الإمارات.. مواقف ناصعة في دعم الشعب اللبناني
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
هالة الخياط (أبوظبي)
أخبار ذات صلةتتصدر دولة الإمارات العربية المتحدة دائماً قائمة الدول التي تقف إلى جانب أشقائها العرب في ظل الظروف التي تصيبهم نتيجة الكوارث الإنسانية، أو الحروب والصراعات.. وكعادتها، كانت الإمارات أول دولة تبادر لمساعدة الشعب اللبناني، حيث تعهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في 30 سبتمبر الماضي، بتقديم حزمة مساعدات إغاثية إلى الشعب اللبناني بقيمة 100 مليون دولار، في إطار جهود الدولة لدعم الأشقاء في لبنان، ومساعدتهم على مواجهة التحديات الراهنة، والتزام الدولة الثابت بدعم الشعب اللبناني الشقيق.
كما وجَّه صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، أمس الأول، بتقديم حزمة مساعدات إغاثية عاجلة بقيمة 30 مليون دولار إلى النازحين من الشعب اللبناني الشقيق إلى الجمهورية العربية السورية.
وخلال اليومين الماضيين، جرى إرسال 12 طائرة إغاثية إلى لبنان لدعم الأشقاء اللبنانيين، في إطار الجسر الجوي الإماراتي، وضمن حملة «الإمارات معك يا لبنان».
وحملت الطائرات على متنها إمدادات طبية وإغاثية وغذائية ومعدات إيواء، وشملت أيضاً مساعدات، بالتعاون مع كل من منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف»، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وتعكس هذه الإمدادات الجهود الواسعة التي تقوم بها دولة الإمارات، بالتعاون مع الشركاء الدوليين في سبيل تقديم الدعم الإغاثي العاجل للأشقاء في لبنان للمساهمة في التخفيف من حدة التداعيات الإنسانية والصحية الحرجة.
نهج ثابت
يأتي إرسال هذه الطائرات تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بتقديم الدعم والمساندة للأشقاء اللبنانيين، وتجسيداً لنهج دولة الإمارات، حكومة وشعباً في الوقوف، إلى جانب الشعوب في أزماتها.
وتهدف هذه الاستجابة الإنسانية إلى التخفيف من حدة التداعيات التي تسببت في وجود نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية ومعاناة الآلاف من الأسر من نقص الخدمات الطبية الأساسية، خاصة من المرضى والأطفال وكبار السن والنساء.
تاريخ حافل
يسجل التاريخ لدولة الإمارات، مواقف مشرفة منذ عام 1974، في دعم الشعب اللبناني الشقيق، حيث منح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لبنان 150 مليون دولار؛ لتمويل مشروع الليطاني.
وشهدت مرحلة ما بعد انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية عام 1990، العديد من المبادرات الإماراتية الهادفة لترسيخ السلم الأهلي في لبنان الشقيق، وإعادة إعماره، ودعم أسس استقراره وازدهاره، حيث قدمت الإمارات هبات وقروضاً مالية للحكومة اللبنانية، لتمويل العديد من مشاريع البنية التحتية والتعليم والصحة، وغيرها من المجالات.
وجددت الإمارات التزامها بمساعدة الشعب اللبناني في مسيرة البناء والتعمير، في أعقاب تحرير جنوب لبنان عام 2000، وأعلنت في 25 أكتوبر 2001، تنفيذ مشروع التضامن الإماراتي لإزالة الألغام في جنوب لبنان، بتكلفة قدرها 50 مليون دولار، بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة اللبنانية.
ولمواجهة الأزمات الاقتصادية الخانقة التي شهدها لبنان، منذ مطلع الألفية الثالثة، اكتتبت الإمارات في يناير 2003 في سندات خزينة بقيمة 300 مليون دولار، لدعم الخزينة اللبنانية، تنفيذاً لمقررات مؤتمر «باريس-2»، ووقعت اتفاقية خاصة بذلك.
وكانت الإمارات في عام 2006 من الدول الأولى الداعمة للبنان؛ بهدف الحفاظ على أمنه واستقراره وسلامة أراضيه، وذلك مع إطلاقها في سبتمبر من العام ذاته «المشروع الإماراتي لدعم وإعمار لبنان»، الذي لم يدخر جهداً لتتجاوز لبنان الآثار المدمرة التي خلفتها الحرب آنذاك.
وقامت دولة الإمارات، في إطار المشروع نفسه، بتسيير جسر جوي وخط ملاحي وخط بري مباشر، لنقل المساعدات الإنسانية العاجلة للمتضررين، التي شملت المواد الغذائية والأدوية والخدمات الطبية، ونقل الجرحى والمصابين لتلقي العلاج في المستشفيات الإماراتية، إضافة إلى إعادة إعمار وتأهيل المدارس والمستشفيات وموانئ الصيادين، التي دمرتها الحرب، إلى جانب إطلاق مبادرة إزالة الألغام والقنابل العنقودية من الجنوب اللبناني.
وكانت الإمارات من الدول الأولى الداعمة للشعب اللبناني الشقيق، خلال جائحة كورونا «كوفيد 19»، إذ أعلنت في 6 أغسطس 2020 تقديم مساعدات طبية عاجلة إلى لبنان، شملت 12 طناً من أجهزة الفحص والمستلزمات الطبية لدعم الأطقم الطبية والعاملين في مجال الخدمات الصحية، عبر توفير أدوات الحماية الشخصية والوقائية، وأجهزة تشخيص «كوفيد - 19»، وكذلك دعم الإجراءات الاحترازية الوقائية.
وبادرت الإمارات بإنشاء «مركز الشيخ محمد بن زايد الإماراتي- اللبناني الاستشفائي لمعالجة مرضى كورونا» كمستشفى ميداني متخصص للتعامل مع المصابين، بقدرة استيعابية تبلغ حوالي 80 سريراً مزوداً بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية.
وفي 24 سبتمبر من عام 2020، وصلت إلى العاصمة اللبنانية بيروت، باخرة مساعدات سيرتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، تحمل على متنها 2400 طن من الاحتياجات الإغاثية، تضمنت مواد غذائية، وطبية ومكملات غذائية للأطفال، ومعقمات ووسائل الوقاية وأدوات التخفيف من آثار تفشي جائحة «كوفيد - 19»، على الساحة اللبنانية إلى جانب ملابس متنوعة.
وسارعت الإمارات إلى مد يد العون والنجدة إلى لبنان، بعد تعرضه لإحدى أكبر الكوارث الإنسانية التي شهدها في العصر الحديث، نتيجة الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020، وخلف آلاف الضحايا والجرحى، فضلاً عن الدمار الكبير الذي لحق بالمرفأ والمباني في العاصمة بيروت.
وأعلنت الإمارات بعد ساعات قليلة من وقوع الانفجار، تقديم مساعدات إنسانية للمتأثرين، تضمنت أدوية ومعدات طبية، إضافة إلى مواد ضرورية أخرى، جرى نقلها على وجه السرعة إلى بيروت عبر طائرات عدة.
وأطلقت حينها حملة «الإمارات تتطوع» مبادرة وطنية إنسانية عاجلة لمواطني ومقيمي الدولة، تحت عنوان «من الإمارات، ومن أجل لبنان»، بالتعاون مع الجهات ذات الصلة، وذلك في إطار التضامن ومساندة ودعم الشعب اللبناني الشقيق.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: حملة الإمارات معك يا لبنان محمد بن زايد لبنان الإمارات ولبنان أزمة لبنان رئيس الدولة الأزمة اللبنانية الإمارات الشعب اللبنانی الشقیق دولة الإمارات ملیون دولار بالتعاون مع إلى جانب فی إطار
إقرأ أيضاً:
اليونيفيل: أكثر من 3000 لبناني استفادوا من خدماتنا الطبية خلال 6 أشهر
أعلنت قوات الطوارئ الدولية العاملة في "اليونيفيل" في بيان، أنه "تماشيا مع ما نص عليه القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عام 2006، يواصل جنود حفظ السلام في القطاع الغربي في مهمة اليونيفيل دعم المجتمعات المحلية بشكل فاعل، من خلال مساندة الهيئات الإنسانية عند الحاجة".واوضح انه "في خلال الأشهر الستة الأخيرة فقط، استفاد أكثر من 3000 مدني لبناني، من بينهم 1300 امرأة و1100 رجل و600 طفل، من الرعاية الطبية المقدمة من قبل الفرق الصحية التابعة للوحدات المنتشرة ضمن القطاع الغربي لليونيفيل، والتي تضم جنودا من كوريا الجنوبية، ماليزيا، إيطاليا، إيرلندا/بولندا وغانا، وذلك في المراكز الصحية الواقعة داخل قواعد اليونيفيل".
ولفت الى ان "هذه المساعدات الصحية المقدمة للسكان المدنيين تهدف إلى تعزيز الثقة المتبادلة مع المجتمعات المحلية، بالتنسيق مع السلطات اللبنانية، وتوفير دعم ملموس للشعب والمساهمة في استقرار وأمن منطقة العمليات وفقا للولاية الممنوحة من الأمم المتحدة".
اضاف: "وفي خلال الأسبوع الماضي، نفذ القطاع الغربي لليونيفيل ثلاثة مشاريع تعاون مدني-عسكري (CIMIC) لدعم النظام الصحي المحلي، من خلال التدخل لصالح مرافق طبية رئيسية في جنوب لبنان. وتندرج هذه المبادرات، ذات الأثر الكبير، في إطار التعاون المدني - العسكري، وتهدف إلى تعزيز قدرات النظام الصحي في المنطقة. ففي مستشفى تبنين الحكومي، تم تقديم مواد طبية أساسية مع التركيز على دعم أقسام الأطفال وحديثي الولادة. وفي بنت جبيل، قدم جنود حفظ السلام الدعم للمقر المؤقت للصليب الأحمر اللبناني عبر التبرع بمعدات طبية طارئة، منها أجهزة إزالة الرجفان ومعدات طبية أخرى، بفضل مساهمات من جهات مانحة إيطالية. وفي بنت جبيل أيضا، تم تسليم معدات طبية لمستشفى بت جبيل الحكومي، تم شراؤها من السوق المحلي، استجابة للاحتياجات التي حددتها إدارة المستشفى".
وأكد قائد القطاع الغربي لليونيفيل الجنرال نيكولا ماندوليسي، انه "من خلال هذه المبادرات، نواصل تعزيز علاقتنا المبنية على الثقة مع المؤسسات المحلية والسكان، من خلال دعم فاعل للنظام الصحي في جنوب لبنان، مما يساهم في استقرار المنطقة وأمنها وذلك بما يتماشى تماما مع ولايتنا الأممية". مواضيع ذات صلة مجمع ناصر الطبي: وفاة رضيعة عمرها 6 أشهر من سكان مدينة خانيونس بسبب التجويع وسوء التغذية Lebanon 24 مجمع ناصر الطبي: وفاة رضيعة عمرها 6 أشهر من سكان مدينة خانيونس بسبب التجويع وسوء التغذية