يمانيون/ صنعاء كرمت جامعة صنعاء اليوم ثلاثة من علمائها الذين ظهرت أسماؤهم في مقدمة علماء الجامعات اليمنية بقائمة جامعة “ستانفورد” ضمن أفضل اثنين بالمائة من علماء العالم.

حيث كرمت الجامعة الدكتور طارق الشامي الأستاذ المساعد بقسم الرياضيات في كلية التربية بجامعة صنعاء، بشهادة تقدير ومبلغ مليون ريال، لحصوله على الترتيب الأول في مجال الباحثين الأكثر استشهاداً على مدى الحياة المهنية، والمركز الأول في فئة الباحثين الأكثر استشهاداً للعام الرابع على التوالي، وضمن قائمة جامعة “ستانفورد” العالمية التي تضم 2 بالمائة من أفضل علماء العالم الأكثر استشهاداً بأبحاثهم في مجال الرياضيات.

وكرمت الجامعة الدكتور ملهم الحبوري أحد علماء جامعة صنعاء وعضو هيئة التدريس بكلية الطب والعلوم الصحية بشهادة تقدير ومبلغ 750 ألف ريال لحصوله على المركز الثالث في مقدمة الباحثين الأكثر استشهاداً على مدى الحياة المهنية في المجال البحثي الفرعي “الكيمياء الحيوية الطبية”، والمجال البحثي العام “الطب السريري”.

كما تم تكريم الدكتور علي المنتصر عضو هيئة التدريس بكلية التربية والعلوم التطبيقية – أرحب بشهادة تقدير ومبلغ 500 ألف ريال لحصوله على المركز الثالث بين علماء جامعة صنعاء، والحادي عشر في قائمة الباحثين من الجامعات اليمنية الأكثر استشهاداً في المجال البحثي الفرعي “الفيزياء والفلك”.

وخلال التكريم بارك رئيس جامعة صنعاء الدكتور القاسم عباس للعلماء المكرمين الذين تمكنوا من حصد مراكز متقدمة في قائمة الباحثين اليمنيين ضمن قائمة جامعة “ستانفورد” للعلماء الأكثر استشهاداً بأبحاثهم العلمية في مجال الطب والرياضيات، والفيزياء.

وأشار إلى أن التكريم سيكون سنوياً كجزء من منهجية متقدمة لتطوير البحث العلمي في الجامعة للوصول بها إلى مصاف الجامعات العالمية الرائدة في البحث العلمي.. مبيناً أن الجامعة تمتلك من العقول والكوادر ما يؤهلها للحصول على مراكز متقدمة في قوائم التصنيف العالمي للجامعات والمراكز البحثية.

ولفت الدكتور القاسم إلى أن البحث العلمي والنشر والتأليف كان غائبا خلال الأعوام السابقة وكان عمل عضو هيئة التدريس في الجامعة يقتصر على تقديم المحاضرة والعودة الى المنزل وممارسة المهام التقليدية التي لا تشكل أي قيمة أو إضافة علمية للبحث العلمي والجامعة.

وأكد أن الجامعة رصدت مبالغ مالية ومكافآت للناشرين والباحثين المتميزين الذين ينشرون أبحاثا في مجلات علمية وجامعات عالمية مما يساهم في رفع اسم الجامعة في قائمة التصنيف العالمي والمساهمة في دعم وتشجيع البحث العلمي الذي يخدم البلد.

وأوضح الدكتور القاسم أن الجامعة خلال الأربع السنوات الماضية قدمت فرصا ومنحا مجانية لأكثر من 700 عضو تدريس مساعد لتسوية أوضاعهم وتحفيزهم على الإبداع والبحث العلمي والنشر في مجلات عالمية.

وذكر أن الجامعة ستعمل خلال الفترة المقبلة على وضع تشريعات تلزم الباحثين بالنشر وتطوير قدراتهم البحثية والفكرية والأكاديمية، وكذا حوافز تشجعهم على ذلك.

ودعا إلى الاهتمام بالكادر الأكاديمي والبحثي بالجامعة لتمكينهم من إنتاج أبحاث علمية تساهم في خدمة البلد بمختلف المجالات.. موضحاً أن الحرب مع الأعداء اليوم باتت حرب تكنولوجيا، وما يجعل اليمن يقف أمام المعتدين بكل شموخ هو التقدم التكنولوجي الحاصل في الصناعة العسكرية والطيران المسير والبحرية.

وأكد رئيس جامعة صنعاء أن الاهتمام بالعلماء وتشجيع البحث العلمي سيمكن البلد من النهوض بالمجال الصناعي والخدمي والتنموي بالتوازي مع التطور العسكري للوصول إلى الاكتفاء الذاتي.

من جانبه أكد الدكتور علي المنتصر في كلمة المكرمين أن التكريم ليس مجر لحظة احتفال عابرة بل لحظة فارقة في المسيرة العلمية وشهادة تقدير لسنوات من العمل الجاد والتفاني في خدمة العلم والمعرفة.

وأثنى على جهود قيادة الجامعة التي جعلت البحث العلمي في طليعة الأولويات، وكذا سعيها الحثيث لرفع تصنيف الجامعة لتكون في مصاف الجامعات العالمية.. معتبرا البحث العلمي السبيل الوحيد لبناء مجتمعات قوية قادرة على الصمود وتحقيق التنمية المستدامة والاكتفاء الذاتي.

ودعا المنتصر إلى إنشاء مراكز بحثية متخصصة في البحث العلمي التطبيقي، وأبحاث الطاقة المتجددة، وعلوم المواد، وتكنولوجيا النانو، والذكاء الاصطناعي، وكذا مراكز أبحاث طبية بما يسهم في إحداث نقلة في مجال البحث العلمي.

حضر الفعالية نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا الدكتور إبراهيم لقمان، وقيادات الجامعة.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: البحث العلمی جامعة صنعاء أن الجامعة مجال البحث فی مجال

إقرأ أيضاً:

مؤشر مخاطر نزاهة البحث العلمي (RI²): مؤشر سام يسيء لسمعة الجامعات الأردنية

#سواليف

#مؤشر #مخاطر #نزاهة #البحث_العلمي (RI²): مؤشر سام يسيء لسمعة #الجامعات_الأردنية

بقلم : أ.د. احمد صامد ابو عرابي العدوان *
حققت الجامعات الأردنية في السنوات الأخيرة تقدمًا ملحوظًا في البحث العلمي، وسعت بجد لترسيخ مكانتها في التصنيفات العالمية وتعزيز ثقافة الابتكار. غير أن تطورًا جديدًا ومثيرًا للقلق يهدد هذه الإنجازات، يتمثل في ظهور ما يسمى بـ مؤشر مخاطر نزاهة البحث العلمي (RI²)، وهو مؤشر مثير للجدل يزعم تقييم مخاطر النزاهة البحثية، لكنه في الواقع يشوه سمعة الجامعات، خاصة في الدول النامية مثل الأردن، بالاعتماد على منهجية مشكوك فيها ومقاييس غير موثوقة.
ونود التوضيح بدايةً أن هذا المؤشر هو اجتهاد شخصي لأحد الأساتذة في إحدى الجامعات اللبنانية، ولا يمثل موقفًا رسميًا لأي جهة دولية معتمدة. بل هو رأي فردي لا يُعتد به في التقييم المؤسسي أو الأكاديمي.
نحن في الأردن نعتد بالمؤشرات والتصنيفات العالمية المعروفة والمعتمدة مثل تصنيف “كيو إس” (QS)، وتصنيف “التايمز للتعليم العالي” (THE)، وتصنيف “شنغهاي”، وهي تصنيفات تتبع منهجيات دقيقة وشاملة تُراعي جودة التعليم، البحث العلمي، التأثير المجتمعي، والتعاون الدولي.
أما بخصوص هذا الرأي الفردي المتمثل في مؤشر RI²، فنحن نرى ضرورة مناقشته بشكل موضوعي ومنهجي، وفيما يلي نفند أبرز الإشكاليات الجوهرية التي يحتويها:

أساس هش: مقاييس مبسطة بشكل مفرط
يعتمد مؤشر RI² على مكونين فقط: مخاطر السحب (Retraction Risk): يقيس عدد الأبحاث المسحوبة من النشر لكل 1000 بحث منشور. مخاطر النشر في مجلات ملغاة (Delisted Journal Risk): يقيس نسبة المنشورات في مجلات تم حذفها من قواعد البيانات العالمية مثل Scopus وWeb of Science.
كلا المؤشرين يعانيان من مشكلات كبيرة:
أولًا: مخاطر السحب – معاقبة الشفافية والنشاط البحثي
الاعتماد على عدد الأبحاث المسحوبة كمؤشر رئيسي لنزاهة المؤسسة أمر مضلل. فليس كل سحب للبحث يعني سوء نية أو تزوير، بل قد يكون نتيجة لأخطاء غير مقصودة، أو تصحيحات علمية ضرورية، أو قرارات تحريرية خارجة عن سيطرة الباحثين. ومعاقبة المؤسسات على هذه الحالات قد تثبط روح الشفافية والمراجعة الذاتية التي تُعد من أساسيات البحث النزيه.
كما أن هذا المعيار يعاقب المؤسسات الكبيرة أو النشطة بحثيًا، لأن زيادة حجم النشر يزيد احتمالية وجود سحب عرضي، مما يحوّل النشاط البحثي من ميزة إلى عبء.
ثانيًا: مخاطر المجلات الملغاة – الإدانة بالقرابة
قياس جودة المؤسسة بناءً على عدد أبحاثها المنشورة في مجلات تم حذفها لاحقًا من قواعد البيانات يُعد حكمًا جائرًا. فغالبًا ما يتم حذف المجلات بعد سنوات من النشر، دون أي تحذير مسبق للباحثين، وخاصة في الدول النامية حيث تكون فرص الوصول لمعلومات حديثة ومحدثة محدودة.
في كثير من الحالات، نشر الباحثون الأردنيون في هذه المجلات عندما كانت لا تزال مُعتمدة ومفهرسة. ومن غير المنطقي محاسبتهم بأثر رجعي وكأنهم تعمدوا اختيار منصات نشر مشبوهة. مؤشر يفتقر للسياق والمساءلة
الأمر الأخطر أن RI² يتجاهل تمامًا السياق المحلي والبيئي للجامعات. فهو يقيس النزاهة بمعيار موحد لجميع الدول والمؤسسات، دون مراعاة الفروقات في السياسات البحثية، والتمويل، واللغة، والبنية التحتية الأكاديمية.
الجامعات الأردنية، شأنها شأن العديد من الجامعات العربية، تسعى جاهدة للانخراط في النظام الأكاديمي العالمي رغم محدودية الموارد. ومحاسبتها على عوامل خارجة عن إرادتها – مثل حذف المجلات أو ضعف فهرسة قواعد البيانات – يعد ظلمًا صريحًا.
بل إن المؤشر يعتمد على قواعد بيانات خاصة مثل SciVal وRetraction Watch وMedline لا تتيح شفافية كافية في تغطيتها أو تحيزاتها أو آليات تحديثها، مما يثير تساؤلات حول نزاهة البيانات نفسها. تبعات وخيمة: تشويه السمعة دون محاكمة
عندما تعتمد الجهات المانحة أو المؤسسات الدولية هذا المؤشر في تقييم الجامعات، تكون العواقب وخيمة. فقد تخسر المؤسسات تمويلًا، أو تُجمد شراكات دولية، أو يُوصم باحثوها بوصمة “عدم النزاهة” دون تحقيق أو دليل، ودون إعطائهم الحق في الدفاع عن أنفسهم.
رغم الجهود المبذولة من الجامعات الأردنية للنهوض بالبحث العلمي، نجدها اليوم معرضة للاتهام، ليس بسبب أفعال خاطئة، بل بسبب خوارزمية مشوهة تفتقر للمصداقية الأكاديمية. دعوة إلى اعتماد مؤشرات مسؤولة وعادلة
نحن لا نعارض تعزيز ثقافة النزاهة الأكاديمية. بل ندعو لها بشدة. لكن النزاهة لا تُقاس بأساليب محاسبة آلية قائمة على بيانات غير دقيقة، بل يجب أن تُبنى على:
• مقاييس متعددة الأبعاد تشمل مراجعات خبراء وتدقيق نوعي ومؤشرات لبناء القدرات.
• وعي بالسياق يأخذ في الحسبان خصوصية المؤسسات والبيئات الأكاديمية.
• شفافية منهجية تسمح بمراجعة المعايير وتقديم الاعتراضات عند الضرورة.
في صورته الحالية، يُعد مؤشر RI² اجتهادًا فرديًا غير مُعتمد، وأداة تفتقر إلى العدالة والدقة والمنهجية، بل تضر أكثر مما تنفع. وقد آن الأوان للمجتمع الأكاديمي الأردني – بمن فيهم العلماء والجامعات ووزارة التعليم العالي – أن يرفض هذا المؤشر، ويطالب بمقاييس عادلة، شفافة، وشاملة، لا تشوه الصورة دون دليل.
*عميد البحث العلمي بجامعة عمان الاهلية مقالات ذات صلة طلبة “التوجيهي” يختتمون امتحاناتهم اليوم الخميس 2025/07/10

مقالات مشابهة

  • شيخ الأزهر ينعى الدكتور رفعت العوضي أحد أبرز علماء الاقتصاد ‏الإسلامي
  • رئيس جامعة القاهرة: نسعى للتصنيف الذهبي بعد إدراجنا ضمن أفضل مؤسسات الاستدامة
  • جامعة تبوك تدعو الباحثين للمشاركة في المؤتمر الخليجي الثالث الذي تستضيفه للمنظمة الدولية IEOM
  • جامعة القاهرة ضمن أفضل المؤسسات التعليمية أداءً على المستوى الدولي
  • رئيس جامعة الطائف: دخولنا تصنيف «التايمز» الدولي إنجاز نوعي يجسد التميز والمسؤولية التعليمية
  • جامعة القاهرة ضمن أفضل المؤسسات التعليمية الدولية أداء في الاستدامة
  • جامعة حائل تعلن فتح باب القبول في برامج الدراسات العليا
  • مؤشر مخاطر نزاهة البحث العلمي (RI²): مؤشر سام يسيء لسمعة الجامعات الأردنية
  • جامعة صنعاء تستهل عامها الدراسي بمسيرة طلابية حاشدة
  • جامعة صنعاء تدشن عامها الدراسي بمسيرة طلابية حاشدة نصرة لغزة