هل يمتلك نتنياهو قرار وقف إطلاق النار؟
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
هل يمتلك #نتنياهو #قرار #وقف_إطلاق_النار؟
أ.د رشيد عبّاس
وقف إطلاق النار هي حالة مؤقتة من وقف الحرب أو الصراع المسلح، حيث يتفق الطرفان المسلحان على وقف الأفعال العدوانية ووقف جميع النشاطات العسكرية لمدة معيَّنة في منطقة معيَّنة من جانب الطرفين, حيث يتفق كل طرف مع الطرف الآخر على تعليق الأعمال العدوانية، بوساطة طرف ثالث أو ربما أكثر, وتجدر الاشارة أن هناك فرق بين الهدنة ووقف إطلاق النار, حيث يقتصر وقف إطلاق النار على وقف الأعمال القتالية مؤقتا في نطاق جغرافي محدد، بينما تعقد الهدنة وجوبا باتفاق أطراف الصراع أو من يمثلها، وتشمل جميع الرقعة الجغرافية المعنية بالقتال، ويختلف مفهوم اتفاق الهدنة عن اتفاق وقف إطلاق النار في كون مدة الهدنة أقصر من وقف إطلاق النار، وللهدنة هدف إنساني بالدرجة الأولى, كإدخال المساعدات والإغاثة، بينما يهدف وقف إطلاق النار إلى تحقيق أهداف استراتيجية من قبيل إعادة ترتيب القوات وتجميعها، وتقييم قدرات الخصم، أو إعطاء الفرصة للسياسيين للتفاوض.
في الحرب العالمية الأولى كان هناك وقف إطلاق نار غير رسمي بين فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا من اجل الاحتفال بالكريسماس, لم تكن هناك معاهدة لتوقيعها وتم استكمال الحرب بعدها بأيام, وفي الحرب الكورية تم إعلان وقف إطلاق النار من أجل وقف الصراع وإنشاء منطقة منزوعة السلاح, ولم يتم توقيع اتفاقية من أجل ذلك، وتم ترك الكوريين الشماليون والجنوبيون في حالة حرب, أما في الحرب العراقية الإيرانية فقد وافق البلدان على وقف إطلاق النار لتبدأ بعدها المفاوضات المباشرة بين العراق وإيران.
مقالات ذات صلة عام …! 2024/10/12وفي جانب الهدن نجد أن هدنة عام 1949م هي مجموعة من اتفاقات الهدنة الموقعة بين إسرائيل والدول المجاورة لها وهي مصر ولبنان والأردن وسورية لوضع حد رسميًّا للأعمال العدائية الرسمية للحرب العربية – الإسرائيلية 1948م، وتحديد خطوط الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات الأردنية-العراقية، المعروفة أيضا باسم الخط الأخضر, وعلى مدى تاريخ الصراع بين إسرائيل وحركة حماس، لم تشهد الحروب هدناً أو وقفاً لإطلاق النار إلا بعد احتدام القتال.
وفي عام 2008م، أدت هدنة إلى وقف إطلاق النار بعد هجوم إسرائيلي على قطاع غزة، كانت مدتها 6 أشهر بوساطة مصرية، ودخلت حيز التنفيذ يوم 19 يوليو, وتضمنت الهدنة حينها وقف إطلاق النار المتبادل، وتخفيف الحصار العسكري والاقتصادي على غزة بما فيها فتح جميع المعابر الحدودية, إلا أن هذه الهدنة انهارت سريعاً في الشهر التالي، بعدما شنّت إسرائيل هجوما برياً موسعاً على القطاع الساحلي.
والسؤال هو لماذا نجحت بعض اتفاقات وقف إطلاق النار والهدن بين المُتنازعين في بعض المناطق في هذا العالم, بينما فشلت جهود وقف إطلاق النار بين المُتنازعين في مناطق أخرى من هذا العالم, مع تأكيدنا أنه لا يوجد سبب أو تفسير واحد يمكن تعميمه على هذه الحالات بسبب اختلاف الظروف السياسية وأسباب الصراع المسلح، وتوازن القوى بين القوات الحكومية والتنظيمات المسلحة.
يمكن الإشارة هنا لنجاح أو فشل وقف إطلاق النار والهدن إلى مجموعة من العوامل لعل أبرزها :
ضعف أو انعدام الثقة المتبادلة بين الأطراف المتقاتلة، واعتقاد كل منها بسوء نيات الطرف الآخر وأنه لن يلتزم بالتعهدات المترتبة على وقف إطلاق النار، أو أنه سوف ينتهز أول فرصة لانتهاكها. ومن ثم، تتردد الاتهامات المتبادلة بين الأطراف بانتهاك وقف إطلاق النار.
ثم اعتقاد أحد أطراف الصراع بإمكانية الحسم العسكري وأن لديه فرصة لهزيمة الخصم أو الخصوم في ميدان المعركة, ففي هذه الحال، لا تكون لدى قادة هذا الطرف الرغبة في وقف إطلاق النار، لأن ذلك في تصوره سوف يحرمه من إمكانية تحقيق فوز عسكري حاسم، وفرض شروطه كاملة على الطرف المهزوم, وفي هذه الحال أيضاً، يكون القبول العلني بجهود الوساطة هو من قبيل المُناورة السياسية لالتقاط الأنفاس وإعادة تزويد مخازنه بالسلاح والذخيرة.
كذلك تعدد أطراف القتال وتنوع أهدافها وعدم خضوعها جميعاً لقيادة واحدة، ففي بعض الحالات تكثر المليشيات العسكرية والتنظيمات والطوائف، والمجموعات المناطقية، والتي تحمل السلاح دفاعاً عن مصالح فئوية أو جهوية.
إضافة إلى دور القوى الخارجية التي لا يكون في مصلحتها وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب، فتتدخل في الصراع، أحياناً بشكل مباشر في صورة أفراد وخبراء ومدربين، وفي أغلب الأحيان في صورة تزويد حلفائها المحليين بالمال والسلاح والذخائر، وتشجعهم على عدم الانخراط في وساطات وقف إطلاق النار، أو عدم احترامها, وهو ما يعطي لهذه الحالات صفة (الحرب بالوكالة)، فتصير الحروب الأهلية هي ساحة الصراع والمنافسة بين القوى الإقليمية والدولية، ويكون من الصعب احترام اتفاقيات وقف إطلاق النار من دون موافقة الدولة أو الدول الراعية لأطراف القتال.
وأخيراً حجم الوزن المادي والمعنوي للدول التي تقوم بالوساطة، فكلما امتلكت تلك الدول ما يكفي من أوراق الضغط والتأثير في سلوك أطراف الحرب والتي تشمل مزيجاً من (العصا والجزرة)، تزداد فرصة تأثيرها وتسهل إمكانية نجاح وساطتها, ومع ذلك، فإنه لا ينبغي قبول هذا الرأي على إطلاقه.
أن تتعدد أسباب عدم نجاح اتفاقيات وقف إطلاق النار والهدن مع التنظيمات المسلحة، يختلف دورها ووزنها من حالة لأخرى، ولكنها ترتبط جميعاً بجوهر رئيسي وهو درجة هشاشة الدولة وحجم الانقسامات الاجتماعية، وشعور بعضها بالإقصاء والتهميش وعدم العدالة, ويترتب على ذلك تصدُع كيان الدولة وتحلل مؤسساتها السياسية والأمنية، فإن نشوب القتال بين الأطراف المتنازعة هو دليل على فشل عملية (بناء الدولة), ويأتي إخفاق محاولات الوساطة لوقف إطلاق النار بينها تأكيداً إضافياً لهذا الفشل.
وعودة إلى سؤالنا المطروح: هل يمتلك نتنياهو قرار وقف إطلاق النار؟
الإجابة على هذا التساؤل يقتضي الوقوف على مسألتين, المسألة الاولى البرنامج الذري الإيراني, والمسألة الثانية دعم أمريكا لإسرائيل, ففي المسألة الأولى نجد أن إيران تسير باتجاهين متكاملين, الاول يدور حول تسريع تخصيب اليورانيوم ورفع نسبه في المعامل, لإنتاج القنبلة الذرية, والثاني يدور حول دعم ما يسمى بساحات المقاومة حول جغرافيا دولة إسرائيل, أما في جانب المسألة الثانية والمتعلقة بدعم أمريكا لإسرائيل, نجد أن امريكا والغرب سنقسم إلى قسمين من حيث وقف تزويد إسرائيل بالسلاح بعد وقف إطلاق النار في غزة ولبنان.
نتنياهو يدرك تماماً أن قرار وقف إطلاق النار سيكون أمام: امتلاك إيران للسلاح الذري, وتوقف الغرب في تزويد إسرائيل بالسلاح تماماً, وهذا يعني بالنسبة له سقوط كبير في فخ الساسة الامريكان لعمل توازنات استراتيجية في منطقة الشرق الاوسط, وبالتالي قبوله مكرها بما يسمى بــ(حل الدولتين) أو إيجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية, وسيكون عندها أمام النظرية الأمريكية والتي تنص على: الدعم المنتهي بقبول الواقع.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: نتنياهو قرار وقف إطلاق النار وقف إطلاق النار على وقف
إقرأ أيضاً:
ويتكوف يصل إسرائيل للقاء نتنياهو وزيارة غزة
وصل المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إلى إسرائيل، اليوم الخميس 31 يوليو 2025، على خلفية تعثر المفاوضات الرامية إلى إبرام اتفاق بين تل أبيب وحركة حماس لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار.
وقالت القناة "12" العبرية الخاصة، إن "زيارة ويتكوف تأتي في وقت حرج، إذ يتعين على إسرائيل اتخاذ قرار بشأن كيفية مواصلة الحرب في غزة " المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 206 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
ومن المتوقع أن يلتقي ويتكوف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، المطلوب للعدالة الدولية، حوالي الساعة الثانية ظهرا (11:00 ت.غ) في مكتب الأخير ب القدس الغربية، وفق القناة.
وأضافت أن ويتكوف وصل إلى إسرائيل لبحث موضوعين رئيسيين هما "استمرار القتال في غزة، والوضع الإنساني في القطاع".
وحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة بغزة، الأربعاء، بلغ عدد الوفيات 154 فلسطينيا بينهم 89 طفلا، جراء سياسة التجويع الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 أكتوبر 2023.
القناة تابعت: "تزداد حدة المعضلة التي تواجهها القيادتان السياسية والأمنية في إسرائيل مع الصور الصعبة التي تخرج من غزة"، في إشارة إلى ضحايا سياسة التجويع الإسرائيلية الممنهجة.
و"يتعين اتخاذ القرار بين التوجه نحو صفقة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المختطفين (الأسرى) أو توسيع العمليات القتالية لتصل إلى احتلال وضم أجزاء من القطاع"، حسب القناة.
وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وقبل أيام انسحبت إسرائيل من مفاوضات غير مباشرة مع حماس بقطر جراء تصلب مواقف تل أبيب بشأن الانسحاب من غزة، وإنهاء الحرب، والأسرى الفلسطينيين، وآلية توزيع المساعدات.
وزادت القناة أن "السبب الثاني والأبرز لزيارة ويتكوف هو الصور المقلقة التي تخرج من غزة، والضغط الدولي الكبير على إسرائيل لتقديم مساعدات إنسانية واسعة لسكان القطاع".
ومن المتوقع أن يزور ويتكوف أحد مراكز توزيع المساعدات التابعة لـ"مؤسسة غزة الإنسانية" الأمريكية في قطاع غزة، وفق القناة.
وأردفت أن زيارة المركز تهدف إلى "الاطلاع عن قرب على الوضع الإنساني الصعب في غزة، وخاصة حالة الجوع التي انتشرت في مناطق عديدة".
ويؤكد الفلسطينيون أن آلية توزيع مساعدات عبر "مؤسسة غزة الإنسانية"، المستمرة منذ 27 مايو/ أيار الماضي بدعم إسرائيلي، تهدف إلى تجميعهم وإجبارهم على التهجير من أراضيهم، تمهيدا لإعادة احتلال غزة.
ومنذ بدء هذه الآلية وصل المستشفيات ألف و239 قتيلا فلسطينيا وأكثر من 8 آلاف و152 جريحا، جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي بشكل متكرر النار على فلسطينيين ينتظرون الحصول على مساعدات، حسب وزارة الصحة.
وأضافت القناة أن "الحاجة لدى ويتكوف لتحسين الوضع الإنساني في غزة لا تنبع فقط من القلق على الفلسطينيين في القطاع، بل أيضا من الضغط الشعبي والسياسي المتزايد في الولايات المتحدة".
والأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي "سماحه" بإسقاط جوي لمساعدات إنسانية محدودة على غزة، وبدء ما سماه "تعليقا تكتيكيا لأنشطة عسكرية" بمناطق محددة من غزة للسماح بمرور مساعدات.
واعتبرت منظمات دولية أن خطوة إسرائيل "ترويج لوهم الإغاثة" و"خداع إعلامي"، إذ يواصل جيشها استخدام التجوع سلاحا ضد المدنيين الفلسطينيين عبر إغلاقه المعابر بوجه المساعدات منذ مارس/ آذار الماضي.
القناة العبرية قالت إن إسرائيل "تقف عند مفترق طرق مهم وتحتاج إلى اتخاذ قرار: هل تمضي قدما في صفقة وتستغل اللحظات الأخيرة من المفاوضات، أم تختار تصعيدا قد يوسع نطاق الحرب إلى أبعاد جديدة؟".
وتابعت أن "ويتكوف، القادر على ممارسة الضغط، قد يكون حاضرا في محاولة أخيرة لوقف هذه الديناميكية المتصاعدة".
في سياق متصل، تظاهر عشرات من أهالي الأسرى الإسرائيليين أمام مكتب نتنياهو بالقدس الغربية، مطالبين بإبرام اتفاق فوري لإعادة ذويهم من غزة، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
ودعت أمهات الأسرى، في المظاهرة، ويتكوف إلى الضغط على نتنياهو لإبرام اتفاق.
ومرارا، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
لكن نتنياهو يتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة.
وتؤكد المعارضة وعائلات الأسرى أنه يواصل الحرب للحفاظ على منصبه، إذ يخشى انهيار حكومته إذا انسحب منها الجناح الأكثر تطرفا والرافض لإنهاء الحرب.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية انتهاء عربات جدعون - الجيش الإسرائيلي يسحب عدة ألوية من قطاع غزة تفاهمات مع 5 دول - يديعوت تكشف تفاصيل جديدة بشأن تهجير سكان غزة إسرائيل تحدد مهلة زمنية لحركة حماس الأكثر قراءة وكالات أجنبية تطالب إسرائيل بمنح الصحافيين حرية الوصول إلى غزة فصائل فلسطينية تعقب على عملية الدهس قرب بيت ليد الإعلام الحكومي بغزة: احتياجات الطحين تتجاوز 500 ألف كيس أسبوعيا جريمة بلا حليب: إسرائيل الهمجية وغزة تموت جوعاً عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025