موقع النيلين:
2025-08-02@20:52:34 GMT

طبيعة الحرب على السودان ،هل هي حرب عنصرية؟

تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT

الحرب على السودان تستهدف الدولة نفسها. الدعم السريع كان عبارة عن أداة جرى توظيفها كما تم توظيف عدة عوامل داخلية مثل الصراع ضد الكيزان و الصراع الجهوي والعنصري؛ هذه أدوات وعوامل تم توظيفها. ولكن الهدف يبقى هو عظم الدولة التي اسمها السودان التي تمتد من الجنينة إلى بورتسوان.

فكرة أن هذه حرب عنصرية يشنها الجنجويد ضد مجتمعات بعينها هي اختزال سطحي للحرب في الأدوات المستخدمة فيها.

الجنجويد لديهم دوافع عنصرية، لدى كثير منهم على الأقل، هذه حقيقة. وجرت ممارسات عملية وفظائع وانتهاكات على أسس عنصرية وهي لم تفرق بين دارفوري وشمالي؛ الفظائع التي حدثت في الجنينة لم تحدث في أي مكان في السودان.

ولكن هذا لا يجعلنا أن نتجاهل الأهداف الحقيقية للحرب، وهي ضرب السودان ككيان كدولة.
من يمولون هذه من الخارج الحرب ليست لديهم مشاكل عنصرية مع قبائل معينة في دارفور أو ولا في الشرق. هم يدعمون الجنجويد لأن الجنجويد يحققون لهم أهدافهم في السودان، وفي الطريق للجنجويد كذلك أهداف ولكنها أهداف ثانوية. ولا يمكن استخدام أهداف الجنجويد كتعريف للحرب إلا بشكل اختزالي إنتقائي لأهداف معينة، وهذا ما يقوم به عمسيب.

فالجنجويد ارتبكوا إبادة في الجنينة، فهل نقوم بتعريف الحرب على هذا الأساس على أنها حرب ضد المساليت ووجودهم؟

للجنجويد أهداف استيطانية، وقد تكون هناك أهدافا لنقل عرب الشتات للاستيطان في الوسط لو نجحت الحرب في تحقيق ذلك. هذه قد تكون وقائع ملموسة. ومن الطبيعي أن تتصدى لها المجتمعات المحلية في المناطق المعنية دفاعا عن نفسها وعن وجودها، بل من الطبيعي أن يأخذ الصراع في هذه الحالة الطابع العرقي. ولكن كسياسي يفكر في أفق دولة يجب أن تنظر إلى الحرب في صورتها الكلية، لا أن تختزل الحرب كلها في هذه الحزئية. لماذا مثلا تدعم دولة مثل الأمارات عرب الشتات ليستوطنوا في دارفور أو في وسط السودان؟ هل لأن لديها مشكلة عنصرية مع القبائل في هذه المناطق؟ هل لأن رابطة الدم لديها مع عرب الشتات قوية لهذا الحد؟ طبعا لا يمكن أن تقول ذلك إلا إذا كنت عمسيب أو من أتباعه.

إستهداف السودان في كيانه وفي مقدراته ووحدته وشعبه هو هدف الحرب. بدرجة ثانوية تأتي الأجندة الأخرى مثل الحرب ضد الإسلاميين ودولة 56 وما شابه. ضمن الهدف الكبير تأتي أهداف صغيرة تافهة مثل أهداف الجنجويد/القحاتة/الجمهوريين إلى آخره. ولكن بدون هندسة الحرب من البداية ودعم المليشيا بالسلاح والمرتزقة والمال لا قيمة لتلك الأهداف الثانوية.
الشعب السوداني بشكل غريزي وتلقائي أدرك الحرب على أنها حرب ضد السودان وضد الشعب السوداني وتصدى لها على هذا الأساس. يقاتل السودانيون تحت راية وطنية وخلف الجيش الوطني وهذا هو سر صمود الجيش وصمود الدولة. ولو تصورت الدولة للحظة هذه الحرب كحرب قبائل أو مجتمعات ضد بعضها فإنها بذلك تفقد صفة دولة وتنهار تلقائيا ويتحقق هدف هذه الحرب.

أما ما يقوم به المدعو عمسيب فهو يصب بشكل مباشر في مصلحة ضرب السودان وتدميره، وليس إقامة دويلة متخيلة. أنت الآن في لحظة حرب وهي أخطر حرب يخوضها الشعب السوداني، الشعب السوداني بأطيافه المختلفة وبرغم اختلافاته الكثيرة الأيديولوجية وغيرها ولكنه استطاع أن يصمد بفضل مؤسسة الجيش القومية وإلتفاف الشعب السوداني حولها وحول قيادتها. وعندما تعمل على ضرب هذه الوحدة فأنت تعمل على خدمة العدو، لا لكي يقسم السودان ويحقق لك هدفك الهرموني السخيف كمكافأة لك، ولكنك تعمل على خدمة العدو لكي يهزم الجيش وتخسر الدولة الحرب كلها. لأن النهاية المنطقية للهراء العنصري (لو نجح) هو ضرب وحدة الشعب وضرب الجيش نفسه.

إن ما يقوم به عمسيب ليس طرحا سياسيا هو خيانة في زمن الحرب تستوجب المحاسبة والعقاب إذا ثبت طبيا أنه سيلم العقل ولا يعاني من مشاكل نفسية.

حليم عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الشعب السودانی الحرب على

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يبعث رسائل جوية قاصفة لحكومة “تأسيس”

متابعات – تاق برس- شهدت مدينة نيالا، حاضرة ولاية جنوب دارفور، في الساعات الأولى من صباح اليوم، قصفًا جويًا عنيفًا ومنسقًا نفذه طيران الجيش السوداني.
واستهدفت العملية تمركزات تابعة لقوات الدعم السريع الداعمة لـ”حكومة تأسيس”.

وأفادت مصادر ميدانية أن الغارات الجوية استهدفت تجمعات لقوات الدعم السريع داخل أحياء استراتيجية في المدينة، ومخازن أسلحة وذخائر، وعربات قتالية وآليات ثقيلة، ومواقع لوجيستية تستخدمها القوات في الإمداد والتنسيق.

وأكدت المعلومات الأولية تحقيق إصابات دقيقة في الأهداف، مما أسفر عن تدمير عدد كبير من المنشآت والمعدات الحيوية لقوات الدعم السريع، كذلك خسائر بشرية كبيرة في صفوفها.
وكشفت المصادر عن وجود حالة من الارتباك والفرار العشوائي وسط انهيار في الروح المعنوية لعناصر الدعم السريع داخل المدينة.

وتؤكد مصادر عسكرية أن هذا التصعيد العسكري يحمل رسالة حاسمة بأن القوات المسلحة لن تسمح بتحويل نيالا إلى منصة تمكين للميليشيات أو قاعدة لانطلاق مشروع انفصالي يتخفّى تحت غطاء حكومة موازية.
وقالت إن العمليات الجوية والبرية ستتواصل حتى يتم تطهير المدينة بالكامل وعودة السيادة الوطنية إلى أهلها، في إطار خطة شاملة لإنهاء التمرد واستعادة الأمن بدارفور.

الجيش السودانيالدعم السريعقصف جوي

مقالات مشابهة

  • أقصر طريق للسلام هو استسلام المليشيا لا الشعب السوداني
  • مضادات الجيش السوداني تتصدى لمسيرة استراتيجيّة
  • عاجل.. الجيش السوداني يُعلن إسقاط طائرة مسيرة تابعة لـ الدعم السريع في مدينة الفاشر
  • الجيش السوداني يبعث رسائل جوية قاصفة لحكومة “تأسيس”
  • الدعم السريع (الجنجويد)، «مليشيا إرهابية تتحرك كأعمدة موت»
  • الجيش السوداني والقوة المشتركة يصدان هجوما على الفاشر
  • يتعلق بـداعمي الفصائل.. كتلة السوداني تحدد اهم إجراء لحصر السلاح بيد الدولة
  • النفط العراقي في مرمى العقوبات: عندما تتحول الشركات السيادية إلى أهداف جيوسياسية
  • أهداف الحرب الإسرائيلية في غزة تتلاشى وسط وعود فارغة
  • الوزير الشيباني: تعبنا من الحرب خلال 14 سنة، نريد لم شمل الشعب السوري في الداخل والخارج وهو ما يحتاج إلى بيئة مواتية ومساعدة ودعم من الأصدقاء