ناقش اللقاء المصرفي الإسلامي 2024 اليوم أهمية المعاملات المالية الإسلامية ودورها الفعّال في التنمية والاستقرار الاقتصادي، جاء ذلك برعاية معالي عبدالسلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العماني. وأشار راشد بن زايد الغساني نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الرقابة والتنظيم بالبنك المركزي العُماني قائلا: "إنَّ حجم العمل المصرفي الإسلامي ينمو بشكل متسارع ليس فقط في العالم الإسلامي بل في كافة أنحاء العالم، ويعتبر القطاع المصرفي الإسلامي العماني من بين الأفضل من حيث النمو منذ انطلاقته في عام 2012م.

مشيرًا إلى أن موجودات القطاع المصرفي الإسلامي تنمو سنويا بما يتجاوز 11%؛ حيث بلغ إجمالي الموجودات 7.8 مليار ريال عماني في يونيو الماضي، وهو ما يشكل 18% من إجمالي موجودات القطاع المصرفي".

وأضاف الغساني: لعبت المصارف الإسلامية دورا فعّالا في التنمية الاقتصادية، حيث بلغ إجمالي التمويلات 6.4 مليار ريال عماني بنسبة ارتفاع 10.5% مقارنة مع العام الماضي، ويشير هذا الأداء الجيد إلى حرص المصارف الإسلامية على تقديم التمويلات اللازمة لكافة القطاعات الاقتصادية المختلفة. ومما يدلل على ثقة الجمهور بهذه الصناعة هو ارتفاع الودائع بنسبة 15% نظرا للأوعية الادخارية المتنوعة التي توفرها هذه المصارف والمنسجمة مع أحكام الشريعة الإسلامية الغراء.

ولفت نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الرقابة والتنظيم بالبنك المركزي العُماني إلى أنَّ مؤشرات السلامة والاستقرار المالي لهذا القطاع تظهر متانة مالية راسخة؛ حيث قاربت نسبة كفاية رأس المال 16% في نهاية عام 2023م. واستمرت أيضا إيرادات القطاع في النمو، حيث تجاوزت 63 مليون ريال عماني في نهاية عام 2023م وبنسبة نمو قاربت 9%. ويعمل القطاع المصرفي الإسلامي من خلال 100 فرع تقدم خدمات مصرفية متعددة بما يشمل خدمات المدفوعات والتحويلات الإلكترونية المتنوعة. وهذا الانتشار والتوسع يعززان من الشمول المالي ويدلّلان على قدرة القطاع على المنافسة والتطوير والابتكار في مجالات الصيرفة الإسلامية المختلفة.

قطاع الصيرفة الإسلامية

من جهته أوضح خالد الكايد الرئيس التنفيذي لبنك نزوى، أهمية أداء قطاع الصيرفة الإسلامية في الخليج بشكل عام وفي سلطنة عُمان بشكل خاص، مستعرضًا أبرز التطورات التنظيمية والتشريعية الذي شهدها القطاع خلال المرحلة الماضية وأهم المؤشرات المتحققة. كما أوضح أنَّ الحصة السوقية للبنوك الإسلامية في دول مجلس التعاون الخليجي بلغت 25% من إجمالي الأصول المصرفية؛ بينما شهدت سلطنة عُمان زيادة في حصتها في السوق المصرفي الإسلامي بمقدار 88 نقطة على أساس سنوي؛ مما يعكس كفاءة الحلول المالية المتوافقة مع مبادئ الشريعة الإسلامية، والدور الكبير الذي تؤديه البنوك الإسلامية في التنمية الاقتصادية والاستقرار المالي على المدى الطويل.

وأضاف الكايد أن القطاع المصرفي في سلطنة عُمان شهد نموًّا إيجابيًّا مستمرًا خلال عام 2024، وظل وضع السيولة في النظام المصرفي مستقرًا على الرغم من بعض الضغوط على الأسعار لدعم الطلب المحلي والنمو الاقتصادي. ورغم زيادة حجم الميزانيات العمومية للبنوك، سجلت نسبة التمويلات غير المنتظمة (NPAs) إلى إجمالي الائتمان زيادة طفيفة، لكنها بقيت أقل بكثير مقارنة بنظيراتها من دول مجلس التعاون الخليجي. كما واصل القطاع المصرفي دعم جهود التنمية والتنويع الاقتصادي بفضل الفائض في الحساب المالي والجاري الناتج عن ارتفاع أسعار النفط، وتُساعد الرسملة القوية قدرة البنوك على مواجهة الخسائر المحتملة. كما أكد الدور المحوري الذي تؤديه البيئة التنظيمية للقطاع المصرفي الإسلامي في سلطنة عُمان، حيث أدّت السياسات والتشريعات والمبادرات الحكومية البارزة إلى تحفيز نمو الصيرفة الإسلامية.

الاستثمارات الإسلامية في أسواق المال

وقدَّم هيثم بن سالم السالمي، الرئيس التنفيذي لبورصة مسقط، ورقة العمل الرئيسية بعنوان "الاستثمارات الإسلامية في أسواق المال". تطرق السالمي في ورقته إلى تعريفات شاملة حول الصكوك، والصناديق الاستثمارية الوقفية، والبنوك الإسلامية، والأسهم والودائع الإسلامية. كما استعرض عددًا من المؤشرات المهمة، مثل مؤشر داو جونز الإسلامي، ومؤشر FTSE لشركات الاستثمار الإسلامي، ومؤشر Mscl الإسلامي.

واستعرض السالمي مؤشرات أداء قطاع الصيرفة الإسلامية في دول مجلس التعاون الخليجي، وأشار إلى تاريخ تأسيس المؤشرات الإسلامية في المنطقة، مركزًا على حجم ومسيرة الاستثمارات الإسلامية في سلطنة عمان. كما تناول المؤشر الشرعي لبورصة مسقط (MSXSI)، الذي يقيس أداء أسهم الشركات التي تتوافق أنشطتها وسلوكها المالي مع الشريعة الإسلامية، وفقًا للمعايير التي وضعتها هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية (AAOIFI).

بعد ذلك، قدَّم علي بن أحمد اللواتي، مساعد المدير العام للأعمال المصرفية للشركات في ميثاق للصيرفة الإسلامية، عرضًا رئيسيًا بعنوان "النمو في قطاع الصيرفة الإسلامية". وبرز في عرضه أهمية الصيرفة الإسلامية في اعتمادها على الأصول الحقيقية وتبنيها لنظام الاستثمار المسؤول والمستدام. كما أوضح إسهاماتها في تجنب الأزمات المالية، وتحقيق الشمول المالي، ودعم وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. واستعرض اللواتي مسيرة تطور الصيرفة الإسلامية عالميًا، حيث بلغ إجمالي الأصول المالية الإسلامية 3.9 تريليون دولار في أكثر من 80 دولة، مع وجود 10 أسواق رئيسية تستحوذ على 95% من الحصة الإجمالية.

تتويج الفائزين بجوائز "ثمار"

عقب ذلك، تم إعلان الفائزين بالنسخة الأولى من جوائز التميز في المالية الإسلامية (ثمار). حيث توج بنك نزوى بلقب أفضل بنك إسلامي، بينما حصل "ميثاق" على جائزة أفضل نافذة مصرفية إسلامية. وفي فئة أفضل استثمار متوافق مع الشريعة، نال صندوق الكوثر جائزة الأفضل في الصناديق الاستثمارية، بينما ذهبت جائزة الصناديق الوقفية إلى صندوق معين. كذلك، حصلت "تكافل عُمان" على جائزة أفضل شركات التمويل والتأمين التكافلي، وتوج بنك نزوى بجائزتي "التحول الرقمي" و"الاستدامة". كما حصلت منصة مأمون للتمويل الجماعي على جائزة أفضل الشركات الناشئة في قطاع المالية الإسلامية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: قطاع الصیرفة الإسلامیة المالیة الإسلامیة المصرفی الإسلامی الرئیس التنفیذی القطاع المصرفی الإسلامیة فی فی التنمیة فی سلطنة ع

إقرأ أيضاً:

لقاء موسع في مكتب الأوقاف بذمار يناقش الأداء والتطوير للمرحلة القادمة

الثورة نت/ذمار/رشاد الجمالي

عقد مكتب الهيئة العامة للاوقاف بمحافظة ذمار اليوم لقاء موسع لوكلاء ومتولي الوقف لمديريات ذمار وعنس وميفعة عنس بمشاركة 160 من مدراء الاوقاف بالمديريات ووكلاء ومنولي الاوقاف  تحت شعار “الوقف فيما اوقف له”  تزامنا مع قدوم المولد النبوي الشريف عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام.

وناقش اللقاء  مستوى الأداء خلال العام الماضي  ومُقترحات النهوض بالعمل الوقفي للمرحلة القادمة .
واستعرض اللقاء الذي  نشاط فروع المكتب وما يقدِّمه من تسهيلات وإجراءات للمُنتفعين وتعزيز النهوض بالعمل الوقفي ومستوى الإنجاز  والتحدِّيات وسُبل مُعالجتها .
وآلية اعداد حسابات الوكلاء والمتولين واعداد الموازنات على مستوى كل مسجد ومبرة لتحقيق شروط الواقفين .
وفي اللقاء اكد مسؤول التعبئة العامة بالمحافظة احمد الضوراني أهمية الحفاظ على أراضي وعقارات الوقف صيانتها واستعادة حقوقها بما يحقق مقاصد الواقفين وبذل الجهود في الحفاظ على ما أوقفه الواقفون .
مبينا ان الهيئة العامة للأوقاف تعمل في الحفاظ على ممتلكات الوقف صيانتها وتنميتها.
وحث الضوراني الجهات الرسمية في المحافظة على اراضي الاوقاف والتعاون مع فرع هيئة الأوقاف لتصحيح أوضاع كبار المنتفعين .
ووجه بتسهيل إجراءات تسجيل عقود الانتفاع بأراضي وعقارات الأوقاف سواء كانت مستغلة من الجهات الرسمية والقطاعات المختلفة أو من قبل الأفراد.
منوها أن محافظة ذمار حظيت  بالمشاريع الاستثمارية التجارية التابعة للهيئة والذي سيسهم في توفير  فرصة عمل داخل المحافظة .
فيما استعرض مدير مكتب الهيئة العامة للأوقاف بالمحافظة الأستاذ فيصل أحمد الهطفي توجيهات قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي الأعلى بشأن تصحيح أوضاع أراضي وعقارات الأوقاف لدى الجهات الرسمية.

وأشار الهطفي إلى دور الهيئة العامة للأوقاف  للحفاظ على أموال الأوقاف ومعالجة أوضاع الأعيان الوقفية لدى الجهات الحكومية.
وأكد أهمية تضافر الجهود للحفاظ على أموال وممتلكات الأوقاف،وترجمة التوجيهات إلى واقع عملي والبدء بتنفيذ المهام من خلال تكليف مندوبي الجهات المعنية.

مبينا أهمية الحفاظ على مُمتلكات الأوقاف وحمايتها وتنمية الموارد وتحصيل حقوق الأوقاف المُتراكمة .
وأشاد الهطفي بالجهود التي وكلاء الوقف  في سبيل الحفاظ على أموال الوقف وتنميتها .
داعياً الجميع العمل بروح الفريق الواحد لمواصلة النهوض والتطوير والرُقي بالعمل الوقفي بما يضمن تحقيق الأهداف المنشودة.
مؤكدا اهمية  إستشعار المسئولية الدينية تجاه المحافظة على حقوق الوقف وصرفها وفق مقاصد الواقفين  الذين أحرموا من يعولون منها  وآثروا ابتغاء مرضاة الله .

حضر اللقاء نواب مدير عام مكتب الهيئة العامة للاوقاف بالمحافظة صالح الجبر وجبر الوجية.

مقالات مشابهة

  • عبد العاطي: مصر تواصل الاضطلاع بدورها الرئيسي في دعم الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الاوسط
  • بالصور.. جلالة السلطان يناقش مع رئيس وزراء المملكة المتحدة عدة قضايا إقليمية ودولية
  • وزير المالية: التسهيلات الضريبية والجمركية أداة مؤثرة فى مسار الإصلاح الاقتصادي
  • المنارة الإسلامية للتأمين تنظّم يوماً طبياً مجانياً بالتعاون مع الجمعية الأردنية لمستثمري الأوراق المالية ونقابة شركات الخدمات المالية
  • لقاء موسع في مكتب الأوقاف بذمار يناقش الأداء والتطوير للمرحلة القادمة
  • الرقابة المالية تصدر قرارات لـ 4 شركات بمزاولة أنشطة التمويل غير المصرفي
  • السامعي يناقش مع الرهوي المواضيع المتصلة بالأداء الحكومي
  • السامعي يناقش مع الرهوي للمواضيع المتصلة بالأداء الحكومي
  • مجلس الوزراء: تقرير فيتش يعزز الثقة في سلامة القطاع المصرفي
  • لقاء يناقش تعزيز تنسيق جهود العمل الإنساني في اليمن