركة الاجتماعية وبناء المجتمعات العالمية. من خلال الاستفادة من قوة الموسيقى. 
وأشارت إلى أن الاندماج بين الموسيقى التي تقدمها كلا من جولي أوديل ويسرا الهواري جاء نتيجة أن الهواري واحدة من الفنانين الذين تم اختيارهم لبرنامج "Center Stage". شمل مشاركتها سلسلة من العروض وورش العمل في مختلف المدن الأمريكية، حيث شاركت موسيقاها وتراثها الثقافي مع الجماهير الأمريكية "لم تتيح لها هذه الفرصة الوصول إلى جمهور أوسع فحسب، بل سهلت أيضًا التبادلات الثقافية الهامة، مما يبرز قوة الموسيقى في جسر الفجوات الثقافية"، موضحة أن مشاركة الفنانة المصرية  "كان لمشاركتها في برنامج "Center Stage" تأثير كبير في تعزيز الدبلوماسية الثقافية وتعزيز التفاهم المتبادل بين مصر والولايات المتحدة".

رغم السياسة

وفي سؤال آخر لمحرر" البوابة نيوز" حول الأجواء السياسية المتوترة، وكيف يمكن للموسيقى والفنون بشكل عام أن تلعب دورًا في جمع الناس معًا؛ أشارت چينا كابريرا إلى أن الموسيقى والفنون تسلط الضوء على التجربة الإنسانية المشتركة، متجاوزة حواجز اللغة وربط الناس على مستوى عاطفي. 
وقالت:" تحتفل هذه الأشكال من التعبير بالتنوع الثقافي وتشجع الشمولية، مما يعرض غنى التقاليد ووجهات النظر المختلفة. على وجه الخصوص، يمكن أن يلهم إشراك الشباب من خلال الموسيقى والفنون الإبداع والابتكار، مما يساهم في التنمية العالمية والوئام".

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: السفيرة الأمريكية في مصر هيرو مصطفى جارج برنامج تبادل من خلال فی مصر

إقرأ أيضاً:

كيف وُلـِدَتْ الموسيقى؟

بدر بن خميس الظفري

@waladjameel

تعود تسمية «الموسيقى» إلى كلمة Muses، أي «الميوزات»، وهي آلهة الإلهام في الأساطير اليونانية القديمة نُسبت إلى مختلف الفنون والمعارف. وكان «فن الميوزات» يُعرف باليونانية بـ Mousikē، وهو اللفظ الذي انتقل إلى اللاتينية ثم إلى اللغات الأوروبية، حتى بلغ العربية بصيغته الحالية وهي «موسيقى».

تُعدّ الموسيقى جزءًا أصيلًا من التجربة الإنسانية، فهي لغة عالمية تتجاوز الحواجز الثقافية والزمنية، تُستخدم للتعبير عن المشاعر، وللاحتفال، وللتواصل، ولأداء الطقوس الدينية. وهي من أقدم الفنون التي عرفها الإنسان، حتى إن أصلها لا يزال موضع جدل بين الباحثين، ولا يُعرف على وجه التحقيق متى بدأت.

وقد نُسب الفضل في إيصال هذا الفن إلى الآلهة أو الأنبياء في بعض الروايات القديمة. إذ تشير التوراة إلى «يوبال»، من نسل قايين (قابيل)، بوصفه أول من عزف على القيثارة والمزمار. وكانت القيثارة حينها مكوّنة من عشرة أوتار، وتتشابه في شكلها مع المثلث المتساوي الأضلاع، بينما كان المزمار أطول وأضخم من النسخة الحديثة. وتشير بعض الروايات إلى أن أبناء نوح عليهم السلام نقشوا شكل الآلتين على عمودين بعد الطوفان، تخليدًا لابتكارهما. ومن المهم الإشارة إلى أن هذه القصة واردة في الكتاب المقدس، وليست جزءًا من التراث الإسلامي.

 

بدأت الموسيقى بصوت الإنسان الطبيعي، ثم ألهمته الطبيعة اختراع الآلات؛ فكان صفير الرياح عبر الثقوب باعثًا على التفكير في النفخ، كما لاحظ أن أوتار القوس تُصدر صوتًا عند ارتدادها، فاستلهم منها فكرة شدّ الأوتار والعزف عليها لإنتاج النغمات. ويُرجّح أن أولى آلات النفخ كانت الناي والبوق والمزمار، وربما كان الناي أولها، وهو الآلة التي نقلها الإغريق عن المصريين القدماء.

وقد ورد في كتاب «أصل الموسيقى» الصادر عن مؤسسة هنداوي، أن المصريين القدماء استخدموا الموسيقى في طقوسهم الدينية داخل الهياكل وخارجها، وفي حفلات الزواج والحداد والمعارك. كما اعتمد الكهنة على فن الغناء لعلاج بعض الأمراض العقلية.

وترى بعض الدراسات، كما في مقال «في نشأة الموسيقى وعلاقتها باللغة» بموقع «ديوان العرب»، أن الموسيقى واللغة نشأتا معًا، باعتبار أن الموسيقى شكل من أشكال التواصل غير اللفظي، تنقل العواطف والمعاني عبر الإيقاع والنغمة. وربما كانت الأصوات البدائية، مثل الغناء والدندنة، هي اللبنات الأولى لكلّ من اللغة والموسيقى.

وقد ذكر الباحث أنطون كيلين، من قسم الفلسفة بجامعة بيليفيلد الألمانية، في مقالته «أصول الموسيقى: الأدلة والنظرية والآفاق»، أن الموسيقى سمة متأصلة في جميع الثقافات البشرية المعروفة، تؤدي أدوارًا متعددة في تفاصيل الحياة اليومية. وبيّن أن أقدم الآلات الموسيقية المعروفة في السجل الأثري تعود إلى نحو ٤٠ ألف عام، مرجّحًا أن الموسيقى البدائية قد ترسخت في أواخر العصر البليستوسيني الأوسط، أي قبل حوالي ٤٠٠ ألف سنة.

وتُظهر الاكتشافات الأثرية أن الإنسان القديم صنع آلات موسيقية باستخدام أدوات للنحت والثقب. من أبرز هذه الآلات: «فلوت ديفيه بابِه»، المصنوعة من عظم فخذ دب الكهوف، ويُقدّر عمرها بما يزيد على ٤٠ ألف سنة. كما عُثر في الصين على مجموعة من الآلات الموسيقية يعود تاريخها إلى ما بين عامي ٦٦٠٠ و٧٠٠٠ قبل الميلاد.

وفي سياق آخر، قدّم البروفيسور ستيفن جان، أستاذ الاقتصاد الصحي بجامعة نيو ساوث ويلز بأستراليا، في كتابه «الموسيقى في سياق التطور والتطور في الموسيقى»، تحليلًا للعلاقة بين نظرية التطور البيولوجي والموسيقى. وتناول ما وصفه بـ«الخوارزمية التطورية» التي تنظّم تطوّر الموسيقى على المستويين الجيني والثقافي، مشيرًا إلى أن دراسة الموسيقى تفتح آفاقًا جديدة لفهم نظرية داروين، والعكس كذلك.

وفي بلاد الرافدين، ابتكر السومريون أول نظام موسيقي مدوّن، وصنعوا أول آلة موسيقية تُعرف باسم «قيثارة أور»، والتي تعود إلى نحو عام ٢٥٠٠ قبل الميلاد. وقد اكتُشفت في المقبرة الملكية بمدينة أور جنوب العراق، وتوجد نسخة منها اليوم في المتحف البريطاني بلندن، كما ورد في مقال بمجلة «الموسيقى العربية» عام ٢٠٢٠.

أما في مصر القديمة، فقد كانت الموسيقى جزءًا من تفاصيل الحياة اليومية. استخدم المصريون القيثارة، والجنك، والناي، والمزمار، والأرغول، وآلات الإيقاع. وكانت هناك فرق موسيقية تشارك في الاحتفالات والطقوس. وكان السلم الموسيقي المصري يعتمد على خمس درجات، وهو ما يُعرف بالسلم البنتاتوني، كما ورد في مقال «تاريخ الموسيقى العربية من الأندلس إلى العصر الحديث» على موقع «نبض العرب».

وفي الحضارة اليونانية، أدّت الموسيقى دورًا جوهريًا في الحياة العامة والفكر الفلسفي. وقد أسهم فلاسفة كفيثاغورس في وضع الأسس النظرية للموسيقى الغربية، إذ رأى أن قوانين التناغم الموسيقي تعكس نظام الكون ذاته.

وفي العصور الوسطى، سيطرت الكنيسة على الموسيقى، وكان «الغناء الغريغوري» هو النمط الأبرز. وفي المقابل، كان شعراء التروبادور يجوبون جنوب فرنسا بأغانيهم التي تتناول الحب والفروسية.

ومع حلول عصر النهضة، ازدهرت الفنون، وتطورت الألحان، وتوسعت الطبوع الموسيقية، وساهم اختراع الطباعة في نشر التدوين الموسيقي. ومن الآلات المشهورة آنذاك: «الهاربسيكورد»، وهي الآلة التي تُعد سلفًا للبيانو الحديث.

وفي العصر الباروكي، برز التعقيد اللحني والعمق العاطفي، مع أعلام مثل باخ وهاندل. أما العصر الكلاسيكي فتميّز بالاتزان والوضوح، واشتهر فيه هايدن وموزارت وبيتهوفن. وفي العصر الرومانسي، ازدهر التعبير الفردي، وانتشرت الأوبرا وتوسعت الأوركسترا.

وفي القرن العشرين، ظهرت أنماط جديدة، مثل الجاز، والبلوز، والروك، والبوب، وصولًا إلى الموسيقى الإلكترونية والرقمية التي باتت اليوم جزءًا من كل هاتف ذكي.

وقد ورد في مقال بعنوان «التأثير التاريخي للموسيقى عبر الزمن: من اليونان القديمة حتى اليوم»، الصادر عن «معهد الموسيقيين» عام ٢٠٢٣، أن الموسيقى كان لها دور فاعل في مجالات التعليم، والطقوس الدينية، والتعبير عن القضايا الاجتماعية. وكانت أداة للتوعية والاحتجاج في كثير من الحركات الشعبية. كما أشار المقال إلى أن الموسيقى تطورت من أداء بسيط إلى شكل فني معقد.

وتُسهم الأبحاث الحديثة في علم الآلات الموسيقية، أو «الأرغانولوجيا» كما أسماه كورت زاكس عام ١٩١٣، في تصنيف الأدوات الموسيقية إلى آلاتٍ هوائية، ووترية، وإيقاعية، وفقًا لآلية إصدار الصوت. ويعتمد هذا العلم على الأدلة الأثرية، والرسوم والمنحوتات، والنصوص الأدبية القديمة.

وفي بيان صدر عن جامعة أكسفورد عام ٢٠١٢، أُعلِنَ عن اكتشاف مزامير مصنوعة من عظام الطيور وعاج الماموث في كهف «غايسنكلوسترله» بألمانيا، ويعود تاريخها إلى ما بين ٤٢ و٤٣ ألف سنة، مما يجعلها أقدم الآلات المعروفة المرتبطة بثقافة «أورينياسية» التي يُعتقد أنها تعود إلى أوائل البشر المعاصرين في أوروبا.

وهكذا، تتبدى الموسيقى كرافد خالد من روافد الحضارة، لا يكفّ عن التجدد والتنوع. بدأت همسًا بدائيًا، ثم أصبحت علمًا وفنًا، وشاهدًا على تطوّر الوعي الإنساني. من الكهوف إلى المسارح، ومن الطقوس إلى الهواتف، ومن أوتار القيثارة إلى الذكاء الاصطناعي، تظل الموسيقى حاضرة، تعبّر عن الإنسان في كل زمان ومكان.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • الأحزاب الحريدية بإسرائيل تتعهد بتأييد "أي اتفاق" لتبادل أسرى
  • وزير الثقافة يفتتح “سيمبوزيوم الرسم” بمشاركة عربية في مهرجان جرش
  • «الأعوام الثقافية» تعمق الروابط مع إندونيسيا
  • تفاصيل مباحثات وزير الداخلية مع السفارة الأمريكية في اليمن
  • السفارة الأمريكية تتهم كتائب حزب الله باقتحام مكتب وزارة الزراعة في بغداد
  • كيف وُلـِدَتْ الموسيقى؟
  • مسرح الساحة الرئيسية في جرش يتزين بالأصالة والتراث واختلاف الثقافات
  • هيئة الموسيقى تنمي مهارات المشاركين خلال برنامجها الصيفي
  • انطلاق مهرجان «صيف الأوبرا 2025» لأول مرة داخل استاد الإسكندرية
  • تأجيل إعادة محاكمة متهم في أحداث السفارة الأمريكية لسماع الشهود