أمر حثنا عليه النبي بشدة لأنه من التوجيهات الربانية الصمدانية
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
تركنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وأرشدنا إلى كل ما فيه خير وفلاح لنا في الدنيا والآخرة، ونهانا عن كل ما يعرضنا لغضب الله سبحانه وتعالى.
وحثنا النبي صلى الله عليه وسلم على الاهتمام بالنظافة الشخصية والمظهر العام، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَى رَجُلًا شَعِثًا قَدْ تَفَرَّقَ شَعْرُهُ فَقَالَ : أَمَا كَانَ يَجِدُ هَذَا مَا يُسَكِّنُ بِهِ شَعْرَهُ ، وَرَأَى رَجُلًا آخَرَ وَعَلْيِهِ ثِيَابٌ وَسِخَةٌ ، فَقَالَ أَمَا كَانَ هَذَا يَجِدُ مَاءً يَغْسِلُ بِهِ ثَوْبَهُ.
وقال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن الأمر بالنظافة من التوجيهات الربانية الصمدانية لبني الإنسان؛ فالله – سبحانه وتعالى- جعل طهارة البدن والثياب والمكان شرطًا من شروط صحة الصلاة.
وأضاف «جمعة»، أن النظافة لها قيمة عالية جدًا في حياة البشر، يقول تعالى: «وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ»، (سورة المدثر: الآية 4)، ويقول أيضًا: «.. إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ»، (سورة البقرة: آية 222).
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن الله - سبحانه وتعالى- يحب التوابين إليه ويحب من يهتم بنظافة بدنه وثيابه ومكانه، وهو إذا يفعل ذلك ينفذ أمر الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم- الذي أكد على أهمية النظافة في حياة كل مسلم حيث قال - عليه الصلاة والسلام: « نظفوا أفنيتكم».
وتابع المفتي السابق أن يبلغ الغاية في هذا ما أخرجه الترمذي من حديث رسول الله - صلى الله عليه سولم-: «إن الله طيب يحب الطيب ونظيف يحب النظافة»؛ فهذا قمة في بيان أمر النظافة.
وواصل أن الله غني عن عالم الأشخاص والأشياء والأحداث، فالرب رب والعبد عبد وهناك فرق بين المخلوق خلقة، ليس كمثله شيء ولا تركه الأبصار.
ونبه أن النظافة جزء لا يتجزء من الحياة السليمة والطيبة والصراط المستقيم؛ لذا يجب علينا جميعا أن نتمسك بها وإلا نسكت عن المنحرفين عنها ونضرب على أيديهم، فالنظافة مسألة مجتمع وأمة.
فيما أكدت دار الإفتاء المصرية، أن الإسلامُ حث على النظافة والطهارة، واعتبرهما من صميم رسالته، وجزءًا من الإيمان، وأمر أتباعه بمراعاة أسبابهما في شتى المجالات.
كيف اهتم الإسلام بالنظافة والطهارة؟
وتابعت دار الإفتاء، أن النظافة والطهارة لهما من أثرٍ عميق في تزكية النفس وتمكين الإنسان من النهوض بأعباء الحياة.
ومن مظاهر اهتمام الإسلام، أنه حثَّ على نظافة البيوت والأماكن العامة وتطهيرها من النفايات والقاذورات، وكذا طهارة الملابس وجمال المظهر، وأيضًا نظافة الفم والأسنان من البقايا الضارَّة بصحة الإنسان... إلى غير ذلك من المظاهر.
الطريقة الصحيحة للغسل من الجنابة
عند الغسل من الجنابة لابد من النيّة، وذلك أن ينوي المسلم الطّهارة من الحدث، ثم التّسمية: وهي أن يقول المسلم "بسم الله الرّحمن الرّحيم"، وبعد ذلك غسل الكفيّن ثلاث مرّات، والسّبب في ذلك أنّ الكفيّن هما أداة غرف الماء، ثم غسل الفرج باليد اليسرى؛ وذلك لأنّ الفرج هو موضع الجنابة، فبغسله يتخلّص المسلم من الأذى والأوساخ العالقة به.
شرح كيفية غسل الجنابة
تنظيف اليد اليسرى ثمّ تدليكها بشدّة؛ وذلك للقيام بالتّخلص ممّا علق بها من أوساخٍ خلال غسل الفرج، وتطهيرها بالماء والصّابون، فهو يقوم مقام التّراب، ثم الوضوء: وغسل القدمين، ثم تعميم الماء في أصول الشّعر من خلال إدخال أصابعه بينهم، والقيام بالتّخليل إن كان الشّعر كثيفًا؛ حتّى يصل الماء إلى منبته، وينبغي إدارة الماء على الرّأس ثلاث مرّات بعد الانتهاء من تخليل الماء لأصول الشّعر، كما ينبغي إفاضة الماء وتعميمها على سائر الجسد مرّةً واحدة، ومن السّنة أن يدلّك بدنه، ويبدأ بالجهة اليمنى ثمّ الجهة اليسرى.
الوضوء قبل الغسل من الجنابة
الوضوء قبل الاغتسال فإنه سُنَّةٌ وليس فرضًا، بمعنى أن فعل الوضوء قبل الغسل فيه ثواب، ولكن تركه لا يفسد الغسل ولا يبطل صحته، فإذا نوى الإنسان رفع الحدث الأكبر والأصغر، أو أنه يغتسل ليصلي، كفاه غسله عن الوضوء.
فقدان الماء
فقد المياه إما فقد حقيقي وأما فقد حُكمي، فالحقيقي اى لا يوجد مياه والحُكمي هو وجود مياه ولكن هناك ضرر لاستعماله أو هو مخصص للشرب، ففى هذه الحالة يكون الماء منعدمًا حُكمًا وليس حقيقةً، وفى هذه الحالة يجوز التيمم اى يتيمم هذا الرجل عوضًا عن الغسل لكل صلاة حتى يجد الماء فيغتسل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فقدان الماء الوضوء قبل الغسل من الجنابة صلى الله علیه
إقرأ أيضاً:
حكم الكلام أثناء الوضوء .. الإفتاء تجيب
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا مضمونه: ما حكم الكلام أثناء الوضوء؟
أجابت دار الإفتاء عن السؤال قائلة: للوضوء آداب ينبغي مراعاتها، والكلام أثناء الوضوء بغير حاجة هو من ترك آداب الوضوء عند الحنفية، ومكروه عند المالكيَّة؛ وخلاف الأولى عند الشافعيَّة والحنابلة.
قال العلَّامة ابن مازه الحنفي في "المحيط البرهاني" (1/ 48، ط. دار الكتب العلمية) في بيان آداب الوضوء: [ومن الأدب: ألَّا يتكلم فيه بكلام الناس] اهـ.
وقال العلَّامة ابن نجيم الحنفي في "البحر الرائق" (1/ 30، ط. دار الكتاب الإسلامي): [ترك كلام الناس لا يكون أدبًا إلَّا إذا لم يكن لحاجة، فإن دعت إليه حاجة يخاف فوتها بتركه لم يكن في الكلام ترك الأدب؛ كما في "شرح المنية"] اهـ.
وقال العلَّامة الدردير المالكي في "الشرح الصغير" (1/ 127-128، ط. دار المعارف): [ويكره الكلام حال الوضوء بغير ذكر الله تعالى] اهـ.
وقال الإمام النووي الشافعي في "المجموع" (1/ 465-466، ط. دار الفكر): [قد ذكر المصنف أن سنن الوضوء اثنتا عشرة.. منها.. ألَّا يتكلم فيه لغير حاجة.. وقد نقل القاضي عياض في "شرح صحيح مسلم" أن العلماء كرهوا الكلام في الوضوء والغسل، وهذا الذي نقله من الكراهة محمول على ترك الأَوْلى، وإلَّا فلم يثبت فيه نهي فلا يسمَّى مكروهًا إلا بمعنى ترك الأَوْلى] اهـ.
وقال العلَّامة الحجاوي المقدسي الحنبلي في "الإقناع" (1/ 30، ط. دار المعرفة): [ولا يسن الكلام على الوضوء بل يكره، والمراد بالكراهة ترك الأَوْلى] اهـ.
هل تجب المضمضة حال تناول الطعام بعد الوضوء؟
قال الشيخ عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن من مبطلات الصلاة الأكل والشرب فى الصلاة.
وتابع خلال إجابته عن سؤال يقول صاحبه: (هل يجب المضمضة من الطعام حال تناوله بعد الوضوء؟): لو وجد المصلى طعاما فى فمه يخرجه ولا يبتلعه ويكمل صلاته، أما إذا استمر الطعام فى فمه فتكون بطلت صلاته بذلك.
أوضح أن وجود الطعام فى الفم لا يبطل الوضوء ولكنه يبطل الصلاة لأنه من مبطلات الصلاة، فمن وجد طعاما فى فمه فوضوؤه صحيح ولكن صلاته باطلة.
فضل المحافظة على الوضوء
يُعدّ الوضوء عبادة عظيمة تتجلى فيها الطهارة الحسية والمعنوية، وله فضائل كثيرة وردت في نصوص الكتاب والسنة، منها:
أولًا: يجعل الوضوء المسلم من الغُرّ المُحجَّلين يوم القيامة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن أمتي يأتون يوم القيامة غرًّا محجلين من أثر الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل»، والمقصود بالغرّة البياض في الجبهة، وبالتحجيل البياض في اليدين والرجلين، أي أنّ وجوه المؤمنين وأطرافهم تضيء من أثر الوضوء في الدنيا، وهذه من الخصائص التي اختص الله بها أمة محمد.
ثانيًا: ينال المتوضئ محبة الله تعالى، لقوله سبحانه: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ».
ثالثًا: الوضوء سبب لدخول الجنة، فمن أحسن وضوءه ثم قال: «أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله»، فُتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء، كما جاء في الحديث الصحيح.
رابعًا: الوضوء يرفع الدرجات ويكفّر الخطايا، قال صلى الله عليه وسلم: «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط» رواه مسلم.
خامسًا: الوضوء يُذهب عقد الشيطان التي يعقدها على رأس النائم، ففي الحديث: «يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا نام ثلاث عقد... فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة، فأصبح نشيطًا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان» متفق عليه.
سادسًا: الوضوء شطر الإيمان، إذ يطهّر الجسد من الأوساخ والروح من الذنوب، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن ما بين السماء والأرض...».
سابعًا: الوضوء قبل النوم سبب للموت على الفطرة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للبراء بن عازب: «إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، وقل: اللهم أسلمت وجهي إليك... فإن متّ من ليلتك فأنت على الفطرة».
ثامنًا: المحافظة على الوضوء من دلائل الإيمان، لقوله صلى الله عليه وسلم «استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن».