هكذا أثرت الحرب في غزة على قرارات الحب والزواج في أمريكا
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
أثرت جرائم الحرب المستمرة في قطاع غزة على قطاعات واسعة من الأمريكيين، مشكلة وجهة نظر جديدة إزاء ما يجري، بعيدة عن تلك التي تتبناها الإدارة، والتي تواصل دعم "إسرائيل" بالمال والسلاح.
وقال تقرير لصحيفة "الغارديان"، إن التغيير والاختلاف داخل أمريكا بشأن ما يجري في غزة، وصل إلى العلاقات الحميمة في البلاد، حيث أصبحت حرب غزة تلقى بظلالها على هذه الصناعة المنتشرة هناك، رغم ما يكافحه الأمريكيون من توترات داخل مجتمعاتهم وخارجها.
وأوردت الصحيفة قصة آنا، وهي امرأة يهودية في منتصف الثلاثينيات من عمرها، وضعت رمزًا تعبيريًا لقطعة بطيخ (وهو مؤشر رمزي للتضامن مع الشعب الفلسطيني) في ملفها الشخصي على أحد برامج التواصل، وبعد فترة وجيزة، قابلها رجل افترضت أنه يهودي أيضًا وسألها عن معنى البطيخ، وعندما أجابته، قام على الفور بإلغاء المواعدة، لكنها لم تهتم لذلك.
"لقد أثرت الحرب في غزة ، التي دخلت عامها الثاني على كل جانب من جوانب الحياة الأمريكية، من الحرم الجامعي إلى أماكن العمل، ومن العشاء العائلي إلى المحادثات في المعابد اليهودية والمساجد".
وفي الولايات المتحدة، حيث يستمد الصراع ولاءاته العميقة من الجذور ومشاعر الهوية، فرضت وجهات النظر المتباينة ضغوطاً لا يمكن إنكارها على العلاقات الحميمة.
قال أشخاص عازبون في الولايات المتحدة تحدثوا إلى صحيفة "الغارديان"، سواء كانوا يهودًا أو مسلمين، إن أحداث العام الماضي عمقت ارتباطهم بهوياتهم الدينية والعرقية، مما جعلهم أقرب إلى مجتمعاتهم. لكنها تركتهم أيضًا أكثر استقطابًا وأقل احتمالًا لتكوين علاقات مع أشخاص لديهم وجهات نظر متعارضة بشأن غزة.
وحتى أولئك الذين يتواعدون داخل دينهم قالوا إنهم يكافحون في بعض الأحيان للعثور على أشخاص تتطابق آراؤهم أو شغفهم بالحرب وتداعياتها مع آرائهم.
قالت آنا: "كل شيء عن المواعدة صعب، لكن الاختلافات التي ربما كانت قبل عام من الصعب التعامل معها، تبدو أكبر بكثير الآن".
أري، وهو طالب دراسات عليا في أواخر العشرينيات من عمره، هو رجل يهودي قال إن أحداث العام الماضي جعلته أكثر إصرارًا على مواعدة شخص لا يشاركه دينه فحسب، بل وأيضًا آرائه بشأن إسرائيل: ينتقد الحكومة اليمينية، لكنه لا يزال "صهيونيًا بشغف".
لقد أدت الحرب إلى تفاقم هذا التوتر داخل المجتمع اليهودي في الولايات المتحدة، حيث يعتقد البعض منهم أن يهوديتهم تلزمهم بدعم إسرائيل، ويعتقد آخرون أن اليهود يتحملون مسؤولية أن يكونوا أكثر صراحة ضد العنف الإسرائيلي.
تقول هدى إبراهيم، (تعمل خطّابة) وهي مسلمة من هيوستن بولاية تكساس، إنها عملت مع آلاف المسلمين العازبين على مدى السنوات العشر الماضية، من ثقافات وخلفيات مختلفة. وأضافت أن العديد منهم كانوا يرغبون بالفعل في الزواج من شخص من نفس بلدهم الأصلي، ولكن في العام الماضي، أصبح هذا الأمر غير قابل للتفاوض بالنسبة للعديد من عملائها الفلسطينيين.
وقالت: "غالبية عملائي الفلسطينيين يقولون، "كما تعلم، كنت منفتحة في الماضي، ولكن في الواقع الآن أريد فقط شخصًا من فلسطين". "يتعامل الكثير منهم مع أفراد الأسرة الذين قُتلوا أو دمرت منازلهم، ويريدون أن يتمكنوا من التواصل مع شريك حياتهم. إنهم يشعرون وكأن هناك شيئًا مفقودًا إذا لم تكن لديهم هذه التجارب المشتركة".
وقالت إن العملاء الذين لم يفكروا كثيرًا في تراثهم في السابق "يميلون إليه حقًا"، قائلين لها: "أريد اللغة المشتركة، أريد الطعام المشترك الذي نطبخه في منزلنا".
ولكن حتى بالنسبة لأولئك الذين يجدون شريكًا يشاركهم دينهم وثقافتهم، فهذا لا يعني بالضرورة أنهم سيتفقون في وجهات نظرهم بشأن غزة.
وكانت المحامية والكاتبة طاهرة نائلة دين، وهي امرأة مسلمة تبلغ من العمر 29 عامًا من أوكلاند، متزوجة من زوجها منذ أكثر من عام بقليل عندما اندلعت الحرب. وقالت إنها كانت تبكي كل يوم تقريبًا، وتحتج شخصيًا وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، في حين بدا زوجها - وهو أيضًا مسلم - غير متأثر إلى حد كبير. وبعد فترة وجيزة، أخبرها أنه يريد الطلاق.
ولم تكن أسبابه مرتبطة إلى حد كبير بردود أفعالهما تجاه الحرب، ولكن بالنسبة لدين، "كان الأمر مدمرًا حقًا، لأن نهاية الزواج ستقترن إلى الأبد بشن إبادة جماعية جديدة لإخوتي وأخواتي في فلسطين"، كما قالت.
وتقول دين، بالنظر إلى الماضي، إنه كان من الواضح أن ردود أفعالهما المختلفة تجاه الحرب كانت علامة على القيم المتضاربة. وقالت: "عندما أبدأ في المواعدة مرة أخرى، سيكون من شخص يخرج إلى الشوارع ويفعل شيئًا فعليًا لجذب الانتباه إلى قضايا مثل هذه". "أنا ودائرتي من الأصدقاء، لا نهتم بشخص سيكون سلبيًا بشأن هذا الأمر".
وقال شهزاد يونس، مؤسس تطبيق موز للخطوبة للمسلمين، إن الحرب غيرت أيضًا من نبرة المحادثة على التطبيق - لدرجة أنها دفعته إلى إطلاق منصة وسائط اجتماعية داخل التطبيق في وقت سابق من هذا العام، حيث يمكن للأعضاء مناقشة آرائهم دون البحث بالضرورة عن الحب.
وقال: "لم يكن هناك حقًا مساحة على الإنترنت للمسلمين". "بالنسبة لنا، فإن توفير هذه المساحة للناس ليكونوا قادرين على التحدث والتعرف على الحرب أمر بالغ الأهمية".
وتشهد بعض تطبيقات المواعدة اليهودية أيضًا زيادة في عدد المستخدمين، وقال مؤسس التطبيق، أوستن كيفيتش، :"لدينا الكثير من الحكايات حول الأشخاص الذين يقدرون العثور على شريك يهودي أكثر من أي وقت مضى، لأنهم يفهمون الأمر"، مضيفا: "الضغط الإضافي من الآباء اليهود لإجبار أبنائهم على الزواج من يهود الآن أكثر من أي وقت مضى".
وفي حين توفر تطبيقات المواعدة وسيلة سهلة لتصفية المواضيع حسب الدين أو المعتقد السياسي، فإنها تشكل أيضاً وسيلة غير عملية لمعالجة صراع دولي مترامي الأطراف، حيث يسود شعور بأن التطبيقات، قد تسطح وجهات النظر حول هذا الموضوع، مما يجعل أولئك الذين يختارون تناوله على ملفاتهم الشخصية يبدون منحازين وخاليين من الفروق الدقيقة.
ويشعر البعض أن التعبير عن آرائهم بصوت عالٍ وبفخر على التطبيقات يعمل كنوع من الفلتر، حيث يستبعد أولئك الذين قد لا يقبلون بمعتقداتهم.
ولدت سانيا، البالغة من العمر 29 عامًا والتي تعيش في فينيكس بولاية أريزونا، في باكستان ونشأت مسلمة، وهي مؤيدة بشدة لفلسطين. لقد جربت تطبيقات المواعدة الإسلامية، لكنها قالت إنه كان من الصعب العثور على علاقات هناك بسبب أسلوب حياتها الأكثر غربية والأقل تقليدية.
وقالت: "أعتقد أن الكثير من المسلمين ينظرون بازدراء إلى كيفية ممارستي لديننا لأنني لا أنتمي إلى الصورة النمطية التي يريدونني أن أنتمي إليها".
وبسبب هذا، تميل سانيا إلى استخدام تطبيقات أخرى، حيث يمكنها مقابلة رجال مسلمين وغير مسلمين يتناسبون مع نمط حياتها بشكل أفضل. ومع ذلك، في هذه المساحات المتعددة الثقافات، تشعر بالحاجة إلى أن تكون أكثر صراحة بشأن آرائها عن فلسطين.
بعد الخروج من علاقة طويلة الأمد مع رجل انتهت، جزئيًا، بسبب تناقضه تجاه الوضع في غزة، قامت بتحديث أحد مطالبات ملفها الشخصي على أحد برامج المواعدة لتقرأ: "دعونا نتأكد من أننا على نفس الصفحة حول كون إسرائيل دولة إرهابية".
ولهذا السبب، قالت آنا، التي نشأت في أسرة صهيونية ولكنها الآن منخرطة بعمق في النشاط اليهودي المؤيد للفلسطينيين، إنها لم تكن قلقة للغاية بشأن عدم تطابقها بسبب رمز البطيخ الموجود في سيرتها الذاتية على تطبيق "Hinge"
وقالت: "لم أكن لأرغب في الذهاب في موعد مع هذا الشخص على أي حال". "بالنسبة لي، فإن الأمر كله يدور حول: هل أنت فضولي؟ هل أنت تأملي ذاتي؟ هل تهتم بالظلم وهل أنت على استعداد للانخراط في هذه الموضوعات الصعبة، حتى لو كان ذلك مؤلمًا بالنسبة لك؟" وأضافت: "هذا ما أبحث عنه في أي شريك".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة وجهات النظر امريكا غزة وجهات النظر صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة
إقرأ أيضاً:
إلى الذين أُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ
إلى الذين أُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ.
عادل عسوم
في هذه الآية الكريمة التي عنونت بها مقالي تصوير فني عجيب!
(عجل) يتم (اشرابه) في قلوب قوم ليكون المآل تغير تام في أقوالهم وأفعالهم!
لكأن العجل تحول إلى سائل تغلغل في كل أجزاء أجسامهم وخلاياهم، إنها صورة ووصف بليغ يشي بماحدث في قلوب ووجدان بني إسرائيل ليتحولوا إلى النقيض بعد أن كانوا مؤمنين…
وكم من عجول أخر أشربت بها قلوب أخر يا أحباب.
ف الشيوعية عجل…
ومنهج حزب المؤتمر السوداني عجل…
ومنهج حزب البعث عجل…
وافكار محمود محمد طه عجل…
والقحطنة عجل…
كلها عجول تم اشرابها في قلوب بعض بني جلدتنا لتصبح رانا يتسبب في تغيير قناعتهم بدين الله فلايستحق عندهم أن يكون مصدرا للتشريع في وثيقتهم الدستورية الهالكة، ولافي اتفاقهم الاطاري المجلوب، وتسرب إلى وطنيتم فباعوا السودان وباعوا أنفسهم، وللأسف فإنهم أسوأ حالا من أصحاب العجل الأول الذين قالوا:
{…مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ}.
قيل: إن الله تعالى لما أغرق فرعون وقومه نبذ البحر حليهم، فأخذوها فكانت غنيمةً، ولم تكن الغنيمة حلالًا لهم في ذلك الزمان؛ فسمَّاها أوزارًا لذلك، ﴿فَقَذَفْنَاهَا﴾،
قال السدي: قال لهم هارون هذه غنيمة لا تحل فاحفروا حفيرةً، فألقوها فيها حتى يرجع موسى فيرى فيها رأيه، ففعلوا، {فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ} ما معه من الحلي فيها، وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما: أوقد هارون نارًا، وقال: اقذفوا ما معكم فيها، فألقوه فيها، ثم ألقى السامري ما كان معه من تربة حافر فرس جبريل، قال قتادة: كان قد أخذ قبضةً من ذلك التراب في عمامته، {فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسي}.
أما بني جلدتنا من قحاطة ويسار؛ فلم يعتبر أحد منهم الحلي والدراهم والدولارات واليوروهات التي اخذوها (أوزارا)، وقد أشربوا عجلها منذ أول يوم لحكومة حمدوك التي سنت لأول مرة في تأريخ هذا السودان استلام (مواهي) وزرائها من السفارات الأجنبية والمنظمات الكائدة للسودان وأهله!
ومافتئوا من يومها ركعا سجدا للسفراء والسفارات، فأصبحت -ومافتئت- الخيانة والتفاهة لهم طبعا وجبلة…
كيف لا وهم الذين استغلوا الصبية حصان طروادة للوصول إلى كراسي حكم يعلمون يقينا بأنهم ليسوا ببالغية بانتخابات؟!، يملون على الصبية هتافاتهم التافهة (كنداكة جات بوليس جرا) و (معليش معليش ماعندنا جيش)، ولاء آتهم الثلاثة التي كانوا يلقنونها للصبية نهارا، وعندما تغيب الشمس يتسللون لوذا إلى بيوت العسكر لحوارهم استجداء ومناصفة!، وعندما تأبى عليهم الجيش ليصبح لهم رافعة؛ نقموا عليه فسعوا إلى تفكيكه، ثم تسببوا في أشعال نار حرب مافتئوا يذكون أوارها مناصرين للمتمردين الأوباش…
ولست مغاليا إن قلت بأن كل الذي حدث ومافتئ يحدث في هذا السودان منذ عام 2019 كان -ولم يزل- خلفه الحزب الشيوعي، ومن بعده أذياله من حزب البعث وبقية ذؤابات وحراشف اليسار، بالله عليكم كم كان عدد وزراء الحزب الشيوعي في حكومتي حمدوك سيئة الذكر؟!
وكم كان عدد كوادرهم التي نصبوها وكلاء وزارات وقيادات للعمل التنفيذي منذ عام 2019؟!
راجعوا اسماء من كانوا مستشارين لحمدوك ثم فولكر لتتبينوا من كان خلف ثورة (السمبر) التي جعلت من شعارها تسقط بس؟!
راجعوا اسماء رؤساء اللجان العديدة التي خططت وأحالت المهندسين للصالح العام، ثم اختارت (الكفوات) من منخنقة وموقوذة ومتردية ونطيحة ليعجزوا عن تشغيل الكهرباء وتشغيل المصفى وتشغيل خط الأنابيب؟!
وليقرأ أهل السودان كيف كاد الشيوعيون من قبل لرائد الاستقلال السيد اسماعيل الأزهري الذي حرموه -حتى- من اذاعة خبر وفاة يليق به بإعتباره رئيسا لوزراء سابق وهو أول رئيس لوزراء السودان من بعد الاستقلال!
لقد أذاعوا بيانا هزيلا في أخبار الخامسة مساء ضمن أخبار الأموات حيث قال المذيع:
(توفي إسماعيل الأزهري المعلم السابق)!…
وتجاهلوه في النشرة الرئيسة في الساعة الثالثة عصرا!.
حدث ذلك يوم 26 أغسطس 1969 ومايو يومها حمراء فاقع لونها تسوء الناظرين، وقد ورد عن طيب الذكر نميري رحمه الله أنه أبدى ندمه عن هذا التصرف الأرعن، وتهكم على التبرير الذي ظل الشيوعيين يرددونه عن البيان…
وتبين للناس سفه أحلامهم في ثورة اكتوبر 64 التي تداعى لها شعراءهم وتغنى المغنون:
أكتوبر واحد وعشرين
يا صحو الشعب الجبار
يا لهب الثورة العملاقة
يا ملهم غضب الثوار.
ووصل كذبهم حد أن جعلوا من ابن قرية القراصة احمد القرشي طه رحمه الله شهيدهم الأول!
فكتب شاعرهم:
وكان القرشي شهيدنا الأول
حلفنا نقاوم ليلنا وسرنا
للشمس النايره قطعنا بحور
حلفنا نموت او نلقي النور
وكان في الخطوه بنلقي شهيد.
لكنهم عندما رأوا الناس متحلقبن حول الراحل ابراهيم عبود في زنك الخضار هاتفين له ضيعناك وضعنا ياعبود تبينوا زيف أناشيدهم!
وظل ران العجول المشربة بها قلوبهم يغبش عليهم الرؤى ويفسد طواياهم، فجاءت مجزرة الجزيرة أبا، وودنوباوي، وقتلوا الامام الهادي المهدي، حيث بعث سكرتير الحزب عبد الخالق محجوب رسالة من القاهرة فى 17 ابريل 1970 يقول فيها فرحا ومهنئا:
(ان تصاعد الصراع السياسى والطبقى فى بلادنا والذى اتخذ من مسرح الجزيرة ابا وودنوباوى مسرحا لها ليس أمرا عابرا، لأننا قد استقبلنا بالفعل نقطة تحول فى تطور الحركة الثورية السودانية، وفى اشكال الصراع السياسى وانه من المهم دراسة تلك ألأحداث بدقة من قبل كل منا فى حزبنا والحركة الديموقراطية والخروج باستنتاجات موضوعية ووضع التكتيكات السليمة لحركة الثورة فى بلادنا…
ويواصل عبد الخالق رسالته الشهيرة الداعمة لضرب الأبرياء فى الجزيرة ابا وود نوباوى فيقول فيها: (نستطيع أن نقول بأنه قد وجهت ضربة قاصمة للتنظيم المسلح الرجعى فى بلادنا وانزلت بجموع قوى اليمين فى بلادنا هزيمة ساحقة واضعفت من فعاليتها وقدرتها..
ويواصل قائلا: (ومن الخطأ اعتبار ان الهزيمة مؤثرة فى حدود اقصى اليمين أى حزب الأمة وحده…).
وهانحن اليوم نرى بعض ابناء وبنات قيادة حزب الأمة يوالون هذا الحزب ومافتئوا!…
إن طبع هذا الحزب الكذوب وتأريخه القبيح في القتل تفضحه حتى اشعارهم التي تتحدث عن سيف فدا مسلول يشقون به اعداءهم عرضا وطول كما كتب محجوب شريف في يافارسنا وحارسنا، وكذلك كتب كمال الجزولي محتفيا كذلك بمجزرة الجزيرة أبا:
أن نغرس في الصدر الخنجر
ان نطلق في الرأس رصاصة
أن نمسح حد السيف بحد اللحية..
أصبح أسهل من إلقاء تحية.
وبالأمس القريب كان الشعار الخاوي الذي أملاه ذات اليسار من خلال واجهاته الكذوب من تجمع مهنيين وقحت ولجان مقاومة بأن (تسقط بس)!، وعندما جقلبت الخيول نالوا (هم) الشكرة وأصبحوا الحماميد وانجعصوا في كراسي الحكم وقلبوا ظهر المجن للذين ساقوهم بالخلا فتناسوا قضاياهم بعد أن وضعوا يدهم في يد المتمرد حميدتي، وما كان فض الاعتصام إلا احداها…
ولم يقف الأمر على تبينهم لخطئ شعار ثورة السمبر، بل تبينوا خطأ مسماهم (قحت) ليبدلوه ب(تقدم)!، ومابينهم وبين التقدم بعد المشرقين!
تقدم التي انبري منها أحد قياداتها ممن كنت احسبه صاحب وعي سيجعله يوما يعتذر للناس وينأى بنفسه عن هؤلاء الطفابيع؛ إذا به ينبري ليعيب على صاحب الجنقوا مسامير الأرض انتقاده لقحط وتقزم مواقفها القبيحة وسفه أحلام قياداتها، وإذا به يجد ردا لايبقي ولايذر،
ذكر له فيه كل العبر،
وسارت به الركبان في البحر والبر،
فليت صاحبنا يدكر.
وإلا،
فسينتهي أمره في تأريخ السودان بكونه صاحب ثقافة اللساتك????
اعلموا ياهؤلاء بأن التأريخ لن يرحمكم، سيلعنكم هذا الشعب على مر التأريخ، بل سيلعنكم الأبناء والأحفاد على خيانة وصلت بكم حد الاستنكاف عن ادانة جرائم الاغتصابات والقتل والنهب الذي طال أهلكم في كل أرجاء السودان، واذا بكم بلا كرامة ولانخوة تتسابقون إلى مصافحة قائد المغتصبين والقتلة، ومنهم كثر ثبت بأنهم ليسوا سودانيين!
اختم بالقول بأن العجول التي يتم اشرابها في القلوب الجاحدة؛
لضرب من البلاغة تميزت به آي القرآن الكريم، وكم في هذا القرآن الذي لم تعترفوا ب(أهليته) ليكون مصدرا للتشريع من بلاغ.
أسأل الله أن لايحقق لكم غاية ولايرفع لكم راية.
عادل عسوم
adilassoom@gmail.com
إنضم لقناة النيلين على واتساب