الأسبوع:
2025-05-10@21:50:54 GMT

افتح قلبك 6 من أجل أبنائي

تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT

افتح قلبك 6 من أجل أبنائي

كان عمري ثمانية عشر عامًا حينما تزوجت، وكان زوجي يعمل في إحدى دول الخليج، واضطررت للسفر والعيش معه هناك، لذلك لم أتمكن من استكمال دراستي الجامعية، وبعد عامين من زواجي أنجبت ابني الأول وكان لي بمثابة هدية من الله عز وجل حيث كنت أعاني مرارة الغربة والوحدة، لأن زوجي كان يقضي معظم اليوم في عمله وحينما يعود إلى البيت يعود منهكًا من كثرة ساعات العمل ومشقته، بالكاد يشاركني وجبة العشاء وسرعان ما ينام حتى يستيقظ مبكرًا لعمله مع أذان الفجر، وكان ابني هو شغلي الشاغل وأنيس وحدتي.

مرّتِ السنوات وأنجبت ابنتين ليصبح عندي ثلاثة أبناء صاروا هم كل حياتي، عُدنا إلى مصر وكان أكبر أبنائي عمره عشرة أعوام، أما ابنتايَ فكان عمر الكبرى سبع سنوات والصغرى خمسة أعوام فقط، وبعد أسابيع قليلة تُوفي زوجي تاركًا لي أبنائي الثلاثة بلا معاش ولا دخل ثابت حيث كان يُعِد لعمل مشروع تجاري خاص به لكنه رحل قبل استكمال إجراءات المشروع الذي توقف بوفاته، فأنا لا أعرف شيئًا عن تفاصيل عمله ولم يكن لي أي خبرات عملية في الحياة.

رحل زوجي تاركًا لنا شقة تمليك ومبلغًا بسيطًا في البنك هو ما تبقى لنا من سنوات الغربة بعد أن خسرنا ما تم إنفاقه في المشروع، كما ترك لي حيرة مع أبنائي الثلاثة، كيف سأتحمل هذه المسئولية الكبيرة وليس لي أي خبرات في العمل، بل إني لم أكمل دراستي الجامعية وكل ما لديّ هو مؤهل الثانوية العامة فقط؟

وبدأت رحلة جديدة في الحياة للبحث عن عمل يناسب ظروفي فالمبلغ الذي ادخره زوجي في البنك لن يكفي عائده للإنفاق على أولادي ما بين طعام ودراسة وملابس وأدوية ومستلزمات البيت، وكان من الصعب جدًا الحصول على عمل أنتهي منه في منتصف اليوم حتى أستطيع العودة لرعاية أبنائي والمذاكرة معهم ومتابعة مشكلاتهم.

ومرّتِ السنوات حتى كبر أبنائي، كانت سنوات طوالًا رفضت خلالها كل عروض الزواج التي جاءتني، فقد تركني زوجي وكنت صغيرة في العمر، ورغم ثقل الحمل إلا أني تحديت نفسي وتحمّلت من أجل أبنائي.

اضطررت لبيع شقتنا التمليك الكبيرة حتى أستطيع شراء شقة لابني ومساعدته هو وأختاه على الزواج ليبدأ كل منهم حياته، وبقيت أنا أتنقل للعيش بين أبنائي، حيث لم يعُد لي مكان أقيم فيه بعد بيع الشقة.

إلا أني أدركت أننا يمكننا تحمّل أعباء أبنائنا مهما كانت ثقيلة وقاسية وهم صغار، لكن الأبناء لا يستطيعون تحمُّل مسئولية أمهاتهم وآبائهم خاصةً مع الكبر في السن والإصابة بالأمراض المزمنة التي لا يوجد لها علاج مع التقدم في العمر.

وما بين زوجة الابن وزوجَي البنتين عشت معاناة جديدة تتكرر بتكرار المشكلات، فلكل منهم حياته الخاصة التي يود الاستقلال بها دون وجودي.

ساءت حالتي النفسية وتكالبت عليّ الأمراض مع إحساسي بأني صرت عبئًا على الجميع، وانتهى المشهد بأن اتفق أبنائي على أن أعيش في إحدى دور المسنين الخاصة على أن يتحملوا تكاليف إقامتي، وكما هي القصة المعتادة في مثل هذه الحكايات، يهتم الأبناء في البدايات ولكن سرعان ما تقل الزيارات حتى تكاد تنعدم، وهو ما حدث معي.

أحيانًا أمنح أبنائي أعذارًا للغياب، لكني معظم الوقت أشعر بالحزن والوحدة والغربة وأقول لنفسي: مهما كانت أسباب غيابهم فأنا أمهم ولي حق عليهم برعايتي وصحبتي وليس من حقهم بعد كل ما فعلته لأجلهم أن يتركوني أعاني في هذا العمر، وحيدة يخدمني غرباء بالأجر.

لم أعد أعرف هل أعاود تكرار طلبي إليهم أن يهتموا بي رغم أن هذا الطلب يؤثر بالسلب على نفسيتي ويؤذيني لشعوري أني أتسول اهتمامهم، أم أسكت وأقبل بالأمر الواقع وأعيش ما تبقى من حياتي بإحساس الوحدة والغربة والحزن منهم؟

يا أمي..

هناك نعم في الحياة تفضّل الله، سبحانه، بها علينا، هي عطايا لا نشعر بقيمتها إلا حينما نفقدها، هذا هو حال البشر جميعًا، من أغلى هذه النعم «أمهاتنا» تلك البركة التي إذا غابت أظلمتِ الحياة وانطفأتِ الابتسامة وغلبتنا الهموم، وهو الأمر الذي لم يدركه أولادكِ للأسف رغم كل ما قدمتِه من تضحيات وشقاء لأجلهم، ولكن سُنة الحياة أن ينشغل كل في حاله رغم أنه من غير المقبول أن يهمل الأبناء أمهاتهم وآباءهم في وقت صاروا في أمسِّ الحاجة لهم.

وانقسام أفكاركِ هو أمر طبيعي، فالحيرة بين قلب أم اعتاد التضحية والإيثار وبين شوق أم ليس لها إلا أولادها، شعور شديد القسوة، يجب أن يدرك أبناؤكِ أن البر بكِ ليس فقط من باب الواجب وإنما هو أمر وفرض إلهي يقترن بطاعة الله عز وجل، وأن إهمال هذا الفرض لن يجلب عليهم سوى الشقاء والتعب ما تبقى من حياتهم مهما كانتِ الحياة تبتسم لهم اليوم، وأن من الذنوب التي يعاقب الله عليها مرة في الدنيا ومرة في الآخرة، ذنب عقوق الوالدين، الذي وضعه الحق سبحانه في مرتبة الكبيرة التي تستجلب غضبه وسخطه وعقابه بعد كبيرة الشرك به جل في علاه، وأن أولى درجات الإنسانية والرحمة وصحوة الضمير أن نرفق بأهلنا ونرحمهم ونصلهم وألا نقطع صلة أرحامنا معهم، كل تلك الأشياء يجب أن تصل لأبنائكِ سيدتي، فما سيفعلونه معكِ الآن سيُرد إليهم غدًا، وهو ما لا نرجوه لهم.

تحدّثي معهم يا أمي بلا حرج، فهذا حقكِ عليهم جميعًا، قولي لهم كل ما تشعرين به بوضوح شديد، وآمل أن يصل إليهم شوقكِ وألمكِ وأن يعودوا إلى صوابهم ويتقوا الله فيكِ.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

مسيرات الدعامة لا تستطيع أن توقف الحياة إلى يوم القيامة

*سان جيرمان وسوق سوسو في بورتسودان*
*مسيرات الدعامة لا تستطيع أن توقف الحياة إلى يوم القيامة*

عزز أشرف حكيمي تقدم سان جيرمان، الفريق الفرنسي، بتسديدة قوية سكنت شباك مرمى أرسنال الإنجليزي في الدقيقة 72، وسط هتافات الجماهير في سوق سوسو ببورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر بشرق السودان ( بلو… بلو… دبل ليهو)

كانت المضادات الأرضية للجيش السوداني تفعل ما فعله اللاعب المغربي أشرف حكيمي، 26 عاما، لتفتك بالمسيرات الانتحارية للدعامة.

في سوق سوسو، يتناول رواد القهاوي موعد قدوم المسيرات للمدينة التي صارت عاصمة إدارية للبلاد، عند المساء أو ساعات الفجر الأولى، قبل أن تنتهي الحكاية عند الخامسة صباحا.
فاز باريس سان جيرمان الفرنسي 2-1 على أرسنال الإنجليزي في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم 2024-2025، ليتأهل للمباراة النهائية للبطولة ضد إنتر ميلان الإيطالي.
كما فاز الجيش السوداني بحب أهل السودان وهم يشاهدون جنوده يعزفون المضادات الأرضية، ويتعالى حماسمهم مع كل هجمة ( وري…وري…..شغل مختلف يا صحبي).
جيب النار، جراك نعناع، بينما تبدأ خلاطة العصير في العمل، شاي اللبن والجبنة في جبنة والدواء العدة الجديدة، الفول المخبازة وكشك شحن الموبايلات،لا يهدأ سوق سوسو من الحركة الاجتماعية والشرائية، هو ليس مكانا للتسوق وحسب، وإنما مدينة مخلوطة بعبق الريف، يتعارف فيه الناس رغم إختلاف سحناتهم، كأنهم أسرة التقوا بعد طول غياب، سريعا ما تحفظ أسماء مقدمي الخدمات، مثلما يحفظون عادتك في تناول الجبنة من دون سكر أو دواء.
قبلها بيوم، كنت في فندق الربوة ببورتسودان مع الأستاذ الحبيب
عبد الماجد عبدالحميد، نشاهد كيف حول

إنتر الإيطالي تأخره من 3-2 قبل لحظات من نهاية الوقت الأصلي إلى فوز 4-3 على ضيفه برشلونة الإسباني،
فعل لاعب كرة القدم الأسبانية الأمين جمال نصراوي إيبانا (بالإسبانية: Lamine Yamal Nasraoui Ebana)‏؛ مواليد 13 يوليو 2007) من أصول مغربية، الأفاعيل، غير أنه خسر، بعد أن راوغ وأبدع.

بعد نهاية المباراة التي انتقلت إلى أشواط إضافية، خرج رواد الفندق إلى الطرقات توقفهم الارتكازات الأمنية، تتحقق من هوياتهم وأورقاهم الثبوتية، وينتظرون ساعات الفجر الأولى لمشاهدة إبداع لامين وهو يسقط المسيرات الانتحارية الواحدة تلو الأخرى.
في دوري الأبطال السوداني، جنود كثر يسهرون من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في بورتسودان، الفاشر، وكوستي، يستعدون للتتويج النهائي في دارفور، حينما يعيدون إليها الآمان ويقضون على شباك مسيرات الشر.

طلال إسماعيل بقلَم : طلال إسماعيل إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الإمارات في البندقية.. العمارة تحاور الحياة «على نار هادئة»
  • كوباية الشاي بـ 30 جنيه.. الونش دونجا أقنعي افتح كافيه وخسرنا وقفلناه
  • قواعد من الحياة
  • دعاء الصبر .. ردده يربط الله على قلبك ويفرج همك
  • مراسل سانا: وصول رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع إلى دولة البحرين على رأس وفد رسمي وكان في استقباله الشيخ حمد بن ناصر آل خليفة نجل ملك البحرين
  • مسيرات الدعامة لا تستطيع أن توقف الحياة إلى يوم القيامة
  • ناطق حكومة التغيير يوضح جانبا من الإنجازات والجهود التي بذلت في التصدي للعدوان الأمريكي
  • محمد بن راشد بن محمد: رقمنة الحياة في دبي خيار استراتيجي
  • «التبرُّع بالأعضاء».. أمل جديد نحو الحياة
  • دعاء الصباح اليوم الخميس 8 مايو 2025.. «اللهم افتح لي أبواب رحمتك»