السيناريو الأرجح لحل الأزمة بالنيجر
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
أمام الأزمة التي تعيشها دولة النيجر بعد الانقلاب العسكري الذي قاده رئيس الحرس الرئاسي عبد الرحمن تشياني يوم 26 من شهر يونيو الماضي يشعر الجميع بالعجز عن تقديم الحلول الواقعية للخروج من تلك الأزمة، فهناك دول غرب أفريقيا (الاكواس) التي يميل بعضها بمساندة الدول الغربية، لاستخدام الحل العسكري لإعادة النظام الدستوري بالبلاد، في حين ترفض دول الاكواس، وعلى رأسها مالي وبوركينا فاسو وغينيا والجزائر التدخل العسكري واعتباره في حالة حدوثه إعلان حرب على تلك الدول، وهناك من يحبذ الحل الدبلوماسي وعلى رأس تلك الدول أمريكا التي لم تقرر بعد موقفها من الانقلاب، وهناك من يحبذ استخدام العقوبات الاقتصادية ضد النيجر من أجل كبح جماح الانقلابيين، والضغط عليهم من أجل إعادة السلطة للبلاد، وعلى رأس تلك الدول نيجيريا والسنغال والدول الغربية وعلى رأسها فرنسا، وبالرغم من كل تلك التوقعات لا أحد يملك الحل، فلا إجماع على الحل العسكري، ولا ترحيب من جانب الانقلابيين بالحل الدبلوماسي، وذلك بعد أن رفض الانقلابيين مؤخرًا استضافة وفد اقتصادي من دول الاكواس والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي بحجة الظروف الأمنية المضطربة، وذلك بعد تنامي شعور العداء الشعبي لتلك الدول التي هددت بالتدخل العسكري في النيجر لإعادة النظام الدستوري، ما يؤكد بأن العسكريين لا يبدون مرونة، ولا اهتمامًا بعروض الحوار في الوقت الذي بدأوا فيه بتعيين وزير اقتصاد ومالية سابق كرئيس للوزراء.
ولهذا الموقف الغامض تجاه حل الأزمة أسئلة عديدة يطرحها المراقبون والمحللون حول مصير النيجر بعد الانقلاب، ومنها هل يمكن أن يعاد النظام الدستوري للبلاد دبلوماسيًّا أم عسكريًّا؟ أم هل يمكن أن يتمكن الانقلابيون من السيطرة على مقاليد الحكم، وقيادة البلاد خلال المرحلة المقبلة على غرار السيناريو الذي وقع في مالي وبوركينا فاسو دولتي الجوار، وحول خيار التدخل العسكري من دول غرب إفريقيا "الاكواس" يستبعد المراقبون هذا الحل الآن بسبب رفض بعض دول الاكواس التدخل العسكري في النيجر، وعلى رأس تلك الدول الجزائر ومالي وبوركينا فاسو وغينيا وغيرها من الدول الكبرى التي تحذر من التدخل العسكري وتفضل بالمقابل استخدام الحل السلمي.
ويرى المراقبون أن أمريكا لم تعلن رسميًا اعتبار ما حدث بالنيجر انقلابًا، وتنتظر تحديد مواقفها خلال سيناريو اللحظات الأخيرة لضمان مصالحها وقواعدها العسكرية وجنودها المتواجدين هناك، ولهذا يرجح المراقبون أن الأمور ستمضي بالنيجر باتجاه ترك الانقلاب يواصل مسيرته شريطة أن يعلن الانقلابيون الاتفاق على جدول زمني لانتقال السلطة، والعودة للحكم الديمقراطي بالبلاد، وهو الحل الذي تفضله واشنطن للإبقاء على مصالحها وعدم تركها النيجر على مصرعيه أمام روسيا المرحب بها الآن في هذا البلد، وحتى الدول الغربية، وعلى رأسها ألمانيا وفرنسا وإيطاليا بدأت في التراجع عن قرارها باستخدام الحل العسكري خشية نشاط الإرهابيين في دول الساحل الإفريقي، وزيادة تدفق المهاجرين عبر الصحراء إلى أوروبا، ولهذا يرجح المراقبون عدم استخدام الخيار العسكري بسبب الرفض الإقليمي والدولي، وبسبب التفاف قطاع كبير من الشعب بالنيجر حول قادة الانقلاب، وزيادة تأييدهم له بعد أن أعلن قادة الانقلاب أن خيار الحل العسكري تقف من ورائه فرنسا، وبعض الدول الغربية لضمان مصالحها ونهبها لثروات البلاد، ولهذا يرجح المراقبون والمحللون أن الانقلاب سيواصل مسيرته ويتمكن من ريادة البلاد خلال المرحلة المقبلة، وأن كل ما يمكن أن يتعرض له هو توقيع المزيد من العقوبات الاقتصادية من جانب دول الاكواس، ودول الغرب التي تستخدم كل أوراقها من أجل إعادة النظام الدستوري للبلاد، ليبقى السيناريو المرجح هو قيادة الانقلابيين للنيجر خلال المرحلة المقبلة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: النظام الدستوری التدخل العسکری الدول الغربیة الحل العسکری تلک الدول
إقرأ أيضاً:
غدًا.. المنتخب الوطني يلاقي النيجر وديا استعدادا لتصفيات المونديال
يخوض منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم، غدًا الثلاثاء، مواجهة ودية أمام منتخب محليّي النيجر، في إطار تحضيراته لمواجهتي الأردن وفلسطين الحاسمتين يومي 5 و10 يونيو القادم، في الجولتين التاسعة والعاشرة من المرحلة الثالثة للتصفيات النهائية المؤهلة لنهائيات كأس العالم صيف العام القادم في المكسيك والولايات المتحدة وكندا.
المباراة ستنطلق عند الساعة الثامنة مساء في مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر خلف أبواب مغلقة، بعد قرار الجهاز الفني إقامتها بعيدًا عن أعين الإعلام والجمهور.
ومواجهة الغد ستكون فرصة سانحة أمام اللاعبين من الوجوه الشابة من أجل تثبيت أقدامهم وإقناع الجهاز الفني بإمكانياتهم، تمهيدًا للاعتماد عليهم في الفترة القادمة، ومن أبرز الوجوه الشابة المنتظر ظهورها في لقاء الغد حارس نادي الشباب عبدالملك البادري، الذي تألق بشكل لافت مع ناديه وقاده للفوز بمسابقة كأس جلالة السلطان لكرة القدم للموسم 2024-2025، وأيضًا لاعب وسط نادي ظفار سلطان بن بدر المرزوق، الذي أسهم بشكل كبير في فوز منتخبنا الأولمبي ببطولة غرب آسيا شهر مارس الماضي لأول مرة في تاريخه، بعد أن قدّم عطاءات لافتة، خاصة وأن المدرب بدر اليمني أشركه في خانة الوسط الهجومي، وأيضًا تحوم الأنظار حول محترف نادي سانت أندرو الإسباني طارق السعدي، الذي حظي بزيارة الجهاز الفني بداية الشهر الماضي في إسبانيا قبل ضمه للمنتخب، وأيضًا الظهيران الأيمن والأيسر ملهم السنيدي ويوسف المالكي من المنتظر مشاركتهما غدًا، بجانب لاعبي وسط نادي الرستاق محمد بن عبدالحكيم السبيعي ومصعب الشقصي، في ظل الغيابات المتوقعة للاعبي السيب وبهلا، بسبب مشاركتهما مساء الأحد في نهائي كأس الاتحاد.
وكان المدرب رشيد جابر قد استدعى 34 لاعبًا للمعسكر الحالي الذي انطلق يوم الأربعاء الماضي، مع غياب للمحترفين في البحرين والعراق ولاعبي السيب وبهلا، ومن المنتظر انتظامهم في الحصص التدريبية بدءًا من يوم الأربعاء، تأهبًا للمباراة القادمة أمام المنتخب اللبناني الشقيق، التي سيحتضنها مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر في 28 مايو الجاري، حيث يستعد منتخب لبنان للقاء اليمن في الكويت بالجولة الثانية من تصفيات أمم آسيا 2027 في الخامس من يونيو المقبل.
وتضم القائمة في حراسة المرمى: إبراهيم بن صالح المخيني (النهضة)، وفايز بن عيسى الرشيدي (صحار)، وعبدالملك بن ناصر البادري (الشباب)، وتضم بقية القائمة كلًا من: خالد بن ناصر البريكي، ويوسف بن ناشر المالكي، وحاتم بن سلطان الروشدي، وماجد بن سليم السعدي، ومحمد بن حميد المالكي (الشباب)، وعلي بن سليمان البوسعيدي، وجميل بن سليم اليحمدي، وأحمد بن محمد الخميسي، وعبدالرحمن بن عيد المشيفري، وزاهر بن سليمان الأغبري، وأمجد بن عبدالله الحارثي، وأرشد بن سعيد العلوي (السيب)، وحارب بن جميل السعدي، وعبدالله بن فواز بيت عبدالغفور، وحسين بن سعيد الشحري، وغانم بن رمضان الحبشي، وأحمد بن خليفة الكعبي، وعاهد بن الحبشي المشايخي، وثاني بن غريب الرشيدي (النهضة)، ومصعب بن محفوظ الشقصي، ومحمد بن عبدالحكيم السبيعي (الرستاق)، وسلطان بن بدر المرزوق، وحمد بن سعيد الحبسي (ظفار)، وملهم بن يوسف السنيدي (النصر)، وعبدالسلام بن مسلم الشكيلي (بهلا)، عيسى بن خلفان الناعبي (مسقط)، كما تضم قائمة المحترفين: محسن بن صالح الغساني (بانكوك يونايتد التايلاندي)، وصلاح بن سعيد اليحيائي (الخالدية البحريني)، وطارق بن خليفة السعدي (سانت أندرو الإسباني)، وعصام بن عبدالله الصبحي (القوة الجوية العراقي)، والمنذر بن ربيع العلوي (الزوراء العراقي).
ثلاث حصص تدريبية
على الجانب الآخر، أجرى منتخب النيجر ثلاث حصص تدريبية بعد وصوله إلى مسقط في وقت مبكر من صباح السبت الماضي، في غياب المدرب هارونا دولا، الذي يوجد في المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج، وفق بيان اتحاد النيجر لكرة القدم، ويتولى قيادة المنتخب في هذه المواجهة مساعد المدرب حسن إيدي باركير.
التدريبات احتضنها ملعب طيران الشرطة، ويستعد منتخب النيجر للمحليين للمشاركة في بطولة أمم إفريقيا للمحليين، التي تُقام في كينيا وتنزانيا وأوغندا خلال الفترة من 2 إلى 30 أغسطس المقبل، وهي النسخة السابعة عشرة من البطولة، بمشاركة 19 منتخبًا مختلفًا.
وتأهل النيجر للبطولة بعد أن خاض مواجهتين يومي 22 و28 ديسمبر الماضي، ذهابًا وإيابًا أمام توجو، وتأهل لهذه البطولة بعد تعادله خارج أرضه بهدف، قبل أن يتعادل سلبيًا في أرضه، ليتأهل بأفضلية الهدف خارج الأرض، ويلعب في أمم إفريقيا بجانب أوغندا وغينيا والجزائر وجنوب إفريقيا، وبعد مواجهة منتخبنا، سيسافر النيجر للقاء منتخب إريتريا في مدينة أسمرة.
وتضم قائمة المنتخب الضيف في مباراة الغد لحراسة المرمى: حبيب الله هانيكوي (يونيون سبورتيس)، وزاكو المصطفى (الشرطة)، وبكاري إيساكا (نيجليك)، ولخط الدفاع: مختار بابا بايي (القوات المسلحة)، وماماني عبدالجليل، ومحمد أدراماني (دوانس)، ورافيو عبدالقادر، وثيودوري كوبينو (الحرس الوطني)، وبلال حمادو، وبراهام أدامو، وأدامو زاتوو (يونيون سبورتيف)، وهارونا موتاري (الشرطة)، وفي خط المنتصف: عبدالجليل أحمد (يونيون سبورتيف)، وعبدالماجد ماماني، وهارونا حساني (القوات المسلحة)، وجيبو عبدالرحماني (الساحل)، وحسيني ماني بالا (نيجليك)، وساما عبدالراشد (الحرس الوطني)، وللهجوم: يعقوبا علي نوحو (أوليمبيك)، وجبريل جومي عبداللطيف (دوانس)، وصاميلا صوميالا دانجا (يونيوس سبورتيف)، وهارونا عبدالرزاق (القوات المسلحة)، وموسانا أحمد يحيى (الحرس الوطني).