لائحة حقوق والتزامات مستخدمي وسائل النقل العام
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
الرياض
وافق مجلس الوزراء على لائحة حقوق والتزامات مستخدمي وسائل النقل العام.
وألزمت اللائحة تقديم الخدمة لمن يطلبها دون تمييز، و ألا يقل عمر الراكب عن 13 سنة للحصول منفرداً على الخدمة بين المدن، وألا يقل عن 8 سنوات للحصول منفرداً على الخدمة داخل المدن.
ونصت اللائحة على مسؤولية أولياء الأمور والأوصياء عن سلوك أبنائهم القصَّر أو من هم تحت وصايتهم، وأكدت ضرورة أن يهيئ الناقل وسيلة النقل -التي تحددها الهيئة العامة للنقل- بالأدوات والتجهيزات اللازمة لخدمة الأشخاص من ذوي الإعاقة وذوي القدرة المحدودة على الحركة.
وشددت اللائحة على أن لكل شخص من الأشخاص ذوي الإعاقة وذوي القدرة المحدودة على الحركة، الحق في الحصول على الخدمة، ولا يجوز رفض تقديم الخدمة له إلا في الحالتين الآتيتين: إذا كان الرفض مرتبطاً بمتطلبات الصحة والسلامة وفقاً لما تحدده الهيئة العامة للنقل، استحالة تقديم الخدمة في حال عدم إمكانية توفير المتطلبات الخاصة بهم في وسيلة النقل أو مرافق النقل، وفي هاتين الحالتين، وفي حال توفّر خدمة بديلة تتوافق مع حاجاته، يبلغ بذلك.
وأعطت اللائحة الحق لكل شخص من الأشخاص ذوي الإعاقة وذوي القدرة المحدودة على الحركة -إضافة إلى الحقوق المنصوص عليها في المادة (الثامنة) من اللائحة- الآتي: الاستفادة من أي إعفاءات أو تخفيضات على أسعار التذاكر المخصصة له ولمرافقه بناء على سياسة تحديد أجور استخدام وسائل النقل التي تصدرها الهيئة العامة للنقل، الحصول على المعلومات المتعلقة بالرحلة وشروط النقل، بوسائل وطرق يسيرة تتناسب مع حالته، العلم بحقوقه الواردة في اللائحة وسياسات الناقل، الحصول على المساعدة اللازمة للصعود على متن وسيلة النقل والنزول منها، والتنقل في مرافق النقل، تمكينه من حجز مقعد له ومقعد مجاور لمرافقه إن توفّر ذلك، اصطحاب حيوان الخدمة من قبل الأشخاص ذوي الإعاقة على متن وسيلة النقل، وفي مرافق النقل، وفقاً لما تضعه الهيئة العامة للنقل من سياسة لهذا الشأن.
وأعطت المادة الثامنة من اللائحة الحق لكل راكب ما يلي: الحصول على الخدمة بجودة عالية، وبشكل آمن، وفي مواعيدها المحددة، التمتع بالخصوصية بالقدر المتعارف عليه في الأماكن العامة، الحصول على خيارات متعددة لشراء الخدمة بيسر وسهولة، اصطحاب الأمتعة الشخصية أو أي متعلقات لا تشكل خطراً على سلامة الركاب ووسيلة النقل ومرافق النقل، وذلك وفقاً لشروط الناقل وما تحدده الهيئة العامة للنقل.
كما يحق لكل راكب: اصطحاب عربات حمل الأطفال ومعدات التنقل الخفيفة التي لا تشكل خطراً على سلامة الركاب ووسيلة النقل ومرافق النقل، وذلك وفقاً لشروط الناقل وما تحدده الهيئة، اصطحاب الحيوانات الأليفة التي لا تشكل خطراً أو تؤثر في الخدمة ووسيلة النقل ومرافق النقل، وذلك وفقاً لشروط الناقل وما تحدده الهيئة، الحصول على معلومات واضحة وبطريقة مناسبة ويسيرة؛ لمعرفة جميع ما له من حقوق وما عليه من التزامات عند طلبه للخدمة، التعويض عن فقدان الأمتعة أو تلفها أو تأخرها، وعن التأخر في تقديم الخدمة أو إلغائها بعد شرائها أو سوء تقديمها، وذلك وفقاً للائحة وما تضعه الهيئة من سياسات، الحصول على المساعدة الطبية في حالة الإصابة على متن وسيلة النقل أو مرافق النقل أو في حالة الحاجة إليها، معرفة آليات الشكاوى المتعلقة بالخدمة، والجهات المعنية بها.
ونصت المادة التاسعة، بإلزام الراكب بالآتي: سداد أجرة النقل، واتباع أحكام اللائحة وتعليمات الناقل وسياسته بشأن الخدمة، التقيّد بخط السير المحدد في التذكرة والنزول في المحطة المحددة فيها، المحافظة على الذوق العام في وسيلة النقل ومرافق النقل، وفق الأحكام النظامية ذات العلاقة وما تضعه الهيئة والناقل من شروط وأحكام، مراعاة ظروف كبار السن والحوامل والأطفال والمرضى، وإعطاء الأولوية لهم، عدم العبث بوسيلة النقل ومرافق النقل، أو استخدامها لغير الغرض المخصصة له، عدم حمل مواد أو أمتعة تخالف سياسة الناقل وما تحدده الهيئة.
كما يلتزم الراكب بما يأتي: عدم حمل أي مواد خطرة أو محظورة، وأي مواد تعرض وسيلة النقل أو مرافق النقل، أو حياة الآخرين للخطر، عدم استخدام تجهيزات السلامة والوقاية إلا في الحالات التي تستلزم ذلك، تسليم ما يُعثر عليه فوراً من مقتنيات أو أغراض فقدت إلى الناقل أو المسؤول عن مرافق النقل، الإبلاغ عن أي ممتلكات فُقدت منه أثناء الرحلة، التقيّد بسياسة الناقل عند حمل الحيوانات الأليفة المسموح بحملها في وسيلة النقل ومرافقه.
وشددت اللائحة على التزام الراكب بتعويض الناقل أو المسؤول عن مرافق النقل عن أي ضرر ناجم عن مخالفته لأحكام اللائحة، ما لم يثبت أن ذلك الضرر نجم عن ظروف لم يكن بإمكانه تجنبها أو قوة قاهرة، وعلى أن يلتزم الراكب بجميع الأنظمة واللوائح والتعليمات النافذة في المملكة، ويلتزم كذلك -في الرحلات الممتدة إلى خارج المملكة- بالتقيد بالمتطلبات الأمنية والجمركية لجهة الوصول.
وألزمت المادة «12» الناقل بالآتي: إعداد سياساته المتعلقة بتقديم الخدمة وفق اللائحة، وتقديمها إلى الهيئة لاعتمادها، تقديم الخدمة للركاب وفقاً لحقوقهم الواردة في اللائحة وشروط ترخيص الخدمة الذي تصدره الهيئة العامة للنقل له، تأهيل الموظفين التابعين له للتعامل مع الركاب بمهنية واحترام، وضع آلية إلكترونية واضحة للتعامل مع الشكاوى والاقتراحات المتعلقة بحقوق الركاب.
كما يلتزم الناقل بالاحتفاظ بسجل خاص بجميع الشكاوى المستلمة وما تم في شأنها وتواريخ ذلك، وانطباعات وآراء أصحاب الشكوى عن الكيفية التي عُولجت بها شكواهم، وإتاحة هذا السجل للهيئة أو أي جهة أخرى تحددها الهيئة، وبإتاحة منافذ متعددة لتمكين الراكب من سداد الأجرة بيسر وسهولة، بما في ذلك الدفع نقداً أو من خلال الوسائل الإلكترونية، وبإبلاغ الفئات التي يحق لها الحصول على أجرة مخفضة بذلك عند طلب الخدمة، وبالاحتفاظ بسجلات لجميع المواد المفقودة من الركاب التي عُثر عليها أو سُلمت إليه، وببيان كيفية المطالبة بجميع المواد المفقودة من الركاب التي عُثر عليها أو سُلمت إليه.
ويلتزم الناقل -بحسب المادة «13»- بالتعويض عن الأضرار الناجمة عن أخطائه -وأخطاء تابعيه- التي تلحق بالركاب أو الغير إذا كان الضرر ناشئاً عن خطأ حصل أثناء تقديم الخدمة أو بسببه، كما يلتزم الناقل في جميع الأحوال باتخاذ الخطوات الفورية اللازمة لتوفير المساعدة الطبية وتحمل نفقات العلاج الطبي للراكب الذي يتعرض لإصابة أثناء تقديم الخدمة له، ولا يدخل ذلك في احتساب قيمة التعويض المشار إليه في الفقرة (1) من هذه المادة.
ويكون الناقل مسؤولاً عن أمتعة الركاب التي تُسلّم إليه، من وقت تسلمها إلى حين تسليمها للراكب، ويجب عليه تعويض الراكب عن فقدانها أو تلفها أو تأخر وصولها، في حين يُعفى الناقل من المسؤولية والتزامه بالتعويض -المنصوص عليه في هذه المادة- إذا كانت الأضرار ناجمة عن فعل غير مشروع أو خطأ أو إهمال من جانب الراكب، أو عن قوة قاهرة.
ويجوز للناقل أو المسؤول عن مرافق النقل فحص أمتعة الركاب، وإذا تطلب الأمر إفراغ محتوياتها لفحصها في الحالات التي تستلزم ذلك ولأغراض الأمن والسلامة، ويجب على الناقل إعداد تقرير عن حالة أي أمتعة مفقودة أو تالفة أو متأخرة، وسبب وتاريخ الفقدان أو التلف أو التأخير، بحضور الراكب -إذا كان ذلك ممكناً- وتزويده بنسخة من التقرير. ويجوز للراكب الاعتراض على محتوى التقرير، وطلب رأي خبير، وتعتبر الأمتعة مفقودة إذا لم تُسلّم للراكب خلال 14 يوماً من تاريخ المطالبة بها.
و بشأن آلية تقديم الشكوى للناقل، فتتم على النحو الآتي: يُقدم الراكب شكواه خلال 30 يوماً من التاريخ المحدد لتقديم الخدمة، وبعد ذلك يُصدر الناقل إقراراً بتسلم كل شكوى مثبتاً فيه تاريخها، وذلك خلال 5 أيام عمل من تاريخ تسلمها، ثم يُخطر الناقل الراكب خلال 15 يوم عمل من تاريخ تسلم شكواه بما يفيد بأنها قيد النظر، أو بقبولها أو رفضها مع توضيح الأسباب. وفي جميع الأحوال، لا تتجاوز مدة معالجة الشكوى 30 يوماً من تاريخ تسلمها، وفي حال عدم رضا الراكب عن معالجة الناقل لشكواه، أو في حال تجاوز الناقل المدة المحددة لمعالجتها، يحق للراكب الاعتراض أمام اللجنة المشكلة بناءً على المادة 17 من اللائحة، وذلك خلال 60 يوماً من تاريخ إشعاره بنتيجة معالجة الشكوى، أو من تاريخ انتهاء المدة المحددة لمعالجتها.
وتتولى الهيئة العامة للنقل الإشراف على تنفيذ أحكام اللائحة بما يضمن حصول الركاب على حقوقهم وتقيدهم بالتزاماتهم، وتصدر بقرار من المجلس الآليات التفصيلية اللازمة لها، كما تُشكل بقرار من المجلس لجنة (أو أكثر) من خمسة أعضاء يرشحهم الرئيس، يكون منهم مستشاران نظاميان يسمى أحدهما رئيساً، وثلاثة من أصحاب الخبرة الفنية، تتولى النظر في مخالفات أحكام اللائحة، واعتراضات الركاب على نتيجة معالجة الشكاوى، وفقاً لما تضعه الهيئة العامة للنقل من قواعد لهذا الغرض، وتصدر قرارات اللجنة بالأغلبية، وتكون مسببة، ويجوز التظلم من القرار أمام ديوان المظالم خلال 60 يوماً من تاريخ الإبلاغ به، فيما تكون مدة العضوية في اللجنة 3 سنوات قابلة للتجديد، ويحدد المجلس بقرار منه قواعد عمل اللجنة، وإجراءاتها، ومكافآت أعضائها، وأمانتها، ودون إخلال بالحق في اللجوء إلى القضاء، تكون التعويضات -فيما عدا ما يتعلق بالإصابة أو الوفاة- وفق سياسة تضعها الهيئة لهذا الغرضويكون للهيئة العامة للنقل صلاحية فرض غرامة لا تتجاوز 500 ريال على الركاب والغير من المخالفين لأحكام اللائحة
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: الهيئة العامة للنقل لائحة حقوق والتزامات مستخدمي وسائل النقل العام تقدیم الخدمة ذوی الإعاقة الحصول على على الخدمة من تاریخ النقل أو فی حال
إقرأ أيضاً:
التضليل الإعلامي .. حرب على القيم والهوية والأمن والاستقرار
تعاني المجتمعات والدول حول العالم، من تزايد المحتويات الإعلامية المضللة، التي تنشر الأكاذيب وتزور الحقائق، وتروج لأجندات تستهدف ضرب الهوية والقيم وأمن واستقرار المجتمعات، ونمو اقتصادها وازدهارها، وتحاول عبر تضليل الرأي العام النيل من قيم التلاحم والتعاضد، الذي بدوره يجر الدول إلى ويلات الدمار والفوضى وفقدان الأمن.
وتقف خلف وسائل الإعلام المضللة دول ومنظمات، هدفها نشر الفوضى والحروب والفرقة، مما يستوجب تحصين المجتمعات وتعريفها بخطورة المحتوى الإعلامي المضلل، والاستعداد لمجابهة تلك المحتويات بإظهار الحقيقة كما هي، وبث الوعي المجتمعي، خاصة في ظل التقنيات والذكاء الاصطناعي.
وأكد مختصون أن الإعلام المضلل يعد واحدًا من أبرز المخاطر التي تتعرض لها الدول اليوم، وتضاهي في خطورتها الحروب المسلحة، موضحين بأن تحصين المجتمع والاستعداد المؤسسي يجب أن يكون ضمن الأولويات.
الدكتور محمد بن عوض المشيخي، أكاديمي وباحث مختص في الرأي العام والاتصال الجماهيري، أكد بأن الكثير من الشعوب حول العالم دفعت أثمانًا باهظة بسبب التضليل الإعلامي، خاصة من قبل الشبكات التلفزيونية العابرة للقارات؛ التي تملك جيوشًا من المراسلين ينتشرون في كل ركن من أركان الكرة الأرضية؛ مما جعلها تسيطر على أكثر من 90% من مصادر الأخبار المتداولة في العالم. ونتيجة لهذا التفوق المعلوماتي، تقوم هذه الوسائل بممارسة التضليل الإعلامي، وذلك من خلال استخدام المصطلحات المضللة، وغرس المفاهيم الخاطئة التي يحرص الإعلام الدولي الموجه على غرسها في عقول وأذهان الملايين من البشر.
وأوضح بأن هناك إمكانية لتضليل الناس وخداعهم قبل ظهور الإعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعي، خاصة إذا عرفنا أن نظرية "دوامة الصمت" تؤكد على أهمية وسيطرة وسائل الإعلام على المشهد الإعلامي بلا منافس، ومحاصرة الجمهور من خلال هيمنتها على مصادر المعلومات، كذلك تجانس وتشابه العاملين في وسائل الإعلام بسبب القيم والخلفيات العلمية والتدريب، مما ينعكس على المحتوى الإعلامي الذي يقدم في الرسائل الإعلامية.
وأوضح المشيخي ضرورة تبني نهج إعلامي قوي ورصين يُظهر الحقائق، وتكثيف الاهتمام بالإعلام والمحتوى الإعلامي الذي يُظهر الحقائق؛ لكي يبتعد المجتمع عن تصديق المحتويات المضللة، خاصة في ظل تطور وسائل الإعلام والتقنيات المستخدمة.
الحرب الإعلامية
وقال عيسى المسعودي، كاتب صحفي: تؤكد الأحداث أن الحرب الحالية والقادمة ستكون حربًا إعلامية بحتة، بحيث تتخذ بعض وسائل الإعلام أجندة معينة تقف خلفها منظمات ودول، تُحوّل الحقائق والأكاذيب إلى واقع وبطرق مختلفة.
وقال: من خلال التضليل الإعلامي تستطيع بعض وسائل الإعلام أن تُحوّل المنتصر إلى خاسر، والخاسر إلى منتصر، مشيرًا إلى أن هناك الكثير من الأكاذيب يتم تداولها بصور وأساليب متنوعة، تظهر وكأنها صحيحة، بينما هي مجرد أكاذيب وافتراء وتضليل للرأي العام والمجتمعات.
وأوضح بأن وسائل الإعلام التي تتبنى أجندة مضللة تحاول أن تروج للرأي العام لظاهرة معينة، عبر تركيزها على دول وشخصيات ومؤسسات معينة، حتى تلفت الأنظار لتلك المؤسسات، بشكل سلبي.
وقال: كنا نتابع الكثير من التحليلات عبر العديد من وسائل الإعلام، حسبناها في البداية بأنها حقائق، ولكن مع مرور الوقت تبين زيفها وتضليلها، مؤكدًا بأن ذلك يأتي في إطار سعي تلك المؤسسات الإعلامية لقلب الحقائق.
وأوضح المسعودي بأنه من الضروري أن يكون الفرد والمجتمع على وعي تام لمثل هذه الرسائل الإعلامية المضللة، وأن يُحصن نفسه بالوعي؛ لأن المواطن دائمًا هو الخط الأول للدفاع، لذلك فإن الإدراك والحس الوطني الذي يجب أن يغرسهما الشخص في نفسه تجاه أي محاولات مضللة، يبقى هو السبيل الوحيد الذي يجنب الشخص الانجراف خلف المعلومة المضللة، مشيرًا إلى أن ليس كل ما يُكتب أو يُذاع أو يُبث عبر الوسائل الإعلامية المضللة صحيح.
تقنيات التضليل
من جانبه قال حسن بن علي العجمي، استشاري أمن معلومات وإدارة الكوارث: مع النمو المطّرد لخدمات الإنترنت وكثرة الاعتماد على الإنترنت والتقنية وظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي، تزداد فرص التضليل والتزييف بشكل كبير عبر مختلف المنصات، خصوصًا مع ازدياد الحروب الجيوسياسية في مناطق مختلفة من العالم، الأمر الذي زاد من استخدام تقنيات التضليل والتزييف.
وأوضح العجمي كيفية استخدام التقنية (والذكاء الاصطناعي) في التضليل الإعلامي، وقال: تُستخدم التقنية في صناعة الصور والفيديوهات المزيفة (Deepfakes)، بحيث يتم توليد مقاطع فيديو أو صوتيات لشخصيات معروفة وهي تقول أو تفعل أمورًا لم تحدث في الأساس، مما يخلق واقعًا زائفًا ويؤثر على الرأي العام.
كما يتم التحكم في الخوارزميات عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، بحيث تُظهر المحتوى بناءً على تفاعل المستخدم، أو حسب الأجندات الخاصة بتوجيه الرأي العام، وذلك من خلال التلاعب بالخوارزميات لدفع محتوى مضلل إلى الواجهة.
وأشار إلى أن (البوتات) والحسابات الوهمية تُستخدم أيضًا لإيجاد موجة زائفة من الرأي العام، أو نشر أخبار كاذبة بسرعة وانتشار كبير. بالإضافة لما سبق، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في توليد الأخبار، كأدوات توليد النصوص (مثل شات GPT) لإنشاء مقالات وأخبار كاذبة مقنعة تبدو حقيقية، مما يساهم في التضليل الإعلامي والتزييف العميق للحقائق.
وبيّن الاستشاري في أمن المعلومات أن تحريف السياق يعد واحدًا من أخطر الطرق التي تستخدمها الصحف والحسابات الإعلامية لجذب الأنظار والمشاهدات والمتابعات، وذلك من خلال اقتطاع مقاطع أو جمل من سياقها الحقيقي واستخدامها في اتجاه مغاير لتوجيه رسائل مضللة تخدم مصلحة معينة.
وأكد العجمي على ضرورة تعزيز الوعي الإعلامي من خلال تعليم الأفراد كيفية التحقق من الأخبار، وتمييز المصادر الموثوقة، وتحليل المحتوى نقديًا، ورفع مستوى الثقافة والوعي بما يدور حولهم من متغيرات.
كما بيّن أهمية التربية الرقمية والمواطنة الرقمية، من خلال مناهج تعليمية تركز على الوعي الرقمي والمواطنة الرقمية، خاصة للأجيال الشابة، لفهم كيفية عمل المنصات التقنية وأساليب التضليل.
وأوضح أهمية الرقابة الذاتية والتمحيص قبل النشر من خلال غرس ثقافة "توقّف، تحقق، ثم شارك"، هذا الأمر يُعد خط الدفاع الأول على الإنترنت، وتعزيز وسائل الإعلام المستقلة والموثوقة، ومكافحة الحسابات والمواقع الإخبارية الوهمية.
الشك النقدي
من جانبها قالت الإعلامية مديحة بنت سعيد السليمانية: يمثل التضليل الإعلامي وتشويه صورة البلدان تحديًا كبيرًا، خاصة مع التطورات المتسارعة في الذكاء الاصطناعي ووسائل الإعلام الرقمية.
وقالت: إن المحتوى المضلل يحمل في طياته مخاطر جسيمة على عدة مستويات، من بينها المساس بالسمعة والمكانة الدولية، حيث يمكن للمعلومات المضللة أن تضر بالصورة الإيجابية للبلدان على الساحة الدولية، مما يؤثر على العلاقات الدبلوماسية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وحتى السياحة، فالتقارير غير الدقيقة أو المشوهة قد تخلق انطباعًا سلبيًا غير مستحق.
كذلك على المستوى الاقتصادي، فعندما تتأثر سمعة البلد، يتأثر معها المناخ الاستثماري والسياحي، فالمحتوى المضلل قد يثير الشكوك حول الاستقرار أو البيئة الاقتصادية، مما يؤدي إلى تردد المستثمرين وتراجع أعداد السياح، وبالتالي خسائر اقتصادية مباشرة وغير مباشرة.
كما بيّنت السليمانية خطورة التضليل الإعلامي في زعزعة الثقة الداخلية وتشويه الوعي العام، موضحة بأنه على الصعيد الداخلي، قد يؤدي التضليل الإعلامي إلى زعزعة الرأي العام، ونشر معلومات مغلوطة بين المجتمع، يمكن أن تؤدي إلى زعزعة الثقة في المؤسسات الوطنية وتؤدي إلى تفسيرات خاطئة للأحداث والتطورات الجارية في البلاد.
وأضافت: التضليل الإعلامي قد يهدد النسيج المجتمعي، ففي بعض الحالات يمكن أن يستهدف التضليل الإعلامي قضايا حساسة في المجتمع، مما يؤجج الخلافات أو يثير النعرات.
وأكدت أن تحصين المجتمع من التضليل الإعلامي يبدأ من الفرد نفسه، من خلال تعزيز الوعي النقدي والحيطة عند التعامل مع المحتوى الرقمي.
وفي ختام حديثها، بيّنت السليمانية أهمية تحصين المجتمع من التضليل الإعلامي، وقالت: إن هذا الأمر مسؤولية مشتركة تتطلب وعيًا فرديًا وجهودًا جماعية من قبل المؤسسات الإعلامية والتعليمية والحكومية، من خلال تعزيز ثقافة الشك النقدي والتحقق.
الوعي المجتمعي
من جانبه قال عبد العزيز بن أحمد المعمري من جمعية الاجتماعيين العمانية:
تكمن الخطورة في اقتطاع سياق أي معلومة، أياً كان نوعها صحية، قانونية، اجتماعية، سياسية، في تبعاتها من عدم اليقين؛ الذي بدوره سيؤدي لخلق فوضى حول المادة الإعلامية ومحتواها. كما أن التضليل ليس في كل الأحوال أسلوبًا موجهًا ومقصودًا، ففي بعض الأحيان يكون لسبق النشر أو التفاعل حول المعلومة.
وأكد على أهمية الوعي المجتمعي؛ لأن المجتمع هو المستهدف بالمعلومة في جميع اتجاهاتها ويعطيها سلطة الانتشار، فالقانون أو التقنيات قد تكون في مقدمة الحلول، مع أهميتها كأدوات مساعدة.
وقال المعمري: يتعزز الوعي المجتمعي بامتلاك مهارات التفكير الناقد والتحليل بمستوياته، واستقصاء المصادر الموثوقة، وعدم التسرع. وعلى الرغم من صعوبة تطبيق ذلك عمليًا لكل فرد، لارتباط جذوره بالتنشئة الاجتماعية والتعليم والعولمة والعديد من العوامل، فمن الضروري نشر وسائل الوعي، لتكون خطوط المواجهة للتضليل الإعلامي، من تفكيك المفاهيم إلى تفنيد الأفكار.