البوابة نيوز:
2025-12-13@11:07:13 GMT

لا وقت لتعثر مفاوضات المصالحة

تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

لم يكن متوقعا أن تنتهى  قبل أيام مفاوضات القاهرة لإنهاء الانقسام الفلسطينى، بين حركتى فتح وحماس دون اتفاق، وفقا لما تداولته الأنباء.

إذ أن التعثر فى التوصل إلى إعلان مصالحة  يعنى أن  كلا الطرفين أو أحدهما لا يدركان خطر استمرار الظروف التى تمر بها الأوضاع فى غزة والضفة الغربية ولبنان.

والأرجح أن الطرفين المتحاورين، كليهما أو أحدهما لا يقرأ المخطط الإسرائيلى فى الأراضى الفلسطينية وخارجها قراءة صائبة. فغزة التى كانت تحت حكم حماس قبل السابع من أكتوبر 2023 لم تعد موجودة، ولن تكون لحماس أية سلطة عليها فيما يسمونه اليوم التالى من انتهاء الحرب التى يقودها نتنياهو، بدعم من حاملات الطائرات وراجمات الصورايخ الأمريكية والأوروبية، التى باتت تطوق المنطقة برا وبحرا وجوا، دفاعا عما يسمونه  أمن إسرائيل!
بينما يريد رئيس الحكومة الإسرائيلية  لهذه الحرب أن تستمر، حتى تتحقق أمنيته بفوز ترامب فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، برغم دعم إدارة بايدن له، بشكل غير مسبوق فى تاريخ العلاقة بين الطرفين. وبجانب ذلك يتعهد بإعادة  تشكيل خريطة الشرق الأوسط، تارة بإخراج المقاومة المسلحة لإسرائيل فى المنطقة، سواء فى فلسطين أو فى لبنان، أو اليمن، من معادلة الصراع، لتصبح إسرائيل أكبر قوة ردع بها، وتارة أخرى بالعمل على فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، وزيادة حركة مصادرة الأراضى، وتقديم تسهيلات للفلسطينين بالهجرة للخارج، بعد أن فشلت المجازر وحرب الإبادة الجماعية فى دفعهم للقبول بذلك، تمهيدا لتصفية القضية الفلسطينية.
منذ انشقاق حماس عن السلطة الوطنية الفلسطينية عام 2007، نشأت سلطتان منفصلتان متصارعتان، إحداهما فى الضفة الغربية بقيادة حركة فتح، والأخرى فى غزة  بقيادة حركة حماس. ومنذ ذلك الحين والسياسة المصرية تحرص على لعب دور محورى لجمع معظم الفصائل الفلسطينية فى القاهرة من أجل فتح حوار جدى ومسئول لإنهاء الإنقسام الفلسطينى، الذى لم يضر بحماس وفتح فقط، بل إنه ساعد على أن تتحول القضية الفلسطينية من قضية تحرر وطنى فى مواجهة احتلال عنصرى استيطانى، تدعمها القوى التحررية فى أنحاء العالم، إلى قضية إنسانية تستدعى توفير الأكل والشرب والملبس، وقضية طائفية بين المسلمين واليهود!.
فى  جولات الحوار السابقة فى مصر، أعلنت حماس عن فك ارتباطها بجماعة الإخوان وقبول شروط اتمام المصالحة، وبينها تشكيل حكومة وحدة وطنية وإعادة ارتباطها بمنظمة التحرير الفلسطينية، لكنها رفضت أن تكون السلطة الوطنية هى المسئولة عن إدارة قطاع غزة، وهو ما ينتهى باستمرار بسط سيطرتها عليه. وأغلب الظن أن حماس لا تزال تشهر فى أوجه المفاوضين  ذلك الاعتراض على منح السلطة الفلسطينية أى دور فى تحديد مصير القطاع أو فى إدارته عقب انتهاء الحرب. وهو اعتراض يختبئ وراء تصور هش أن حماس منتصرة طالما لم تسلم من لديها من الرهائن، بينما تقتلع إسرائيل حزب الله من الجنوب وتطارده فى أنحاء المدن اللبنانيةعلى أجساد الشعب اللبنانى، بعدما هدمت غزة على رؤوس مواطنيها بدعم كامل من دول الغرب الأمريكى والأوروبى، وتواصل ضرب معاقل الحوثيين فى اليمن.
إنهاء الإنقسام الفلسطينى، وإعلان حماس تخليها عن مسئولية أمن قطاع غزة، والتزامها برؤية مشتركة تقودها منظمة التحرير الفلسطينية، هو خطوة لا بديل عنها لابقاء التعاطف الدولى الرسمى والشعبى مع القضية الفلسطينية فى موقع التأثير، إلى حين يأتى اليوم التالى لانتهاء الحرب. وهو يدعم  من جانب آخر موقف الآمير محمد بن سلمان برفض التطبيع مع إسرائيل بدون التوصل  لتسوية عادلة  تقوم على مبدأ مبادلة الأرض بالسلام، طبقا لمبادرة السلام العربية التى طرحتها السعودية وتبنتها قمة بيروت العربية عام 2002، بما ينتهى بإقامة الدولة الفلسطينية وقبل ذلك عن وقف الحرب.. وإنهاء الانقسام من شأنه كذلك أن يقدم مساندة للتحالف الدولى الذى دعا إليه وزير الخارجية السعودى فى الجمعية العامة للأمم المتحدة  مؤخرا من أجل تنفيذ القرارات الدولية بشأن إقامة دولة فلسطين طبقا لقرارات الأمم المتحدة.
رؤية فلسطينية موحدة لكل قوى المقاومة الفلسطينية تنهى الانقسام بين فصائلها، وتمنح داعمى حق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة ومواصلة التمسك بمحاكمة نتنياهو وعصابته؛ الثقة بأنهم يخوضون معركة لا لبس فى عدالتها.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: فتح حماس اتفاق المصالحة الانقسام الفلسطيني القضية الفلسطينية

إقرأ أيضاً:

تأهيل إسرائيل لعضوية الشرق الأوسط

بقدر ما أظهر استمرار حرب الإبادة تصاعُد الخلاف بين إسرائيل وبين الغرب الأوروبي، بقدر ما أظهرت تداعيات وقف الحرب خلافاً متنامياً مع آخر حليف لتل أبيب أي واشنطن، وكما قدرنا سابقاً ومنذ أكثر من شهرين مرا على البدء بتنفيذ خطة ترامب بشأن غزة، فإن حكومة بنيامين نتنياهو، لم تلتزم تماماً بتلك الخطة، التي وافقت عليها على مضض، ليس من سبب إلا لأن وقف الحرب جرى دون ان تحقق هدفها بعيد المدى، وهو تهجير سكان قطاع غزة، وضم أرضه تالياً لدولة إسرائيل الكبرى، وتجلى عدم التزام إسرائيل بوقف النار من خلال قتل نحو أربعمائة مواطن، ومواصلة تدمير ما تبقى من منازل، كذلك عبر تعميق ما يسمى بالمنطقة الصفراء التي تحتلها دون ان يكون فيها سكان سبق لها وان أجبرتهم على النزوح، والأهم ان مواصلة إطلاق النار، تبقي على احتمال مواصلة الحرب قائماً في مخيلة أركان الحكومة الإسرائيلية، بما يعني بأنها منذ البادية راهنت على وقف تنفيذ الخطة عند حدود الخط الفاصل بين مرحلتيها الأولى والثانية.

والحقيقة هناك كلام كثير يمكن أن يقال، لنؤكد على أن إسرائيل اليمينية المتطرفة حالياً، تعتقد بأنها وصلت إلى اللحظة التي أعدت لها أولاً أوضاعها الداخلية، وثانياً العلاقة مع الجانب الفلسطيني، وثالثاً الشرق الأوسط برمّته ليكونوا قد باتوا جاهزين لقيام دولة إسرائيل العظمى، عبر مصطلح خادع قال به بنيامين نتنياهو علناً وصراحة قبل أكثر من عام، وهو تغيير الشرق الأوسط، والأهم هو أن نتنياهو وطاقم الحكم المتطرف يعتقد بأنه إن لم يحقق ما يصبو اليه الآن، فلن ينجح في ذلك لاحقاً، أي ان هذه الحرب ليست كما كانت سابقاتها، حيث دأبت إسرائيل على شن الحروب سابقاً بمعدل مرة كل بضع سنوات، تحتل خلالها أراضي عربية إضافية، او تحقق أهدافاً أمنية_سياسية، وحين تواجه عقدة مستعصية توافق على وقف لإطلاق النار، لتقوم بالتحضير لتحقيق ما عجزت عنه فيما بعد، هذه المرة يعتقد المتطرفون الإسرائيليون أصحاب مشروع إسرائيل العظمى والكبرى، بأن العالم يتغير بسرعة في غير صالحهم، لذلك فهذه هي فرصتهم الأخيرة، لذلك يمكن القول بأنهم غامروا لدرجة ان يخسروا تأييد الغرب الأوروبي، ويغامرون اليوم بالمراهنة حتى آخر رمق من تأييد ودعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ذلك أن أميركا بعد ترامب ستكون ذات موقف مختلف.

لن نعيد في هذه المقالة، ما سبق لنا وقلناه عن دوافع وتفاصيل تلك الصورة، التي اتضحت خلال حرب العامين على فلسطين وعلى ست دول شرق أوسطية، لكن بالمجمل فإن كون إسرائيل كدولة بعد نحو عشر حروب خاضتها، بل بعد ما يقارب من ثمانين عاماً، على قيامها، أي منذ نشأتها حتى اليوم، والأهم بعد اربع معاهدات سلام وقعتها مع ست دول عربية، وعدد من اتفاقيات الهدنة ووقف إطلاق النار، ما زالت في حالة حرب، ليس فقط مع فلسطين، بل مع الشرق الأوسط برمّته، والأخطر بعد ان كانت تبدو في حالة حرب مع الدول العربية، بغض النظر عن كلها أو بعضها، باتت حالياً في حالة حرب مع الدول العربية والدول الإسلامية، وباختصار، باتت الشوفينية الإسرائيلية لا تكتفي بمواصلة مطالبة واشنطن بالحفاظ على تفوقها العسكري على مجمل دول المنطقة فرادى ومجتمعين وحسب، بل باتت تقول علناً بأنها تسعى لتغيير الشرق الأوسط، ولا تنكر ان طريقها لذلك هو إفراغ الشرق الأوسط من عوامل القوة العسكرية، بما يشمل تغيير الأنظمة، وأنها في سبيل ذلك تواصل شن الحرب، وأنها لا تثق بأحد، ولهذا فهي اليوم باتت في حالة حرب مع فلسطين ولبنان وسورية واليمن وإيران، فيما علاقتها متوترة مع الآخرين: مصر، الأردن، تركيا، قطر، السعودية، أي الجميع.

والحقيقة أن كون إسرائيل ما زالت في حالة حرب، منذ نشأتها، وهذا أمر لم يحدث في تاريخ العالم، سوى مع الدول الاستعمارية، نقصد المغول والبيزنطيين الذين أقاموا في مناطق شاسعة من العالم قروناً، كذلك الاستعمار في القرن العشرين، مثال الجزائر وفيتنام، يعني أو يؤكد بأن إسرائيل ورغم انه لاح وكأن اتفاقيات او معاهدات السلام التي عقدتها مع مصر أولاً ثم فلسطين والأردن، ولاحقاً مع الإمارات، البحرين والمغرب، قد وضعت حداً، او أنها قد فتحت الباب لإغلاق باب الحروب بينها وبين محيطها الشرق أوسطي، العربي والإسلامي، لكن ذلك لم يحدث، ولا حتى في عالم الرياضة، حيث هي حقل لجمع الدول، بما بينها من خلافات، حيث كان فريق الاتحاد السوفياتي في ظل الحرب الباردة يشارك في مباريات كرة القدم مع منتخبات الغرب الأوروبي في كؤوس العالم، بينما إسرائيل تشارك ضمن المنافسات الأوروبية، رغم أنها دولة آسيوية جغرافياً، وكثيراً ما انسحب المشاركون في مسابقات رياضية دولية، من دول عربية إفريقية ودول إسلامية تجنباً لمنافسة الرياضيين الإسرائيليين.

أي أن معاهدات واتفاقيات السلام والتطبيع، خاصة المصرية والأردنية منها، بقيت حبراً على الورق الرسمي، بينما كان توقيعها مناسبات لرفع وتيرة مواجهة التطبيع على الصعيد الشعبي. باختصار نريد القول، بأن إسرائيل لا قبل ولا خلال ولا بعد توقيع أربع اتفاقيات ومعاهدات سلام، صارت دولة طبيعية في الشرق الأوسط، وهي ما زالت دولة لم تحظ بشرف عضوية ذلك النادي الدولي، وربما كانت هذه الحقيقة التي لا شك بأنها تنغص حياة الإسرائيليين، أحد الدوافع التي تجعل منها شعاراً لمن يطمح في الحكم، وقد كان شعار السلام منذ ما بعد إعلان قيامها عام 48 طريقاً للأحزاب التي تنافست على الحكم خلال عقود الخمسينيات والستينيات والسبعينيات حتى توقيع معاهدة كامب ديفيد مع مصر، أما شعار الشرق الأوسط الجديد، فقد تلا انتهاء الحرب الباردة، ورافق مفاوضات مدريد التي أجبر عليها اليمين الليكودي الحاكم عام 1991، وإعلان اتفاق أوسلو من قبل آخر حكومات اليسار، وبالتحديد من عراب أوسلو الإسرائيلي شمعون بيريس، الذي حرص على ان تشمل مفاوضات الحل النهائي مع (م ت ف) مفاوصات متعددة الأطراف، إقليمية بالطبع، لتقديم ما يغري الجانب الإسرائيلي بقيام شرق أوسط جديد، كنادٍ اقتصادي تكون لها فيه عضوية فاعلة، بالتوازي مع المفاوضات الثنائية مع الجانب الفلسطيني التي ستفضي الى الانسحاب الجغرافي.

أي أن الشرق الأوسط الجديد بمفهوم بيريس الذي بشّر به قبل أكثر من ثلاثة عقود، آخذاً بعين الاعتبار المتغير الكوني بعد انتهاء الحرب الباردة، ونشوء العلاقات بين الدول على أساس الشراكة الاقتصادية، اعتمد على أن نفوذ الدول بات مرهوناً باقتصادها وليس بتوسعها الجغرافي أو قوتها العسكرية، بينما شرق أوسط بنيامين نتنياهو، هو نقيض ذلك تماماً، حتى أن السلام عند بيريس كان يستند لمبدأ الأرض مقابل السلام، بينما عند نتنياهو يعني فرض الأمن بالقوة العسكرية، وقد كان يمكن أن يتحقق شرق أوسط جديد على أساس شراكة دوله وشعوبه في الأمن والسلام والرخاء الاقتصادي، ضمن نظام عالمي قائم على هذا المفهوم أساساً، ومثل هذا الشرق الأوسط ليس بعيداً، مع ملاحظة العلاقات البينية بين دوله، العربية والإسلامية، اي دول الخليج ومصر وكل من تركيا وايران، لكن ما حال دون ذلك هو إسرائيل بحكوماتها اليمينية التي تقول بتغيير الشرق الأوسط كله ليتوافق مع طبيعتها الاستعمارية، بينما المنطقي هو ان تتغير هي لتتوافق مع شرق أوسط طبيعي متوافق مع النظام العالمي.

هذه الوجهة هي التي ستفرض على إسرائيل التغيير الداخلي، وأهم سماته لفظ اليمين المتطرف، وإعادة التأكيد على دولة المؤسسات الديموقراطية، وذلك بالشروع فوراً في تحقيق جملة من الشروط هي: الانسحاب من ارض دولة فلسطين ومن الأراضي العربية المحتلة، وتصفية كل المناطق الأمنية، وإن كان لا بد من مناطق أمنية فعلى الجانبين، ثم تطبيق حق العودة والتعويض، مع تقديم ضمانات أمنية لدول الجوار، لأن إسرائيل هي الأقوى عسكرياً وهي التي تعتدي وتحتل، كذلك نزع الصفة الدينية عنها وبث رسالة سلام وتعايش للجوار.

وأهم أمر على إسرائيل أن تُقْدم عليه او إعلان الحدود الجغرافية النهائية للدولة، وكذلك دستورها الذي يثبت بأنها دولة طبيعية مدنية تعيش مع جيرانها وفق منطق حسن الجوار، كل ذلك يتطلب أولاً إحالة نتنياهو، عراب إسرائيل الكبرى الى المعاش السياسي، ثم إسقاط اليمين المتطرف، حتى يمكن التوصل لحل الدولتين.

الأيام الفلسطينية

مقالات مشابهة

  • تأهيل إسرائيل لعضوية الشرق الأوسط
  • السودان على مفترق طرق: حرب استنزاف أم مفاوضات جادة؟
  • تحرك استيطاني جديد.. الائتلاف يضغط لرفع العلم الإسرائيلي شمال غزة
  • حماس تتهم إسرائيل بالمماطلة وتحذر من تفاقم المعاناة الإنسانية في غزة
  • 383 شهيداً في قطاع غزة منذ اتفق وقف الحرب
  • سيناتور أمريكي: ابن سلمان لن يطبع مع إسرائيل دون ثمن للفلسطينيين
  • ساعر: إسرائيل ملتزمة بإنجاح خطة ترمب
  • مشعل: القضية الفلسطينية استعادت حضورها الدولي والطوفان كشف الوجه الحقيقي لـ"إسرائيل"
  • تصريحات مشعل.. وواقعية حماس!
  • الرئاسة الفلسطينية تدين إعلان إسرائيل بناء 764 وحدة استيطانية جديدة بالضفة الغربية