بدون ترتيب ساقتني قدماي إلى وسط القاهرة أو شوارع القاهرة الخديوية.
لي مع هذه الشوارع ذكريات جميلة منذ الصغر وقت أن كانت غير مزدحمة وكانت دور السينما فيها تتلألأ بالأضواء ليلًا وتبهر النظر بأفيشات الأفلام نهارًا. شوارع باريسية حقيقية من 26 يوليو إلى سليمان باشا الذى صار طلعت حرب باشا وكلاهما له دور وطنى كبير إلى قصر النيل بجانب عدلى وثروت اللذين لا يتمتعان بجاذبية السابقين.يتذكر الجيل الشيخ كيف كانت سينما مترو جوهرة دور السينما وفي جزء من مبناها محل إكسلسيور الأنيق الذي ترتفع مقاعده قليلاً عن مستوى الشارع فيتاح لرواده إطلالة أفضل وفي مقابل مترو توجد ميامى وبجوارها البن البرازيلي وقويدر ومرسم فتنة مؤمن للسلويت. وفي سينما مترو كانت حفلة العاشرة صباح الجمعة لأفلام الكارتون ميكي ماوس وتوم وجيري.
وفي «جروبي» بمحليه الكلاسيكيين بميدان طلعت حرب وحديقة عدلي، محل عمره أكثر من 130 سنة أسسه خواجة سويسري بما يقارب عمر الخديوية. أما سينما كايرو فكانت في شارع جانبي لكنها كانت فخمة متخصصة في أفلام شركة فوكس القرن العشرين وتتميز بأن ستارة السينما تتدلى من أعلى إلى أسفل، وبعدها بمسافة صغيرة فى شارع الألفى سينما ديانا مقر حفلات كبار المطربين وكانت تتميز بفخامة المعمار.
وفي شارع قصر النيل، كانت سينما قصر النيل التي أقيم فيها عدد كبير من حفلات كوكب الشرق أم كلثوم في الخميس الأول من كل شهر وكانت ذات صالة متسعة يشغلها مئات المقاعد الفاخرة. أما أكبر سينما فى الشرق الأوسط فكانت راديو في شارع طلعت حرب وتتدرج مقاعدها في ثلاثة مستويات: الصالة والبلكون واللوج ومن الغريب أن السينما كانت منتظمة في تشغيل حفلة الساعة العاشرة صباحاً، رغم أن عدد الرواد كان محدوداً جداً وغالباً كانوا من طلاب المدارس المزوّغين.كانت مكتبات وسط القاهرة عامرة بالكتب ولكنها صارت تختفي واحدة وراء الأخرى.
ومن جهة أخرى انتشر في شوارع الخديوية آلاف البائعين الذين يبيعون كل شيء على الأرصفة، احتلوا واجهات المحال وزاحموا السيارات وشوهوا جمال القاهرة الحقيقية الخالدة ذات عمر 1054 عاماً والتي شهدت تاريخاً طويلاً من المجد وأحياناً الانهيار لكنها صامدة.سرت مساء أشاهد الفترينات ودخلت أكثر من محل بدافع الفضول.
وجدت الزحام شديداً، لكنى سعدت بوجود الكثيرين في الشوارع من الأشقاء العرب يسيرون في حالة سرور يشترون لهم ولأولادهم، يأكلون ويشربون ويمرحون. وجدت محلات جديدة تنتشر خاصة للمأكولات والمشروبات، معظم الجديد منها للأشقاء السوريين الذين أحب المصريون طعامهم وصدقهم وعدم غشهم وحسن معاملتهم، ووجدت محلات للآيس كريم يقف أمامها الناس طوابير وكذلك محلات الحلويات.
كانت مشاهد مبهجة رغم الزحام والاحتلال من البائعين.اشتقت إلى القاهرة الجميلة وقضيت فيها بضع ساعات ورغم حزني على ما آلت إليه فإنني ما زلت أحبها وأتمنى لها أن تتعافى وتعود باريسية الشكل والمذاق.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة
إقرأ أيضاً:
مترو موسكو يحتفل بمرور 90 عامًا على تشغيله بتقديم تطورات تكنولوجية
مايو 19, 2025آخر تحديث: مايو 19, 2025
المستقلة/-احتفل مترو موسكو بمرور 90 عامًا على تشغيله، مسجلًا بذلك إنجازًا مهمًا لأحد أكبر أنظمة النقل الحضري في العالم وأقدمها. فمنذ افتتاحه عام 1935، توسَّع النظام ليغطي أكثر من 550 كيلومترًا من المسارات، ويضم 302 محطة، ويخدم ما معدله 8 ملايين رحلة ركاب في اليوم.
وقال نائب عمدة موسكو للنقل والصناعة ماكسيم ليكسوتوف: “كان افتتاح المترو عام ١٩٣٥ حدثًا تاريخيًا لعاصمتنا وللبلاد بأكملها. وحتى في وقت افتتاحه، منذ عقود مضت، قدَّم العمال والبناؤون أعلى المعايير لخدمة الركاب. واليوم، وتماشيًا مع الأهداف التي وضعها عمدة موسكو، سيرجي سوبيانين، نواصل التمسك بتلك المعايير.
وأشار الى أنه “يعمل حاليًا أكثر من ٦٥ ألف شخص في مترو موسكو. وهم لا يساعدون في خدمة ملايين الركاب يوميًا فحسب، بل يبذلون أقصى ما بوسعهم أيضًا لكسب ثقة سكان موسكو المستمرة، حتى تترك كل رحلة انطباعًا إيجابيًا. وبهذه المناسبة، أود أن أشكر كل موظف على تفانيه وأتمنى له دوام النجاح”.
انطلق مترو موسكو في البداية بخط واحد يمتد إلى ١١.٥ كيلومترًا ويضم ١٣ محطة، وتوسَّع بثبات على مدى العقود التسعة الماضية. وفي عام ٢٠٢٤ وحده، نقل النظام ٢.٧ مليار مسافر.
لقد خضع هذا النظام للتحديث باستمرار. واليوم، يتميز أكثر من 75% من القطارات بأنها بطرازات حديثة التطوير ومزودة بميزات مثل التحكم الآلي في السرعة، والممرات المفتوحة، وأنظمة السلامة المُحدّثة. وتُمكِّن هذه التطورات من تشغيل القطارات بترددات عالية، بفواصل زمنية قصيرة تصل إلى 90 ثانية خلال ساعات الذروة.
نفّذ النظام أيضًا حلولًا رقمية للتذاكر، بما في ذلك البطاقات الذكية، وخيارات التذاكر الافتراضية، وعمليات الدفع البيومترية، التي تُستخدم الآن في معظم الرحلات اليومية. وتهدف هذه التقنيات إلى تسهيل تدفق الركاب وتحسين إمكانية الوصول.
احتفالًا بالذكرى السنوية، نُظِّمت سلسلة من الفعاليات والمعارض في المدينة، مسلطة الضوء على تاريخ نظام المترو وتطوره. وتضمنت العروض العامة قطارات مُرمّمة من الجيل الأول ومواد أرشيفية توثق تطور الشبكة.
بصفته أحد أكثر أنظمة المترو استخدامًا في العالم، يواصل مترو موسكو الاضطلاع بدور محوري في النقل الحضري، ما يعكس الاتجاهات الأوسع في الاستثمار في البنية التحتية، والتكامل التكنولوجي، وتطوير النقل الجماعي على مدار القرن الماضي.