جلسة حوارية تؤكد أهمية ترسيخ الهوية الوطنية والقيم الإنسانية
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
أكدت جلسة حوارية نظمها مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم اليوم، أهمية ترسيخ مفهوم الهوية الوطنية والمبادئ الأصيلة، ورصد التحديات التي يتعرض لها المجتمع وتأثيراتها غير المقبولة في منظومتنا الأخلاقية والثقافية، ودعت الجلسة التي حملت عنوان "الهوية الوطنية والقيم الإنسانية" بمشاركة كل من الدكتور الشريف الهاشمي طوطاو، أستاذ مساعد بجامعة السلطان قابوس، والدكتورة يسرى بنت محمد المغيرية، مدير مساعد للتوجيه المهني والإرشاد الطلابي إلى الاهتمام بالأسرة كونها الحصن الواقي للأبناء من الاتجاهات الفكرية السلبية.
افتتحت الجلسة بمناقشة شاملة حول مفهوم الهوية الوطنية وضرورة ترسيخ المبادئ الأصيلة في المجتمع العماني، حيث أكدت الدكتورة يسرى المغيرية على دور الهوية الوطنية باعتبارها عنصرًا أساسيًا في تشكيل القيم الإنسانية، مشيرة إلى أن الهوية ليست مجرد شعارات، بل هي محور رئيسي يحدد معالم شخصية كل فرد في المجتمع.
وتطرقت المغيرية إلى أهمية التربية والتعليم في تعزيز الهوية الوطنية منذ الصغر، وضرورة حماية الأجيال الجديدة من التأثيرات السلبية للعولمة، وذكرت "أن علينا استثمار العولمة بما يخدم الهوية الوطنية، دون الوقوع في فخ القيم الدخيلة التي تتسلل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مثل تقليد بعض المشاهير وما يرتبط بذلك من أفكار سلبية".
من جهته، سلط الدكتور الشريف الهاشمي طوطاو الضوء على مفهوم القيّم، معتبرًا القيم هي التي تحدد هوية المجتمع وأن الفرد في المجتمعات الغربية أصبح متمركزًا حول ذاته، مما أسفر عن "أزمة القيم" التي تعاني منها تلك المجتمعات وأن العالم اليوم بات قرية كونية صغيرة، مما يجعلنا في مأزق التأثر بالأفكار الغربية التي تسعى لتصدير قيمها إلينا.
وفي السياق، تساءل طوطاو عن مفهوم حقوق الإنسان الذي يروّج له الغرب، مؤكدًا أن هذا المفهوم غالبًا ما يتعلق بخصوصيات ثقافية معينة ويغفل السياقات المختلفة للدول الأخرى مؤكدا على أن القيم يجب أن تكون متجذرة في الثقافة المحلية، مشددًا على ضرورة الحفاظ على الخصوصية الثقافية للعمانيين.
وأشار الدكتور الشريف إلى أهمية القيم في تشكيل الهوية، وأن هوية أي مجتمع تُعرف من خلال قيمه مبينًا بقوله: "إن اللباس العماني يعد رمزًا من رموز الهوية، حيث يجذب انتباه أي زائر إلى سلطنة عمان، كما أن قيم التعايش والتسامح التي يتميز بها المجتمع العماني تعكس خصوصية هذه الهوية".
وأضاف الشريف: أنه في ظل انتشار القيم الغربية، التي تُروج لنا عبر المنتجات الاستهلاكية مثل الهواتف والسيارات، يتوجب علينا أن نكون واعين في استهلاكنا، والحفاظ على هويتنا وأصالتنا، لكن ذلك لا يعني الانعزال عن العالم، بل يجب أن نأخذ ما نحتاجه من مجالات مثل العلم والتكنولوجيا.
وفي حديثها حول إستراتيجيات تعزيز الهوية الوطنية لدى طلبة المدارس، أكدت الدكتورة يسرى أن ملامح هوية الطالب تتجلى منذ اللحظة التي يخطو فيها عتبة المدرسة، حيث يتجسد هذا المفهوم في زيّه الرسمي الذي يعكس التراث الثقافي العميق للبلد، مشيرة إلى أن الاحتفالات الوطنية والفعاليات المدرسية تمثل منصات حيوية تعزز شعور الانتماء، مما يسهم في تنمية الوعي الوطني لدى الطلبة ويشجعهم على التفاعل الإيجابي مع قيمهم الثقافية.
كما أكدت على أهمية تعزيز التفكير النقدي لدى الطلبة، مشددة على ضرورة أن يتعلموا كيفية قراءة الأحداث والمواد التعليمية بعمق وفهم ما بين السطور، فهذه المهارات ليست مجرد إضافات أكاديمية، بل تشكل أساسًا لبناء شخصياتهم كأفراد واعين وقادرين على فهم تحديات العالم من حولهم.
وأشار بدر بن محمد المسكري، مدير إدارة الشؤون الثقافية في مركز السلطان قابوس للثقافة والعلوم، إلى أهمية هذه الجلسات في تعزيز الوعي الثقافي وتعميق النقاش حول الهوية الوطنية وتنمية القيم العمانية والحفاظ عليها، مشيرًا إلى اختيار الجمهور المستهدف بعناية، حيث ضم مختلف الفئات العمرية من طلبة التعليم العام ومؤسسات التعليم العالي، بالإضافة إلى عدد من المختصين من الجهات الحكومية ذات الصلة، مثل اللجنة الوطنية للثقافة والعلوم، ووزارة التعليم العالي، ووزارة التنمية الاجتماعية، ووزارة التربية والتعليم.
وحظيت الجلسة بتفاعل إيجابي من الحضور، حيث طرح المشاركون أسئلة تتعلق بكيفية تعزيز الهوية الوطنية مع وجود التحديات الحالية، بالإضافة إلى تجاربهم الشخصية مع القيم الإنسانية.
واختتمت الجلسة بتوصيات تدعو إلى تطوير برامج ثقافية وتعليمية تعزز الهوية الوطنية والقيم الإنسانية، مع التأكيد على أهمية التعاون بين المؤسسات التعليمية والثقافية لتحقيق هذا الهدف.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: القیم الإنسانیة الهویة الوطنیة
إقرأ أيضاً:
بطولة الإمارات لرماية الأسلحة المرخصة منصة لاكتشاف المواهب وتعزيز الهوية الوطنية
أبوظبي (وام)
أخبار ذات صلة
تحولت بطولة الإمارات لرماية الأسلحة المرخصة إلى منصة رئيسية لاكتشاف المواهب في هذه الرياضة وإعدادهم لتمثيل الدولة بالمحافل الإقليمية والقارية والدولية.
وحرصت اللجنة العليا المنظمة للبطولة على مواكبة تزايد أعداد المشاركين في فعالياتها بتنويع البطولات والمنافسات في عدد من الأندية على مستوى الدولة، بهدف إتاحة الفرصة أمام جميع الفئات للمشاركة في المنافسات، وإظهار القدرات العالية، والمهارات المتطورة، بالإضافة إلى الدعم والتشجيع للرماة من أولياء الأمور، لاسيما أن البطولة باتت منصة تنافسية مجتمعية لتعزيز الهوية الوطنية، وترسيخ ثقافة المسؤولية والانضباط.
واعتمدت اللجنة العليا المنظمة للبطولة 4 أندية رئيسة على مستوى الدولة للتصفيات والنهائيات، وهي نادي الظفرة للرماية، ونادي الشرطة للرياضة والرماية في عجمان، ونادي مصفوت للرماية والفروسية، ونادي العين للفروسية والرماية، مع توفير جميع المتطلبات والترتيبات الداعمة لنجاحها وفق أفضل المؤشرات العالمية، بالتعاون الشامل من كافة أندية الرماية في الدولة، وتجهيز ميادين الرماية وفق أفضل المؤشرات.
وتم اعتماد «كأس الإمارات المفتوح» لفئة السكتون لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي باستخدام أسلحتهم المرخصة والمسجلة بأسمائهم فقط، وإضافة فئة جديدة لكبار المواطنين من عمر 60 عاما وما فوق، ضمن منافسات بندقية السكتون، والسماح للفئات دون 21 عاماً بالمشاركة في فئتي بندقية 308 بالمنظار وبندقية 223، وللمواطنين من عمر15 عاماً فما فوق بالتنافس في مسابقة إسقاط الصحون لفرق السكتون.
وشهدت النسخة الثالثة للبطولة إقامة جولات عدة في كل من الظفرة وعجمان ومصفوت والعين، بينما تقام منافسات كأس «الإمارات المفتوح»، وهي منافسة جديدة لفئة السكتون لأبناء دول مجلس التعاون في الأسبوع الأخير من ديسمبر المقبل، وسط توقعات بنجاح كبير للمسابقة، ومستويات مميزة من المشاركين.
وأثنى الرامي حمد علي الكعبي المتوج بلقب النسخة الثالثة في عجمان على جهود اللجنة العليا المنظمة، ودورها المحوري في تشجيع الشباب على المشاركة في البطولات المختلفة بمختلف إمارات الدولة، ودعم القيادة الرشيدة للمبادرات التي تسهم في الارتقاء بمستويات الرماة والراميات، وتوفير بيئة مثالية للإبداع من خلال الأندية المتخصصة.
وذكر أن النجاح الذي حققته البطولة منذ إطلاقها يرسخ رؤية القيادة الرشيدة في تمكين أبناء وبنات الإمارات من القدرات التنافسية، ويحقق تطلعاتهم في أفضل الممارسات لتعزيز مواهبهم وصقلها من خلال بيئة آمنة تسهم في تحقيق أهداف البطولة.
وأكد الرامي محمد عبدالله الكعبي الفائز بلقب بطولة فئة بندقية السكتون لكبار المواطنين خلال الفعاليات التي أقيمت في نادي مصفوت للرماية والفروسية، أن مبادرة الأسلحة المرخصة للمواطنين، تجسد قيمتها في منح الرماة فرصة المشاركة بأسلحتهم المرخصة، واستكشاف القدرات، وتشجيع جميع أفراد المجتمع على المشاركة في الفعاليات.
وأشار إلى الإقبال الكبير على هذه البطولة المستحدثة، ودورها الكبير في تحفيزهم لممارسة رياضة الرماية في أجواء آمنة، وفق أعلى درجات الأمن والسلامة، والمشاركة الكبيرة من جميع الفئات المجتمعية بمختلف الأعمار في الفعاليات الأخرى، وحرص اللجنة المنظمة على توفير الأجواء المميزة، والإجراءات السلسة في التسجيل، وصولاً إلى المشاركة في البطولات المختلفة في مناطق عدة من الدولة.
وقالت الرامية أسماء يوسف الحمادي، إن البطولة تمنحها فرصة التطور في هذه الرياضة، بفضل البيئة الآمنة لممارسة الرماية بالأسلحة المرخصة، والإجراءات التنظيمية المتكاملة من قبل اللجنة العليا المنظمة للبطولة، ما يعزز فرص مشاركتها لإبراز مهاراتها في هذه الرياضة، وتشجيعها على خوض التحديات الخاصة بالمنافسة مع الرماة من مختلف مناطق الدولة.
وأوضحت أن دولة الإمارات بقيادتها الرشيدة وفرت أفضل السبل والظروف للمرأة للتطور والإبداع والتمكين، والتفاعل مع البرامج والمبادرات الاجتماعية كافة، والارتقاء بمهاراتها التنافسية، لاسيما أن بطولة الإمارات لرماية الأسلحة المرخصة، تهدف إلى تحفيز الرماة على المشاركة، انطلاقاً من إرث الآباء والأجداد، وحرصهم على غرس هذه الرياضة في نفوس أبنائهم، خصوصا أن الرماية تعزز قيم الشجاعة والقوة والبطولة، وتحظى باهتمام كبير من فئات المجتمع كافة.