كيف تواجه 3 أجيال من النساء الحرب في غزة؟
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يتحمل كل جيل عبء الحرب بشكل مختلف، لكن الألم والخسارة والقدرة على الصمود تربطهم جميعًا. وسلطت هيئة الأمم المتحدة للمرأة في تقرير يحمل عنوان "حياة مهشمة وروح ترفض الانكسار" الضوء على التحديات التي تواجهها ثلاثة أجيال من النساء يتحملن في كثير من الأحيان العبء الأكبر، ويكافحن لحماية أسرهن ومستقبلهن وسط الفوضى والدمار.
وقالت ثريا الفوراني التي تبلغ من العمر 82 عامًا: "شكل النزوح مسار حياتي. أتذكر بوضوح ذلك اليوم من عام 1948 عندما داهمتنا الميليشيات الإسرائيلية. جمع والدي أسرتنا على عجل، وتركنا منزلنا في الفالوجة، وهي قرية صغيرة بين الخليل وغزة. وجدنا ملاذًا في خان يونس، تاركين كل شيء وراءنا".
ورغم أن ثريا تحملّت ويلات سبعة حروب، جردتها كل واحدة منها من كرامتها واستقرارها، إلا أنها اعتبرت أن الحرب الأخيرة في غزة هي الأكثر قسوة، في ظل عدم توفر الطعام، والماء، والضروريات الأساسية، إذ أوضحت: "أخذت مني الحرب كل شيء، منزلي، وكرامتي، والماضي، والمستقبل".
من جهتها، لم تتخيّل خلود الفوراني، حفيدة ثريا، البالغة من العمر 28 عاماً، أن الحرب الأخيرة ستجردها من منزلها، وذكرياتها الثمينة، وأحباءها، إذ برأيها أن الأمل في السلام يبدو وكأنه حلم بعيد المنال، بعدما كسرته الخسارة والألم المستمر.
وقالت خلود: "صار النزوح جزءًا من حياتنا الجديدة القاسية. في ملجأنا الأخير، بمستشفى الأمل، استيقظنا لنجده محاصرًا بالجنود والدبابات الإسرائيلية، مما أجبرنا على النزوح مرة أخرى"، موضحة: "لن أنسى أبدا ألم فقدان صديقتي العزيزة إخلاص، التي توفيت مع رضيعها بعد أسبوعين فقط من الولادة".
رغم صغر سنها، عانت لين نحال، المولودة في غزة، والتي تبلغ من العمر 14 عامًا فقط من صدمة خمس حروب، وواجهت النزوح أكثر من أربع مرات.
وقالت نحال التي تعيش الآن في خيمة لا توفر مهربا من حرارة الصيف الحارقة أو برد الشتاء القارس: "غيرت هذه الحرب حياتي إلى الأبد. لقد نزحنا مرارًا وتكرارًا، ضاعت فرصتي التعليمية وفقدت أصدقائي. الخوف الملازم لنا أصبح يفوق الوصف. في الماضي، كان لدينا القدرة على شراء الطعام، والفاكهة، والملابس.. أما الآن فيتكدس ثمانية منا في خيمة هشة. اضطررت إلى تحمل مسؤوليات لم أكن أعتقد أنني سأتحملها، مثل رعاية أخواتي الأصغر سنًا".
وأضافت نحال: "أشعر كما لو أنني أفقد مستقبلي وتعليمي وطفولتي. حلمي هو إنهاء هذه الحرب، وأن أصبح معلمة تاريخ حتي أشارك قصة تاريخ فلسطين ومعاناتنا التي لا تنتهي".
إسرائيلالأراضي الفلسطينيةانفوجرافيكغزةقطاع غزةنشر الأربعاء، 16 أكتوبر / تشرين الأول 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الأراضي الفلسطينية انفوجرافيك غزة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
المنظمات الأهلية الفلسطينية: الاحتلال يستغل المساعدات لترسيخ النزوح وإذلال الفلسطينيين
أكد أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أن القصف الإسرائيلي المتواصل لم يترك بنية تحتية سليمة، وتسبب في دمار واسع لمنازل المواطنين ومراكز الإيواء، مما زاد من معاناة المدنيين، خاصة النساء والأطفال الذين يبيتون جوعى، ولا يجدون أحيانًا حتى شربة ماء صالحة للشرب، وسط نقص حاد في الأدوية، ومشاهد يومية للمرضى والجرحى يتمنون الموت لتخفيف آلامهم.
وقال «الشوا»، خلال مداخلة مع الإعلامي محمد رضا، على قناة «القاهرة الإخبارية»، إن هناك مشاهد إنسانية قاسية في قطاع غزة لا تستطيع أي كاميرا أو عدسة أن توثقها بالكامل، خاصة في مراكز توزيع المساعدات التي يشرف عليها الاحتلال الإسرائيلي، أو في المخيمات التي تأوي عشرات الآلاف من الأسر الفلسطينية في ظروف إنسانية مأساوية.
وأشار إلى أن نزوح السكان ما زال مستمرًا بشكل يومي، لاسيما من أحياء مدينة غزة التي تتعرض لقصف لا يتوقف، مضيفًا: «هذه الأوجاع لا يمكن لأي كاميرا أن توثقها، فمحاولات النوم تتبدد تحت أصوات الانفجارات والدمار، في واقع كارثي غير مسبوق».
وتعليقًا على الآلية الجديدة التي تشرف عليها الولايات المتحدة وإسرائيل لتوزيع المساعدات، قال الشوا إنها «آلية فاشلة باعتراف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه»، مشيرًا إلى أن إصرار الاحتلال على استمرارها يعود إلى أهداف أمنية وسياسية تهدف إلى فرض النزوح القسري على الفلسطينيين، لا سيما من شمال غزة إلى جنوبها.
وأضاف أن الاحتلال يستخدم نقاط توزيع المساعدات كمصائد لإذلال الفلسطينيين، حيث يُجبر المدنيون على المرور في ممرات محاطة بالأسلاك الشائكة وتحت حراسة مسلحين أجانب وجنود الاحتلال، ما يمثل إهانة واضحة، بل ويتعرض بعضهم لإطلاق النار خلال محاولتهم الحصول على الغذاء.
اقرأ أيضاًالأمم المتحدة: فرصة منع وقوع المجاعة في غزة تتضاءل بسرعة
«أونروا»: غزة تحولت من جحيم إلى مقبرة بسبب تزايد القصف الإسرائيلي
منظمة التعاون الإسلامي تدين قرار الاحتلال الإسرائيلي إنشاء 22 مستوطنة جديدة