أظهر تقييم إسرائيلي لاتفاق وقف الحرب على غزة، أن عودة المختطفين لا تعني تحقيق أهداف الحرب، إذ لم تُدمّر حركة "حماس" كما وعدت الحكومة، رغم ما وُصف بـ"الكثافة النارية الدموية" التي استخدمها جيش الاحتلال خلال حرب "السيوف الحديدية".

وأوضح الكاتب عكيفا لام، في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن نهاية الحرب أعادت إلى أذهان الإسرائيليين "أخطاءً سياسية وتاريخية متكررة"، قائلاً إن استعادة المختطفين من غزة سيقابلها هذه المرة "ثمن باهظ يتمثل بإطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين دفعة واحدة"، معتبراً أن هذا اليوم "سيُسجل كوصمة عار في تاريخ الصهيونية"، بحسب تعبيره.



وأضاف الكاتب في المقال الذي ترجمته "عربي21"،  أن "تاريخ الصراع مع الفلسطينيين يُثبت أن الاحتلال الإسرائيلي لم يتعلم من تجاربه"، مشيراً إلى أن اتفاقيات أوسلو عام 1993 كانت "كارثية"، والانسحاب من لبنان عام 2000 "متسرعاً"، وفك الارتباط عن غزة عام 2005 "خاطئاً"، مبيناً أنه "في كل مواجهة عسكرية لاحقة، أقنع الاحتلال نفسه بأنه ردع حماس، لكنه في الواقع ردع نفسه".

وبيّن الكاتب أن "بذور الكارثة الحالية زُرعت منذ صفقة تبادل الجندي غلعاد شاليط في تشرين الأول/أكتوبر 2011"، مضيفاً أنه "بعد 14 عاماً بالضبط، وفي تشرين الأول/أكتوبر 2025، يواجه الإسرائيليون سؤالاً مشابهاً حول اتفاق وقف الحرب الحالي، رغم أنهم بدوا في بدايتها وكأنهم تعلموا من الماضي، لكن الأحداث أثبتت العكس".

وأشار إلى أنه "لا يمكن لإسرائيل تصديق وعود المجتمع الدولي بمنع حماس من مهاجمتها مجدداً"، معتبراً أنه "لا يوجد محايدون في غزة، ولا يمكن العيش مع عدو خلف السياج"، مضيفاً أن الاتفاق الحالي "يتحدى هذه الافتراضات".

وأوضح لام أن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن إسرائيل لن تستطيع خوض حروب على أكثر من جبهة، وإذا لم يتبقَ خيار آخر، فعليها الاعتماد على جهود دول أخرى لنزع فتيل المقاومة في غزة"، لافتاً إلى أن "الاتفاق نصّ بوضوح على انسحاب الجيش من مناطق واسعة سبق أن احتلها ودمرها".

وتساءل الكاتب: "هل هذا الاتفاق مثالي؟ بالتأكيد لا، لكنه يتضمن بعض الإنجازات، ومع ذلك لا يتماشى كلياً مع أهداف الحرب التي أعلنتها الحكومة في بدايتها"، مضيفاً أن "عودة المختطفين أمر إيجابي، لكن حماس لم تُدمّر، وهذا هو جوهر الإخفاق".

وأشار إلى أن "المرحلة الأولى من الاتفاق ستشهد عودة 48 مختطفاً وقتيلاً إلى عائلاتهم، مقابل إطلاق سراح 2000 أسير فلسطيني"، موضحاً أن التأثير المباشر للاتفاق سيظهر في "حياة مستوطني غلاف غزة، الذين ما زالوا غير متأكدين من إمكانية العودة إلى مستوطناتهم بأمان".

وختم الكاتب تحليله بالتأكيد أن المزاج العام في إسرائيل يجمع بين الترحيب بانتهاء الحرب والخشية من تجدد المواجهة، مشيرا إلى أن "الخوف من إعادة المقاومة الفلسطينية لهجماتها ما زال يطارد الإسرائيليين، الذين يستعدون لاحتمال انفجار جولة جديدة بدلاً من التعايش مع وقف إطلاق النار".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية إسرائيلي غزة حماس ترامب نتنياهو إسرائيل حماس غزة نتنياهو ترامب صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى أن

إقرأ أيضاً:

جنرال إسرائيلي يقيم مكاسب ومخاطر اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. من المستفيد الأكبر؟

نشرت "القناة 12" العبرية، مقالا، للرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، تامير هايمان، جاء فيه: "ما زالت ردود الفعل والتقييمات الاسرائيلية تصدر تباعا حول اتفاق وقف إطلاق النار، من حيث أنه يُمثل في الواقع نهايةً لحرب الإبادة على غزة التي دخلت عامها الثالث قبل يومين فقط، صحيح أن الاحتلال الإسرائيلي سوف يستعيد أسراه من هذا الاتفاق، لكن هناك خطرا كبيرا بنظر الاسرائيليين من أن يكون هذا الاتفاق مقدمة للتحضير لجولة أخرى كبيرة من مواجهة عسكرية قادمة".

 وأكد هايمان، عبر المقال الذي ترجمته "عربي21"، أنّ: "الاتفاق الذي وُقّع الليلة يُمثل في الواقع نهايةً للحرب في غزة حاليا، ويحقق أهداف الحرب، ويحسن الواقع الأمني مع مرور الوقت"، مردفا: "صحيح أن الاتفاق لم يُغلق بعد، فأمامنا بضعة أيام متوترة، وإطلاق سراح الأسرى ليس سوى المرحلة الأولى، وهي الأهم بالنسبة لإسرائيل٬ لكن هناك أيضًا مرحلة ثانية، وهي خطة "اليوم التالي"، ولا تقل أهمية، لأنها تتناول هدف الحرب".

وزعم أنّ: "بطل اليوم هو الرئيس دونالد ترامب، الذي بذل كل جهده في الاتفاق، وفرضه على الطرفين، وقد ضم قطر وتركيا ضامنتين له، ما خلق صورة النصر لموقفه، ولعل ما يمتاز به من تقييمات شخصية جعله يعتبر أن رد حماس على إنذاره المعقد كان إيجابيًا، ما دفع العملية برمتها".

وأوضح أنّ: "الاسرائيليين لديهم مخاوف مشروعة من الاتفاق، فنحن على وشك إطلاق سراح أسرى بارزين، كما تحسن وضع قطر وتركيا بشكل ملحوظ، ولا نعرف ما هي القيود التي فُرضت على إسرائيل كجزء من الضمانات التي حصلت عليها حماس، كما لا نعرف كيف ستسير عملية نزع سلاحها، والخطر أنه لن يكون لحماس ولا لإسرائيل مصلحة في المضي قدمًا في المرحلة الثانية من الصفقة".


"حماس ستتمكّن من الحفاظ على موقعها في القطاع، وإسرائيل قد لا توافق على إدخال قوة عربية دولية إلى غزة، والالتزام بتمكين إعادة إعمارها، وهذا الوضع يعيد غزة إلى اليوم السابق، وستعمل على تجديد قوتها وسلطتها، وكل ما فعلته إسرائيل في العامين الماضيين هو جولة أخرى من القتال الرئيسي، ولكن إذا استمرت الحرب، فستكون بدون أسرى في القطاع، وهذا فرق كبير" وفقا للمقال نفسه الذي ترجمته "عربي21".

واختتم المقال، بالقول: "الاسرائيليين يفترض أن يبدأوا الآن مرحلة التشافي وإعادة الإعمار، وهم مطالبون باستعادة الاقتصاد، ومكانتهم الدولية، ومحاولة معالجة أهم شيء وهو الانقسام السياسي".

مقالات مشابهة

  • "تصريحات مقلقة" قبيل اتفاق غزة.. ماذا قالت إسرائيل وحماس؟
  • قادة إسرائيليون سابقون: الحرب انتهت وحماس حصلت على ما تريد
  • اتفاق غزة.. موعد تبادل الأسرى لا يزال غير محسوم.. وحماس تؤكد: نزع السلاح غير وارد
  • إعلام الاحتلال يعترف: أهداف الحرب فشلت وحماس صمدت كسلطة في غزة
  • عودة نصف مليون نازح إلى غزة منذ وقف الحرب
  • الصحف العالمية تتناول عودة نازحين لشمال غزة ومستجدات تنفيذ الاتفاق
  • هآرتس: حماس خرجت من الحرب متماسكة وتحققت أهداف السنوار
  • مسؤول إسرائيلي: اتفاق غزة جرى تحت ضغط أمريكي وبلا آليات تنفيذ واضحة
  • جنرال إسرائيلي يقيم مكاسب ومخاطر اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. من المستفيد الأكبر؟