قالت منظمة العمل الدولية اليوم الخميس إن الفقر في قطاع غزة أصبح شبه شامل حيث يعيش ما يقرب من 100 في المئة من السكان “في حالة فقر” كما تضاعف معدل الفقر في الضفة الغربية من 12 في المئة في عام 2023 إلى 28 في المئة بحلول منتصف العام الجاري.

جاء ذلك في نشرة أصدرتها المنظمة تحت عنوان (عام من الحرب في غزة: التأثيرات على فرص العمل وسبل العيش في الضفة الغربية وقطاع غزة) بمناسبة دخول عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع عامه الثاني.

ونبهت النشرة إلى أن معدل البطالة في قطاع غزة والضفة الغربية ارتفع إلى 1ر51 في المئة خلال الأشهر ال12 الماضية حيث سجل في الضفة 9ر34 في المئة في الفترة الممتدة ما بين أكتوبر 2023 إلى نهاية سبتمبر الماضي في حين وصل في القطاع خلال الفترة نفسها إلى “نسبة مذهلة” بلغت 7ر79 في المئة.

وأشارت إلى أن الخسائر الاقتصادية الأوسع نطاقا للحرب كانت “كبيرة أيضا” حيث انخفض الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في الأرض الفلسطينية المحتلة بمعدل 2ر32 في المئة على مدى الأشهر ال12 الماضية.

وأوضحت أن الضفة الغربية شهدت انكماشا بنسبة 7ر21 في المئة خلال هذه الفترة على أساس سنوي في حين انخفض الناتج المحلي الإجمالي في قطاع غزة بنسبة 7ر84 في المئة.

ووصفت النشرة هذا الانكماش في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بأنه “غير مسبوق في التاريخ الحديث للأرض الفلسطينية المحتلة” موضحا أنه حتى خلال أشد انكماش اقتصادي شهدته الأرض المحتلة خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية ضد الاحتلال الإسرائيلي في عام 2001 انخفض الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي حينها بنسبة 9ر14 في المئة أي أقل من نصف حجم الانخفاض الحالي.

كما لفتت النشرة إلى انخفاض القيمة المضافة بنسبة 3ر47 في المئة في قطاع البناء وبنسبة 4ر35 في المئة في قطاع التصنيع والتعدين والمياه والكهرباء إلى جانب تسجيل تراجع بنسبة 5ر18 في المئة في قطاع خدمات المعلومات والاتصالات الذي يتميز عادة بمرونة نسبية أثناء الحروب.

وقالت المدير الإقليمي للدول العربية في منظمة العمل الدولية الدكتورة ربا جرادات تعليقا على هذه البيانات إن “الحرب في قطاع غزة تسببت في آثار مروعة تجاوزت الخسائر في الأرواح والظروف الإنسانية البائسة والدمار المادي إذ غيرت الوضع الاجتماعي والاقتصادي في القطاع بشكل جذري كما أثرت بشدة على اقتصاد الضفة الغربية وسوق العمل فيها وستبقى آثارها ملموسة لأجيال قادمة”.

يذكر أن هذه هي النسخة الخامسة من النشرة الفنية التي أعدتها منظمة العمل الدولية بالتعاون مع الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني وتستعرض تقييما محدثا لتأثير عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على الاقتصاد وسوق العمل في الأرض الفلسطينية المحتلة.

المصدر وكالات الوسومالاحتلال الإسرائيلي فلسطين منظمة العمل الدولية

المصدر: كويت نيوز

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي فلسطين منظمة العمل الدولية الناتج المحلی الإجمالی منظمة العمل الدولیة الضفة الغربیة فی قطاع غزة فی المئة فی

إقرأ أيضاً:

تصاعد وتيرة الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة.. 22 مستوطنة جديدة خلال أشهر قليلة

تتواصل وتيرة التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، حيث أعلنت الحكومة الإسرائيلية رسميًا عن إقامة 22 موقعًا استيطانيًا جديدًا، في خطوة وُصفت بأنها تصعيد غير مسبوق منذ سنوات، رغم اعتبار المجتمع الدولي تلك المستوطنات "غير قانونية" بموجب القانون الدولي وقرارات محكمة العدل الدولية. اعلان

وبحسب التقارير، فإن بعض هذه المواقع كانت قائمة سابقًا دون اعتراف رسمي من الحكومة الإسرائيلية، مثل مستوطنة "حافوت يائير"، التي سيبدأ سكانها الآن بالحصول على خدمات المياه والكهرباء والتمويل من الدولة، مما يمنحها وضعًا قانونيًا فعليًا في النظام الإداري الإسرائيلي.

تأتي هذه الخطوة في ظل تسارع ملحوظ في بناء المستوطنات منذ هجمات حماس في السابع من أكتوبر 2023، حيث ترفرف الأعلام الإسرائيلية فوق أكثر من 140 مستوطنة في أنحاء الضفة الغربية، وتزايدت دعوات اليمين الإسرائيلي لتوسيع الوجود اليهودي في المناطق المصنفة "ج" حسب اتفاقات أوسلو.

Related بعد قرار الضم من قبل الكنيست الإسرائيلي.. غضب في الضفة الغربية: جزء من أهداف الحرب على الفلسطينيينفيديو- مستوطنون يضرمون النار قرب كنيسة تاريخية في بلدة الطيبة بالضفة الغربية المحتلةمستوطنون إسرائيليون يهاجمون قرية الطيبة بالضفة الغربية ويشعلون النار في مركبات الفلسطينيين رؤية أيديولوجية متمسكة بـ"حق العودة" التاريخي

سارة زيبربيرغ، مستوطنة شابة وأم لثلاثة أطفال، انتقلت قبل خمس سنوات إلى واحدة من تلك المستوطنات، مقابل قرية فلسطينية يسمع منها صوت المؤذّن يدعو للصلاة. تقول: "لا يزعجني الأذان، أنا أصلي بطريقتي وهم يصلون بطريقتهم. أشعر أنني عدت إلى أرض أجدادي، فقد كانت هنا قرى يهودية قبل أن يستقر المسلمون في هذه المنطقة."

هذا الخطاب يعكس توجهات أيديولوجية لدى العديد من المستوطنين، الذين يرون في الأرض "حقاً تاريخياً لا يُنازع"، رغم التنديد العالمي المتكرر بالاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة باعتباره عائقاً أمام السلام.

استيطان منظم.. ومواجهة مع السكان البدو

يُتهم مطورون عقاريون إسرائيليون بتنظيم حملات ترويجية لجذب العائلات اليهودية إلى المستوطنات، مع تعهدات بمنح كل عائلة "منزلاً خاصاً" ضمن مشروع قومي طويل الأمد.

المستوطن سيفي غِلدتسوار، أحد سكان مستوطنة "نوفاي برات"، قام بجولة قرب قرية بدوية ودخل خيمة أحد السكان العرب، حيث أراد إقناع صاحب الأرض بحقه التاريخي في المكان لكنه حاول طمأنة الصحفي الأجنبي الذي كان يرافقه بأن إسرائيل ستهتم بالقضية فقال: "الدولة ستقوم ببناء حي جديد لهم بعيدًا عن هنا... هناك!"

لكن تلك الخطط تواجه برفض من السكان البدو الأصليين، الذين يرون في هذه الإجراءات محاولة لاقتلاعهم من أرضهم. في مشهد نادر، جلس غلدتسوار داخل خيمة بدوية يتحاور مع البدوي إبراهيم أبو دحوك، الذي قال له: "أنت وأنا بشر، فكيف تقول إن الأرض لك؟ هذه الأرض لنا منذ أجيال، وأنت تبني المنازل وتُدخل الإسمنت والنوافذ، أما نحن فلا يُسمح لنا بشيء."

في الوقت الذي رفع فيه الأذان للصلاة، بُسطت سجادات الصلاة داخل الخيمة. وفيما اتجه أبو دحوك للقبلة نحو مكة، ارتأى المستوطن أن يصلي هو الآخر في خيمة البدوي، في مشهد يعكس التوتر الكامن تحت قشرة التعايش الهش.

الهدف: مليون مستوطن في الضفة الغربية

في تقريره من الضفة الغربية، قال فاليري لوروج، موفد القناة "فرانس تي في": "الحكومة الإسرائيلية تسعى إلى مضاعفة عدد المستوطنين في الضفة الغربية من 500 ألف إلى مليون، في إطار سياسة توسعية قد تجرّ إلى مزيد من التوتر مع المجتمع الدولي."

اعترافات دولية محدودة.. وتأثير ضعيف

ورغم إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخرًا عن نية بلاده الاعتراف بدولة فلسطين، فإن هذه المبادرة لم تحدث بعد أي تغيير ملموس على الأرض، في ظل المعارضة الإسرائيلية الشرسة، واستمرار الحرب المدمرة في قطاع غزة، والتوسع الاستيطاني المتسارع في الضفة المحتلة.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • “الإحصاء”: الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي ينمو بمعدل 3.9% خلال الربع الثاني من عام 2025
  • 26 شهيدًا في الضفة الغربية خلال يوليو الحالي برصاص الاحتلال
  • “الإحصاء”: الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي ينمو بمعدل 3.9% خلال الربع الثاني من 2025
  • لطفي بوجمعة: ” نستمر في إرساء دعائم المواطنة الكاملة لبث الطمأنينة في المواطن “
  • تصاعد وتيرة الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة.. 22 مستوطنة جديدة خلال أشهر قليلة
  • وزير “الموارد البشرية” يُشيد بتكامل الجهود الوطنية في مكافحة الإتجار بالأشخاص
  • 15 عملًا للمقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية خلال الـ 24 ساعة الأخيرة
  • حكومة “تأسيس” تتخذ خطوة غير متوقعة
  • فرنسا تصف مقتل بطل فيلم «لا أرض أخرى» في الضفة الغربية بـ العمل الإرهابي
  • “الموارد البشرية”: أدوات رقابية ذكية رفعت نسب الامتثال إلى 94% وخفض معدل البطالة