منتخب الفتيات وصيفا في البطولة العربية لثلاثيات كرة السلة

كتب - خليفة الرواحي ومريم البلوشية

تصوير - عمار المسافر

حقق منتخبنا الوطني للفتيات (أ) مركز الوصافة ونال الميدالية الفضية بعد خسارته من منتخب قطر بنتيجة 13- 21، ليتوج الأخير بكأس ولقب البطولة، وفي منافسات الشباب توج المنتخب القطري كذلك بكأس المركز الأول وحل الكويت في المركز الثاني ولبنان في المركز الثالث بعد فوز الأخير على منتخبنا الوطني للشباب (ب) الذي حل رابعا في البطولة العربية لكرة السلة الثلاثية للشباب والشابات التي استضافها الاتحاد العماني لكرة السلة واختتمت اليوم تحت رعاية سعادة أحمد بن محمد الندابي أمين عام مجلس الشورى، بحضور المهندس خلفان بن صالح الناعبي رئيس الاتحاد العماني لكرة السلة، واللواء إسماعيل القرقاوي رئيس الاتحاد العربي، وعدد من المسؤولين بالاتحاد العربي والاتحاد العماني ورؤساء وفود المنتخبات المشاركة وذلك في الموج مسقط.

ففي منافسات الفتيات على المركز الأول خسر منتخبنا الوطني للفتيات من القطري بنتيجة 13- 21، فرغم البداية المتوازنة التي قدّمها المنتخب، ونجاح اللاعبات في مجاراة الإيقاع السريع خلال اللحظات الأولى عبر هجمات منظمة ومحاولات ناجحة لاختراق الدفاع القطري، لكن المنتخب القطري استطاع تدريجيا توسيع الفارق بفضل خبرته الكبيرة في اللعبة، واعتمدت قطر على اللعب الجماعي والتناقل السريع للكرة، ما فتح لها مساحات واسعة للتسجيل من مختلف الزوايا، بينما حاول منتخبنا الرد بهجمات مركزة والحفاظ على نسقه الهجومي، وتمكنت اللاعبات من تسجيل عدد من النقاط التي عززت روح الفريق وواصلن القتال حتى الثواني الأخيرة، ورغم الجهد الكبير الذي بذله منتخبنا الوطني ظل المنتخب القطري أكثر حسمًا، مستغلًا أخطاء بسيطة في توقيت الدفاع والتحول السريع، لينجح في إنهاء المباراة بنتيجة 21-13.

مباراة المركز الثالث

وفي مباراة تحديد المركز الثالث تمكن منتخب الكويت من الفوز على منتخبنا الوطني (ب) بنتيجة 10-5، في مباراة دخلت لاعبات الكويت فيها بنزعة هجومية واضحة، معتمدات على التحرك السريع والضغط العالي، مما أتاح لهن تسجيل نقاط مبكرة من محاولات قريبة للسلّة ومن استثمار الأخطاء الدفاعية لمنتخبنا، في المقابل حاول منتخبنا الوطني (ب) العودة للمباراة تدريجيا عبر تحسين الانتشار داخل الملعب والاعتماد على التصويب المتدرج، فتمكنت اللاعبات من تسجيل عدد من النقاط التي قلّصت الفارق مؤقتًا، ورغم المحاولات الهجومية للمنتخب لكنها لم تترجم بالشكل المطلوب بسبب التسرع في بعض اللحظات، ومع منتصف المباراة أعاد منتخب الكويت فرض سيطرته مستفيدًا من الانسجام الواضح بين لاعباته وقدرتهن على إدارة الإيقاع وامتصاص محاولات منتخبنا للعودة، واستمرت الفعالية الكويتية في التسجيل حتى الدقائق الأخيرة، بينما اكتفى منتخبنا ببعض النقاط الفردية التي لم تغير من نتيجة اللقاء، لينهي الكويت المباراة بالفوز على منتخبنا الوطني للفتيات (ب).

مباريات فئة الشباب

وفي مباراة تحديد المركز الأول تمكن المنتخب القطري من الفوز على المنتخب الكويتي بنتيجة 20-17، وجاءت المباراة قوية، حيث افتتح عزام محمد التسجيل لصالح المنتخب القطري عبر كرة ناجحة من تحت السلة، قبل أن يعادل الكويتي أمير أسد الله النتيجة سريعًا، ورد عزام بقوة مسجلًا نقطتين من تسديدة ثنائية وضعتهما في المقدمة، ثم أضاف النقطة الرابعة ليمنح قطر أفضلية مبكرة، ونجح أحمد الراشد في تقليص الفارق للكويت لتصبح النتيجة 4-2، واستمرت الندية الكبيرة بين المنتخبين مع تبادل النقاط، بينما حافظ لاعبو قطر على أفضلية طفيفة وصلت إلى 13-12 وتستمر الإثارة حيث واصل لاعب الكويت أمير أسد الله تألقه وأضاف نقطة قلصت النتيجة إلى 17-15، ثم قلّص محمد الشمري الفارق مرة أخرى، قبل أن يتمكن أمير من إدراك التعادل من رمية حرة. وفي اللحظات الحاسمة، خطف تميم أشرف نقطة التقدم لقطر، ثم احتفظ عزام محمد بهدوئه وسجل نقطتين من خطأ في الثواني الأخيرة، ليحسم المواجهة بفوز قطري مثير بنتيجة 20-17.

المركز الثالث

وفي مباراة تحديد المركز الثالث لم يتمكن منتخبنا الوطني من الحصول على المركز الثالث وذلك بعد خسارته من لبنان 17-20، في مباراة سجل فيها المنتخب بداية جيدة وتمكن من التقدم بعد تألق لاعب المنتخب الوطني محمد العويسي بتسجيل 3 نقاط، ونقطة جديدة عن طريق آدم الهنائي ليتقدم المنتخب 4-1، لكن شربل راحي لاعب لبنان تمكن من العودة وتحقيق التعادل 5-5، وتقدم المنتخب بعد نقطتي مهاب الحمبصي ونقطة أزد البهلاني بنتيجة 8-5، ويتواصل اللعب سجالا بتسجيل عدد من النقاط ليوسع المنتخب الفارق 11-7، لكن لبنان تمكن من العودة للتعادل عند النتيجة 13-13، ورغم تسجيل أزد البهلاني نقطتين للمنتخب، ونقطة جديدة لزميله مازن العويسي ليتقدم المنتخب 16-13، لكن لبنان عاد وسجل نقطتين، ونجح لبنان في التعادل 16-16، وواصل استثمار الفرص ليتمكن لبنان من مضاعفة النتيجة ليخسر المنتخب الوطني للمركز الثالث بخسارته من لبنان بنتيجة 17-20.

تتويج الفائزين

وعقب المباريات النهائية للبطولة قام سعادة أحمد بن محمد الندابي أمين عام مجلس الشورى راعي الحفل بتتويج الفائزين، ففي منافسات الفتيات توج المنتخب القطري بكأس البطولة والميداليات الذهبية، فيما توج منتخبنا الوطني (أ) بالميدالية الفضية، ومنتخب الكويت بالميدالية البرونزية، وفي فئة الشباب توج القطري بكأس البطولة والميداليات الذهبية، وتوج المنتخب الكويتي بالفضية والمنتخب اللبناني بالبرونزية.

تنظيم رفيع

وعقب حفل التتويج أعرب اللواء إسماعيل القرقاوي رئيس الاتحاد العربي لكرة السلة عن بالغ سعادته واعتزازه بالنجاح الكبير الذي حققته سلطنة عُمان والاتحاد العُماني لكرة السلة في استضافة البطولة العربية للشباب والفتيات مؤكدًا أن سلطنة عمان أثبتت مرة أخرى قدرتها العالية على تنظيم البطولات الكبرى، وذلك للعام الثاني على التوالي.

وقال القرقاوي إن الاستضافة العُمانية تميزت بمستوى رفيع من التنظيم والاهتمام بالتفاصيل، إلى جانب الأجواء المميزة التي وفرها موقع البطولة في الموج مسقط، والذي شكل إضافة نوعية عبر فضائه المفتوح وحضوره الجماهيري اللافت، مما أسهم في إبراز جماليات اللعبة وإتاحة الفرصة للجميع لمتابعة منافساتها موضحًا أن البطولة شهدت مستويات فنية قوية ومنافسات عالية الوتيرة، سواء في فئة الشباب أو الشابات مشيرًا إلى أن الحدث أفرز مجموعة من المواهب الواعدة التي تبشر بمستقبل مزدهر لكرة السلة العربية. وأكد رئيس الاتحاد العربي لكرة السلة دعم الاتحاد الكامل لعودة البطولة إلى سلطنة عُمان مستقبلًا، لما أثبتته من كفاءة تنظيمية ونجاح باهر في استضافة هذا الحدث، وللأثر الإيجابي الذي تركه الحضور الجماهيري والمكان المقترح الذي احتضن البطولة وقدم تجربة رياضية مميزة.

تطور السلة النسائية

من جانبه قال المهندس خلفان بن صالح الناعبي رئيس الاتحاد العماني لكرة السلة: سارت البطولة العربية للشباب والفتيات وفق ما خطط لها من الناحية التنظيمية، فكان تنظيما رائعا بشهادة الجميع وهذا الأمر لم يكن ليتحقق لولا جهود اللجان والمتطوعين والاتحادات الخليجية والعربية المشاركة في البطولة والحكام، إلى جانب الدور المميز لوسائل الإعلام المختلفة التي غطت الحدث. وأضاف: سعداء بتحقيق منتخب الفتيات المركز الثاني وهذا يؤكد التطور الذي شهدته كرة السلة النسائية في الاتحاد من عام إلى آخر، ونأمل أن تستمر هذه الجهود من قبل منتخبات الشباب الذي لعب مباريات قوية وقدم مستويات جيدة مع المنتخبات التي لعب معها لكن لم يحالفه الحظ في الوصول لمنصات التتويج. وأضاف: تركيزنا الآن على البطولة الخليجية التي تنطلق الجمعة وتستمر لمدة يومين وهنا نوجه الشكر لجميع الشركاء الاستراتيجيين الذين أسهموا في نجاح البطولة العربية وهم وزارة الثقافة والرياضة والشباب والموج مسقط وعمان للإبحار، وشكرا للداعمين من القطاع الخاص وهم جندال والبنك الأهلي وظفار للتأمين ومستشفى أستر وشركة نماء وحلوى السيفي.

تجربة غنية

بينما أكدت رنا بزازو، مدربة منتخب قطر أن مشاركة فريقها في البطولة كانت تجربة غنية ومليئة بالتحديات، وأسهمت بشكل كبير في تطوير أداء اللاعبات، وأشارت إلى أن الفريق أظهر تطورًا ملحوظًا من مباراة إلى أخرى، سواء في الأداء التكتيكي أو في القدرة على اتخاذ القرارات السريعة تحت الضغط، وهو ما كان واضحًا بشكل أكبر في مباراة النهائية، حيث تمكن المنتخب من فرض أسلوب لعبه وتحويل الاستراتيجيات المخططة إلى نقاط حاسمة حسمت اللقاء لصالح قطر.

وأضافت أن المواجهة النهائية أمام المنتخب العماني (أ) شهدت لحظات حاسمة اتضح فيها مدى التزام اللاعبات بالخطة الفنية، وقدرتهن على السيطرة على الإيقاع العام للمباراة، واستغلال الفرص في اللحظات المناسبة، ما منح الفريق الفوز بنتيجة جيدة يستحق بها التتويج بالمركز الأول.

وأشادت بزازو بجودة التنظيم العام للبطولة مشيرة إلى أن الاستقبال منذ الوصول إلى المطار حتى لحظة بداية المنافسات كان رائعا، وأن اللجنة المنظمة قدمت اهتمامًا كبيرًا بالوفود المشاركة من حيث النقل والإقامة والأجواء العامة في موقع المنافسات، مما أتاح للفريق التركيز على الأداء وتقديم أفضل ما لديه، ووجهت المدربة شكرها للجنة المنظمة على جهودها الكبيرة واحترافيتها في ترتيب كل تفاصيل البطولة.

تنافس مرتفع

من جانبها، قالت مايا الخطيب، لاعبة منتخب قطر إن المستوى التنافسي للمباريات في البطولة كان مرتفعًا، ما دفع اللاعبات لتقديم أفضل ما لديهن في كل مواجهة والفوز بالمركز الأول، وإن الاحتكاك بالمنتخبات المشاركة ساعد الفريق على اختبار قدراته الحقيقية وفهم نقاط القوة والضعف، ما أتاح للفريق تطوير أسلوب اللعب وتعزيز التنسيق بين الدفاع والهجوم، وأشارت إلى أن كل مباراة كانت بمثابة درس عملي، تعلمت من خلاله اللاعبات كيفية التعامل مع الضغوط المختلفة، وتنظيم الهجمات بشكل أكثر فاعلية، واستثمار الفرص المتاحة أمام السلة.

روح عالية

في الجانب الآخر أعرب ياسين إسماعيل محمود مدير المنتخب ورئيس البعثة القطرية عن فخره الكبير بتتويج المنتخب القطري بلقب البطولة وقال: سعداء بحصول منتخبَي الشباب والشابات على الميدالية الذهبية وهذا الإنجاز جاء نتيجة عمل جماعي واستعداد جيد وروح عالية لدى اللاعبين واللاعبات. وأكد أن المنتخب استحق هذا التتويج بعد ظهور قوي طوال أيام المنافسات.

ووجّه ياسين شكره للاتحاد العماني لكرة السلة وقال: التنظيم كان رائعا والأجواء التي شهدتها البطولة هذا العام كانت أجمل وأكثر احترافية مقارنة بالنسخة الماضية، مضيفا أن عمان قدمت بيئة مثالية للمنافسات وأن الأجواء داخل الموج مسقط كانت ممتعة لكل الوفود المشاركة. وأضاف أن المنتخب القطري شارك في النسخة السابقة وحقق المركز الثاني وأن العودة هذا العام مع تنظيم أفضل ومع أداء أقوى منحت الفريق دافعا إضافيا لاعتلاء منصة التتويج.

وتحدث ياسين عن مستوى المباريات مؤكدا أن المنافسة كانت قوية وأن الفوارق بين المنتخبات كانت بسيطة وأن المباريات النهائية سواء لفئة الشباب أو البنات جاءت مثيرة ومليئة بالندية وأن هذا يعكس التطور الكبير في مستوى اللعبة لدى الدول المشاركة. وأشاد بالجهود التي قدمتها المنتخبات العربية والخليجية في إنجاح هذا الحدث الرياضي المهم.

ثقة كبيرة

كما أبدى عزام محمد لاعب منتخب قطر سعادته الكبيرة بالتتويج باللقب بعد الفوز المستحق على منتخب الكويت في المباراة النهائية وقال: الفريق دخل المواجهة بثقة عالية بعد مراجعة الأخطاء التي وقع فيها خلال المباراة الأولى أمام المنتخب نفسه وأن اللاعبين كانوا يدركون تمامًا ما يجب فعله داخل الملعب للوصول إلى الفوز، حيث تمكن المنتخب من تصحيح مساره وتحويل الأداء إلى انتصار ثمين في ختام البطولة.

وأكد عزام أن الأجواء التي رافقت البطولة كانت مليئة بالحماس وأن مستوى المنافسة كان متقاربًا بين جميع المنتخبات المشاركة مشيرًا إلى أن التنظيم في سلطنة عمان كان رائعا وأن اللاعبين شعروا براحة كبيرة داخل الأجواء المحيطة بالملعب مما ساعدهم على تقديم أفضل ما لديهم طوال أيام البطولة. وأضاف أن الدعم الجماهيري الذي شاهده اللاعبون منحهم طاقة إضافية خلال المباريات.

المصدر: لجريدة عمان