دول غربية تدين سياسة التجويع في غزة وتحمّل إسرائيل مسؤولية الانهيار الإنساني
تاريخ النشر: 25th, July 2025 GMT
تتصاعد موجة الغضب الغربي ضدّ إسرائيل على خلفية تفاقم المجاعة في قطاع غزة، في ظل اتهامات مباشرة لها باستخدام التجويع كسلاح ضد المدنيين الفلسطينيين، في حين يستعدّ زعماء بريطانيا وفرنسا وألمانيا لعقد اجتماع طارئ اليوم لمناقشة سبل التعامل مع الأوضاع الإنسانية المتدهورة في القطاع. اعلان
في الأيام الماضية، دقّت 109 منظمات إغاثة ناقوس الخطر، من بينها منظمتَي "أنقذوا الأطفال" و"أطباء بلا حدود"، مؤكدة أن غزة تسجّل معدلات غير مسبوقة من سوء التغذية الحاد، نتيجة السيطرة الإسرائيلية على دخول الغذاء والمساعدات، ما أدى إلى نقص كارثي في الإمدادات.
ولفت البيان المشترك للمنظمات إلى أن 875 شخصاً قضوا حتى 13 تموز/يوليو خلال محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع الغذاء، محمّلًا إسرائيل مسؤولية منع توصيل المساعدات إلى القطاع.
Related زعيم حركة أنصار الله: التجويع في غزة ممنهج ووقف العدوان يتطلب التحركإسرائيل تتنصل من مسؤوليتها عن المجاعة في غزة: حماس تفتعل أزمة غذاء في القطاعالصحة العالمية : "في غزة مجاعة جماعية صنعها الإنسان" وارتفاع الوفيات بسبب الجوع إلى 117من جانبه، صرّح مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن المجاعة في غزة هي نتيجة مباشرة للحصار الإسرائيلي على المساعدات الإنسانية. أما برنامج الأغذية العالمي، فأعلن أن واحدًا من كل ثلاثة أشخاص في غزة لا يجد طعامًا لأيام، مؤكدًا أن "المساعدات الغذائية وحدها قادرة على وقف المجاعة".
وقد دفع هذا التصعيد الإنساني الخطير عددًا من الدول الغربية إلى اتخاذ مواقف أكثر حدّة تجاه إسرائيل، والتنديد بسياساتها في القطاع، خصوصًا ما يتعلّق بمنع المساعدات وترويع المدنيين الجوعى.
كندا: إسرائيل تنتهك القانون الدوليأدان رئيس الوزراء الكندي مارك كارني الحكومة الإسرائيلية بسبب ما وصفه بفشلها في منع الكارثة الإنسانية في غزة، واتهمها بانتهاك القانون الدولي عبر منع تسليم المساعدات المموّلة من كندا.
ودعا كارني إلى وقف فوري لإطلاق النار، مكررًا دعوته لحماس بالإفراج عن الرهائن، ومطالبًا إسرائيل باحترام وحدة الأراضي الفلسطينية.
وجدد التأكيد على دعم كندا لحل الدولتين، مشيرًا إلى أن وزير الخارجية سيشارك في مؤتمر رفيع المستوى تنظمه الأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل لمناقشة هذا المسار.
أستراليا: الوضع كارثيشدد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز الجمعة على ضرورة السماح العاجل بوصول المساعدات إلى غزة، واصفًا الوضع بـ"الكارثة الإنسانية".
وقال: "لا يمكن الدفاع عن رفض إسرائيل للمساعدات وقتل المدنيين، وبينهم أطفال يبحثون عن الماء والغذاء".
ودعا إلى عدم عرقلة عمل الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، مطالبًا بإلغاء أي خطط للتهجير القسري للفلسطينيين.
كما أكد دعم بلاده لوقف إطلاق نار دائم وحل الدولتين، وقال: "حتى نصل إلى ذلك، يجب بذل كل جهد الآن لحماية أرواح الأبرياء وإنهاء التجويع".
المملكة المتحدة: كارثة إنسانية لا توصفقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إنّ الوضع في غزة "خطير منذ زمن، لكنه بلغ أعماقًا جديدة".
وفي بيان له، أدان ستارمر الظروف "التي لا يمكن الدفاع عنها"، معتبرًا أن "ما نشهده كارثة إنسانية".
وأعلن عن اجتماع طارئ سيجريه اليوم الجمعة مع قادة فرنسا وألمانيا وإيطاليا، لمناقشة خطوات تضمن وصول الغذاء لمن هم بأمسّ الحاجة إليه.
فرنسا: نحو اعتراف بدولة فلسطينيةأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستعترف بالدولة الفلسطينية، واصفًا ذلك بـ"التزام تاريخي لتحقيق سلام عادل في الشرق الأوسط".
كما دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتحرير الرهائن، وتقديم مساعدات إنسانية، إلى جانب نزع سلاح حماس وضمان إعادة إعمار غزة، معلنًا أنه سيقدّم إعلانًا رسميًا بهذا الشأن في الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر المقبل.
وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قد أدانت العملية الإسرائيلية الأخيرة وسط غزة، معتبرة أنها تُسرّع من تدهور الوضع الإنساني المهدد بالمجاعة.
وطالبت باريس إسرائيل بالامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، والسماح بدخول المساعدات والصحافيين إلى القطاع فورًا.
ومع تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة، يبدو أن المواقف الغربية بدأت تأخذ منحى أكثر صراحة في تحميل إسرائيل مسؤولية ما وُصف بـ"المجاعة المتعمّدة". فهل يكون هذا التحول مقدّمة لتحرك دولي ملموس؟
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل سوريا فرنسا حركة حماس غزة بريطانيا إسرائيل سوريا فرنسا حركة حماس غزة بريطانيا كندا فرنسا قطاع غزة أوروبا بريطانيا أستراليا إسرائيل سوريا فرنسا حركة حماس غزة بريطانيا ضحايا يهود معاداة السامية روسيا تايلاند كمبوديا فی غزة
إقرأ أيضاً:
115 شهيدا.. التجويع يواصل الفتك بالفلسطينيين في غزة
سجل مجمع الشفاء الطبي وفاة فلسطينيَين اثنين، أحدهما يعاني من السكري، ليرتفع بذلك عدد شهداء التجويع إلى 115، وفق ما وثّقه المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، وذلك مع استمرار ما يعيشه القطاع من مجاعة ونقص التغذية.
وقال مدير مجمع الشفاء بغزة محمد أبو سلمية إن حالتي وفاة سجلتا بسبب سوء التغذية الحاد والجفاف؛ وأضاف أنه ستكون هناك أرقام غير مسبوقة من الوفيات إن لم يدخل الغذاء والدواء على وجه السرعة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2معاقبة مهاجم يونايتد وريال مدريد السابق بسبب "العنف الإعلامي" ضد النساءlist 2 of 2النرويج: غزة تعيش جحيما حقيقيا ويجب محاسبة إسرائيل على جرائمهاend of listمن جهته، أكد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في بيان، أن المجاعة آخذة في التفاقم في كل أنحاء القطاع، محذرا مما اعتبرها روايات زائفة عن دخول مساعدات.
وطالب المكتب العالم بكسر الحصار المفروض على غزة فورا، وإدخال المساعدات الإنسانية، وعلى رأسها حليب الأطفال، لنحو 2.5 مليون شخص محاصر.
كما أكد المكتب حاجة القطاع إلى 500 ألف كيس طحين على الأقل أسبوعيا، لتجنب الانهيار الإنساني الشامل، وقال إنه حتى الساعة لم تدخل أي شاحنات مساعدات إلى غزة، وإن المجاعة تزداد حدتها وخطورتها وانتشارها في جميع المحافظات.
وأشار إلى أن ذلك يتزامن مع إغلاق الاحتلال جميع المعابر بشكل كامل منذ 145 يوما، ومنع إدخال حليب الأطفال والمساعدات الإنسانية.
كما قال المتحدث باسم اليونيسيف في فلسطين للجزيرة إن الموت أقرب إلى أطفال غزة من وصول المساعدات، مضيفا أن ما يحدث غير مسبوق، ووصف الوضع في غزة بالمؤسف للغاية.
وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) إن واحدا من كل 5 أطفال في مدينة غزة يعاني سوء التغذية وإن الحالات تتزايد يوميا.
وأضاف المسؤول الأممي أن ارتفاع معدل سوء التغذية بين الأطفال في قطاع غزة وشبح المجاعة يتمدد بصمت، وأن معظم الأطفال في غزة نحيلون وضعفاء ويواجهون خطر الموت ما لم يتلقوا علاجا عاجلا.
عباس يدعو ترامب للتدخل
وفي السياق ذاته، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في كلمة تلفزيونية اليوم الخميس، الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتدخل لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة مع تزايد التقارير عن مزيد من الوفيات بسبب التجويع هناك.
إعلانودعا عباس المجتمع الدولي لإيجاد الوسائل الفورية لإدخال مئات آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية الموجودة في محيط قطاع غزة، مشيرا إلى أنه يجري سلسلة اتصالات دولية عن الوضع في قطاع غزة.
أوروبيا، قال متحدث باسم المفوضية الأوروبية اليوم الخميس إن إسرائيل بذلت بعض الجهود لتحسين إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة لكن الوضع لا يزال خطيرا.
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يُقيّم الوضع حاليا، وأن جميع الخيارات لا تزال مطروحة إذا لم تلتزم إسرائيل بالاتفاق الذي جرى التوصل إليه مع التكتل في وقت سابق من هذا الشهر بشأن تحسين الوضع الإنساني في غزة.
ويشمل هذا الاتفاق زيادة كبيرة في عدد الشاحنات اليومية المحملة بالمواد الغذائية وغير الغذائية التي تدخل غزة، وفتح عدة معابر أخرى في كل من شمال القطاع وجنوبه، وإعادة فتح طرق المساعدات الأردنية والمصرية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية، بدعم أميركي، أكثر من 202 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.