فجرت استقالة رئيس لجنة الحكام في الاتحاد التونسي لكرة القدم، ناجي الجويني، وباقي أعضاء اللجنة، وتعيين إدارة جديدة برئاسة الحكم السابق مراد الدعمي ضجة قوية في الوسط الرياضي المحلي، لتطفو على السطح قضية جديدة اعتبرها الكثيرون عقبة أخرى في طريق استقرار أوضاع اللعبة في البلاد.

تولى الجويني رئاسة لجنة الحكام في يناير (كانون الثاني) الماضي، قبل أن يتقدم باستقالة بعد شهور قليلة ليخلفه الدعمي في خطوة اعتبرها الكثيرون أنها لن تغير من واقع التحكيم طالما استمرت نفس الظروف.

وقال عضو لجنة التحكيم المستقيلة والمسؤول عن تقنية حكم الفيديو المساعد، مراد بن حمزة: "قرار الاستقالة كان متوقعاً نظراً لغياب أبسط مقومات ظروف العمل المطلوبة".

استقالة إدارة التحكيم بالاتحاد التونسي لكرة القدم - موقع 24أعلنت هيئة التسوية المكلفة بإدارة شؤون الاتحاد التونسي لكرة القدم تلقيها استقالة المشرف العام على التحكيم ناجي الجويني، وباقي أعضاء إدارة التحكيم اليوم الثلاثاء.

 

 

وأضاف: "خيبة أمل كبيرة رافقت فترة عملنا لأن حجم التوقعات كان كبيراً، إلا أن الاتحاد لم يف بوعوده وعلى رأسها دفع المستحقات المتأخرة للحكام والتي تمتد منذ عامين تقريباً".

وأوضح بن حمزة أن اللجنة وجدت الكثير من الصعوبات في التوفيق بين عقلية الجويني الاحترافية، وما هو موجود على أرض الواقع، قائلاً: "طريقة عمله الجويني لا تتماشى مع الإمكانيات الموجودة بالفعل".

فوضى مستمرة

منذ أكتوبر 2023، شهدت كرة القدم التونسية سلسلة من الأزمات بعد الفشل في إجراء انتخابات الاتحاد المحلي مرتين، الأولى في التاسع من مارس (آذار)، والثانية في 11 مايو (أيار) من العام الحالي، وذلك بعد وجود مشاكل بالجملة في ملفات المرشحين مما أدى إلى إسقاط كافة القوائم، وإعلان تأجيل الانتخابات لأجل غير مسمى.

وغاب التحكيم التونسي عن نهائيات كأس الأمم الأفريقية 2024 في كوت ديفوار، باستثناء المساعد خليل الحساني وحكم الفيديو هيثم قيراط مقابل غياب تام لحكام الساحة.

ومن جانبه أكد الدعمي الرئيس الجديد للجنة، أن المساعي حثيثة ومستمرة من الهيئة المكلفة بإدارة شؤون الاتحاد المحلي لتوفير الموارد المالية اللازمة وصرف مستحقات الحكام.

وهدد الحكام بالإضراب والامتناع عن إدارة المباريات المحلية المختلفة، لحين الحصول على مستحقاتهم المتأخرة.

وأصبحت قضية المستحقات المتأخرة للحكام عن المواسم الثلاثة الأخيرة، والتي بلغت أكثر من مليون دولار ، خطراً يهدد الموسم الجديد للدوري الممتاز.
وفي محاولة لحل الأزمة، بحث وزير الرياضة مع الاتحاد ملف تطوير التحكيم بجانب إيجاد حلول لتغطية تكلفة تقنية حكم الفيديو خلال مباريات الدوري الموسم الحالي.
وشدد الدعمي على أنه يعمل على حل مشاكل الحكام، وضمان حقوقهم المالية والمعنوية. وأشار إلى ثقته في تفهم الحكام للوضع المالي الصعب الذي يعيشه الاتحاد المحلي حاليا.
وقال إن الوضع يتطلب التفافا وتعاونا بين الجميع لإنهاء الموسم بشكل طبيعي "هذه مهمة وطنية بين الاتحاد الحالي والأندية والحكام مما سيساهم في مساعدة قطاع التحكيم للارتقاء للمستوى المتميز الذي يقدمونه في البطولات الدولية حين تتوفر لهم ظروف التحكيم العادل بعيدا عن كل أنواع الضغوط".
* انتقادات حادة للحكام
عين الاتحاد الدولي (الفيفا) بالتنسيق مع الاتحاد الأفريقي (الكاف) لجنة تسوية أوضاع لحل أزمة الاتحاد التونسي تكون مهمتهم التسيير المؤقت لإدارة اللعبة وتنظيم المسابقات المحلية بجانب الإشراف على المنتخبات المختلفة خاصة المنتخب الأول.
ويواجه عدد من حكام الدوري موجة من الانتقادات بسبب أدائهم وتأثيرهم على نتائج المباريات، إذ تعالت الأصوات الغاضبة لبعض الأندية التي ترى نفسها ضحية لأخطاء تحكيمية بعد أربع جولات فقط من انطلاق الموسم.
وزادت حدة الجدل والاحتجاجات عقب إلغاء اعتماد تقنية حكم الفيديو المساعد خلال موسم 2024-2025 بعد ثلاث سنوات من العمل بها في قرار اعتبره الكثيرون خطوة للخلف وضربة موجعة لمصداقية المسابقة.
ويأمل المتابعون في أن يتمكن الدعمي من استغلال خبرته في إعادة التحكيم التونسي للطريق الصحيح وغلق هذا الملف شائك الذي طالما تسبب في مشاكل للقائمين على اللعبة في البلاد.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الدوري التونسي الاتحاد التونسی

إقرأ أيضاً:

استقالات بالجملة.. ماذا يحدث خلف أسوار آبل؟

لسنوات طويلة، ظلت "آبل" رمزا للاستقرار والثبات التقني بفضل طبقة الإدارة العليا في الشركة التي ظلت مستقرة لفترة طويلة، فضلا عن تقديمها مجموعة متنوعة من التقنيات الموجهة للمستخدمين أولا.

ولكن في الشهور الماضية، خسرت "آبل" العديد من كبار موظفيها، بدءا من مدير التصميم الذي انتقل إلى "ميتا" مرورا بالمدير المسؤول عن طرح شرائحها الذكية، وحتى تيم كوك الذي ينوي التنحي عن منصبه خلال الشهور المقبلة.

ويتزامن هذا التغيير مع تأخر "آبل" في طرح مزايا الذكاء الاصطناعي التي سبقتها العديد من الشركات إليها، وقد يؤثر تغير إدارة "آبل" في تغير الآلية التي تطرح بها الشركة هذه المزايا.

والأكيد أن التغييرات المستمرة في إدارة "آبل" كان لها أثر مباشر على أسهم الشركة، إذ شهدت هذا العام ارتفاعا بمقدار 12% مقارنة مع 30% في العام الماضي وفق تقرير "سي إن إن".

من يغادر "آبل" قريبا؟

كشفت التقارير عن مجموعة من الأسماء البارزة التي تنوي مغادرة إدارة "آبل" خلال الأسابيع المقبلة، ومن بينها ليزا جاكسون نائبة رئيس الشركة لشؤون البيئة والسياسة والمبادرات الاجتماعية إلى جانب المستشارة العامة كيت آدامز وآلان داي الذي ينتقل إلى "ميتا" بصفته رئيس قسم التصميم وجون جياناندريا الرئيس الأول لآليات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي.

فضلا عن جوني سروجي نائب الرئيس الأول لتقنيات الأجهزة، الذي أعرب لتيم كوك عن نيته في مغادرة الشركة خلال الفترة المقبلة، وفق تقرير منفصل نشرته "فورتشن".

ليزا جاكسون (يمين) وكيت آدمز تتقاعدان العام المقبل مع جوني سروجي وانتقال آلان أدامز ( يسار) إلى "ميتا" (وكالات)

ولا يتوقف الأمر على موجة المغادرة هذه، إذ استقطبت "آبل" مديرة الشؤون القانونية السابقة في "ميتا" جينيفر نيوستيد لتتولى قيادة الشؤون الحكومية وتصبح مستشارة عامة جديدة لها.

إعلان

وترفع تقارير فرق المبادرات البيئية والاجتماعية إلى صابح خان الرئيس التنفيذي للعمليات في "آبل"، كما استطاعت "آبل" إقناع أمار سوبرامانيا الذي كان نائب رئيس "مايكروسوفت" للذكاء الاصطناعي بالانضمام إلى الشركة وشغل منصب نائب رئيس "آبل" الجديد للذكاء الاصطناعي.

وبينما شهد قطاع التكنولوجيا بشكل عام تغيرات عديدة هذا العام في كافة الشركات، فإن التغيرات التي شهدتها "آبل" هي الأبرز كونها تمثل تغيرا في سياسة الشركة التي عرفت بارتباطها وتماسك موظفيها.

وأكد دان آيفز الرئيس العالمي لأبحاث التكنولوجيا في شركة "ويدبوش" للأوراق المالية أثناء حديثه مع "سي إن إن" أن ما يحدث في "آبل" الآن يتعارض بشكل واضح مع ثقافة "آبل" التقليدية، مضيفا: "لأن إستراتيجية الذكاء الاصطناعي كانت غير مرئية، وهذا سيحدد إرث كوك، وكيفية تعامله مع هذا الفصل".

مستقبل "آبل"

أجلّت "آبل" في الأسابيع الماضية تحديثا كان يفترض به أن يجعل "سيري" أقرب إلى "شات جي بي تي" و"جيميناي"، محولا الأداة إلى مساعد شخصي حقيقي قادر على استخدام التطبيقات المختلفة الموجودة في هاتف المستخدم لتلبية احتياجاته.

ويعرف هذا التحديث باسم "سيري" المعززة بالذكاء الاصطناعي، وقد أعلنت عنها الشركة للمرة الأولى في العام الماضي مع الكشف عن نظام "آي أو إس 18" ومزايا الذكاء الاصطناعي "آبل إنتيليجنس"، ولكنها أجلته لأكثر من مرة.

نظارات "فيجن برو" تظل منتجا مهمشا في "آبل" (غيتي إيميجز)

كما أن نظارات "آبل" للواقع الافتراضي والمعزز ما زالت جهازا مهمشا ومقدما لفئة بعينها من المستخدمين، وذلك تزامنا مع تسارع خطى "غوغل" و"ميتا" و"سامسونغ" في قطاعات الذكاء الاصطناعي والنظارات الذكية.

كما أن شركات الذكاء الاصطناعي دخلت مرحلة جديدة من السباق مع طرح "أوبن إيه آي" لمزايا التسوق داخل "شات جي بي تي" والمتصفح الخاص بها، بالإضافة إلى أداة "جيميناي 3" من "غوغل" التي أذهلت العالم بعد طرحها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

المستثمرون يبحثون عن إجابات

يسعى المستثمرون للعثور على الإجابات حول خطط الذكاء الاصطناعي لدى "آبل"، إذ يتساءلون حول دور "سيري" في دفع المنتجات الجديدة وتهديد أدوات الدردشة بالذكاء الاصطناعي على مكانة "آبل".

ومن جانبه، يرى إيدي كيو نائب رئيس الشركة للخدمات أن الناس قد لا يحتاجون هاتف "آيفون" خلال السنوات العشر المقبلة، وذلك وفق تصريحاته في محاكمة "غوغل" لمكافحة الاحتكار.

مبيعات "آيفون" القوية عززت من أرباح الشركة (رويترز)

وربما كان انتقال كيو إلى "ميتا" مرتبطا برؤيته هذه، إذ تعمل "ميتا" على تطوير مجموعة من منتجات الذكاء الاصطناعي المبتكرة لمنافسة "أوبن إيه آي".

ويشير تقرير نشرته "سي إن إن" إلى أن انتقال كيو إلى "ميتا" يمثل خطرا حقيقيا على "آبل" أكثر من بقية الانتقالات التي تمر بها الشركة، وذلك وفق تصريحات جو تياغي مدير المحفظة في صندوق "راشونال إيكوتي آرمور فاند" (Rational Equity Armor Fund).

الآيفون قوة لا يستهان بها

ورغم كل هذه التقلبات التي تمر بها "آبل" في قطاع الذكاء الاصطناعي، فإن مبيعات "آيفون 17" كانت كافية لرفع أرباح الشركة عن السنوات الماضية، وذلك وسط توقعات بتربع "آبل" على عرش الهواتف الذكية خلال هذا العام متخطية بذلك "سامسونغ" خلال هذا العام للمرة الأولى منذ 2011.

إعلان

كما أن "آبل" من الشركات القليلة التي تمكنت من تخطي حاجز 4 تريليونات دولار في الأرباح مع "إنفيديا" وغيرها من شركات الذكاء الاصطناعي.

ويرى البعض مثل روبرت سيغل، وهو من خبراء رأس المال الاستثماري منذ فترة طويلة ومحاضر في كلية الدراسات العليا لإدارة الأعمال في جامعة ستانفورد أن التغيير ليس أمرا سيئا خاصة في الأوقات التي تشهد طرح تقنيات جديدة وثورية.

ويضيف أن هذه التغييرات "تقدم وجهات نظر مختلفة في وقت تعلق به الشركة بآلية تفكير وطرح منتجات مكررة".

ولكن لا يسعنا إلا الانتظار لنرى ماذا يحمل المستقبل لشركة بحجم "آبل"، وهل سيكون الذكاء الاصطناعي المسمار الأخير في نعش الشركة مثلما حدث مع "نوكيا" والهواتف الذكية؟

مقالات مشابهة

  • أزمة الموسم بين المو وسلوت| تامر أمين: أيام محمد صلاح مع ليفربول انتهت
  • تحرك عاجل من الاتحاد الإيراني بشأن أزمة مباراته مع مصر في كأس العالم
  • عقوبات مشددة بحق لاعبين من رديف الزوراء بعد تجاوزات ضد الحكام
  • لماذا ارتدى نجم المنتخب السعودي جوارب ممزقة؟
  • بيراميدز يشكو ثلاثي التحكيم ويوجه طلب لاتحاد الكرة
  • فورنارولي يحسم لقب «الفورمولا-2»
  • اتحاد الكرة يعلن دعمه لمحمد صلاح في أزمته مع ليفربول
  • الجمارك التونسية تضبط أكثر من 900 ألف دولار و14 كغ ذهب قبل تهريبها من تونس إلى ليبيا
  • استقالات بالجملة.. ماذا يحدث خلف أسوار آبل؟
  • جوجل تحاول إصلاح أسوأ مشاكل أندرويد… الكرة الآن في ملعب الشركات المصنعة