تعقد لجنة الطوارئ الحكومية اجتماعا قبل ظهر اليوم برئاسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لاقرار آلية توزيع المساعدات العينية التي بدأت تُرسلها الدول تباعاً إلى لبنان، على أن يبدأ التوزيع الأربعاء المقبل.ووصلت إلى بيروت في الأيام الثلاثة الماضية أربع طائرات إماراتية، اثنتان منها محمّلتان بمساعدات طبّية، واثنتان تحملان موادّ غذائية، إضافة إلى طائرةٍ مصرية تحمل موادّ غذائية وبطانيات، وأخرى روسية محمّلة بـ35 طناً من الطحين، وكميات من السكر والزيت، وعلب لحومات مطبوخة، وعدد من الخيم، ومولّد كهربائي، إضافة إلى كمية من المواد الغذائية رافقت وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لدى زيارته لبيروت الجمعة الماضي.


وكتبت" الاخبار": هذا النوع من المساعدات مرشّح للارتفاع، ويستدعي تنظيم توزيعه، فكان اقتراح رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن يتسلم وزير البيئة ناصر ياسين بصفته رئيس لجنة الطوارئ الحكومية المساعدات العينية، فيما يتسلّم وزير الصحة فراس الأبيض المساعدات الطبية. وتقوم الآلية بحسب ياسين، على التوزيع «عبر السلطات الرسمية المحلية على مستوى المناطق، وهي غُرف يرأسها قائمّقامون أو محافظون أو رؤساء اتحادات بلديات»، بحيث «تُرسل كل غرفة من غرف الطوارئ تلك إلى الغرفة المركزية في السراي الحكومي جردةً بالاحتياجات ضمن نطاقها، والذي يضم حكماً عدداً من البلدات التي استقبلت نازحين، بعد أن يكون رئيس كل بلدية قد دوّن بالتعاون مع اللجان التي تدير المدارس (مراكز الإيواء) الاحتياجات في كل مدرسة ضمن نطاقه البلدي ورفعها إلى المحافظ أو القائمّقام».
وعند تسليم المساعدات التي تُقرّر لجنة الطوارئ المركزية إرسالها، تبعاً لحجم الحاجة والأولوية، على رئيس الاتحاد أو المحافظ أو القائمّقام، أو من يمثّلهم، الحضور إلى المخازن لتسلّمها ونقلها إلى منطقته، ويوقّع المتسلّم على مُستند يُثبت الكمية التي تسلّمها ووجهة توزيعها (بحسب البلدات)، وتحتفظ لجنة الطوارئ بنسخة والسلطة المحلية بأخرى. وبعد إتمام عملية التوزيع، على السلطة المحلية (محافظ أو قائمقام أو...) مسؤولية إرسال نسخة بأعداد النازحين الذين استفادوا من المساعدة، وأسمائهم المُشفّرة، وأسماء بلداتهم.
وهنا، يقع الدور الأساسي على السلطات المحلية، في تقدير حجم الحاجة بين تلك القائمة في المدارس، وأيضاً في المنازل التي يقطنها نازحون. وفيما يلفت ياسين، إلى أنّ التوجّه الأساسي هو لدعم النازحين في المنازل. تستوجب الآلية، حرص السلطات المحلية على توزيع المساعدات بشفافية، وبعيداً عن العلاقات الشخصية والمحسوبيات.
وفي الوقت الذي تقوم فيه الهيئة العليا للإغاثة بتوزيع الفرش والبطانيات ، وتقوم وزارة الشؤون الاجتماعية بإرسال شحنات من المساعدات الى بعض القرى الجنوبية لضمان صمود أهلها، ستطلب لجنة الطوارئ اليوم، من الجميع، وزارات وجهات، الالتزام بتطبيق آلية التوزيع الموحّدة، بهدف توحيد «الداتا» لجهة الاحتياجات ولجهة ما يُوزّع.
النوع الثاني من المساعدات، هو مساعدات تصل وفق «النداء الإنساني»، الذي أطلقته الحكومة، حيث رصدت الولايات المتحدة 157 مليون دولار، ورصد الاتحاد الأوروبي 130 مليون دولار، وهي مبالغ ستُصرف على برامج تنفّذها وكالات الأمم المتحدة والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي، والمنظمات الدولية، بالتنسيق مع لجنة الطوارئ، حيث ستتركّز البرامج على دعم مراكز الإيواء بشكلٍ أساسي. مع الإشارة إلى أن رصد الأموال لا يعني بتاتاً أن البرامج ستُنفّذ في القريب العاجل، أو دفعةً واحدة.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: لجنة الطوارئ

إقرأ أيضاً:

فلسطينيون عن توزيع المساعدات الأمريكية بغزة: فوضى وقتل وإذلال

يوما بعد يوم، تتسع رقعة المجاعة في قطاع غزة وسط الفشل الذريع الذي سجله نظام توزيع المساعدات الجديد المدعوم من إسرائيل والولايات المتحدة عبر "مؤسسة غزة الإنسانية"، التي تعمل خارج مظلة الأمم المتحدة التي لها باع طويل في المجال الإغاثي.

 

وأثارت هذه الآلية، التي انطلقت بالعمل على أرض الواقع الثلاثاء الماضي، انتقادات واسعة من حكومة غزة والفصائل الفلسطينية، إضافة لانتقادات أممية ودولية كونها تفتقر للمعايير الإنسانية وتعرض حياة المدنيين للخطر.

 

وحدد الجيش الإسرائيلي 4 نقاط لتوزيع المساعدات عبر هذه المؤسسة، منها 3 جنوب القطاع وواحدة في محور نتساريم (وسط) الفاصل بين جنوب القطاع وشماله.

 

ويقول فلسطينيون توجهوا إلى تلك النقاط، إن الجيش الإسرائيلي أطلق صوبهم الرصاص بطريقة عشوائية بينما كانوا ينتظرون الحصول على طرود غذائية.

 

وأوضحوا في أحاديث منفصلة للأناضول، أنهم توجهوا إلى تلك النقاط مدفوعين بحالة الجوع الشديد التي تسببت بها إسرائيل لافتين إلى صعوبة الخيارات المطروحة أمامهم فإما "الموت جوعا أو بالرصاص".

 

وعاد الكثير من هؤلاء الفلسطينيين إلى عائلاتهم بلا مساعدات غذائية بعد تعرضهم لإذلال في أعقاب انتظارهم لساعات طويلة من أجل حصولهم على المساعدات تحت ظروف لا إنسانية، وفق ما أكدته تقارير حقوقية.

 

ومنذ انطلاق العمل بهذه الآلية، ارتكب الجيش الإسرائيلي مجازر دامية قرب نقاط توزيع المساعدات، خصوصا في مدينة رفح جنوب القطاع.

 

والأربعاء، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، إن الجيش الإسرائيلي قتل 10 فلسطينيين مدنيين وأصاب 62 آخرين من الجوعى خلال يومين، بعد أن وجههم لاستلام المساعدات الإنسانية من مراكز أنشأها بمدينة رفح جنوبي القطاع.

 

والثلاثاء، اقتحم آلاف الفلسطينيين الجائعين، مركز توزيع مساعدات أقامته إسرائيل فيما يُسمّى "المناطق العازلة" بمدينة رفح جنوبي القطاع، حيث تدخل الجيش الإسرائيلي وأطلق النار عليهم ما أدى إلى إصابة عدد منهم، وفق المكتب الحكومي.

 

فيما قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (مقره جنيف)، إن الجيش الإسرائيلي "قتل 6 فلسطينيين مدنيين بينهم سيدة وأصاب 15 آخرين، الأربعاء، خلال محاولتهم الوصول لاستلام المساعدات شمال مدينة رفح".

 

**فوضى وقتل

 

عن نقاط توزيع المساعدات، قال شهود عيان للأناضول إنه تم إنشائها في مناطق تخلو من أي مشاهد للحياة وهي "خطيرة"، وأُحيطت بأسلاك شائكة فيما تفتقر إلى التنظيم.

 

وأضافوا إن انتشار المجاعة في القطاع وانعدام توفر الأغذية تدفع الفلسطينيين الذين ينتظرون للحصول على المساعدات قسرا للاندفاع من أجل استلام الطرود الغذائية ما يتسبب بحالة من الفوضى والتدافع.

 

الفلسطيني محمد أبو طويلة، واحد من مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين لا تتوفر لديهم المواد الغذائية ويعيشون المجاعة، قال للأناضول إنه توجه من مدينة غزة سيرا على الأقدام لأكثر من ساعة ونصف متوجها إلى مدينة رفح حيث نقطة توزيع المساعدات.

 

وأضاف، أنه ورغم السير لساعات طويلة وتعب الجوع والعطش إلا أنهم اضطروا للانتظار لساعات أخرى من أجل الحصول على المساعدات.

 

وأشار إلى أنه وبينما كان آلاف الفلسطينيين ينتظرون دورهم للحصول على المساعدات، بدأت مسيرات إسرائيلية بإطلاق الرصاص من فوق رؤوسهم ما تسبب بمقتل وإصابة العديد منهم.

 

ولفت إلى أن هذا الأمر تسبب بحالة من التدافع في صفوف الجائعين الذين كانوا ينتظرون حصولهم على مساعدات من شأنها أن تحمي عائلاتهم من الموت جوعا.

 

وبعد ساعات من مشقة الوصول والانتظار، قال أبو طويلة إنه لم يحصل على شيء وعاد إلى عائلته التي تعيش فصول المجاعة بلا مواد غذائية ما أدخلهم بحالة من اليأس.

 

فيما قال شاهد عيان رفض الإفصاح عن اسمه للأناضول، إنه لا يوجد آلية واضحة لاستلام المساعدات أو توضيح مسارات للوصول الآمن.

 

وتابع، إن المسيرات تطلق النار من الأعلى والناس تقتل وتسحق تحت الأقدام بسبب الاندفاع الذي خلفته حالة الخوف من الإصابة بالرصاص.

 

وأشار إلى أن من نجا ونجح في استلام طرود المساعدات فقد حصل على كميات محدودة من الطعام لا تكفي لعدة أيام قليلة، وهذا ما أكده المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان الذي قال في بيان إن الطرد الواحد يحتوي على حزمة محدودة جدا من المواد الغذائية.

 

** الموت جوعا أو بالرصاص

 

بدورها، تقول الفلسطينية خولة إسماعيل بصوت منهك، إن الكثير من الفلسطينيين انتظروا لساعات لكنهم عادوا دون أن يأخذوا الطرود الغذائية وهي من بينهم.

 

وتابعت للأناضول، إن رحلة الحصول على هذه المساعدات مليئة بالذل خاصة وأن الكثير من الفلسطينيين انتظروا لساعات دون الحصول على شيء.

 

واستكملت قائلة: "هذه مصيبة.. أن تعود إلى عائلتك خالي اليدين".

 

وتنقل شهادتها عما حدث في نقطة التوزيع الأربعاء، قائلة إن الجيش الإسرائيلي أعدم شابا أمام عينها، وأطلق النار بشكل مباشر على الفلسطينيين.

 

وتابعت عن ذلك: "الخيارات كلها صعبة، فإما الموت جوعا أو برصاص الاحتلال الغادر".

 

**المعونة سلاحا

 

المرصد الأورومتوسطي قال في بيانه الأربعاء، إن الجيش الإسرائيلي يرتكب جريمة مزدوجة تجسّد استخدام "المعونة سلاحا للإذلال والإخضاع والتدمير والقتل".

 

ووثق المرصد، إطلاق الجيش الإسرائيلي النار صوب مئات الفلسطينيين الذين تجمعوا الأربعاء، في منطقة "قيزان أبو رشوان" جنوبي مدينة خان يونس، جنوبي القطاع، في طريقهم لنقطة مساعدات أقامتها قوات الاحتلال في منطقة محور "موراج" الفاصلة بين رفح وخان يونس، ما أسفر عن قتلى وجرحى.

 

وأشار إلى أن قوات الجيش أرسلت "رسائل نصية قصيرة عبر الهواتف المحمولة للمواطنين للتوجه لنقطة توزيع المساعدات في منطقة موراج، ولدى وصولهم إلى تلك المنطقة جرى السماح لأعداد منهم بالدخول وتسلّم الطرد الغذائي بإجراءات مذلة ومهينة".

 

وتابع المرصد: "في حين جرى إطلاق النار تجاه البقية، وقتل 6 منهم"، بينهم سيدة و3 من عائلة واحدة، بحسب البيان.

 

وأكد المرصد الحقوقي على أن الجيش الإسرائيلي حوّل نقاط توزيع المساعدات إلى "ساحة جديدة لقتل وسحق المدنيين المُجوَّعين".

 

ولفت إلى أن الجيش وضع نقاط التوزيع في "مناطق خطيرة وغير آمنة ولم يحدد مسارات للوصول".

 

ودعا المرصد إلى إنهاء العمل فورا بالآلية الإسرائيلية لتوزيع المساعدات في قطاع غزة لأنها أصبحت "مصيدة للإعدام الميداني للمدنيين الفلسطينيين، علاوة على افتقارها لأدنى المعايير الإنسانية ذات العلاقة بالعمل الإغاثي".

 

وقد واجهت هذه الآلية انتقادات من مؤسسات أممية طالبت بعودة نظام التوزيع عبر الأمم المتحدة ووكالاتها، باعتباره أكثر نزاهة وأمانًا للسكان.

 

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير التهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

 

وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 178 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.


مقالات مشابهة

  • «لجنة JC-39» تناقش مواضيع تقنية في مجال البحث والإنقاذ
  • «خارجية الحكومة الليبية» تناقش تنظيم عمل المنظمات الدولية غير الحكومية
  • عبد اللطيف: ملتزمون بالاستفادة من الخبرات الدولية في تحسين جودة التعليم بالمدارس الحكومية
  • انتقاد أممي لمنظومة توزيع المساعدات في غزة.. خطيرة ومهينة
  • فلسطينيون عن توزيع المساعدات الأمريكية بغزة: فوضى وقتل وإذلال
  • «عيد وامتحانات».. محافظ المنيا يعلن خطة الطوارئ الشاملة لخدمة المواطنين
  • مصر: اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمة الدولية للهجرة تتعاونان لدعم العائلات التي تواجه الانفصال
  • الغرف التجارية بقطاع غزة: نثق بالأمم المتحدة والمنظمات الدولية التي أثبتت مهنيتها بإدارة الأزمات رغم العراقيل
  • بين الجوع والفوضى.. خريطة توزيع المساعدات الأمريكية في غزة
  • خوف وعضات قاتلة.. لماذا تتجاهل السلطات المغربية الكلاب الضالة التي تهاجم المواطنين؟