الجزيرة:
2025-07-30@16:54:11 GMT

الدلافين تتواصل مع بعضها عبر التبسّم مثل البشر

تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT

الدلافين تتواصل مع بعضها عبر التبسّم مثل البشر

تشتهر الدلافين بأنها حيوانات مرحة، تلاعب البشر وتبدو سعيدة على الدوام، لكن الطريقة التي تتواصل بها الدلافين وغيرها من الثدييات البحرية الأخرى مع بعضها بعضا ظلت لغزا يحاول العلماء فك شفرته.

وفي دراسة جديدة نشرت في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول في مجلة "آي ساينس" وجد فريق من الباحثين أن "الدلافين قارورية الأنف" تستخدم تعبير الوجه "الفم المفتوح" -المشابه للابتسامة- للتواصل أثناء اللعب الاجتماعي.

تمتلك الدلافين والحيتان آذانا، لكنها لا تمتلك آذانا خارجية بارزة مثل آذاننا لتوجيه الصوت، حيث تحتاج إلى أن تكون انسيابية لتتمكن من الحياة في الماء، ولا تكون قنوات آذانها مفتوحة للخارج، وبدلا من ذلك، تسمع الأصوات عموما من خلال هياكل خاصة في عظام الفك.

وتستخدم الدلافين دائما تعبير الوجه عندما تكون في مجال رؤية زميلها في اللعب، وعندما يرى رفاق اللعب "ابتسامة"، يستجيبون بالمثل بنسبة 33% من الوقت، بحسب الدراسة.

التقط الباحثون للدلفين ذي الأنف القاروري صورة أثناء الابتسام (الفريق البحثي) سمات وجه فريدة

كشفت الدراسة عن وجود سمات وجه فريدة لدى الدلافين التي يميزها أنف قاروري وفم مفتوح وقدرة مذهلة على فهم تعبيرات وجوه الدلافين الأخرى والرد عليها.

وقد أوضح المؤلف المشارك في الدراسة "ليفيو فافارو" أستاذ علوم الحياة في جامعة تورينو في إيطاليا في تصريحات لـ"الجزيرة نت" أن هذه الدلافين "تظهر إشارات الفم المفتوح والمحاكاة السريعة بشكل متكرر عبر شجرة عائلة الثدييات، مما يشير إلى أن الاتصال البصري لعب دورا حاسما في تشكيل التفاعلات الاجتماعية المعقدة، ليس فقط لدى الدلافين، ولكن في العديد من الأنواع بمرور الوقت"

ويمكن أن يشمل لعب الدلافين الألعاب البهلوانية، وركوب الأمواج، واللعب بالأشياء، والمطاردة، والقتال، ومن المهم ألا يتم تفسير هذه الأنشطة بشكل خاطئ على أنها عدوان. وتستخدم الثدييات الأخرى تعبيرات الوجه للتواصل بالمرح، ولكن لم يتم البحث فيما إذا كانت الثدييات البحرية تستخدم أيضا تعبيرات الوجه للإشارة إلى وقت اللعب.

ويلفت فافارو الانتباه إلى احتمالية أن تكون إشارة الفم المفتوح قد تطورت من فعل العض، ويضيف أن "الفم المفتوح بشكل مريح، الذي يمكن ملاحظته في الحيوانات آكلة اللحوم، ووجوه اللعب لدى القرود، وحتى الضحك البشري، هو علامة عالمية على المرح، مما يساعد الحيوانات على الإشارة إلى المرح وتجنب الصراع".

الدلافين كائنات تهتم بالتواصل (بيكسابي) السر في الابتسامة

لم يسجل الباحثون الإشارات الصوتية للدلافين أثناء اللعب، ويقولون إن الدراسات المستقبلية يجب أن تحقق في الدور المحتمل للأصوات والإشارات اللمسية أثناء التفاعلات المرحة.

ويقول فافارو "لقد طورت الدلافين أحد أكثر الأنظمة الصوتية تعقيدا في عالم الحيوان، ولكن الصوت يمكن أن يعرضها أيضا للخطر، إذ يمكن أن ترصده الحيوانات المفترسة أو المتنصتين الآخرين. لكن، عندما تلعب الدلافين معا، يساعدها مزيج من الصفير والإشارات البصرية على التعاون وتحقيق الأهداف، وهي إستراتيجية مفيدة بشكل خاص أثناء اللعب الاجتماعي عندما تكون أقل حذرا من الحيوانات المفترسة".

وللتحقق من فرضية التواصل البصري لدى الدلافين، راقب الباحثون الدلافين قارورية الأنف الأسيرة أثناء لعبها في أزواج وأثناء لعبها بحرية مع مدربيها من البشر، وأظهروا أن الدلافين تستخدم تعبير الفم المفتوح بشكل متكرر عند اللعب مع الدلافين الأخرى، ولكن لا يبدو أنها تستخدمه عند اللعب مع البشر أو عندما تلعب بمفردها، واستنتجوا أن هذه الطريقة هي الوسيلة التي تتواصل بها الدلافين معا.

وفي حين تم تسجيل حدث واحد فقط لفتح الفم في أثناء اللعب الانفرادي، سجل الباحثون إجمالي 1288 حدثا لفتح الفم في أثناء جلسات اللعب الاجتماعية، و92% من هذه الأحداث حدثت أثناء جلسات اللعب بين الدلافين.

وبحسب الدراسة، كانت الدلافين أيضا أكثر عرضة لافتراض تعبير الفم المفتوح عندما كانت وجوههم في مجال رؤية زميلهم في اللعب، بحيث كانت 89% من تعبيرات الفم المفتوح المسجلة صدرت في هذا السياق، وعندما تم إدراك هذه "الابتسامة"، ابتسم زميل اللعب في المقابل بنسبة 33% من الوقت.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أثناء اللعب

إقرأ أيضاً:

الحرب والذكاء الاصطناعي

في عالمنا الراهن، لم تعد الحروب الطويلة -لا الخاطفة- تعتمد في المقام الأول على الطائرات الحربية أو المقاتلات التي يقودها مقاتل طيار، وهي الطائرات التي تشكل القوة الضاربة في أي جيش قوي، وإنما أصبحت تعتمد على المسيرات أو الطائرات من دون طيار، وهي أبرز الأسلحة المبرمجة وفقًا للذكاء الاصطناعي، والتي تُستخدم في الحروب الآن على نطاق واسع؛ لأنها سهلة التصنيع ورخيصة التكلفة إلى حد بعيد. ولكن استخدام مثل هذه الأسلحة أو الآلات القاتلة في الحروب يثير أسئلة فلسفية عديدة تتعلق بفلسفة الأخلاق، بل حتى بنظرية المعرفة ذاتها، وهذا ما أهتم بالتنويه إليه في هذا المقال.

من المعلوم أن هذه الأسلحة تكون قابلة للخطأ على أنحاء عديدة مهما كانت دقتها: فهي مبرمجة على إحداثيات وخوارزميات يمكن أن تصيب أهدافًا مدنية، ومن ثم لا تكون قادرة على التمييز بين المدنيين والعسكريين، وهي بذلك تخالف المبادئ الأخلاقية للحرب التي أقرتها القوانين الدولية. وربما يجادل بعض المفتونين بالقدرات الهائلة للتكنولوجيا بالقول بأن هناك أدلة كثيرة على القدرة اللامحدودة لأسلحة الذكاء الاصطناعي على إصابة أهدافها بدقة؛ ولكن رأي هؤلاء غافل عن أن الآلة العسكرية المبرمجة وفقًا للذكاء الاصطناعي يمكن أن تكون متحيزة؛ وبالتالي يمكن أن تتخذ قرارات نهائية خاطئة! وربما يدعو هذا القول إلى الدهشة؛ لأننا اعتدنا أن ننسب التحيز أو عدم التحيز إلى البشر وليس إلى الآلات.

ولكن هذا القول لا ينبغي أن يكون مدعاة لدهشتنا؛ ببساطة لأن هذه الآلات تنحاز وفقًا لانحياز البشر، أعني وفقًا لانحياز البيانات التي زودها بها البشر. وعلى سبيل المثال لا الحصر يمكن أن تكون هذه البيانات متحيزة ضد جماعة بعينها أو جنس أو عرق معين؛ ولذلك تختلف هذه البيانات بحسب الدول المصنعة لهذه الآلات، وبحسب الحروب التي تخوضها في مرحلة معينة ضد دولة أو دول بعينها. حقًّا إن هذه الآلات قد تستخدم أنظمة مبرمجة آليًّا بطريقة جيدة لاتخاذ قرارات ذاتية، ولكن قرارتها تظل عُرضة للخطأ، بل للأخطاء المميتة وغير القابلة للتدارُك. وربما يجادل بعض آخر بالدفاع عن إمكانية أخطاء هذه الآلات بالقول بأن هذه الأخطاء تُوجد أيضًا لدى البشر؛ فلماذا نتحفظ على نجاعة آلات وأسلحة الذكاء الاصطناعي في هذا الصدد. غير أن هذا القول غافل أيضًا عن أن نتائج القرارات الخاطئة للذكاء الاصطناعي هنا تكون كارثية بشكل يفوق كثيرًا أخطاء البشر؛ لأن هذه القرارات تكون نهائية وغير قابلة للمراجعة أو التصحيح أو التعديل.

هذا كله له صلة وثيقة بموضوع أخلاقيات الذكاء الاصطناعي Ethics of Artificial Thinking، وهو موضوع مطروح بقوة في مجال البحث الفلسفي، وهو يندرج تحت موضوع أكثر عمومية يتعلق بأخلاقيات التكنولوجيا، والتي هي بدورها تمثل فرعًا رئيسًا من فلسفة الأخلاق التطبيقية Applied Ethics . غير أن هذا الذي تناولناه هنا له صلة بجانب آخر يتعلق، لا بفلسفة الأخلاق في حد ذاتها، وإنما بنظرية المعرفة أيضًا. وهذا يتبدى لنا بوضوح حينما نضع هذا السؤال: هل الآلات الذكية، وبالتالي الأسلحة المبرمجة وفقًا للذكاء الاصطناعي، تُعتبر عاقلة بما أنها قادرة على اتخاذ قرارات معينة؟ هل يمكن أن ننسب صفة العقل إلى هذه الآلات، وهي الصفة التي طالما قصرناها على الموجودات البشرية؟ سرعان ما سيجيب المتحمسون بلا حدود للذكاء الاصطناعي بالإيجاب، وربما ذهبوا إلى القول بأن قصر العقل على البشر وحدهم من دون الآلات هو نوع من التحيز للطبيعة البشرية.

ولكن لنتريث قليلًا ونتساءل: ماذا تعني صفة «عاقل»؟ لا شك في أن العقل مرتبط بالقدرة على اتخاذ قرار، ومن هذه الناحية فإن الآلات الذكية يكون فيها شيء من سمات العقل. ومع ذلك، فإننا لا يمكن أن نصفها بأنها عاقلة تمامًا: فالذي يمتاز بالعقل هو القادر على أن يعقل مشكلته التي يواجها، وهذا يعني أنه يكون قادرًا على اتخاذ قرار بعد إجراء موازنات بين البيانات أو المعطيات المطروحة أمامه، وليس هذا حال الآلات المبرمجة لتتخذ قرارًا معينًا على أساس من بيانات مبرمجة مسبقًا، ومن دون قدرة على النظر والتقدير في ضوء السياق والمتغيرات التي تطرأ على المشهد أو الواقع الفعلي الذي تتعامل معه. والواقع أننا يمكننا القول بأن القليل من البشر هم الذين يكونون قادرين على التعقل بهذا المعنى، وأن الآلات المبرمجة وفقًا للذكاء الاصطناعي تفتقر إلى هذه الخصيصة، بل إنها تكون حتى أدنى من قدرة الحيوانات العليا على التعقل والتفكير بهذا المعنى!

ما يمكن أن نستفيد مما تقدم هو أن الموازنة بين المعطيات على أرض الواقع في ضوء الاعتبارات الأخلاقية والإنسانية هو مناط الصلة بين العقل والإرادة، وتلك مسألة تفتقر إليها آلات وأسلحة الذكاء الاصطناعي؛ ومن ثم فإن السؤال الذي يبقى هو: هل هناك إمكانية لوضع ضوابط أخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في هذا الصدد؟ بطبيعة الحال يمكن للفلسفة أن تسهم في ذلك بقوة، ولكن الأهم أن تصبح هذه المعايير الأخلاقية بمثابة ضوابط أخلاقية مُلزمة تتبناها المؤسسات الدولية: كالأمم المتحدة على سبيل المثال، وهذا أمر يبقى مطروحًا للنظر.

مقالات مشابهة

  • المساعدات تتواصل إلى غزة.. وتطور جديد في القوافل.. تفاصيل
  • هيئة مستشفى الثورة بالحديدة تعتزم إطلاق أول مركز لجراحة القلب المفتوح بالمحافظة
  • الحرب والذكاء الاصطناعي
  • وزير الاقتصاد يلتقي المواطنين خلال اليوم المفتوح
  • بعد فاصل من اللعب معه.. طفل هندي يقتل ثعبان كوبرا بيده
  • سكرتير عام الأقصر يبحث 44 طلباً وشكوى خلال لقاء اليوم المفتوح مع المواطنين
  • محرز: تمنيت اللعب مع بنزيما في الجزائر ولكنه اختار فرنسا
  • هل تعاد الإجراءات إذا فقدت أوراق التحقيق في القضايا؟ القانون يجيب
  • سلوك الغاب
  • الموجة 26.. حملات إزالة مخالفات البناء تتواصل في حي شمال الغردقة