انسحاب لبنان يقلص مجموعة «أبيض الناشئين» في «تصفيات آسيا»
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
معتصم عبدالله (أبوظبي)
أعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، رسمياً، انسحاب لبنان من سباق التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس آسيا تحت 17 عاماً 2025 في السعودية، وتقليص عدد منتخبات «المجموعة الثامنة» التي تستضيفها لاوس، إلى ثلاثة فرق تضم إلى جانب البلد المضيف، الإمارات وماليزيا.
وقررت اللجنة التنفيذية للاتحاد اللبناني لكرة القدم في وقت سابق، تعليق نشاطات كرة القدم كافة، بسبب الأوضاع الراهنة التي تمر بها بلاده.
ويدشن «أبيض الناشئين»، مشواره في التصفيات بلقاء ماليزيا الأربعاء المقبل، على استاد لاوس الوطني في فينتيان، فيما يخوض المباراة الثانية أمام لاوس «المستضيف» مساء الجمعة المقبل، على ذات الملعب، وتختتم مباريات المجموعة بلقاء ماليزيا ولاوس مساء 27 أكتوبر الجاري.
وتشهد التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس آسيا تحت 17 عاماً 2025، مشاركة 42 منتخباً، تم تقسيمها إلى 10 مجموعات، في أعقاب انسحاب لبنان، بحيث تتكون 6 مجموعات من 4 منتخبات، ومجموعة من 3 منتخبات، و3 مجموعات من 5 منتخبات، وذلك للمنافسة بنظام الدوري المجزأ من مرحلة واحدة عبر التجمع في بلد واحد، بحيث تستمر التصفيات إلى 27 أكتوبر.
ويتأهل المتصدر في المجموعات العشر، إلى جانب أفضل 5 منتخبات حاصلة على المركز الثاني، إلى «النسخة العشرين» من نهائيات البطولة القارية، لتنضم إلى السعودية الفائزة باللقب مرتين «1985 و1988»، والمتأهل تلقائياً، لأنها مستضيف البطولة للمرة الثانية في تاريخها بعد عام 1992.
من جهته، خسر منتخبنا الوطني للناشئين أمام مضيفه تايلاند 2-4، في المباراة الودية التي أقيمت على ملعب نادي ويندميل، ضمن برنامج معسكر الإعداد الخارجي لـ «أبيض الناشئين» في تايلاند، وسجل هدفي منتخبنا سهيل النوبي، وهود المنهالي في الدقيقتين 60 و85.
ومثلت المواجهة أمام تايلاند الودية الأخيرة في سلسلة تحضيرات «أبيض الناشئين»، الذي يقوده المدرب الوطني ماجد سالم، استعداداً لخوض التصفيات الآسيوية، بعدما أقام مؤخراً تجمعاً داخلياً بدبي، خاض خلاله 3 مباريات، من بينها مباراتان على التوالي أمام سوريا، تعادل في الأولى من دون أهداف، وخسر في الثانية 2-3، قبل الفوز على ضيفه هونج كونج 4-1.
وتضم قائمة منتخبنا الوطني للناشئين في التصفيات 23 لاعباً، وهم: هود المنهالي، هزاع فيصل، عبدالله راشد، مايد اليماحي، فيصل محمد، عبدالله فهد، سعد مبارك، سهيل النوبي، مايد عادل، فهد خليل، إبراهيم يوسف، محمد ناصر، سالم عصام، محمد أحمد، محمد بطي، علي حسن، فارس علي، محمد يوسف، عمير يوسف، عبيد عمران، حميد إبراهيم، سعيد علي، سلطان ناصر.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات كأس آسيا للناشئين لبنان السعودية تايلاند
إقرأ أيضاً:
يوسف عبد المنان يكتب: شطحات الحكيم
كان محمد مختار ولد أحمد الصوفي، الغارق في فلسفة محيي الدين بن عربي، يحدّث الناس في مدينة واذيبو بموريتانيا كل عام عن رؤاه المنامية. يدّعي حيناً أنه إلتقى الرسول ﷺ، وأحياناً يزعم أن أبا هريرة حدّثه بكذا وكذا. حتى نهضت جماعة سلفية فقطعت رأسه، بدعوى أنه رجل فتنة يتقول على السلف الصالح بمزاعم لا يسندها دليل من كتاب أو سنة.
وللإمام أبي حامد الغزالي شطحات في التصوف جعلت البعض يتهمه بالجنون واختلال العقل، فيما تم تكفير نصر حامد أبو زيد من قبل فقهاء الأزهر الشريف بعد صدور كتابه الشهير “التفسير التأويلي للقرآن الكريم”، بحجة أنه متخصص في اللغة العربية وليس له دراية بعلم التفسير.
واليوم، يخرج علينا محمد هاشم الحكيم بزوبعة جديدة، يثير بها الغبار في عاصفة البحر، مدعياً رؤيا منامية رأى فيها الرسول ﷺ يأمره أن يبلغ الفريق البرهان بالتفاوض مع قوات الدعم السريع لإنهاء الحرب في السودان.
لكن الرؤى المنامية – كما هو معلوم في الشرع – لا يُحتج بها في الأحكام، ولا يُعتد بها بعد وفاة الرسول ﷺ. فلم نسمع أن أحداً من العشرة المبشرين بالجنة حدثنا عن رؤيا من هذا النوع، رغم أنهم كانوا أولى بها، خصوصاً بعد وفاة النبي واندلاع حروب الردة التي خاضها الخليفة أبو بكر الصديق.
واليوم، تُنسب الرؤى إلى شيوخ أمثال محمد هاشم الحكيم، الذي نُشرت له صور مع سفراء “شياطين العرب” – ممن أشعلوا فتيل حرب آل دقلو – مما يضعه في موضع الاتهام بمولاة طرف على حساب آخر. وليته لم يوالِ الفئة الباغية، التي أجمعت أغلب فتاوى أهل العلم في السودان على بغيها.
ولو سُلّم برؤية الشيخ المنامية، فغداً سيخرج شيخ آخر من زريبة البرعي، وثالث من الكريدة، وكل منهم يدّعي أن الرسول حدّثه في المنام عن أمور مشتبهات. ولأصبح السودان دولة تُحكم من شيوخ المنامات، حتى وإن خالفت صحيح الحديث أو نصوص القرآن القطعية.
ثم كيف للشيخ أن يتيقّن أن من رأى في المنام هو الرسول ﷺ؟ أليس من المحتمل أن من تمثل له كان شيطاناً أو حتى أحد شخوص السياسة؟ ربما كان عبد الله حمدوك أو خالد سلك، تمثّل له بهيئة بشر سوي!
وفي هذا السياق، لا ننسى ما أبدع فيه الدكتور أحمد الطيب زين العابدين في روايته “دروب قرماش”، حيث قرّب صورة الصراع بين أهل الظاهر والباطن في حبكة روائية بارعة. فقد روى قصة الفكي “قرماش” الذي ادّعى علاج الناس وجلب المطر ودفع الشر عنهم، فتبعه جمع من أهل القرى المحيطة بالجنينة. ثم جاء رجل خطب فيهم وشكك في صدق الفكي، وطلب منه أن يجريا اختباراً أمام الناس: أن يُذبح ثور، ويُعطى كل واحد منهما قدحاً من اللحم، ويحمي كلٌّ قدحه بطريقته.
الفكي كتب محاياته، والرجل دسّ في جيبه روث مرفعين (ضبع)، ووضع قدحه في غرب القرية، بينما وضع الفكي قدحه شرقها. وفي الصباح هجمت الكلاب على قدح الفكي وأتت عليه، بينما لم تقترب من قدح الرجل الآخر بسبب الرائحة الكريهة. فطُرد الفكي قرماش من القرية، وأفصح الرجل للناس عن حيلته حتى لا يظنوا فيه كرامة أو كرامات.
وعليه، فإن على الأخ محمد هاشم الحكيم أن يعلن للناس من يقف وراء هذه المزاعم المنامية. فربما يأتي غداً من يقول إنه رأى الرسول ﷺ، وأمره بأن تُعقد مفاوضات في المنامة، أو أن يُصدر إعلان مبادئ جديد أوحاه له الرسول في منامه. وهكذا، يصبح مستقبل السودان مرتهناً لأحلام ومزاعم لا حجة فيها ولا يقين.
يوسف عبد المنان
إنضم لقناة النيلين على واتساب