نزل آلاف الاسرائيليين مجددا إلى شوارع تل أبيب، السبت، رافعين شعارات منادية بالديمقراطية، في أحدث تحرك احتجاجي على خطة التعديلات القضائية المثيرة للجدل لحكومة بنيامين نتانياهو التي تعدّ الأكثر يمينية في تاريخ الدولة العبرية.

ومذ كشفت الحكومة عن حزمة الإصلاحات هذه، في يناير، شارك عشرات الآلاف من الإسرائيليين في تحركات أسبوعية أضحت أكبر حركة احتجاجية في تاريخ البلاد وتسببت بانقسام حاد.

وشملت التظاهرات عددا من المدن الإسرائيلية أبرزها تل أبيب حيث تجمع المحتجون مجددا، السبت، ورددوا هتافات "ديمقراطية، ديمقراطية"، مؤكدين مواصلة التحركات حتى "تتحسن" التعديلات القضائية المقترحة.

وقال المتظاهر بين فالج، 47 عاما، لوكالة فرانس برس: "على رغم أشهر من الاحتجاجات، لا نرى أن الأمور تمضي بالشكل الذي أردناه نظرا لأن أحد البنود الأساسية في التعديل القضائي تمّ إقراره قبل أسابيع".

وأضاف "لكن اذا واصلنا الضغط في الشارع، لا تزال ثمة امكانية لوقف هذه التغييرات".

ضرورة "إسقاط" الحكومة

وصوّت الكنيست الاسرائيلي، في يوليو، على بند أساسي في خطة التعديلات يعرف باسم "حجة المعقولية"، وهو يهدف إلى الحد من صلاحيات المحكمة العليا لإلغاء قرارات حكومية.

و"حجة المعقولية" هو البند الرئيسي الأول في خطة الإصلاح المقترح، وبعد التصويت عليه أصبح قانونا نافذا. وتشمل تعديلات أخرى مقترحة إعطاء الحكومة صلاحيات أكبر في تعيين القضاة.

ويتّهم معارضون نتانياهو الذي يحاكم بتهم فساد ينفي ضلوعه فيه، بالسعي من خلال التعديلات إلى تجنّب صدور إدانات قضائية بحقه. 

وتؤكد الحكومة الائتلافية التي تضم أحزابا من اليمين واليمين المتطرف وتشكيلات يهودية متشددة، أن الإصلاحات تهدف إلى تصحيح حالة من عدم التوازن بين السلطة القضائية والبرلمان المنتخب.

وتقدّم كثيرون بالتماسات أمام المحكمة العليا لإبطال إقرار هذا البند، ومن المقرر أن تبدأ جلسات الاستماع في هذه القضايا، في سبتمبر المقبل.

وبعد انهيار حوار سابق، لا يزال زعماء المعارضة متشككين في إجراء محادثات مع الحكومة التي تضم أحزابا يمينية متطرفة ومتشددين.

وكانت الانقسامات العميقة داخل ائتلاف نتانياهو والاحتجاج الجماهيري دفعت رئيس الوزراء إلى وقف العملية التشريعية موقتا في مارس.

وأكد المتظاهر، يائيل كاتز-ليفي، ضرورة مواصلة الضغط على الحكومة القادرة على "القيام بأي شيء" في ظل العطلة البرلمانية الحالية.

وشدد المتظاهر، البالغ 58 عاما، على أن "الخطر ما زال قائما ونريد أن نتأكد من أننا نواجه"، مشيرا إلى تواجد نحو 200 من مشاريع القوانين "الجاهزة للتصويت عليها" متى عاد الكنيست إلى الانعقاد في أكتوبر، تهدف في معظمها "إلى تدمير المحكمة العليا والنظام القضائي"، إضافة الى تقييد حرية الصحافة وحقوق المواطنين.

وإضافة إلى تل أبيب، أقيمت تظاهرات، السبت، في مدن عدة مثل حيفا ونتانيا وهرتسيليا. 

واستقطبت التظاهرات تأييدا من مختلف الأطياف السياسية والمجموعات العلمانية والدينية والطبقة العاملة وموظفي قطاع التكنولوجيا ونشطاء سلام وعسكريين احتياطيين.

وحضّت أطراف غربية عدة الحكومة الإسرائيلية على إعادة النظر في التعديلات القضائية. فقد اعتبرت واشنطن، الحليفة التقليدية لتل أبيب، أن إقرار بند المعقولية "مؤسف". ودعا الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى وقف هذه التعديلات نظرا لـ"الانقسام" الذي تثيره في المجتمع الإسرائيلي.

كما أبدت فرنسا بعد إقراره، تمسّكها بـ"المبادئ الديمقراطية التي تشكل أساس صداقتنا مع إسرائيل".

واعتبر المتظاهر فالج، وهو طبيب، أن "إسرائيل يتم تمزيقها ونحن على شفا حرب أهلية"، مضيفا "عندما ننزل إلى الشوارع للتظاهر نخشى من أولئك الذين يؤيدون الحكومة. يجب إسقاط هذه الحكومة".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: تل أبیب

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تطالب إسرائيل بالتعاون مع الأونروا..وتل أبيب ترد بحدة

أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الجمعة، قراراً يدعو إسرائيل إلى التعاون مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بعد أن داهمت القوات الإسرائيلية مقر الوكالة في القدس الشرقية في وقت سابق من هذا الأسبوع. 

95 ألف لقطة.. ترامب يظهر في صور فاضحة ضمن ملفات قضية إبستينرئيس الوزراء التايلاندي يطلب من ترامب الضغط على كمبوديا بشأن هدنة الحدودبطاقة ترامب الذهبية تفتح أبواب أمريكا للأثرياء والكفاءات.. كيف تحصل عليها ؟صدع يضرب ضفتي الأطلسي| ترامب يهدد بالتصعيد ضد أوروبا.. وقادة القارة العجوز يتعهدون بالاستقلال عن واشنطن

صوت لصالح القرار 139 دولة، بينما عارضته 12 دولة وامتنعت 19 دولة عن التصويت، واعتبرت الأونروا أن القرار يمثل "دليلاً على دعم الغالبية العظمى من المجتمع الدولي لمهمتها الإنسانية".


وردت إسرائيل على القرار بحدة، حيث وصف السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، الوكالة بأنها "منظمة تدعم الإرهاب"، مؤكداً أن بعض موظفيها شاركوا في عمليات اختطاف وقتل خلال هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023. 

كما أدانت وزارة الخارجية الإسرائيلية القرار، ووصفت الأمم المتحدة بأنها "آلة سياسية انتهازية" تلجأ إلى المحاكم الدولية لأغراض سياسية.


من جهته، أكد المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، أن الادعاءات حول اختراق الوكالة من قبل حماس غير مثبتة، وأن الوكالة تظل "الفاعل الإنساني الرئيسي في الأراضي الفلسطينية المحتلة"، داعياً المجتمع الدولي إلى دعم جهودها لتلبية الاحتياجات الإنسانية في غزة وتعزيز خدمات التعليم والصحة العامة.


وكانت القوات الإسرائيلية قد داهمت مقر الأونروا في حي الشيخ جراح، صادرت معداتها وقطعت الاتصالات مع الموظفين، في انتهاك وصفته الوكالة بأنه "غير مقبول ويخالف حصاناتها وامتيازاتها كجهة تابعة للأمم المتحدة".


يأتي ذلك في ظل توترات مستمرة بعد قانون الكنيست لعام 2024 الذي يقيد أنشطة الأونروا في إسرائيل ويستهدف عملها في القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة، مما يشكل تحديات إضافية أمام الوكالة في أداء مهامها الإنسانية.

طباعة شارك الجمعية العامة للأمم المتحدة إسرائيل وكالة الأمم المتحدة اللاجئين الفلسطينيين القوات الإسرائيلية القدس الشرقية

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تطالب إسرائيل بالتعاون مع الأونروا..وتل أبيب ترد بحدة
  • رقم كبير.. النجف تكشف كمية الأمطار التي تم تصريفها من شوارع المحافظة
  • رئيسة الحكومة التونسية تشيد بالإصلاحات العميقة التي تشهدها الجزائر
  • بعد اتهامه بتزوير مستندات.. القوات اللبنانية: صليبا يتابع ملفّه القضائي وهو لا يزال قيد النظر
  • المستشارة القضائية الإسرائيلية: مشروع قانون تجنيد الحريديم قد يقلل الدافعية للخدمة العسكرية
  • المستشارة القضائية للحكومة الإسرائيلية تعترض على قانون تجنيد الحريديم
  • مياه الأمطار تغمر شوارع الحلة وتدخل المنازل (صور)
  • رئيس هيئة التفتيش القضائي يتفقد المحاكم وأوضاع الإصلاحية المركزية في الحديدة
  • مصدر سوريّ: الإجتماع القضائيّ مع الجانب اللبنانيّ لم يكن إيجابيّاً
  • لجنة المال أقرت موازنات مجالس وهيئات مع بعض التعديلات