رغم العقبات.. الأمين العام الجديد لحلف الناتو يسعى إلى زيادة الدعم لأوكرانيا
تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT
أكد الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، أن هدفه كرئيس لذلك التكتل العسكري هو ضمان "انتصار أوكرانيا"، في حين قال سلفه، ينس ستولتنبرغ، الجمعة، في حديث إلى صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، إن حلفاء كييف كان ينبغي لهم أن يزودوها بمزيد من الأسلحة قبل حدوث الغزو الروسي في فبراير 2022، وذلك لمنع وقوع الحرب.
وحسب موقع "صوت أميركا" الإخباري، فقد قال روته، خلال زيارته لكييف، الخميس، إن "لأوكرانيا الحق في الدفاع عن نفسها، والقانون الدولي إلى جانبها".
وتابع: "هذا يعني أن ذلك الحق لا ينتهي عند الحدود مع روسيا، فموسكو تواصل هذه الحرب غير الشرعية، وبالتالي فإن.. استهداف الطائرات المقاتلة والصواريخ الروسية قبل أن يتم استخدامها ضد البنية التحتية المدنية لأوكرانيا، يمكن أن يساعد في إنقاذ الأرواح".
من جانبها، أشارت المحللة والخبيرة السياسية أرميدا فان ريخ، وهي زميلة أبحاث بارزة في معهد تشاتام هاوس في لندن، إلى أن "روته يعد حليفا عتيدا لأوكراينا".
وأضافت في حديثها إلى موقع "صوت أميركا": "أثناء عمله كرئيس لوزراء هولندا، كان داعمًا جدًا لأوكرانيا، فهو الذي وقع على صفقة طائرات (إف-16) لصالح كييف".
ومع ذلك، يواجه روته رياحًا معاكسة وهو يحاول تعزيز الدعم العسكري لأوكرانيا بين حلفاء الناتو، إذ عليه أن ينتظر نتائج الانتخابات الأميركية التي ستجرى في الخامس من نوفمبر المقبل.
وفي هذا الصدد، قالت فان ريخ: "هناك خطر حقيقي على أوكرانيا من أن يحاول (المرشح الجمهوري) دونالد ترامب، إجبار أوكرانيا على الاستسلام لروسيا، وهو ما سيكون فظيعًا للأمن الأوروبي".
وتابعت: "هذا هو التحدي الأول. لكن التحدي الثاني هو أنه حتى لو فازت المرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس، فهي ستواجه كونغرس منقسما، وبالتالي ستعاني من أجل تمرير حزم المساعدات المخصصة لأوكرانيا".
وأكدت الباحثة أن السيناريوهين سيتطلبان من حلفاء الناتو الأوروبيين، تكثيف مساعداتهم العسكرية لكييف.
"أشعر بالندم"من جانبه، قال الأمين السابق لحلف الناتو، إن حلفاء أوكرانيا كان ينبغي لهم أن يزودوا كييف بمزيد من الأسلحة قبل الغزو الروسي، "لمنع الحرب".
وقال ستولتنبرغ لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية: "إذا كان هناك أي شيء أشعر بالندم عليه وأراه بوضوح أكبر الآن، هو أنه كان ينبغي لنا أن نزود أوكرانيا بمزيد من الدعم العسكري في وقت أبكر بكثير".
وتابع: "أعتقد أننا جميعًا يجب أن نعترف بأنه كان ينبغي لنا أن نعطيهم المزيد من الأسلحة قبل الغزو".
وكان ستولتنبرغ قد شغل منصب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي بين عامي 2014 و2024.
وقال إنه قبل الغزو الشامل لقوات الكرملين في أوائل عام 2022، "كان إرسال أسلحة فتاكة إلى أوكرانيا محل نقاش كبير.. كان معظم الحلفاء ضد ذلك.. كانوا خائفين جدًا من العواقب"، مردفا: "أنا فخور بما فعلناه (لاحقا)، لكن كان من الممكن أن يكون ميزة كبيرة لو بدأ في وقت سابق".
ونبه إلى أنه "ربما كان من الممكن أن يمنع تسليح أوكرانيا الغزو، أو على الأقل يجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لروسيا للقيام بما فعلته".
وخلال الحرب، ناشدت كييف حلفاءها الغربيين للحصول على أسلحة أكثر تقدمًا، بما في ذلك الصواريخ بعيدة المدى والدبابات القتالية وأنظمة الدفاع الجوي "باتريوت".
ورضخت بعض الدول، مثل ألمانيا، في النهاية لبعض الطلبات، بينما رفضت بشدة طلبات أخرى.
وخلال العقد الذي قضاه ستولتنبرغ على رأس حلف شمال الأطلسي، انسحب التحالف من أفغانستان بمبادرة من الولايات المتحدة.
كما ترأس الناتو خلال فترة حكم الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، حيث تلقى إشادات لإبقائه التحالف متماسكًا، حتى مع تهديد ترامب مرارًاً بالانسحاب ما لم يعزز الأعضاء الآخرون إنفاقهم العسكري.
وقال ستولتنبرغ: "سواء كانت احتمالية انهيار حلف شمال الأطلسي تحت قيادة ترامب 10 في المئة أو 90 في المئة، فإن هذا لم يغيّر ما كان علينا فعله".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
إسبانيا ترد على ترامب بعد اقتراحه طردها من الناتو
أكدت الحكومة الإسبانية التزامها تجاه حلف شمال الأطلسي (الناتو) ودعت إلى الهدوء، ردا على مطالبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بطرد مدريد من الحلف، أمس الخميس.
ونقلت رويترز عن مصدر في الحكومة الإسبانية، لم تسمّه، إن بلاده تحظى بعضوية كاملة في الناتو، وتفي بأهداف قدراتها تماما مثل الولايات المتحدة.
وقال ترامب أمس الخميس إن على حلف شمال الأطلسي أن ينظر في طرد إسبانيا من عضويته بسبب خلاف على تأخر الدولة الواقعة غربي أوروبا في زيادة الإنفاق العسكري.
ودعا الرئيس الأميركي الزعماء الأوروبيين إلى إقناع مدريد بتعزيز التزاماتها تجاه الحلف، وذلك خلال اجتماع في المكتب البيضاوي مع ألكسندر ستوب رئيس فنلندا الدولة المنضمة حديثا إلى حلف شمال الأطلسي.
وخاطب ترامب القادة الأوروبيين، قائلا: "عليكم أن تبدؤوا التحدث إلى إسبانيا. عليكم أن تتواصلوا معهم وتعرفوا سبب تأخرهم".
واعتبر أنه ليس لدى الإسبان أي عذر لعدم فعل ذلك، مضيفا أنه "ربما يجب على القادة الأوروبيين أن يطردوهم من حلف شمال الأطلسي بصراحة".
واتفق أعضاء الحلف المدعوم من الولايات المتحدة في يونيو/حزيران الماضي، على زيادة إنفاقهم العسكري بشدة إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، مما يحقق أولوية رئيسية لترامب الذي يريد من الأوروبيين إنفاق المزيد على دفاعهم.
لكن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، قال حينئذ إنه لن يلتزم بمستوى 5% المستهدف، واصفا إياه بأنه "لا يتوافق مع دولة الرفاه ورؤيتنا العالمية".
وانضمت إسبانيا إلى حلف الأطلسي في 1982. وأصبح الحلف الذي يضم 32 عضوا في بؤرة الاهتمام منذ حرب روسيا مع أوكرانيا في 2022.