بوابة الوفد:
2025-05-21@02:38:43 GMT

أبوالغيط والصراع مع إسرائيل

تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT

نظلم السفير أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، لو توقعنا منه الكثير بشأن مجريات الأحداث فى المنطقة على صعيد الحرب الإسرائيلية البربرية الجارية على غزة وعلى لبنان، فالرجل فى النهاية لا يملك قدرات خاصة، وكأمين عام فإنه ليس سوى تعبير عن محصلة قوى وإرادات الدول العربية الأعضاء فى الجامعة. ولذلك نرى أن البعض ربما يكون قد تجاوز فى محاولة تصوير ما قاله أبوالغيط فى حواره مع الإعلامى أحمد موسى على قناة «صدى البلد» بأنه دفاع عن السردية الإسرائيلية بخصوص ما حدث فى 7 أكتوبر.

المسألة ليست هكذا على الإطلاق، وإنما المعضلة فى أنه بحكم منصبه لا بد من أن يزن كلماته بميزان من ذهب، ما يعنى أنه يجب أن يكون من بين ثناياها شىء من الدبلوماسية وشىء من التلميح لما هو مسكوت عنه، وشىء من الصراحة، بمعنى أصح كوكتيل من المواقف الذى يصب فى خانة إعلان موقف يليق بمنظمة من المفترض أنها تعبر عن العرب أجمعين.

وعلى ذلك فإن مجمل ما قاله أبوالغيط فى الحوار المشار إليه لا بأس به. لقد قال ما يجب أن يقال وفى الحدود التى يجب أن تقال، بما يمكن معه القول إنه لا مآخذ ذى معنى على ما قال به فى الحوار. فى تعاملنا مع الجامعة لا يجب أن ننسى أنها ضعيفة، وأن ضعفها يأتى انعكاساً لتباين المواقف العربية ليس فى مواجهة الأطراف غير العربية فقط وإنما فى مواجهة الأطراف العربية ذاتها. 

فضلاً عن ذلك فإننا لو وسعنا دائرة النظر لأدركنا أن المسألة لا تقتصر على الجامعة فقط، وإنما على التنظيمات الدولية ككل. خذ مثلاً الأمم المتحدة، وفى القلب منها مجلس الأمن، ماذا فعلت حيال الحرب الإسرائيلية؟ لا شىء، بل وصل الأمر معه لحد بدت معه أشبه بخيال المآتة. بمعنى آخر أنه من الواضح أن هناك تغيرًا فى نمط العلاقات الدولية المعاصرة لحد تراجعت معه فكرة تأثير التنظيم، أو المنظمات الدولية سياسية أو حتى عسكرية، بما فى ذلك منظمة مثل الناتو التى تراجع دورها لحد التلاشى، ولكن المسألة من الواضح أنها زادت كثيرا مع الجامعة العربية.

عودة لحوار أبوالغيط كممثل عن الجامعة العربية فإن كلامه يشير الى أنه ينطلق من رؤية واقعية، وليست وقوعية، وهذا فى حد ذاته، للأسف فى ظل وضعنا العربى المتردى يعتبر أمراً إيجابياً. هو لا يغفل أن إسرائيل تمثل تهديداً للعرب ككل على خلفية تلويحها بالقدرة على الوصول الى أى منطقة فى الإقليم، وهذا فى حد ذاته ربما يمثل نوعاً من الرفض والنقد لبعض الدعاوى العربية رسمية وغير رسمية بشأن السلام وأنه من منظور أبو الغيط، ربما يكون بعيداً. 

بل إن الرجل راح يتحدث عن تناقض الخطاب الإسرائيلى وبالتبعية من يشايع هذا الخطاب من العرب، بالإشارة الى مفارقة الانخراط فى أكثر من 45 عاماً من المعاهدات والسلام كخيار استراتيجى، فيما تتحدث تل أبيب عن التوسع وإسرائيل الكبرى، كما قال! 

المشكلة التى ربما حاول أبوالغيط تجاوزها دون أن ينكرها هى أن القضية الفلسطينية للأسف لم تعد قضية كل العرب، وقد حاول أن يجد لرؤيته تخريجاً لم يوفق تماماً فيه. المشكلة أيضاً أن الأمر وصل لحد وقوف البعض من العرب ضد القضية الفلسطينية، ولكن لا الكياسة ولا المنطق يمكن أن ينتهى بمسئول فى وضع أبوالغيط إلى هذا الطرح، ونذكرك هنا بفكرة وزن الكلمات بميزان الذهب.

الخلاصة، أن الجامعة العربية ليست سوى مرآة لحال أعضائها ليس أكثر.. التعامل معها على هذا النحو من المؤكد أنه سيريحك وسيريح الجميع!

 

‏[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تأملات د مصطفى عبدالرازق في المنطقة لجامعة الدول العربية یجب أن

إقرأ أيضاً:

ابو الغيط يستقبل فخامة الرئيس العماد جوزاف عون بمقر الجامعة العربية

استقبل  أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية الرئيس العماد جوزاف عون رئيس الجمهورية اللبنانية، في أول زيارة يقوم بها لمقر جامعة الدول العربية منذ توليه مهام منصبه.

وأوضح جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، أن الأمين العام رحب بفخامة الرئيس في بيت العرب وقام بوضع فخامته في صورة قرارات ومخرجات القمة العربية الاخيرة التي عقدت في بغداد وبشكل خاص القرار الخاص بانشاء الصندوق العربي لدعم جهود التعافي وإعادة الاعمار من آثار الأزمات، والذي اعلنت الحكومة العراقية عن التبرع فيه بمبلغ 40 مليون دولار امريكي يخصص منها 20 مليون لدعم إعادة الإعمار في الجمهورية اللبنانية، وهنأ الامين العام فخامة الرئيس علي زياراته العربية التي تجسد الشعور بأن عهدا جديدا قد بدأ في لبنان وان انطلاقة جديدة قد بدأت في علاقة لبنان بمحيطه العربي.

وأضاف المتحدث أن الأمين العام أكد خلال اللقاء حرص الجامعة العربية واستعدادها الكامل لمواصلة دعم ومواكبة لبنان في مختلف المحطات التي تمر بها، وفي كل ما من شأنه أن  يسهم في ترسيخ سيادة الدولة اللبنانية وتعزيز السلم الأهلي، وصولا إلى تحقيق التعافي والتنمية والرفاهية للبنان وشعبه.
—————-

IMG-20250519-WA0008 IMG-20250519-WA0007 IMG-20250519-WA0006

مقالات مشابهة

  • الجامعة العربية ترحب بتعيين كامل إدريس رئيساً لوزراء السودان 
  • الجامعة العربية ترحب بتعيين كامل الطيب إدريس رئيسًا لمجلس وزراء جمهورية السودان
  • الجامعة العربية ترحب بتعيين كامل الطيب إدريس رئيساً لمجلس وزراء جمهورية السودان
  • سلام تلقى دعوة لرعاية حفل تخرج طلاب جامعة بيروت العربية
  • لماذا “فشلت” القمة العربية في بغداد؟
  • القومية العربية في ميزان الانتماء
  • ابو الغيط يستقبل فخامة الرئيس العماد جوزاف عون بمقر الجامعة العربية
  • ابو الغيط يستقبل الرئيس اللبناني بمقر الجامعة العربية
  • الإمارات تدعو لحل مستدام لمستقبل غزة والصراع الفلسطيني - الإسرائيلي
  • خطاب ديني معتدل.. «الأزهري»: الجامعة العربية المفتوحة منارة لصناعة العقول الرائدة