الجداول الانتخابية ومصداقية النتائج.. !!
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
أما آن الأوان لضبط عمليات التصويت في الانتخابات (رئاسية، وبرلمانية، واستفتاءات) بتحديد من يحق لهم التصويت، ومن لا يستحقون؟
وأما آن الأوان لتنقية الجداول من حالات الوفاة، وتغيير محل الإقامة، وتكرار الموطن الانتخابي للناخب الواحد، والتي تترتب عليها زيادة في عدد الأصوات؟
وأما آن الأوان لتفعيل عملية التصويت الإلكتروني، والتي لا ندري سببًا لتأخيرها بدلاً من التصويت اليدوي حتى نتفادى عمليات الضغط من بعض المرشحين، وشراء أصوات المحتاجين؟
وكنت قد اقترحت منذ سنوات تحديد من يمكنهم التصويت في الانتخابات مُلزَمين غير مختارين ويُغرَّم من يمتنع عن التصويت بغير عذر مقبول قانونًا، كما اقترحت أن يكون المُلْزَم بالتصويت حاصلاً على الثانوية العامة، أو أي مؤهل متوسط كحد أدنى وألا يقل عمر الناخب حامل المؤهل عن 21 سنة، مع السماح (لمن يرغب)، ولا يقل عمره عن 40 سنة بالتصويت الاختياري على أن تُعَد لهذه الفئة كشوف خاصة يراعى فيها تدوين مستواه الثقافي (راسب ثانوية- حاصل على الإعدادية-الابتدائية- محو أمية) مع رقمه القومي ومهنته ورقم تليفونه وعنوانه ومواطنه الانتخابي الأصلي.
هذا الاقتراح مبنى على ما يتم داخل أغلب اللجان الانتخابية بالمراكز والقرى، فمن الظواهر السلبية المخالِفة داخل لجان التصويت تجد مِن الناخبين مَن يعطى ورقة التصويت للموظف المنتدب للعمل باللجنة، ليضع العلامة بدلاً منه أمام اسم أحد المرشحين ولا يعرف إن كان الموظف قام بوضع العلامة أمام مرشحه أم لا.. فنحن أمام مشكلة كبيرة تُفقِدُ العملية الانتخابية الكثير من مصداقيتها، فالغالبية (لا أُعمِّم) من الأميين يذهبون للتصويت خوفًا من دفع غرامة لعدم التصويت، وهم ربما لا يعرفون أسماء المرشحين، ولا صورهم ولا يعنيهم من ينجح ومن لا.
فأرجو أن يتم هذا إلى أن ينتهي العمل بالتصويت اليدوي تمامًا، والذي لا يحقق نتائج دقيقة تعبر عن الإرادة الحقيقية للناخبين.
وإلى أن تنعدم الأميِّة من مصر تمامًا ولا يبقى فيها من لا يحمل مؤهلاً متوسطًا على الأقل، ليس هذا ازدراءً لفئةٍ أو إقلالاً من قيمتها الاجتماعية، وليست عنصرية مجتمعية ما دُمْنا ننشُد حياة ديمقراطية سليمة في ظل أجواء وطنية سياسية، وتشريعية صادقة، وإن شبَّهنا المواطنين بركاب سفينة فمن الحِكمة مراعاة أن ليس كل ركابها يستطيعون قيادتها وتوجيهها، وعليه فليس من الحكمة أيضًا مشاورتهم في خط سير إبحار السفينة وبأي سرعة تَسير.. وبوعي وحُسن اختيار ممثلى الشعب بإرادته الحقيقية تتحقق الطمأنينة إلى ما يتم من تشريعات قوانين وقرارات ورقابة على أداء الحكومة، وأجهزتها التنفيذية.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
هل آن .. الأوان .. لإحياء خِدمة الميدان
صراحة نيوز – عوض ضيف الله الملاحمة
المُستغرب ، والعجيب أن خطر الإحتلال أصبح داهماً ، ووشيكاً ، وعلى ( مقرط عصا ) كما يُقال عند البدو الأصلاء . بلدي وطني الأردن الحبيب خطر الإحتلال الصهيوني يداهمه ، ولا شيء يمنعه من تنفيذ تهديده . وخطره على الأردن ربما يأتي بإجتياح وإحتلال مباشر ، او ربما يسبق الإحتلال المباشر خطوة تتمثل في تهجير الفلسطينيين من فلسطين ال ٤٨ ، والضفة الغربية الى الأردن كمرحلة تسبق الإحتلال المباشر .
لا مجال لأن اتمنى ان يخيب ظني . فالعدو كشف عن أطماعه بكل صراحة ووضوح في أكثر من مناسبة ، وعلى لسان أكثر من مسؤول . وعندما تتفكر وتحلل ما يقولون ، وتركز في الوسائل الداعمة لتنفيذ مخططاته تجد انهم ( قول وفعل ) كما يُقال . وأكثر ، وأحدث ما أفصح عنه العدو الصهيوني خارطة الكيان التي يتغنى بها منذ عقود بأن مساحة الكيان ستتمدد الى جزء من سوريا ، وكل لبنان ، واجزاء من العراق واجزاء من السعودية ، واجزاء من مصر ، والغريب ان العدو لا يأتي على ذِكر الأردن كما لا يأتي على ذِكر فلسطين ، على إعتبار انه أمراً مؤكداً ومفروغ منه ولا داعي لذكره .
ومع تأكيد التهديد لأكثر من مرة من قبل العدو ، لا يُظهِر الأردن أي ردة فعل مطلقاً ، وكأن الموضوع يتعلق ب نيكارغوا مثلاً . وهنا أتساءل كمواطن وطنه مُهدد من كيان إستيطاني ، إحتلالي ، إحلالي . وإن الخطر ليس إستعماراً كما الإستعمار البريطاني او التركي او غيره . لأن الإستعمار التقليدي مصيره الزوال ولو بعد حين . فأتساءل عن الأسباب التي تجعل المسؤولين الأردنيين يلتزمون الصمت المُطبِق ؟
لماذا !؟ ماذا حلّ بنا !؟ وما الذي دهانا !؟ حتى لو وصلنا الى قناعة ان الإحتلال قادم لا محالة ، وان الأردن الحبيب الى زوال . لماذا نصمت !؟ لماذا ننخرس !؟ على الأقل ( نُهْمُرْ ) ، على الأقل ننفش ريشنا ، على الأقل ( إنْهَمْتِرْ ) ، على الأقل ( نْغَوِّش ) ، نعمل أي شيء .
في الواقع ان بإمكاننا عمل الكثير . علينا ان نستعد ، لنؤذي العدو ، لنوجِعه ، لنقاومه ، لنجعل إحتلاله لنا مُكلفاً ، ثقيلاً ، موجِعاً ، مؤلِماً . على الأقل ان لا يجتاحنا العدو الصهيوني ونحن مثل نسائنا ، خائبين ، خائفين ، مستسلمين .
على مدى التاريخ الإنساني المقاومة الشعبية ، هي التي تحرر الأوطان ، وتطرد المُحتل ، وتُجبره على النكوص والإنسحاب ، إذا أثخنت جراحه ، وأوجعته ، وضربته في مقتل .
حتى لا يكون إحتلال الأردن من قبل الكيان إحتلالاً سهلاً ( Soft Occupation ) . علينا ان نستعد للإحتلال القادم ، علينا ان نُعيد خدمة العلم او (( التجنيد الإجباري )) للشباب ، و (( الجيش الشعبي )) لكبار السن ، كما علينا ان نستمر في إخضاع (( المتقاعدين العسكريين )) لدورات سنوية حتى لا ينقطعوا عن إستخدام الأسلحة والتدرب على الحديث منها . وان يكون تدريباً عسكرياً حقيقياً في ميادين الجندية لينال الشباب شرفها . كما علينا ان نستفيد من تجربة خدمة العلم السابقة ونتجنب الأخطاء الكثيرة التي وقعنا فيها ، مثل خدمتهم كمراسلين في مكاتب كِبار الضباط .
إحياء خدمة العلم أصبح ضرورة مُلحة ولها فوائد وطنية جمّة . فبالإضافة الى انها تعزز الإنتماء الوطني لدى فئة الشباب تحديداً ، فإنها تساعد على صقل الشخصية ، وطبعها بطابع الجدية ، والإنضباط ، وتحفز الشباب لأن يخشوشنوا . كما انها تُشغل الشباب ، وتعبيء وقت فراغهم الكبير الذي يؤثر سلباً على نفسياتهم ، ويؤدي الى إنحراف البعض واللجوء الى تعاطي المخدرات وغيرها من السلوكيات غير السوية . فمثلما قال الشاعر أبا العتاهية : ( إن الشباب والفراغ والجِدة مفسدة للمرء أيُّ مفسدة ) .
أرى أنه لا حجة أمامنا ، لتأجيل إعادة خدمة العلم . لا يوجد سبب يمكن ان يقف أمام هذه الفكرة السامية التي غايتها الأساس حماية الوطن والدفاع عنه وتنشئة الشباب تنشئة صحيحة .
إنها مسألة وجود . فإما ان نستعد لنقاوم العدو ، ونجعله يفكر الف مرّة قبل ان يُقدِم على التقدم نحو وطننا . لأن المقاومة الشعبية ستكون سنداً كبيراً ، وقوياً ، وفاعلاً ، ومؤثراً لجيشنا البطل وأجهزتنا الأمنية الباسلة . ويتعاظم دور المقاومة الشعبية عندما يكون الإحتلال في بدايته وقبل ان تتمركز قوته العسكرية وتتعزز قبضته ويستبيح الوطن .
ويفترض ان يتم إعتبار المجندين كضباط وجنود إحتياط ، وان تضاف مدة التدريب الى خدمتهم المدنية . وان يتم إستدعائهم لأسابيع سنوياً ليواكبوا استخدام الاسلحة وتطورها .
من منظور مواطن يعشق وطنه ، ويرتعد رعباً وخوفاً عليه ، وهو يرى ، ويسمع ، ويتابع العدو وهو يهدد ، ويتوعد ، ويسن مخالبه .
أعتقد اننا تأخرنا كثيراً في التجهيز للخطر الماحق القادم . كل خوفي يتركز في ان يقع المحظور ، ونضرب كفاً بكف ، ونقول ونحن نادمين ياليتنا عمل كذا وكذا . عندها لا ينفع الندم ، ولا نجني شيئاً من عض الأصابع . وينطبق علينا المثل الذي يقول : ما ينفع البر يوم الغارة ، او ما ينفع ( العليق ) يوم الغارة . ومعناهما : ان فرسك التي تود ان تغزي عليها لا تنفع تغذيتها يوم المعركة . فالإستعداد والتحضير يجب ان يكونا قبل وقوع المعركة او الكارثة بوقتٍ كافٍ . وحتى لا نكون في خسران مبين ، ونقول يا ليتنا ، ونندم حيث لا ينفع الندم .
وأرى انه من الضروري ان أُذكّر بالآية القرانية الكريمة : بسم الله الرحمن الرحيم (( وأعِدوا لهم ما إستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوفَ اليكم وانتم لا تظلمون )) صدق الله العظيم .
وقد يقول قائل : انه ليس كل من هدد نفذ تهديده . وهنا أقول : العدو معروف عنه انه ينفذ كل تهديداته ، لأنه يمتلك كافة عناصر القوة والدعم الغربي ويعتبر ان المرحلة الحالية مثالية لتنفيذ أجندته التوسعية في زمن الإنحدار العربي غير المسبوق .
وأختم بثلاثة أبياتٍ من الشعر :—
— والحربُ يبعثها القوي تجبراً / وينوء تحت بلائها الضعفاءُ .
— ومن لا يعانِ الجِد في كل أمرهِ / رأى كل أمرٍ في العواقبِ خذلانا .
—العيش في سِعة الأوطان مفخرة / والذلّ ما بقيت في الذلِّ أوطاني .