الجزيرة:
2025-08-01@02:50:11 GMT

مدينة صور اللبنانية عراقة تعود للعهد الفينيقي

تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT

مدينة صور اللبنانية عراقة تعود للعهد الفينيقي

مدينة صور رابع أكبر مدينة لبنانية، تقع في ساحل البحر الأبيض المتوسط، تأسست في الألفية الثالثة قبل الميلاد، وكانت واحدة من أهم حواضر العالم في العهد الفينيقي. تعاقبت عليها الحضارات والأمم، وأصبحت جزءا من دولة لبنان عام 1920.

الموقع الجغرافي

صور مدينة لبنانية ساحلية، تبعد حوالي 83 كيلومترا جنوب العاصمة بيروت، ترتفع عن سطح البحر نحو 10 أمتار، وتمتد على مساحة تُقدَّر بـ6.

75 كيلومترات مربعة.

يحدها من الشمال قضاء صيدا-الزهراني، ومن الشرق قضاء بنت جبيل، ومن الجنوب الحدود المشتركة مع فلسطين ومن الغرب البحر الأبيض المتوسط.

مدينة صور دخلت تحت حكم الدولة العثمانية في بداية القرن السادس عشر (مواقع التواصل الاجتماعي) تسمية مدينة صور

اشتق اسم "صور" من الجذر الفينيقي "صُر"، الذي يعني "الصخرة"، وفي ذلك إشارة إلى الصخرة التي بنيت عليها المدينة.

ويعود أقدم ذكر مكتوب لاسم مدينة صور إلى رسائل "تل العمارنة" المصرية، وقد ذكر فيها اسم صور بـ"سورّو". كما ذكرت في النقوش الآشورية باسم "سور".

التاريخ

تأسست المدينة في الألف الثالث قبل الميلاد، وتكونت من قرية مزدوجة، جزؤها الأول على الساحل والآخر على جزر صخرية تقابل الشاطئ.

وقد وصلت المدينة إلى عصرها الذهبي في القرن العاشر قبل الميلاد، حين أصبحت تحت حكم الملك حيرام الأول، الذي وسّعها وطوّر بنيتها التحتية، ووصل الجزر المحيطة بها بالمدينة على الشاطئ.

وقد أشار الباحثون إلى أن صور كانت من أشهر حواضر العالم في الحقبة الفينيقية، إذ كانت مركز التجارة البحرية، وساهم بحّارة المدينة ببناء مستعمرات في جميع أنحاء الشواطئ المطلة على البحر الأبيض المتوسط مثل قرطاج، التي تأسست على يد الأميرة الفينيقية إليسار.

خلال القرون التالية واجهت المدينة تحديات عديدة من القوى الكبرى في المدينة، وحاصرها الآشوريون والبابليون، وكذا الإسكندر الأكبر، ثم تمكن من احتلالها بعد حصار دام 7 أشهر، وذلك عام 332 قبل الميلاد.

ومع الفتح الإسلامي في القرن السابع الميلادي، استمرت المدينة في الازدهار تحت الحكم الأموي والعباسي، ثم احتلها الصليبيون عام 1124م، وعادت بعدها إلى سيطرة الممالك عام 1291م.

بعد الحرب العالمية الأولى أصبحت صور جزءا من دولة لبنان التي أسسها الفرنسيون عام 1920 (شترستوك)

في بداية القرن السادس عشر دخلت صور تحت حكم الدولة العثمانية عندما توسعت هذه الإمبراطورية لتشمل معظم الأراضي في منطقة الشام، وذلك بعد معركة مرج دابق عام 1516م.

وخلال تلك الفترة بقيت صورة مدينة ساحلية صغيرة نسبيا، لكنها لم تستعد مكانتها السابقة، ولم تشهد تطورا في تلك الحقبة.

وبعد الحرب العالمية الأولى أصبحت صور جزءا من دولة لبنان التي أسسها الفرنسيون عام 1920.

الاقتصاد

أدى اقتصاد المدينة دورا مهما في تطورها وازدهارها، فقد اشتهرت بصناعة المنتجات اليدوية الفاخرة، كما تميزت بتجارتها البحرية.

ومن أبرز صناعاتها الأرجوان أو الصبغة الأرجوانية، المستخرجة من أصداف الموريكس البحرية، واستخدمت لاحقا رمزا للملوك والأباطرة في العالم القديم.

كما اشتهرت المدينة بصناعة الزجاج الشفاف والنسيج والأعمال الحرة التي جذبت التجار من مناطق بعيدة مثل مصر وبلاد ما بين النهرين.

وبحكم موقعها الجغرافي على البحر المتوسط أصبحت مركزا تجاريا دوليا في العهود القديمة وصدر الفينيقيون عن طريقها الأقمشة المصبوغة والزجاج إلى مختلف دور العالم.

مدينة صور أصبحت مركزا تجاريا دوليا في العهد الفينيقي بسبب موقعها الجغرافي على البحر المتوسط (شترستوك) معالم مدينة صور الأثرية

تحتضن مدينة صور عددا من المعالم الأثرية التي تظهر تعاقب الحضارات عليها، ومنها:

الآثار الرومانية والبيزنطية: إذ تحتوي على مجمعات سكنية وحمامات عامة، وحوض سباحة روماني، ومجمعات رياضية، وشوارع مرصوفة بالفسيفساء، التي تعود جميعها إلى العصرين الروماني والبيزنطي. كما تم العثور في سواحلها على بقايا مرفأ فينيقي قديم. الهيبودروم الروماني: ثاني أكبر ميدان سباق عربات في العالم القديم، ويبلغ طوله 480 مترا وكان يتسع لنحو 30 ألف مشاهد. كاتدرائية صور الصليبية: بناها الصليبيون باستخدام أعمدة من الغرانيت الأحمر وأحجار رومانية قديمة. محمية شاطئ صور الطبيعية: تمتد على مساحة 3.8 كيلومترات مربعة، وتشتهر بتنوعها البيئي، إذ تجمع بين الكثبان الرملية والشاطئ البحري وبساتين الحمضيات المحيطة بها. وتعد من أكبر الشواطئ الرملية في لبنان وأبرز مناطق الجذب السياحي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات قبل المیلاد مدینة صور

إقرأ أيضاً:

أكاذيب الكيان الصهيوني التي لا تنتهي

لم يعرف التاريخ الإنساني، وأعتقد لن يعرف حتى قيام الساعة، دولة تكذب وتتحرى الكذب في كل أقوالها وأفعالها مثل دولة الكيان الصهيوني الغاصب التي تكذب كما تتنفس، وتعيش على الكذب الذي قامت على أساسه وتحيا عليه.

الدولة التي قامت على كذبة في العام 1948، لا يمكن أن تستمر وتبقى سوى بمزيد من الأكاذيب التي تنتجها آلة الدعاية الصهيونية المدعومة بوسائل الإعلام العالمية، بشكل يومي لكي تستدر عطف العالم الغربي وتبرر احتلالها البغيض للأراضي الفلسطينية وعدوانها الدائم والهمجي على أصحاب الأرض، وعلى كل من يحاول الوقوف في وجهها وكل من يكشف أكاذيبها ويقاوم غطرستها، وجرائمها التي لا تتوقف ضد الإنسانية.

بدأت الأكاذيب الصهيونية في أواخر القرن التاسع عشر مع نشأة الحركة الصهيونية، بالترويج لأكذوبة أن «فلسطين هي أرض الميعاد التي وعد الله اليهود بالعودة لها بعد قرون من الشتات في الأرض». وكانت هذه الأكذوبة، التي تحولت إلى أسطورة لا دليل على صحتها تاريخيا، المبرر الأول الذي دفع القوى الاستعمارية القديمة، بريطانيا تحديدا، الى إصدار الوعد المشؤوم «وعد بلفور» قبل عام من نهاية الحرب العالمية الأولى بانشاء وطن لليهود في فلسطين. وكان هذا الوعد، كما يقول المؤرخون، الذي صدر عن وزير الخارجية البريطاني أرثر بلفور حجر الأساس لأكبر عملية سرقة في التاريخ، سرقة وطن كامل من أصحابه، ومنحه لمجموعة من العصابات اليهودية دون وجه حق. الوعد الذي لم يعره العالم انتباها وقت صدوره تحول إلى حق مطلق للصهاينة في السنوات التالية، ومن أكذوبة «أرض الميعاد» ووعد الوطن القومي أنتجت الصهيونية العالمية سلسلة لا تنتهي من الأكاذيب التي ما زالت مستمرة حتى اليوم، والمسؤولة، في تقديري، عما يعيشه الفلسطينيون الآن من جحيم تحت الاحتلال الصهيوني.

الكذبة الأولى الخاصة بأرض الميعاد، والتي صدقها العالم نتيجة تكرارها وبفعل التأثير التراكمي طويل المدى لوسائل الاعلام التي سيطر عليها اليهود طوال القرن العشرين، لم تكن سوى أكذوبة سياسية ذات غطاء ديني غير صحيح. إذ تم تفسير النص التوراتي بطريقة ملتوية لتخدم المشروع الصهيوني. ولم تُثبت الحفريات التي يقوم بها الصهاينة أسفل المسجد الأقصى وجود هيكل سليمان أو وجود مملكة داود وسليمان في فلسطين كما تزعم الرواية التوراتية المحرفة، بل أن بعض المؤرخين الإسرائيليين شككوا في وجود اليهود في فلسطين كأمة قبل إنشاء إسرائيل.

دعونا في هذا المقال نتتبع أبرز الأكاذيب الصهيونية التي روجت لها إسرائيل لاستمرار سياساتها العنصرية والتي لم تكن مجرد دعاية عابرة، بل جزءًا من استراتيجية تم وضعها وتهدف في النهاية الى تحقيق الحلم الصهيوني بدولة تمتد «من النيل إلى الفرات»، والترويج للسردية الصهيونية في الاعلام العالمي وحصار السردية الفلسطينية والعربية.

الأكذوبة الثانية التي تمثل امتدادا للأكذوبة الأولى والمرتبطة بها ارتباطا وثيقا، هي أن فلسطين كانت أرضا بلا شعب، وبالتالي يمكن الاستيلاء عليها واحتلالها وتهجير أهلها منها، وجعلها وطنا للشعب اليهودي الذي كان بلا أرض»، وبذلك يتم نفي الوجود العربي الفلسطيني فيها. وتم الترويج لهذه الأكذوبة في الغرب المسيحي المحافظ من خلال خطاب إعلامي يربط إقامة إسرائيل بقرب ظهور المسيح (عليه السلام). وقد نجح الإعلام الصهيوني والمتصهين في تصوير اليهود باعتبارهم عائدين إلى أرضهم، فيما تمت شيطنة الفلسطينيين والتعامل معهم باعتبارهم إرهابيين يعارضون الوعد الإلهي. وكانت هذه الأكذوبة من أخطر الأكاذيب الصهيونية لتبرير احتلال فلسطين بدعوى أنها خالية من السكان، في حين كان يعيش فيها قبل إعلان قيام إسرائيل نحو مليون وثلاثمائة ألف عربي فلسطيني من المسلمين والمسيحيين.

وتزعم الأكذوبة الصهيونية الثالثة أن الفلسطينيين غادروا أرضهم طواعية بعد هزيمة الجيوش العربية وإعلان قيام دولة إسرائيل في العام 1948. وتم استخدام هذه المزاعم للتغطية على مجازر التطهير العرقي الذي قامت به عصابات الصهاينة، وأبرزها مجازر دير ياسين، واللد، والرملة، لطرد الفلسطينيين من أراضيهم وبيوتهم.

لقد ثبت للعالم كله كذب إسرائيل في كل ما روجت له من مزاعم تخالف الحقيقة في الإعلام العالمي المتواطئ معها والمساند لها على الدوام. ومن هذه المزاعم القول بإنها «واحة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط» الذي لا يعرف الديمقراطية. ولم ينتبه العالم إلى أن الديمقراطية الإسرائيلية ترى بعين واحدة، ومخصصة لليهود فقط، ولا تشمل سكانها من الفلسطينيين الذين يعانون من تمييز وفصل عنصري في كل مجالات الحياة. وتستخدم هذه الديمقراطية الأسلحة المحرمة والإبادة الجماعية وسياسات الاغتيال والاعتقال والتعذيب كوسيلة للتعامل مع الفلسطينيين المحرومين من حقوقهم السياسية.

وشبيه بهذا الزعم القول إن «الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر أخلاقية في العالم». ومع الأسف ما زالت هذه المقولة تتردد على ألسنة العسكريين والسياسيين الصهاينة وفي بعض وسائل الاعلام الغربية، رغم الجرائم الموثقة من جانب منظمات حقوقية عالمية، والتي ارتكبها ويرتكبها هذا الجيش «عديم الأخلاق» في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا وإيران، واستهدافه المدنيين من النساء والأطفال، والصحفيين والأطباء وغيرهم، واستخدامه لسلاح التجويع في غزة ومنع الإمدادات الإنسانية من الدخول الى القطاع وإتلافها عمدا، وقتل الجوعى.

ولا تتوقف آلة الكذب الصهيونية عند هذا الحد وتضيف لها الجديد من الأكاذيب كل يوم، مثل الأكذوبة المضحكة التي أصبحت مثار سخرية العالم، وهي إن «إسرائيل تواجه تهديدا وجوديا من جيرانها العرب» المحيطين بها، في الوقت الذي يعلم فيه القاصي والداني أن الكيان الغاصب هو الدولة الشرق أوسطية الوحيدة التي تمتلك ترسانة نووية قادرة على محو جميع الدول العربية، وتتمتع بتفوق عسكري يضمنه ويحافظ عليه ويعززه الشريك الأمريكي ودول غرب أوروبا، وتمنع بالقوة أي دولة في المنطقة من امتلاك الطاقة النووية حتى وإن كان للأغراض السلمية، كما فعلت مع العراق وايران. وينسي من يردد هذه الأكذوبة إن إسرائيل فرضت من خلال الولايات المتحدة التطبيع معها على العديد من الدول العربية، ليس فقط دول الجوار التي كان يمكن ان تهددها، وإنما على دول أخرى بعيدة جغرافيا عنها، وفي طريقها لفرضه على المزيد من الدول.

ويكفي أن نعلم أن غالبية الحروب التي دخلتها إسرائيل كانت حروبا استباقية، وكانت فيها المبادرة بالعدوان، وآخرها الحرب على إيران. والحقيقة أن حربها المستمرة منذ نحو عامين على غزة والتي تزعم أنها، أي الحرب، «دفاع عن النفس» ما هي إلا أكذوبة أخرى تأتي في إطار سعيها لتفريغ القطاع من سكانه وتهجيرهم خارجه بعد تدميره وحصاره المستمر منذ العام 2007 وحتى اليوم، وهو ما ينفي الأكذوبة الأكثر وقاحة التي ترددها الآن بأن «حركة حماس هي المسؤولة عن معاناة أهل غزة، وهي من تجوعهم»، مع أن العالم كله يشاهد كيف حولت القطاع إلى أطلال وإلى أكبر سجن مفتوح في العالم بشهادة الأمم المتحدة.

مقالات مشابهة

  • السياحة تطلق مسابقة لتصوير القطع الأثرية التي تم انتشالها من مياه البحر المتوسط
  • «السياحة والآثار» تطلق مسابقة لتصوير القطع الأثرية التي تم انتشالها من مياه البحر المتوسط
  • مدينة غارقة.. هل يخفي قاع البحر الكاريبي سرّ حضارة مفقودة؟
  • الأمير سلمان بن سلطان يتسلم شهادة اعتماد المدينة المنورة مدينة صحية للمرة الثانية.. فيديو
  • اعتماد المدينة المنورة كثاني أكبر مدينة صحية مليونية في الشرق الأوسط بعد جدة
  • الأمير سلمان بن سلطان يتسلم شهادة اعتماد المدينة المنورة مدينة صحية للمرة الثانية
  • بعد موجة الحر الشديد التي ضربت لبنان... كيف سيكون طقس الأيام المقبلة؟
  • أكاذيب الكيان الصهيوني التي لا تنتهي
  • هزة أرضية بقوة 4.68 على مقياس ريختر غرب مدينة جازان
  • الشمس تضع ثقلها على العراق.. 13 مدينة بين الأعلى حرارة حول العالم