لوموند: قيس سعيد يجر تونس إلى منحدر غير ليبرالي بلا نهاية
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
قالت صحيفة لوموند إن الانحدار "غير الليبرالي" لا نهاية له في تونس، ووصفته بأنه انتكاسة مذهلة نحو الاستبداد تدمر إنجازات التحول الديمقراطي الذي حدث عام 2011، ورأت أن الانتخابات الرئاسية المقررة اليوم الأحد تمثل مرحلة جديدة من اندفاع الرئيس قيس سعيد المتهور نحو تعزيز سلطته الشخصية.
وأوضحت الصحيفة في افتتاحيتها أن الرئيس سعيد -الذي جعلته أوروبا شريكا مميزا في سياسات احتواء الهجرة- يتصرف في الدستور والقوانين وفقا لأهوائه، ويلغي أي نصوص قانونية تعيق طموحه، مثل تعديله قانون الانتخابات في اللحظة الأخيرة لتجريد القضاء الإداري من صلاحياته في مسائل النزاعات الناشئة عن صناديق الاقتراع.
وتساءلت لوموند: هل كان قيس سعيد يشعر بتحول المد ليلجأ إلى هذه القوة القانونية الجديدة؟ وهل كان يشعر بالقلق من انقلاب محتمل في حظه الانتخابي حتى يلجأ إلى القضاء على منافسيه الأكثر جدية تحت ذرائع واهية؟
وتضيف الصحيفة أنه هكذا تُجرى انتخابات 6 أكتوبر/تشرين الأول في جو مؤسف، حيث لا يكون أمام سعيد سوى مرشحين فقط، أحدهما حُكم عليه للتو بالسجن 12 عاما بتهمة "تزوير الرعاية".
ورأت الصحيفة أن المشهد السياسي في "تونس قيس سعيد" ليس أكثر من حقل من الخراب، فنحو 170 من نشطاء المعارضة والمواطنين المنتقدين الآن في السجون حسب منظمة هيومن رايتس ووتش، ويتم تكميم وسائل الإعلام وتقييد الجمعيات، ويبرر سعيد هذا التصعيد القمعي بأنه تعقب للمؤامرات التي تحاك من الخارج.
من منقذ إلهي إلى مستبد
ولم ينتبه أحد -حسب الصحيفة- إلى مواقف سعيد القديمة المعادية للديمقراطية التمثيلية والهيئات الوسيطة، لأن رفضه أخطاء المرحلة الانتقالية والفساد وانعدام الأمن والتدهور الاجتماعي والاقتصادي أعمى أغلبية المجتمع التونسي عن ذلك، فسلمت نفسها لهذا المنقذ الإلهي الذي تحول إلى حاكم مستبد ألحق ضررا عميقا بالشخصية السياسية التونسية التي ولدت أمل "الربيع العربي".
وما يزيد محنة التونسيين هو أن فرنسا وأوروبا تشاهدان بدون مبالاة مغامرة سعيد المحفوفة بالمخاطر رغم الإحراج الذي يهمس به الدبلوماسيون الأوروبيون، والذي ليس له وزن كبير في مواجهة السياسة الواقعية التي صدر مرسومها من بروكسل.
وخلصت الصحيفة إلى أن بروكسل راضية عن تعاون سعيد في وقف تدفقات الهجرة نحو إيطاليا حتى أن رئيسة المجلس الإيطالي جورجيا ميلوني جعلته نموذجا للاستعانة بمصادر خارجية لمراقبة الحدود في الاتحاد الأوروبي لا يترك للديمقراطيين التونسيين أي سند يعتمدون عليه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات قیس سعید
إقرأ أيضاً:
زيلينسكي يشير إلى صعوبة المسار التفاوضي: ترامب يشعر بخيبة أمل.. والأنظار تتجه إلى لندن
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه شعر "بخيبة أمل بعض الشيء" تجاه نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بسبب عدم انخراطه في الدفع قدماً بمقترح خطة السلام لإنهاء الحرب مع روسيا.
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، إن المفاوضات مع الجانب الأمريكي كانت "بناءة لكنها ليست سهلة"، مشيرًا إلى أن ممثلي بلاده أجروا خلال الأيام الماضية محادثات "جوهرية" مع ممثلي دونالد ترامب.
وأوضح زيلينسكي أن أمين مجلس الأمن والدفاع الأوكراني روستم أوميروف، ورئيس هيئة الأركان أندريه جناتوف، توجها إلى أوروبا لمزيد من المحادثات.
وقال: "أتوقّع منهم معلومات مفصّلة حول كل ما قيل للممثلين الأميركيين في موسكو، وحول الجوانب التي قد يكون الأميركيون مستعدين لتعديلها في المفاوضات بيننا وبين الروس".
زيلينسكي عبر "إكس": تستحق أوكرانيا سلامًا كريماً، وما إذا كان سيكون هناك سلام يعتمد بالكامل على روسيا – على ضغوطنا الجماعية على روسيا، وعلى المواقف التفاوضية الصائبة للولايات المتحدة وأوروبا وجميع شركائنا الآخرين. يجب محاسبة روسيا على ما تفعله – على الضربات اليومية، وعلى الإرهاب المستمر ضد شعبنا، وعلى الحرب نفسها.كما شكر زيلينسكي المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، وصهر ترامب جاريد كوشنر، على "استعدادهما للعمل المشترك" بعد محادثات السبت، مضيفًا أن "الممثلين الأميركيين يعرفون المواقف الأوكرانية الأساسية، وكانت المحادثة بنّاءة رغم صعوبتها".
وكان زيلينسكي قد أجرى يوم السبت اتصالًا هاتفيًا مع ويتكوف وكوشنر، ومن المتوقع أن ينتظره اليوم الاثنين نهار حافل في لندن، إذ يعقد اجتماعًا مشتركًا مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس في لندن، يليه لقاء ثنائي مع ستارمر.
ثم سيشارك في اتصال مرئي مع قادة أوروبيين آخرين، بينهم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والأمين العام لحلف الناتو مارك روته، قبل أن يغادر إلى بلجيكا لاستكمال المحادثات.
وكان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر قد تحدث قبل اللقاء مع رئيس الوزراء الهولندي ديك سخوف، وأكد الاثنان أن الدفاع عن أوكرانيا لا يزال بحاجة إلى دعم دولي، وأن أمنها ضروري لأمن أوروبا.
وجاءت المحادثات بين زيلينسكي والمبعوثين بعد لقائهما بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين، حيث رفضت موسكو أجزاءً من المقترح الأميركي.
"خيبة أمل"في المقابل، عبّر ترامب عن شعوره "بخيبة أمل بعض الشيء"، مشيرًا إلى أن زيلينسكي لم يسعَ بعد لدعم مقترح السلام لإنهاء الحرب مع روسيا. وأضاف للصحفيين أنه "تحدثت مع الرئيس بوتين ومع القادة الأوكرانيين.. بمن فيهم زيلينسكي.. ويجب أن أقول إنني أشعر بخيبة أمل بعض الشيء لأن الرئيس زيلينسكي لم يقرأ المقترح بعد، وكان ذلك قبل ساعات قليلة".
وكان الزعيم الجمهوري قد ألمح سابقًا إلى أن اتفاق السلام قد يكون قريبًا، فيما قال المبعوث الأميركي المنتهية ولايته، كيث كيلوغ، إن الجهود دخلت "الأمتار العشرة الأخيرة"، وهي الأصعب عادة.
لكن في حال فشل الجهود واستمرار الحرب، قال نجل ترامب إن والده "قد ينسحب من عملية السلام تمامًا"، مضيفًا أن "ما يميز والده هو أنه غير متوقع."
Related بوتين متحدياً الضغوط الأميركية بعد لقاء مودي: نفط روسيا سيصل إلى الهند بلا انقطاعأوكرانيا تؤكد سعيها لـ"سلام حقيقي" مع روسيا وبوتين يُعلن شروطه لإنهاء الحربقبل المحادثات بين كييف وواشنطن.. روسيا تشن هجومًا واسع النطاق على أوكرانيا مفاوضات دونها عقباتولا تزال عملية المفاوضات تواجه عقبات صعبة الحل، فيما يتعلق بمدى استعداد كييف للتنازل عن أراضٍ لروسيا، وكيفية ضمان أمنها في المستقبل.
وكان الكرملين قد أعلن أن بوتين وافق على بعض المقترحات الأميركية لكنه اعتبر بعضها "غير مقبول". فيما قالت السفيرة الأوكرانية لدى الولايات المتحدة، أولغا ستيفانيشينا، إن "قضايا صعبة ما تزال مطروحة"، بما فيها مسألة الأراضي والضمانات الأمنية.
في غضون ذلك، تستمر الضربات الروسية العنيفة على مناطق من أوكرانيا، حيث قُتل شخص واحد وأُصيب ما لا يقل عن سبعة آخرين في أحدث ضربة روسية ضد أوكرانيا، فيما أعلنت القوات الجوية أن نحو 704 صواريخ وطائرات مسيّرة استهدفت البنية التحتية للطاقة والنقل في البلاد.
كما دُمرت محطة قطارات قرب كييف، وانقطع التيار الكهربائي عن ثماني مناطق، فيما فقدت محطة زاباروجيا النووية اتصالها بالطاقة الخارجية مؤقتًا، وأكدت القوات الأوكرانية إصابة مصفاة ريازان الروسية الكبرى، وهي تاسع ضربة للمصفاة هذا العام.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة