التصعيد العسكري في غزة: أحداث 7 أكتوبر 2023
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
في فجر يوم 7 أكتوبر 2023، شهدت المنطقة تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق، حيث هاجمت فصائل فلسطينية، تتقدمها حركة حماس، قواعد عسكرية ومستوطنات تقع بمحاذاة قطاع غزة، والمعروفة باسم "غلاف القطاع".
أسفرت الهجمات عن مقتل وإصابة عدد من الجنود الإسرائيليين، وتعتبر هذه العمليات ردًا على ما يُعتبر جرائم الاحتلال المستمرة ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته، وخصوصًا المسجد الأقصى.
شهدت الهجمات إطلاق عدد كبير من الصواريخ وقذائف المدفعية من قبل كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.
استخدمت هذه الفصائل مجموعة متنوعة من الأسلحة، بما في ذلك قذائف من نوع "الياسين 105" و"TBG"، بالإضافة إلى عبوات ناسفة.
وتضمن الهجوم أيضًا استخدام صواريخ الجيش الإسرائيلي التي لم تنفجر خلال الهجمات السابقة، حيث أعيد توجيهها ضد القوات الإسرائيلية.
خلال هذا التصعيد، واجه الاحتلال خسائر كبيرة منذ البداية. وقد استخدمت حماس تكتيكات متقدمة، مثل الكمائن وتفخيخ الأنفاق، ما أدى إلى تكبيد الجيش الإسرائيلي خسائر جسيمة.
حيث استهدفت قوات حماس آليات الاحتلال عن قرب، في مواجهات مباشرة حيث لا تتعدى المسافة بين الطرفين السنتيمترات.
كمائن حماس: نجاحات بارزةكمين الشجاعيةفي ديسمبر 2022، تمكنت حماس من قتل 10 جنود وضباط من لواء النخبة "جولاني" خلال اشتباكات في حي الشجاعية.
جاءت هذه العملية بعد أن اقتحمت مجموعة من اللواء أحد المباني، حيث وقعت في كمين محكم من قبل مقاتلي حماس.
كمين المغازيفي عملية أخرى، تمكنت حماس من قتل 21 عسكريًا إسرائيليًا في مخيم المغازي وسط القطاع، حيث وصف جيش الاحتلال تلك العملية بأنها الأشد منذ بداية الاجتياح البري للقطاع في أكتوبر من نفس العام.
وقد تم استهداف ناقلة جند إسرائيلية، ما أسفر عن مقتل عدد كبير من الجنود.
كمائن إضافيةأيضًا، في يونيو 2023، قامت كتائب القسام بتنفيذ كمين مركب ضد آليات الاحتلال في تل السلطان، مما أسفر عن مقتل عدد من الجنود وتدمير آليات عسكرية.
الهجمات على تل أبيبفي أكتوبر 2023، ردت كتائب القسام على استهداف المدنيين في غزة بقصف تل أبيب بوابل من الصواريخ.
وكانت صفارات الإنذار قد انطلقت في مناطق واسعة من إسرائيل، بما في ذلك تل أبيب، نتيجة لهذا الهجوم. ومع اقتراب عام 2024، نشرت كتائب القسام مقاطع فيديو تظهر إطلاق صواريخ باتجاه تل أبيب، مما أثار الفوضى والهلع في المنطقة.
في مايو وأغسطس من نفس العام، قامت القسام أيضًا بقصف تل أبيب بعدة رشقات صاروخية، وذلك احتجاجًا على المجازر الإسرائيلية ضد المدنيين في غزة.
تأثير العمليات العسكريةتشير المعلومات الواردة من جيش الاحتلال إلى أن عدد القتلى من الجنود الإسرائيليين قد بلغ 726 جنديًا، بينهم 346 قتلوا في المعارك داخل غزة.
وبالمقابل، أشار المتحدث باسم كتائب القسام، أبوعبيدة، إلى أن عدد القتلى والخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي أكبر بكثير مما يتم الإعلان عنه رسميًا.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: هجمات غزة حماس كتائب القسام تل أبيب الاحتلال الاسرائيلي الصراع الفلسطيني التصعيد العسكري المجازر ضد المدنيين المقاومة الفلسطينية کتائب القسام من الجنود تل أبیب
إقرأ أيضاً:
اعترافات جديدة رئيس أركان الاحتلال حول الإخفاقات قبل هجوم 7 أكتوبر
عرضت القناة 12 الإسرائيلية تسجيلا جديدا لرئيس أركان جيش الاحتلال السابق هرتسي هاليفي، يكشف فيه مواقفه من الأحداث والقرارات التي سبقت هجوم حركة "حماس" في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، معترفا بأن الحركة "خدعت إسرائيل لسنوات".
ويظهر التسجيل، غير المؤرخ، هاليفي وهو يصف بصراحة تجاهل التحذيرات، وسوء التقدير داخل المنظومة الأمنية والعسكرية، وتحمله الشخصي لهذه الإخفاقات.
وقال هاليفي لعائلات القتلى في الهجوم إن "كان من الخطأ السماح لحماس بإدارة غزة"، مؤكدا أن سياسة منح الحركة إدارة الحياة المدنية وتلقي الدعم الخارجي كانت خطأ استراتيجيا.
وأضاف أن الحركة كانت تحول أموالا أخرى لتعزيز قدراتها العسكرية حتى حين كانت إسرائيل تتابع وصول المساعدات إلى المحتاجين فقط.
وأوضح هاليفي أن "حماس أنشأت آلية خداع معقدة" اعتمدت على واجهات تتعلق بتصاريح العمل، والمساعدات، ومشاريع البنية التحتية، ما أقنع الأطراف الإسرائيلية والدولية بأن الحركة تركّز على الشؤون المدنية وليست معنية بالتصعيد العسكري.
وقال: "لقد تمكنوا من إقناع الجميع، الوسطاء، وقيادتنا، والجيش، والاستخبارات، والشاباك، والموساد"، مشيرا إلى أن "واحدا من أهم عناصر هذا الخداع كان ضبط حماس لحركة الجهاد الإسلامي، وهو ما فسرته إسرائيل على أنه رغبة في الحفاظ على الهدوء".
ووفقا لهاليفي، مثلت حرب غزة عام 2021 (حارس الأسوار) نقطة تحول لصالح حماس، لكنها لم تكن كما فهمتها القيادة الإسرائيلية، التي اعتبرتها "نجاحا كبيرا"، بينما قرأتها الحركة بطريقة مختلفة وشعرت أنها اكتسبت ميزة جديدة. وقال: "أخبرنا أنفسنا بأنها قصة نجاح كبيرة، وهذا ما غرّنا للنوم".
وأضاف أن حماس توصلت إلى قناعة بأن إسرائيل لا ترغب في إدخال قوات برية إلى غزة، وهو تقييم شجعها على الاستمرار في تطوير خطتها طويلة الأمد للهجوم واسع النطاق، والتي كانت تعمل عليها لسنوات.
وكشف هاليفي أن تحذيرات صدرت قبل الهجوم، بعد أن لاحظت محللة استخباراتية تغيرا حادا في أنماط تدريب حماس، لكن التحذير لم يُعامل بالجدية المطلوبة.
وقال: "كان بياناً يجب أن يقلق ضابط استخبارات في الفرقة". كما أشار إلى أن المؤسسة العسكرية كانت مقتنعة بأن الحركة لا ترغب في الصراع، خصوصا بعد مشاهدتها وهي تعاقب المشاركين في احتجاجات قرب السياج الحدودي في الأسابيع التي سبقت الهجوم، مؤكدا أن "كل ذلك كان جزءا من عملية الغر للنوم".
وبين أنه تلقى مكالمة عند الساعة 3:10 فجرا يوم الهجوم حول "علامات مريبة" في غزة، لكن التقييمات الأولية للجيش والشاباك اعتبرت أن "الأمور طبيعية"، قبل أن يدون ملاحظة لنفسه: "عدم إقناع أنفسنا بأنه لا شيء"، مضيفا: "ربما ألغوا كل أجهزة الاستشعار لدينا ونحن لا نعلم".
وفي الرابعة فجرا، طلب من قائد المنطقة الجنوبية تعزيز الجاهزية، قائلا: "في أسوأ الأحوال لن يكون قد حدث شيء".
وبعد ساعتين فقط بدأ الهجوم، مع إطلاق آلاف الصواريخ واجتياز نحو 5000 عنصر من حماس الحدود إلى داخل إسرائيل، ما أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص وأسر 251 ونقلهم إلى غزة.
وقال هاليفي: "لقد فشل الجيش الإسرائيلي"، مضيفاً أنه قال لهيئة الأركان في ذلك الصباح: "أنا قائد الجيش وأنا مسؤول"، كما شدد على أن "المسؤولية شاملة"، في إشارة إلى القادة السياسيين الذين تهربوا من المسؤولية، مؤكداً: "أنت مسؤول عما تعرفه وما لا تعرفه، وأنت مسؤول عن النتائج".
ورغم النصائح بعدم تحمل المسؤولية، قال هاليفي: "لا يهمني، لست في سباق لمعرفة من يتحمل المسؤولية أكثر، كنت رئيس الأركان في ذلك اليوم، وسأحمل هذا حتى يوم مماتي".