البوابة نيوز:
2025-05-20@07:13:55 GMT

شـواطئ.. روسيا والغرب.. لمن الغلبة؟ (5)

تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يتابع عالم السياسة الشهير ألكسندر جليبوفيتش رار فى كتاب (روسيا والغرب.. لمن الغلبة؟) والذى نقله إلى العربية (محمد نصر الدين الجبالى) بقوله: أضاف بوتين: "إن انهيار الاتحاد السوفيتى يعتبر المأساة الجيوسياسية الكبرى فى القرن العشرين. ويجب على روسيا ألا تسمح بتكرار ذلك". شهدت السياسة الروسية الخارجية تحولات أثناء حكم بوتين، حيث أولى بوتين اهتمامه بالاقتراب من الاتحاد الأوروبى، واقترح على الأوروبي إقامة شراكة غير مسبوقة مع روسيا.

نجح بوتين خلال الأشهر الأولى من حكمه فى تحقيق نجاحات فى قضايا السلاح، وصادق البرلمان الروسى الدوما على معاهدة تقليص الأسلحة الإستراتيجية المثيرة للجدل ومعاهدة الحظر الشامل للتجارة النووية. وفى السياسة الداخلية أعلن الرئيس الجديد من ضمن أهم أولوياته مكافحة الفساد وهو ما ضمن له تعاطفا من قبل دوائر الأعمال فى الغرب. 

أصبح من الواضح بالنسبة للغرب- خاصة الاتحاد الأوروبى – ضرورة صياغة إستراتيجية جديدة للتعاون مع روسيا خارج إطار المعونات الاقتصادية غير أن الغرب لا يعى كيفية التعامل مع دعوات بوتين بإدماج روسيا فى المؤسسات العالمية فى القرن الحادى والعشرين، حيث لم تعد فى حاجة إلى معونات اقتصادية بل إلى تعاون متوازن مع الغرب. أما بوتين فأخذ يلمح إلى أن روسيا يمكن أن تطرق أبواب الناتو والاتحاد الأوروبى. 

وكانت أولى الزيارات الرسمية للرئيس الروسى الجديد إلى ألمانيا، والتى سبق أن قضى بها خمسة أعوام فى الثمانينات بوصفه من كوادر جهاز المخابرات السوفيتى كى جى بى جعلته ملما بثقافتها حتى إنه بدأ فى تعليم بناته الألمانية فى تلك الفترة. وفى الفترة بين عامى 1990 -1996 تردد بوتين كثيرا على ألمانيا وأمريكا وإسبانيا وإسرائيل. ومنذ حكم بطرس الأول لم تحظ روسيا بزعيم ملم بالحياة فى خارج بلاده قبل وصوله إلى الحكم بهذا القدر. ومع وصوله إلى السلطة تضاعفت آمال الأمان فى سيادة دولة القانون فى روسيا، وقررت الحكومة الألمانية عدم تفويت هذه الفرصة وفتحت صفحة جديدة من التعاون مع روسيا. 

وفى بداية حكم بوتين مرت العلاقة بين روسيا وأوروبا بمنعطف حاد، حيث انتهت فترة التقارب الرومانسى فيما بينهما الذى حدث بعد انتهاء الحرب الباردة. ومرت سنوات من الخلافات بين الطرفين حيال قضايا كوسوفو والشيشان، إلى أن أدرك كلا الطرفين أن هذا الصراع المستمر سيؤدى إلى نشوب حرب باردة جديدة فى أوروبا. كان الأوروبيون يرون أنه لا يمكن التعامل مع روسيا كما لو كانت ألمانيا فى عصر جمهورية فايمار ويجب أن تهدف السياسة الأوروبية ليس إلى ردعها بل إلى إرساء شراكة قائمة على الصبر والتحمل. ولكن وفى المقابل طالب السياسيون الأوروبيون بضمانات قانونية لشركاتهم وإصلاح الاقتصاد مثلما حدث فى دول أوروبا الشرقية وبناء مجتمع مدنى وانفتاح السوق أمام المستثمرين الآجانب من الغرب وسداد الديون فى مواعيدها. إلا أن الروس لم يرغبوا فى أن يجبرهم أحد على الاندماج بالقوة فى النظام العالمى الغربى بل كانوا يفضلوان بناء دولتهم الوطنية بأنفسهم.

بقيت القضية الشائكة الأهم هى توسيع حدود حلف الناتو والاتحاد الأوروبى تجاه الشرق وهو ما يهدد من وجهة نظر موسكو الأمن القومى الروسى ويخترق مناطق نفوذه. وبعد مرور 10 سنوات على انهيار الاتحاد السوفيتى أتيحت لروسيا فرصة الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية والاندماج فى المجتمع الاقتصادى العالمى. ويرجع الفضل فى ذلك بالطبع إلى السياسة الخارجية لبوتين والتى كانت تهدف إلى التوصل إلى تفاهم متبادل مع الغرب دون التلويح بالسلاح. وفى الوقت نفسة كان الغرب يخشى من تنامى دور أجهزة المخابرات فى روسيا. كان قوام الفريق الذى اختاره بوتين من الموظفين السابقين فى أجهزة الأمن وذلك بهدف إعادة النظام والأمن إلى البلاد. 

لم يكن المواطنون فى روسيا يشكون من عدم تمتعهم بديمقراطية كاملة بل أن شعبية بوتين ارتفعت لتصل إلى 72%. وأدت الأزمة فى الشيشان إلى تعقيد العلاقات بين روسيا والغرب. وكان رد فعل الجيش الروسى على العمليات الإرهابية للانفصاليين الشيشان شديد القسوة وكان الغرب ينتظر منذ أمد التوصل إلى حل سياسى للأزمة وهو ما لم يكن يلوح فى الأفق على المدى البعيد.   

كانت هناك آمال معقودة على تحالف الطاقة بين روسيا والاتحاد الأوروبى الذى يمكن أن يمثل خطوة أولى على طريق تأسيس فضاء اقتصادى مشترك. وقامت روسيا بتحديث الشبكة الوطنية لأنابيب نقل الغاز، واقترحت إجراءات محددة فيما يتعلق بدعم حوار الطاقة مع أوروبا. أما الخطوة التالية على طريق اندماج روسيا فى الفضاء الاقتصادى الأوروبى فتتمثل فى توسيع شبكة الطرق البرية والحديدية. وأعلنت موسكو عن خطط باستثمار 150مليار دولار أمريكى فى قطاع البنية الأساسية. وهدفت سياسة التحديث إلى خلق منظومة اتصالات تربط آسيا مع الاتحاد الأوروبى عبر أراضى روسيا. 

وكان الأمر الأكثر صعوبة تدشين حوار بين روسيا والغرب فيما يتعلق ببناء مؤسسات دفاعية مشتركة، حيث فشل بوتين فى إقناع الأوروبيين أو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بأنه من غير الممكن عزل روسيا عن طريق توسيع الناتو فى اتجاه الشرق. لم يتجاوب الغرب مع الإشارات التى بعث بها بوتين حول رغبته فى الانضمام إلى الناتو. أما ما حدث أثناء لقاء بوش وبوتين فى جنوة عام 2001 وحديثهم عن بداية مرحلة جديدة من نزع السلاح فإنه قد بدا للكثيرين من الخبراء أنها كانت مجرد إشارة تسمح للأمريكيين بإنفاذ خطتهم لنشر المنظومة المضادة للصورايخ وفى نفس الوقت حفظ ماء وجه روسيا. وكتعويض لروسيا عن توسيع الناتو شرقًا تم دعوتها إلى مجلس أطلق عليه "الناتو- روسيا" والذى اعتبر فى نظر الكثيرين مجرد مؤسسة رمزية. ومن الناحية العسكرية توقف الناتو عن الأخذ بعين الجدية تصريحات روسيا وإجراءاتها. وتم فرض قيود على مشاركة موسكو فى فرق حفظ السلام الدولية فى مناطق النزاعات نظراَ لأن روسيا لا تدعم فكرة مشاركة فرق لحفظ السلام على أراضى رابطة الدول المستقلة. 

    وللحديث بقية      

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: روسيا والغرب لمن الغلبة بوتين ألمانيا الاتحاد الأوروبى روسیا والغرب بین روسیا مع روسیا

إقرأ أيضاً:

روسيا تشن أكبر هجوم بطائرات بدون طيار في الحرب قبل مكالمة بوتين وترامب

مايو 18, 2025آخر تحديث: مايو 18, 2025

المستقلة/- شنت روسيا يوم الأحد أكبر هجوم لها بطائرات مسيرة على أوكرانيا منذ بداية الحرب، مما أسفر عن تدمير منازل ومقتل امرأة واحدة على الأقل، وذلك قبل يوم من موعد مناقشة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقترح وقف إطلاق النار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال جهاز المخابرات الأوكراني إنه يعتقد أيضًا أن موسكو كانت تنوي إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات في وقت لاحق من يوم الأحد في محاولة لترهيب الغرب. ولم يصدر أي رد فوري من موسكو على هذا الاتهام.

التقى الرئيس فولوديمير زيلينسكي، الذي يسعى جاهدًا لاستعادة العلاقات مع واشنطن بعد زيارة كارثية للبيت الأبيض في فبراير، بنائب الرئيس جيه دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو في روما يوم الأحد على هامش حفل تنصيب البابا ليو.

وقال زيلينسكي إن الاجتماع كان “جيدًا” ونشر صورًا لمسؤولين أوكرانيين وأمريكيين يجلسون في الخارج على طاولة مستديرة ويبتسمون. وذكرت وسائل الإعلام الأوكرانية أن الاجتماع استمر 40 دقيقة.

وقال زيلينسكي الذي التقى أيضا البابا الجديد: “أكدت مجددا أن أوكرانيا مستعدة للمشاركة في دبلوماسية حقيقية وشددت على أهمية وقف إطلاق النار الكامل وغير المشروط في أقرب وقت ممكن”.

عقدت أوكرانيا وروسيا يوم الجمعة أول محادثات مباشرة بينهما منذ أكثر من ثلاث سنوات، تحت ضغط من ترامب للموافقة على وقف إطلاق النار في حرب تعهد بإنهائها سريعًا. اتفق الطرفان على تبادل ألف سجين، لكنهما فشلا في التوصل إلى هدنة، بعد أن قدمت موسكو شروطًا وصفها أحد أعضاء الوفد الأوكراني بأنها “غير مقبولة”.

صرح المستشار الألماني فريدريش ميرز بأن قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبولندا يعتزمون التحدث إلى ترامب قبل خطاب الرئيسين الأمريكي والروسي يوم الاثنين. زار الزعماء الأوروبيون الأربعة كييف الأسبوع الماضي، ودعوا ترامب إلى دعم عقوبات جديدة على روسيا.

وعندما سُئل وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت عما إذا كان الوقت قد حان لفرض عقوبات أشد على روسيا، قال إن الأمر متروك لترامب.

وقال لبرنامج “واجه الصحافة” على قناة إن بي سي نيوز: “أعتقد أننا سنرى ما سيحدث عندما يجلس الجانبان على طاولة المفاوضات”.

وقال: “أوضح الرئيس ترامب بوضوح أنه إذا لم يتفاوض الرئيس بوتين بحسن نية، فإن الولايات المتحدة لن تتردد في تشديد العقوبات على روسيا، إلى جانب شركائنا الأوروبيين.”

بعد ليلة من الإنذارات الجوية، أعلن سلاح الجو الأوكراني أنه حتى الساعة الثامنة من صباح الأحد، أطلقت روسيا 273 طائرة مسيرة على مدن أوكرانية.

وأفادت السلطات الأوكرانية بإصابة ثلاثة أشخاص آخرين، بينهم طفل في الرابعة من عمره.

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • بوتين: روسيا مستعدة لتوقيع مذكرة تفاهم لوقف إطلاق النار مع أوكرانيا
  • ترامب يوضح ما تريده روسيا بعد مكالمته مع بوتين حول حرب أوكرانيا
  • بوتين: ترامب أشار أن روسيا تؤيد الحل السلمي للأزمة في أوكرانيا
  • روسيا تنشر قوات قتالية وجواسيس على طول حدودها مع فنلندا
  • روسيا تشن أكبر هجوم بطائرات بدون طيار في الحرب قبل مكالمة بوتين وترامب
  • عقدة أوكرانيا.. لماذا فشل الغرب في هزيمة روسيا حتى الآن؟
  • هكذا تواجه روسيا الغرب المنقسم
  • روسيا: اللقاء بين بوتين وزيلينسكي "ممكن" بهذا الشرط
  • عاجل | ترامب: سأجري اتصالا مع بوتين الاثنين المقبل ثم سأتصل بزيلنسكي وأعضاء في الناتو
  • روسيا تؤكد إمكانية اجتماع بوتين وزيلينسكي.. وأردوغان يعلق على مباحثات إسطنبول