غزة - صفا

نظمت مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى والجرحى، الأحد، ندوة سياسية حول الاعتقال السياسي وتداعياته على مشروع المقاومة والوحدة الوطنية، بحضور عدد من المهتمين والمتابعين لقضايا الأسرى.

وقال المدير العام لمؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى والجرحى جميل عليان:" لا يمكن فصل الحاضر بكل عناوينه وأدواته عن النكبة التي ارتكبتها المؤسسة الرسمية الفلسطينية قبل 30 عامًا".

وذكر عليان، أن إصرار السلطة على الاعتقال السياسي "يمثل افتقار للانتماء الوطني والوعي السياسي وتفضيل العلاقة مع الصهاينة على وحدة شعبنا، ويعتبر تدميرًا لكل أوراق القوة الفلسطينية التي بات العدو وبعض الأطراف العربية تحسب لها ألف حساب".

وأضاف "وليست اللقاءات التي تمت هذا العام في العقبة وشرم الشيخ تحت عناوين أمنية بحتة تؤكد أن المقاومة الفلسطينية باتت رقمًا مهمًا وصعبًا في المعادلات الإقليمية والفلسطينية وأصبحت مرتبطة بحالات كثيرة في المنطقة تلتقي معها في العداء المطلق للعدو والعمل على إزالته من المنطقة".

وأشار عليان إلى أن الاعتقالات السياسية التي تمارسها السلطة بحق المقاومين وحتى المعارضين السياسيين "تمثل انحرافًا وطنيًا خطيرًا وشق للصف الوطني الفلسطيني ومحاولة لإضعاف أهم محددات القوى الفلسطينية وهي المقاومة المسلحة".

ولفت إلى أن الاعتقال السياسي يخلق وعيًا فلسطينيًا مشوهًا عند منتسبي المنظومة الأمنية وموظفي السلطة بحيث تصبح خدمة العدو خيارًا ممكنًا، وهذا ما حذر منه سابقًا صلاح خلف " قد تصبح الخيانة وجهة نظر".

وأكد عليان أن الاعتقالات السياسية هي تصرف خارج عن السياقات الوطنية والأخلاقية لشعبنا وهو تصرف مدان بأشد العبارات.

وطالب بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين جميعًا والكف عن ملاحقة المقاومين ومصادرة أسلحتهم، ووقف التنسيق الأمني تمامًا واعتباره جريمة وطنية توجب مثول مرتكبها أمام المحاكم الثورية الفلسطينية.

كما طالب بالعمل على تشكيل لجان شعبية في كل مكان مهمتها حماية المقاومين وتوفير كل وسائل الدعم والإسناد لهم وإعادة بناء المرجعيات الفلسطينية وتجاوز كل أزمات الانقسام من خلال الطلاق التام مع كل مكونات عملية أوسلو واستحقاقاتها.

وشدد عليان على رفضه للانجرار إلى أي مواجهة فلسطينية داخلية مهما كانت درجة الملاحقات والتضييق، مؤكدا على أن المقاومة والأجنحة العسكرية هي أهم أوراق القوة الفلسطينية في مواجهة الأعداء.

القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان قال: "إن الاعتقال السياسي مُجرم بحسب القانون وبحسب أخلاقيات ومبادئ المقاومة، هذا الاعتقال السياسي الذي جاء نتيجة لاتفاق أوسلو الذي ألزمت السلطة نفسها باتفاقات أمنية مع هذا الاحتلال والتي تقتضي بمحافظة الأجهزة الأمنية على أمن المستوطنات وعدم السماح بوجود مقاومة على الأرض الفلسطينية".

وأضاف رضوان "أن هذه المقاومة التي أباحتها الكتب السماوية لمحاربة هذا الاحتلال، ومن واجبنا الدافع عن الأقصى، وهذا يتنافى مع ما تقوم به الأجهزة الأمنية بملاحقة المقاومين والأسرى المحريين وطلبة الجامعات، وبالتالي إن استمرار الاعتقال السياسي والتنسيق الأمني يمثل طعنة غادرة لتضحيات وصمود شعبنا الفلسطيني".

وأشار رضوان على أن المرحلة تقتضي بتحقيق الوحدة الوطنية، داعيًا السلطة الفلسطينية بضرورة وقف الاعتقال السياسي وإنهاء كل أشكال التنسيق الأمني والإفراج عن كل المعتقلين ودعم صمود أبناء شعبنا، ومحذرًا الاحتلال من مغبة الاستمرار في جرائمه بحق أهلنا في الضفة الغربية.

من جهته قال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية هاني الثوابتة: "إن ما يجرى من إجراءات على الأرض الفلسطينية في إطار مخطط ينسجم بشكل واضح لطمس حقوق الشعب الفلسطيني، وكل ما من شأنه أن يكون في خلافات حرية الرأي وحرية التعبير وحرية المقاومة".

وأضاف الثوابت " لكن هناك ملاحقة لوعي المقاومة وفهم المقاومة ولمن يفكر بممارسة المقاومة وهذا يحملنا للدور الذي جاءت به السلطة، لذا علينا العمل على توعية حاضرة في الأذهان بأن الصراع الرئيسي مع الاحتلال".

وأشار إلى "أننا أمام محطة هامة في ضل ما تتعرض له الضفة الغربية من ضم لأراضيها للمستوطنات، وما يحدث من تهويد للقدس ولا ننسى الأسرى في سجون الاحتلال الذين يتعرضون لهذا العدوان".

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: غزة التنسيق الأمني الاعتقال السياسي الاعتقال السیاسی

إقرأ أيضاً:

مخاطر تسليم سلاح المقاومة

 

في مفارقة تدعو إلى التعجب والكثير من السخرية والاستهزاء، يطرح كثير من السياسيين آراء تجعلهم مثار سخرية العالم أجمع منها، ما طرحه ترامب بشأن امتلاك بلاده لكندا وغزة، رئيسة وزراء كندا ضحكت، وغزة سالت دماؤها قبل دموعها.

غزة وفلسطين أرض محتلة ومن حقها الدفاع عن وجودها ولها حق العون الذاتي وهو أشمل يتيح الاستعانة بكل الوسائل من أجل طرد الاحتلال الصهيوني الذي يريد إبادة كل كائن حي في غزة حتى يضمن بقاءه .

صهاينة العرب والغرب في تعاملهم مع الاحتلال الصهيوني يقدمون مقترحات عجيبة وغريبة، منها تسليم المقاومة سلاحها؛ (عباس) رئيس السلطة في رام الله يريدها له؛ والوسيط المصري قدم المقترح أيضاً ووزير خارجية الإمارات (عبدالله بن زايد) قدم مبادرته(اطلاق سراح الأسرى وتسليم السلاح وإقصاء حماس من حكم غزة)، وهذه هي مطالب التحالف الصهيوني الصليبي، لكن بنص ولسان عربي.

لم يستطع الإجرام الصهيوني خلال العشرين شهرا الماضية القضاء على المقاومة بقوة السلاح والإجرام والآن يريد أن يستخدم الحصار والتجويع من أجل إبادة الأبرياء والعُزل ولم تستطع الأمم المتحدة أن تدخل المساعدات الإنسانية ولم يستطع صهاينة العرب والغرب أيضا، ولذلك فقد تعاظمت شهواتهم الإجرامية وجعلتهم يشترطون تسليم المقاومة لسلاحها.

صهاينة العرب ينطبق عليهم قول الحق سبحانه وتعالى ((الاعراب أشد كفراً ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم))التوبة-97- واما صهاينة الغرب فيقول فيهم سبحانه وتعالى((ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم))البقرة120.

حركات المقاومة والجهاد معترف بها في كل القيم والمبادئ والأعراف الدولية، والاحتلال والإجرام غير معترف به إلا كأمر واقع، لكن المفارقة أن يكتسب الإجرام الشرعية ويتحول الجهاد والكفاح المسلح إلى عمل غير مشروع.

الإجرام والاحتلال يستمد بقاءه من إجرامه وجرائمه التي يرتكبها بقوته وسلاحه الذي اباد به في طوفان الأقصى حتى الآن ما يقارب من ستين الفا، معظمهم من النساء والأطفال ودمر غزة وحولها إلى ركام وعشرات آلاف الأطنان من المخلفات ولازال يتلقى دعما من معظم دول العالم؛ لم يتجرأ احد من زعماء العالم على المطالبة بمنع تصدير السلاح للكيان المحتل؛ ولم يتجرأ أحد على المطالبة بنزعه أو تدميره، كما فعل حلف صهاينة الغرب والعرب مع البلدان العربية والإسلامية لكنهم يريدون نزع سلاح المقاومة، دمروا العراق وسوريا وليبيا واليمن ولبنان وغيرها بأموال الخليج، كما صرح بذلك وزير خارجية قطر السابق (حمد بن جاسم).

السؤال هنا هو: ماذا يعني تسليم المقاومة سلاحها؟

هناك نتائج كبيرة تترتب على تسليم المقاومة للسلاح منها الآتي:-

1 -عدم شرعية الجهاد والكفاح المسلح ومن حق الإجرام والاحتلال القضاء على المقاومة.

2 -شرعية الاحتلال في قتل وإبادة الشعب الفلسطيني وبدون مقاومة أو اعتراض .

3 -مشروعية التنسيق بين التحالفات الإجرامية ضد المقاومة والكفاح المسلح .

4 – الخضوع والاستسلام التام لإرادة الإجرام والاحتلال بدون قيد أو شرط.

5 -الانتحار السياسي وانتهاء العمل الجهادي والكفاح المسلح .

6 -حرية الاحتلال في القتل والإبادة وتعقب وسجن المعارضين له والناشطين وكل أفراد الشعب.

7 -سلمت السلطة سلاحها واستلمت أسلحة معدلة من الاحتلال، فتحكم بها ومارس على مسؤوليها كل أشكال الإذلال والإهانة.

8 -سلاح المقاومة دمَّر حسب احصائيات اليهود المشكوك فيها أكثر من ألفي دبابة ومدرعة وقتل ما يزيد على ألفين من المجرمين الصهاينة .

9 -خيانة الله ورسوله ومخالفة تعاليم الإسلام الحنيف برد الظلم ونصرة المظلومين والمستضعفين.

وللتدليل على خطر تسليم السلاح المقاوم للعدو، لا بد من الإشارة إلى بعض الوقائع التي تمت في العديد من البلدان الإسلامية وما تعرضت له من إجرام بسبب تسليمها للسلاح للمقارنة وللعظة والعبرة:

-سلم المسلمون سلاحهم للنصارى في الاندلس1492م مقابل عدم التعرض لهم، فقتلوهم بدم بارد وأقاموا لهم محاكم التفتيش وخيروهم بين التنصر أو القتل وتم إجلاؤهم بعد أكثر من تسعة قرون من الفتح.

-حاصر التتار بغداد وأعطوا الأمان مقابل التسليم لهم والقاء السلاح، دخلوا بغداد وقتلوا أكثر من سبعمائة ألف بينهم الخليفة .

-حاصر الفرنسيون الجزائر واتفقوا مع أميرها على إلقاء السلاح مقابل الأمان فتمت إبادته مع الجيش واحتلت الجزائر لمدة 132سنة وقدمت الجزائر في حرب الاستقلال فقط أكثر من مليون ونصف شهيد.

-في حرب البوسنة والهرسك 1995م، سلَّم المسلمون السلاح للأمم المتحدة مقابل حمايتهم، فدخلت القوات الصربية وأبادت أكثر من ثمانية آلاف إنسان واغتصبت النساء وقتلت الأطفال.

خلاصة القول، لقد حاصر الصهاينة غزة على مدى أكثر من عشرين عاما، منعوا كل الإمدادات إليها ولم يسمحوا بدخول حتى السكاكين والعكازات لمن فقدوا أطرافهم بسبب القنابل والصواريخ، لكن غزة لم تستسلم واليوم يتكالب عليها صهاينة العرب والغرب ويريدون القضاء عليها .

مقالات مشابهة

  • “الأحرار الفلسطينية”: واهم من يظن أن المقاومة في غزة انتهت
  • منظمة حقوقية بـجنيف تندد بنقل عدد من المعتقلين السياسيين لسجون بعيدة
  • الوزير خطاب: وجدنا في أرشيف الأمن السياسي ملايين التقارير المرفوعة التي تسبب بأذى المواطنين واليوم أخضعنا الأجهزة الأمنية لوزارة الداخلية وستكون أبوابها مفتوحة للشكاوى
  • الوزير خطاب: أردنا أن تمحى أسماء مثل أمن الدولة والأمن السياسي والجوي من ذاكرة السوريين وسنحاول من خلال الهيكلية الجديدة تغيير المفهوم الأمني ليكون مصدر أمان للسوريين لا مصدر قلق
  • حالة غضب وإرهاق داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي وسط مطالبات بإسقاط نتنياهو
  • المقاومة الفلسطينية تقتل وتصيب جنود الاحتلال في جباليا والشجاعية
  • مصابون بإطلاق الاحتلال النار على نازحين خلال انتظار المساعدات في رفح
  • مخاطر تسليم سلاح المقاومة
  • تصاعد ملحوظ في عمليات المقاومة الفلسطينية ضد جحافل الاحتلال الصهيوني في غزة
  • “الأحرار الفلسطينية”: أمن السلطة سيفاً مسلطاً على رقاب شعبنا ومقاومته