فى نقض تيار وموقف الإستسلام ودعاويه والدفاع عن تيار وموقف المقاومة الشعبية’ الأصيلة’
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
د. صبرى محمد خليل / أستاذ فلسفة القيم الإسلامية فى جامعة الخرطوم
تيار وموقف الإستسلام والتخاذل الوطنى والقومى: هو تيار فكرى يضم مذاهب فكرية، قد تختلف فى المقدمات النظرية - الى درجة التناقض - ولكن يلزم منه - موضوعيا وبصرف النظر عن الشعارات التى يرفعها، والنوايا الذاتية لأنصاره- مواقف عملية ' سلبية' مضمونها عدم مقاومة العدوان الخارجى على الأمة، على كل المستويات " الرسمية او الشعبية ، المسلحة او السلمية.
خصائصه : هذا التيار - الموقف يتصف بالخصائص التالية:
السلبية : فكما أشرنا أعلاه فإن مضمونة الكف عن الفعل " المقاوم والمطالب بالحقوق " .
التفكير السلبى " الجنائزى " : فهو احد أنماط التفكير السلبى " الجنائزى " ، الذى مضمونه- المنهجى - البقاء فى المرحلة الأولى ، من مراحل منهج حل المشاكل " اى مرحلة المشكلة " ، دون تجاوزها إلى مرحلة تالية " وضع الحل النظرى ، ثم تنفيذه فى الواقع بالعمل ". و إختلافة مع انماطه الأخرى، أنه نمط يتصل بالتعامل مع قضايا الجماعة " الوطن والأمة" ، وليس الفرد .
التخاذل الوطنى والقومى: وهو تيار - موقف مضمونة عدم التزام بالواجب" الوطني والقومي والديني" ، فى الحفاظ على الحقوق " الوطنية وااقومية والدينية " والدفاع عنها.
العمالة : وهو تيار يخدم موضوعيا - وبصرف النظر عن عن الشعارات المرفوعه والنوايا الذاتية - أهداف أعداء الأمة - واهمها سلب ثرواتها الطبيعية والاقتصادية - فهو يلزم منه العمالة " سواء بالوعى او بدون وعى".
صنيعة الاستعمار: فقد دعم الاستعمار " القديم والجديد " النخب التى تتبنى هذا التيار - الموقف ، عبر تاريخها، لأنة يفتك بقدره الأمة على مقاومة العدوان الخارجى ، ويخدم مصالحة بأدوات محلية.
الدعاوى التى يستند اليها والرد عليها : ويستند هذا التيار - الموقف إلى العديد من الدعاوى " اى الحجج غير السليمه منطقيا 'المتناقضه'، وغير الصادقه واقعيا ' تخالف الواقع ' ".
الفهم الخاطئ لقاعده "عدم الاستطاعة ": إن هذه القاعدة لا يلزم منها سقوط التكليف بالفعل " الواجب "- كما يفترض خطأ هذا التيار - الموقف ، فواجب الجهاد مثلا - وبتقرير النصوص - " ماضى إلى يوم القيامة "، ولا يسقط بعدم الإستطاعه.ولكن يلزم منها إعاده ترتيب كيفيات هذا الفعل ،حسب الوسع والطاقة " من راى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ".
عدم التمييز بين القوة الكمية والقوة الكيفية : فضلا عن أن هذا التيار- الموقف لا يميز بين القوة الكمية " العددية او المادية لمغتصب الحق " ، والقوة الكيفيه "القوه الكمية " المعنوية والاخلاقية لصاحب الحق ".
الخلط بين السلام والاستسلام: كما أن هذا التيار - الموقف يخلط بين السلام " الحقيقى " الذى لا يمكن أن يتحقق إلا بإسترداد الحقوق،اى بالربط بين قيمتى السلام والعدل ، والإستسلام او السلام الزائف ،الذى يفصل بينهما.
تيار فكرى محدود" : وهذا التيار - الموقف مهما إرتفع صوته ، وهو محدود فى نخب " اى شلل تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة، ولو على حساب مصالح الأمة "، توجد - على وجه الخصوص - فى اوساط المتعلمين وسكان الحضر " المدن" ، وهو معزول مجتمعيا - وفى الغالب يستند الى أفراد او جماعات تضعف عندها علاقه الانتماء إلى مجتمعاتهم لاسباب متعدده - و لا يستمد قوته من تعبيره عن الإرادة الشعبية للأمة، ولكن من مصادر أخرى ، اهمها دعم القوى الخارجية له. فالمقصود بكونه "تيار فكرى" ، انه يضم مذاهب فكريه متعددة - كما اشرنا سابقا - وليس كون له انتشار واسع بين جماهير الأمة.
تيار وموقف المقاومة الشعبية " الأصيلة " : هو تيار فكرى شامل، يتحقق فى الواقع العملى ، فى مواقف بالغة التنوع، يعبر عن الإرادة الشعبية للأمة ، فى مقاومة اى عدوان خارجى،او اغتصاب لحقوقها.
خصائصه :
الشمول " الوطنى والقومى " وعدم الإحتكار " الحزبى او القبلى او الطائفى": فهذا التيار الفكرى يشمل جميع المذاهب والتيارات الفكرية التى يلزم منها موضوعيا تفعيل المقاومة - على المستوى النظري- وكل فئات الأمة "شعوبها وقبائلها وطوائفها"-على المستوى الإجتماعى ، فلا يجوز حصره فى حزب او طائفة او قبيله، فكل مقاومة قد تقوم بها هذه الوحدات الجزئية، تكون مقبولة من باب الإشتراك لا الإنفراد.
ضوابط المقاومة الشعبية :
مقاومة شعبية غير متطابقة او متناقضة مع المقاومة الرسمية : والأصل فى المقاومة ، التى تعبر عن إرادة الأمة، فى هذه المرحلة هى المقاومة الشعبية، غير المتطابقة مع المقاومة الرسمية " التى تقوم بها المؤسسات العسكرية الوطنية "، حتى لا تصبح اداه بيد نظام سياسى معين.وفى ذات الوقت غير المتناقضة معها،حتى لا تتحول إلى مليشيا حزبية او طائفية او قبلية.
التمييز بين المقاومة الشعبية الأصيلة والمقاومة المصطنعة: ويجب التمييز بين المقاومة الشعبية الأصيلة ، التى تعبر عن الإرادة الشعبية للأمة، والمقاومة الشعبية المصطنعة، اى التى تكونها أنظمة سياسية معينه " وطنية او اقليمية ". هذا التمييز يعنى أن الأولى هى الاصل، وان الموقف الصحيح من الثانية ليس القبول او الرفض المطلق، بل موقف تقويمي يقبلها متى ما اتسقت مع إرادة الأمة، ويرفضها متى ما تناقضت معها.
وطنية وقومية المقاومة: فالأصل أن المقاومة " الشعبية والرسمية " للعدوان الخارجى، تقع على عاتق الأمة وشعوبها المتعددة، وليس الأمم الأخرى، وإن كانت تشترك معها فى الدين ، وإذا كانت بعض هذه الأمم تدعم المقاومة الشعبية فى الأمة ، فإنه مشروط بعدم التعارض مع اهدافها ومصالحها الخاصة. وقبولنا لهذا الدعم "المشروط "، لا يلغى رفضنا لاى سياسات او ممارسات تقوم لها ضد إرادة الامة ، كإنتهاك السيادة الوطنية والقومية للامة، لأنها فى هذه الحالة تتحول إلى شكل اقليمى من أشكال الأستعمار.
الممكن: وهدف المقاومة الشعبية فى هذه المرحلة هو الانتقال مما هو كائن، إلى ما هو ممكن فقط، اى رد العدوان بما هو متاح ، أما الانتقال مما هو ممكن إلى ما ينبغى أن يكون ، اى التحرير التام للامة، واسترداد كافه حقوقها المغتصبه فهو هدف المقاومة الرسمية فى مرحله تاريخية تاليه.
نشاة المقاومة الشعبية المعاصره للامة: مشروع الشرق الأوسط الجديد " الإمبريالى - الصهيونى "، الذى يطبق فى منطقتنا العربية منذ العقد السابع من القرن الماضى ، هو مؤشر على بداية الحرب العالمية الثالثه - على الاقل فى المنطقة العربية -وقد نجح فى تعطيل إرادة الأمة على المستوى الرسمى ، من خلال الارتداد به من مرحله التجزئة على أساس شعوبى ( سيكس بيكو ١٩١٦)، إلى مرحلة التفتيت على أساس طائفى- قبلى( محاولة إقامة دويلات طائفية - قبلية )،مع بقاء الكيان الصهيونى كحارس لهذا التفتيت ، كما كان فى المرحلة السابقة حارس للتجزئة، لكن هذا المشروع فشل فى إلغاء إرادة الأمة، فقد اتاح تعطيلها على هذا المستوى" الرسمى " تفعيلها على المستوى الشعبى، ومن مظاهره
نشوء المقاومة الشعبية- السلمية والمسلحة- ضد مراحل ومظاهر وأدوات تطبيق هذا المشروع.
ضرورة الإرتقاء من التفعيل التلقائي إلى التفعيل القصدى : ونجاح المقاومة الشعبية فى الهزيمة التامه لهذا المشروع واهدافه ، يتوقف على ارتقائها من مرحلة التفعيل التلقائي " رد الفعل العفوى ، التلقائي، المؤقت "، إلى مرحلة التفعيل القصدى " الفعل المخطط ، العقلانى ، المستمر ' المؤسسى ' "
[email protected]
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: المقاومة الشعبیة إرادة الأمة على المستوى هذا التیار
إقرأ أيضاً:
الأرصاد والدفاع المدني تحذر من مخاطر البرق القادم من السحب
صراحة نيوز- تواصل إدارة الأرصاد الجوية بث التحذيرات والإرشادات على مدار العام لحماية المواطنين من تأثيرات الظواهر الطبيعية التي تتكرر خلال فصول السنة الأربعة، لا سيما البرق والرعد، نظراً لما تشكله هذه الظواهر من خطر على السلامة العامة.
وأوضحت المصادر العلمية أن أخطر أنواع البرق وأكثرها شيوعًا هو البرق القادم من السحب إلى الأرض، وهو عبارة عن شحنات كهربائية كثيفة ومرتفعة الخطورة.
وحددت إدارة الأرصاد عدة نصائح رئيسية للتعامل مع البرق والرعد، بحسب موقع الشخص خلال حدوث الظاهرة: في الأماكن المكشوفة، داخل المركبات، وداخل المباني. وتشمل الإجراءات الابتعاد عن المرتفعات، الأشجار المنفردة، أعمدة الكهرباء والاتصالات، والمساحات المائية والمسابح، مع البقاء داخل المركبات عند القيادة وتجنب ملامسة الأجزاء المعدنية. أما داخل المباني، فيجب إغلاق النوافذ والأبواب، الابتعاد عن الأجهزة الكهربائية والأسلاك، وتجنب استخدام الهواتف السلكية والمياه عبر “الدش والحنفيات” أثناء العاصفة.
وأوضح مدير الإدارة، رائد آل خطاب، أن حالات عدم الاستقرار الجوي غالبًا ما تنشأ نتيجة منخفضات حرارية سطحية مصحوبة بهواء بارد في طبقات الجو العليا والمتوسطة، ما يؤدي إلى تكوّن الغيوم الركامية المصحوبة بالبرق والرعد وهطولات مطرية غير منتظمة، قد تتسبب بسيول فجائية في بعض المناطق، خاصة خلال فصلي الخريف والربيع.
ودعا آل خطاب المواطنين إلى التعامل بجدية مع التحذيرات الصادرة من إدارة الأرصاد، بما يشمل مخاطر السيول في الأودية والمناطق المنخفضة، وتجميعات المياه على الطرق، والعواصف الرعدية، مؤكداً أن الالتزام بهذه التحذيرات يسهم في تعزيز السلامة العامة وتجنب المخاطر.
كما نصحت الإدارة العامة للدفاع المدني بعدة إجراءات وقائية عند حدوث حالات الطقس غير المستقر، من بينها: عدم الاقتراب من الأودية ومجاري السيول، تجنب عبور الطرق المائية، متابعة النشرات الجوية الرسمية، والتعاون مع الجهات المختصة في حالات الطوارئ.
وشملت نصائح الدفاع المدني إجراءات السلامة المنزلية، مثل اصطحاب الأطفال عند التنقل في الأجواء العاصفة، وإجراء الصيانة الدورية للتمديدات الكهربائية، وتثبيت الأجسام القابلة للطيران على الأسطح، وتقليل التنقل خلال الغبار الكثيف. كما شددت على أهمية فحص وصيانة المدافئ ووسائل التدفئة، والتأكد من سلامة الأسلاك والخرطوم الموصل لمدافئ الغاز، والابتعاد عن المواد القابلة للاشتعال، مع مراقبة الأطفال ومنعهم من اللعب قرب المدافئ.
تأتي هذه الإجراءات ضمن جهود الأرصاد والدفاع المدني لحماية المواطنين من المخاطر الطبيعية والوقاية من الحوادث المرتبطة بالطقس غير المستقر والبرق والرعد.