البوابة نيوز:
2025-07-12@05:23:25 GMT

شـواطئ.. روسيا والغرب.. لمن الغلبة؟ (5)

تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يتابع عالم السياسة الشهير ألكسندر جليبوفيتش رار فى كتاب (روسيا والغرب.. لمن الغلبة؟) والذى نقله إلى العربية (محمد نصر الدين الجبالى) بقوله: أضاف بوتين: "إن انهيار الاتحاد السوفيتى يعتبر المأساة الجيوسياسية الكبرى فى القرن العشرين. ويجب على روسيا ألا تسمح بتكرار ذلك". شهدت السياسة الروسية الخارجية تحولات أثناء حكم بوتين، حيث أولى بوتين اهتمامه بالاقتراب من الاتحاد الأوروبى، واقترح على الأوروبي إقامة شراكة غير مسبوقة مع روسيا.

نجح بوتين خلال الأشهر الأولى من حكمه فى تحقيق نجاحات فى قضايا السلاح، وصادق البرلمان الروسى الدوما على معاهدة تقليص الأسلحة الإستراتيجية المثيرة للجدل ومعاهدة الحظر الشامل للتجارة النووية. وفى السياسة الداخلية أعلن الرئيس الجديد من ضمن أهم أولوياته مكافحة الفساد وهو ما ضمن له تعاطفا من قبل دوائر الأعمال فى الغرب. 

أصبح من الواضح بالنسبة للغرب- خاصة الاتحاد الأوروبى – ضرورة صياغة إستراتيجية جديدة للتعاون مع روسيا خارج إطار المعونات الاقتصادية غير أن الغرب لا يعى كيفية التعامل مع دعوات بوتين بإدماج روسيا فى المؤسسات العالمية فى القرن الحادى والعشرين، حيث لم تعد فى حاجة إلى معونات اقتصادية بل إلى تعاون متوازن مع الغرب. أما بوتين فأخذ يلمح إلى أن روسيا يمكن أن تطرق أبواب الناتو والاتحاد الأوروبى. 

وكانت أولى الزيارات الرسمية للرئيس الروسى الجديد إلى ألمانيا، والتى سبق أن قضى بها خمسة أعوام فى الثمانينات بوصفه من كوادر جهاز المخابرات السوفيتى كى جى بى جعلته ملما بثقافتها حتى إنه بدأ فى تعليم بناته الألمانية فى تلك الفترة. وفى الفترة بين عامى 1990 -1996 تردد بوتين كثيرا على ألمانيا وأمريكا وإسبانيا وإسرائيل. ومنذ حكم بطرس الأول لم تحظ روسيا بزعيم ملم بالحياة فى خارج بلاده قبل وصوله إلى الحكم بهذا القدر. ومع وصوله إلى السلطة تضاعفت آمال الأمان فى سيادة دولة القانون فى روسيا، وقررت الحكومة الألمانية عدم تفويت هذه الفرصة وفتحت صفحة جديدة من التعاون مع روسيا. 

وفى بداية حكم بوتين مرت العلاقة بين روسيا وأوروبا بمنعطف حاد، حيث انتهت فترة التقارب الرومانسى فيما بينهما الذى حدث بعد انتهاء الحرب الباردة. ومرت سنوات من الخلافات بين الطرفين حيال قضايا كوسوفو والشيشان، إلى أن أدرك كلا الطرفين أن هذا الصراع المستمر سيؤدى إلى نشوب حرب باردة جديدة فى أوروبا. كان الأوروبيون يرون أنه لا يمكن التعامل مع روسيا كما لو كانت ألمانيا فى عصر جمهورية فايمار ويجب أن تهدف السياسة الأوروبية ليس إلى ردعها بل إلى إرساء شراكة قائمة على الصبر والتحمل. ولكن وفى المقابل طالب السياسيون الأوروبيون بضمانات قانونية لشركاتهم وإصلاح الاقتصاد مثلما حدث فى دول أوروبا الشرقية وبناء مجتمع مدنى وانفتاح السوق أمام المستثمرين الآجانب من الغرب وسداد الديون فى مواعيدها. إلا أن الروس لم يرغبوا فى أن يجبرهم أحد على الاندماج بالقوة فى النظام العالمى الغربى بل كانوا يفضلوان بناء دولتهم الوطنية بأنفسهم.

بقيت القضية الشائكة الأهم هى توسيع حدود حلف الناتو والاتحاد الأوروبى تجاه الشرق وهو ما يهدد من وجهة نظر موسكو الأمن القومى الروسى ويخترق مناطق نفوذه. وبعد مرور 10 سنوات على انهيار الاتحاد السوفيتى أتيحت لروسيا فرصة الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية والاندماج فى المجتمع الاقتصادى العالمى. ويرجع الفضل فى ذلك بالطبع إلى السياسة الخارجية لبوتين والتى كانت تهدف إلى التوصل إلى تفاهم متبادل مع الغرب دون التلويح بالسلاح. وفى الوقت نفسة كان الغرب يخشى من تنامى دور أجهزة المخابرات فى روسيا. كان قوام الفريق الذى اختاره بوتين من الموظفين السابقين فى أجهزة الأمن وذلك بهدف إعادة النظام والأمن إلى البلاد. 

لم يكن المواطنون فى روسيا يشكون من عدم تمتعهم بديمقراطية كاملة بل أن شعبية بوتين ارتفعت لتصل إلى 72%. وأدت الأزمة فى الشيشان إلى تعقيد العلاقات بين روسيا والغرب. وكان رد فعل الجيش الروسى على العمليات الإرهابية للانفصاليين الشيشان شديد القسوة وكان الغرب ينتظر منذ أمد التوصل إلى حل سياسى للأزمة وهو ما لم يكن يلوح فى الأفق على المدى البعيد.   

كانت هناك آمال معقودة على تحالف الطاقة بين روسيا والاتحاد الأوروبى الذى يمكن أن يمثل خطوة أولى على طريق تأسيس فضاء اقتصادى مشترك. وقامت روسيا بتحديث الشبكة الوطنية لأنابيب نقل الغاز، واقترحت إجراءات محددة فيما يتعلق بدعم حوار الطاقة مع أوروبا. أما الخطوة التالية على طريق اندماج روسيا فى الفضاء الاقتصادى الأوروبى فتتمثل فى توسيع شبكة الطرق البرية والحديدية. وأعلنت موسكو عن خطط باستثمار 150مليار دولار أمريكى فى قطاع البنية الأساسية. وهدفت سياسة التحديث إلى خلق منظومة اتصالات تربط آسيا مع الاتحاد الأوروبى عبر أراضى روسيا. 

وكان الأمر الأكثر صعوبة تدشين حوار بين روسيا والغرب فيما يتعلق ببناء مؤسسات دفاعية مشتركة، حيث فشل بوتين فى إقناع الأوروبيين أو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بأنه من غير الممكن عزل روسيا عن طريق توسيع الناتو فى اتجاه الشرق. لم يتجاوب الغرب مع الإشارات التى بعث بها بوتين حول رغبته فى الانضمام إلى الناتو. أما ما حدث أثناء لقاء بوش وبوتين فى جنوة عام 2001 وحديثهم عن بداية مرحلة جديدة من نزع السلاح فإنه قد بدا للكثيرين من الخبراء أنها كانت مجرد إشارة تسمح للأمريكيين بإنفاذ خطتهم لنشر المنظومة المضادة للصورايخ وفى نفس الوقت حفظ ماء وجه روسيا. وكتعويض لروسيا عن توسيع الناتو شرقًا تم دعوتها إلى مجلس أطلق عليه "الناتو- روسيا" والذى اعتبر فى نظر الكثيرين مجرد مؤسسة رمزية. ومن الناحية العسكرية توقف الناتو عن الأخذ بعين الجدية تصريحات روسيا وإجراءاتها. وتم فرض قيود على مشاركة موسكو فى فرق حفظ السلام الدولية فى مناطق النزاعات نظراَ لأن روسيا لا تدعم فكرة مشاركة فرق لحفظ السلام على أراضى رابطة الدول المستقلة. 

    وللحديث بقية      

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: روسيا والغرب لمن الغلبة بوتين ألمانيا الاتحاد الأوروبى روسیا والغرب بین روسیا مع روسیا

إقرأ أيضاً:

الرئيس اللبنانى يطالب الاتحاد الأوروبى بدعم بلاده لاستعادة كامل أراضيه

طالب الرئيس اللبناني، العماد جوزيف عون، الاتحاد الأوروبي، بدعم لبنان من خلال الاستعادة الكاملة لأراضيه وبسط سيادة الدولة عليها، وإطلاق مبادرة شاملة لدعم الجيش اللبنانى بكل الوسائل، محذرًا من أن الوضع الأمنى يمكن أن يتراجع بشكل كبير فى غياب الجيش، وسينتشر تأثير ذلك على كل المنطقة، ولا أحد يرغب بذلك.

جاء هذا خلال استقبال الرئيس اللبناني، اليوم الخميس، وفدًا أوروبيًا برئاسة سفيرة الاتحاد الأوروبى في لبنان، ساندرا دو وال، وسفراء الدول الأعضاء في الاتحاد.

ودعا عون، الاتحاد الأوروبى إلى رفع أى عقوبات أوروبية مفروضة على لبنان، والعمل على عقد مؤتمر أوروبى - عربى لإعادة بناء لبنان، وإحياء اقتصاده بالتوازى مع مسيرته نحو سيادته الكاملة أمنيًا وعسكريًا، مؤكدًا إحراز تقدم فى الإصلاحات التى يطلبها صندوق النقد الدولي.

وأشار إلى أن قانون هيكلة المصارف بات فى مراحل متقدمة فى مجلس النواب، على أمل أن يتم إقراره سريعاً مع نهاية الشهر الجاري"، قائلاً: "نحن نعمل فى مجموعة مركزة رفيعة المستوى لوضع اللمسات الأخيرة على قانون الفجوة المالية".

وتحدث عون عن مسألة النازحين السوريين، معتبرًا أن لبنان يحمّل عبئًا كبيرًا فى استضافته لأعداد النازحين لأكثر من 10 سنوات، ومع استقرار الأوضاع فى أجزاء من سوريا، من العادل والضرورى البدء فى تسهيل عودة النازحين بطريقة آمنة وكريمة ومنسقة، مشيرًا إلى أنه يجب أن يتحول الدعم الدولى وفقًا لذلك، ويجب أن يحصل النازحون على الدعم داخل الأراضى السورية.

وفيما يتعلق بالوضع الأمنى على الحدود اللبنانية-السورية، أشار عون إلى وجود تعاون جيد جداً فى هذا المجال.

من جانبها، أشارت سفيرة الاتحاد الأوروبى إلى تفاعل أوروبا مع الأهداف التى وضعها الرئيس عون والكلام الذى عبّر عنه فى خطاب القسم والذى كان طموحاً جداً، وشكّل أساساً للبنان للسنوات المقبلة، مؤكدة التزام الاتحاد الاوروبى بشكل خاص بالحضور الفاعل فى هذا البلد.

وشدد السفراء الأوروبيون فى مداخلاتهم على تلاقى وجهة نظر بلادهم مع ما قاله الرئيس عون بالنسبة إلى النازحين السوريين، وأنهم بدأوا بالفعل باتخاذ خطوات فى هذا الاتجاه، وأن التقديرات الأولية لدعم النازحين العائدين هى قرابة 100 مليون يورو، وقد تم تأمين حوالى 88 مليون منها من قبل الاتحاد الاوروبي، إضافة إلى الاهتمام بدعم السوريين فى الداخل لتعزيز اقتصادهم وضمان بقائهم فى ارضهم.

وكان الرئيس عون قد استقبل ظهر اليوم فى قصر بعبدا، السفيرة دى وال، والسفراء المرافقين، فى حضور وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، وعدد من المستشارين.

وفى مستهل اللقاء، هنّأت السفيرة الأوروبية الرئيس عون، على مرور 6 أشهر على انتخابه رئيساً للجمهورية، وشددت على أهمية هذا اللقاء الذى يجمع أكبر قدر ممكن من ممثلى الدول الأوروبية، فى خطوة تعكس الاهتمام الكبير للأوروبيين بلبنان.

ولفتت إلى تفاعل أوروبا مع الأهداف التى وضعها عون والكلام الذى عبّر عنه فى خطاب القسم والذى كان طموحاً جداً، وشكّل أساساً للبنان للسنوات المقبلة، والتزام الاتحاد الاوروبى بشكل خاص بالحضور الفاعل فى هذا البلد، ودعمه الذى لم يتوقف منذ العام 2023 فى مشاريع ومساعدات اجتماعية وإنسانية وتنموية، والتى تخطت الـ600 مليون دولار أمريكى، إضافة إلى المساعدات العسكرية للجيش اللبنانى والقوى الأمنية.

كما قدّر السفراء الأوروبيون الجهود الإصلاحية القانونية التى يقوم بها لبنان، متمنين أن تكون متوافقة أيضاً مع نصائح "لجنة البندقية" (وهى هيئة استشارية تابعة لمجلس أوروبا فى المسائل الدستورية، وتقدم المشورة القانونية للدول الأعضاء فى المجلس وللدول التى تسعى إلى التعاون مع الأوروبيين عبر تطابق هياكلها القانونية والمؤسساتية مع المعايير الأوروبية).

ورد عون مرحباً بأعضاء الوفد، وشكرهم على جهودهم التى يبذلونها فى سبيل مساعدة لبنان والدور الذى يؤدونه فى دعم الجيش والقوى الأمنية اللبنانية، قائلا إن "الاتحاد الأوروبى ودوله الأعضاء وقفوا دائمًا إلى جانب لبنان، فى لحظات الأمل كما فى أوقات الشدة، كان دعمكم لشعبنا، ولمؤسساتنا، وللاستقرار فى بلادنا ثابتًا على الصعد الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية، ولبنان يشكركم على ذلك".

مقالات مشابهة

  • ما الذي كشفته إقالة وزير النقل ووفاته عن روسيا في عهد بوتين؟
  • إعلان مهم عن روسيا: ترامب يربك الحلفاء والكرملين يرفع نبرة التحذير
  • ترامب يعلن استئناف تسليح أوكرانيا ويؤكد: الناتو سيدفع الثمن.. روسيا تحذّر من ردّ مباشر
  • ترامب يعتزم إصدار بيان مهم بشأن روسيا
  • لوّح ببيان حاسم ضد روسيا .. ترامب: أسلحة لأوكرانيا على نفقة الناتو
  • الرئيس اللبنانى يطالب الاتحاد الأوروبى بدعم بلاده لاستعادة كامل أراضيه
  • المخابرات التشكية: روسيا تجند مهاجرين لزعزعة استقرار الغرب عبر "تيليغرام"
  • روسيا : جوتيريتش ومرؤوسيه ينشرون أكاذيب كييف والغرب بانتظام
  • روسيا ومؤامرة تسميم ذكاء الغرب الاصطناعي
  • بعد ساعات فقط من تعهد ترامب وانتقاده بوتين.. روسيا ترد بشراسة في أوكرانيا