ترامب وهاريس.. من الرئيس الذي يفضله أصحاب الأعمال في أميركا؟
تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT
مع اقتراب ساعة الحسم للانتخابات الرئاسية الأميركية، التي يفصلنا عنها أقل من شهر، تتصاعد وتيرة التوقعات في الأوساط الاقتصادية، حول القرار الذي سيخرج به الناخبون الأميركيون، فالنتائج التي ستسفر عنها هذه الانتخابات، لا تتعلق فقط بمن سيتولى المنصب الرئاسي، بل أيضاً بالتوجهات الاقتصادية والسياسات التنظيمية، التي ستؤثر بشكل مباشر على الطريقة التي يدار بها أكبر اقتصاد في العالم.
وبالنسبة لشركات الطيران والبنوك وصانعي المركبات الكهربائية، وشركات الرعاية الصحية وشركات الإعلام والمطاعم، وشركات التكنولوجيا العملاقة في أميركا، فإن المنافسة تجري بين خيارين متباينين، قد يغيران وجه الاقتصاد الوطني، وبالتالي فإن نتيجة هذه الانتخابات، قد تؤدي إلى اختلافات صارخة في القواعد التي ستواجهها هذه الشركات والمؤسسات والاندماجات التي سيُسمح لها القيام بها والضرائب التي ستدفعها.
ولن تتضح تداعيات السباق الرئاسي الأميركي على الاقتصاد، إلا بعد أن يقوم الرئيس المنتخب بالتعيينات لما يصل إلى 12 هيئة رئيسية، بما في ذلك وزارة الخزانة ووزارة العدل ولجنة التجارة الفيدرالية ومكتب حماية المستهلك المالي.
ولمعرفة تأثير نتائج الإنتخابات الرئاسية على عدة قطاعات اقتصادية في أميركا، نشرت شبكة "CNBC" تحقيقاً مفصلاً، اطلع عليه موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، سلّط الضوء على الانعكاسات والمخاطر، المتوقعة على شركات الطيران والبنوك وصانعي السيارات الكهربائية، وشركات الرعاية الصحية وشركات الإعلام والمطاعم وشركات التكنولوجيا العملاقة، في حال فازت هاريس أم فاز ترامب.
شركات الطيران
قد تؤثر نتيجة الانتخابات الرئاسية على كل شيء بدءاً مما تدين به شركات الطيران للمستهلكين، بسبب تعطل الرحلات الجوية إلى تكلفة تصميم وبناء طائرة في الولايات المتحدة.
واتخذت وزارة النقل في عهد بايدن، بقيادة الوزير بيت بوتيجيج، موقفاً صارماً بشأن سد ما اعتبرته ثغرات في حماية المسافرين جواً، وقد أنشأت واقترحت قواعد جديدة بشأن قضايا تتعلق بالمبالغ المستردة للإلغاءات، والجلوس العائلي، والإفصاح عن رسوم الخدمة، وهي إجراءات طعنت بها شركات الطيران في المحكمة.
كما حاربت الإدارة الديمقراطية الحالية خطوات توحيد صناعة الطيران، وفازت بدعويين قضائيتين لمكافحة الاحتكار، حيث تم منع الشراكة بين الخطوط الجوية الأميركية وشركة جيت بلو إيرويز، كما تم احباط خطة جيت بلو لشراء شركة الطيران الاقتصادي سبيريت إيرلاينز.
في المقابل لم تسع إدارة ترامب السابقة إلى إقرار خطوات مماثلة، ولذلك يقول أعضاء الصناعة إنهم في ظل ترامب يتوقعون بيئة أكثر ملاءمة للاندماجات.
ولكن ترامب أكد خلال حملته الانتخابية أنه يدعم فرض تعريفات جمركية إضافية، على السلع القادمة من الصين، وهذا ما سيؤدي إلى ارتفاع تكلفة إنتاج بعض مكوّنات الطائرات.
البنوك
واجهت البنوك الأميركية الكبرى وابلاً من القواعد الجديدة، التي تم العمل على اعتمادها هذا العام في ظل حكم الحزب الديمقراطي، حيث سعت إدارة بايدن إلى إقرار مجموعة من اللوائح التنظيمية الحديثة، منذ الأزمة المالية في عام 2008.
وتهدد هذه القواعد عشرات المليارات من الدولارات من إيرادات الصناعة، من خلال خفض الرسوم التي تفرضها البنوك على بطاقات الائتمان والسحب على المكشوف ومراجعة إطار رأس المال.
ولكن كل هذه التدابير معرضة للزوال إذا انتُخب ترامب، إذ من المتوقع أن يرشح ترامب أشخاصاً لشغل مناصب في هيئات تنظيمية مالية رئيسية، بما في ذلك مكتب حماية المستهلك المالي، وهيئة الأوراق المالية والبورصة، ومكتب مراقب العملة ومؤسسة التأمين على الودائع الفيدرالية، وهو ما قد يؤدي إلى إضعاف أو القضاء تماماً على القواعد الجديدة المعمول بها.
وبحسب توبين ماركوس، رئيس السياسة الأميركية في شركة وولف للأبحاث، فإن أجندة إدارة بايدن التنظيمية للقطاع المصرفي، كانت طموحة للغاية، وخاصة في مجال التمويل، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن يتراجع المعينون من قبل ترامب عن أجزاء كبيرة منها إذا فاز.
ومع ذلك، يشير بعض المراقبين إلى أن ترامب وفي ولايته الثانية قد لا يكون ودوداً للصناعة، كما كان في أول مرة تولى فيها منصبه، حيث بدأ ترامب الشهر الماضي في دفع فكرة وضع حد أقصى لأسعار الفائدة على بطاقات الائتمان عند 10 في المئة، وهي الخطوة التي إذا تم تنفيذها ستكون لها عواقب زلزالية على الصناعة.
السيارات الكهربائية
أصبحت صناعة المركبات الكهربائية قضية مثيرة للجدال بين الديمقراطيين والجمهوريين، وخاصة في الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان التي تعتمد على صناعة السيارات.
فقد أدان الجمهوريون، بقيادة ترامب، السيارات الكهربائية إلى حد كبير، زاعمين أنها تُفرض على المستهلكين وأنها تدمر صناعة السيارات الأميركية، ولذلك تعهد ترامب بتجميد أو إلغاء العديد من معايير الحد من انبعاثات المركبات والحوافز المقدمة لتعزيز إنتاج وتبني المركبات الكهربائية.
على النقيض من ذلك، دعم الديمقراطيون تاريخياً، بما في ذلك هاريس، المركبات الكهربائية والحوافز المقدمة للأشخاص الذين يشترون سيارات كهربائية، ورغم أن هاريس لم تكن مؤيدة صريحة للسيارات الكهربائية مؤخراً، وسط تبني المستهلك لهذه المركبات بشكل أبطأ من المتوقع، إلا أن المسؤولين في صناعة السيارات يتوقعون أن تكون رئاسة هاريس استمراراً، إن لم تكن نسخة طبق الأصل عن سياسة بايدن للسيارات الكهربائية.
الرعاية الصحية
دعا كل من هاريس وترامب إلى تغييرات شاملة في نظام الرعاية الصحية الأميركي الذي يكلف الأمة أكثر من 4 تريليون دولار سنوياً.
ورغم إنفاق المزيد على الرعاية الصحية مقارنة بأي دولة غنية أخرى، فإن الولايات المتحدة لديها أدنى متوسط عمر متوقع عند الولادة، وأعلى معدل للأشخاص المصابين بأمراض مزمنة متعددة وأعلى معدلات وفيات الأمهات والرضع، وفقاً لصندوق الكومنولث، وهي مجموعة بحثية مستقلة.
وفي الوقت نفسه، يقول ما يقرب من نصف البالغين الأميركيين، إنه من الصعب تحمل تكاليف الرعاية الصحية، مما قد يدفع البعض إلى الديون أو إلى تأجيل الرعاية الضرورية، وفقاً لاستطلاع أجرته منظمة أبحاث السياسة الصحية KFF في مايو.
وقد استهدف كل من هاريس وترامب صناعة الأدوية واقترحا بذل جهود لخفض أسعار الأدوية في الولايات المتحدة، والتي تزيد حالياً بنحو ثلاثة أضعاف عن أسعارها في عام 2015.
ولكن العديد من الجهود السابقة التي قام بها ترامب لخفض التكاليف كانت مؤقتة أو غير فعالة على الفور، كما قال خبراء السياسة الصحية. وفي الوقت نفسه، يرى الخبراء أن هاريس، إذا انتُخبت، يمكنها البناء على الجهود القائمة لإدارة بايدن لتوفير المدخرات لعدد أكبر من المرضى.
وتخطط هاريس على وجه التحديد لتوسيع أحكام حساب التقاعد الفردي، والتي يهدف جزء منها إلى خفض تكاليف الرعاية الصحية لكبار السن. كما تقول حملتها إنها تخطط لتمديد تنفيذ حكمين لجميع الأميركيين، وليس فقط كبار السن، الأول يتعلق بحد أقصى سنوي قدره 2000 دولار للإنفاق على الأدوية، والثاني يتعلق بحد أقصى قدره 35 دولاراً لتكاليف الأنسولين الشهرية.
في المقابل لم يشر ترامب علناً إلى ما ينوي القيام به بشأن أحكام حساب التقاعد الفردي، كما كرر اعتقاده خلال مناظرته مع هاريس بأن قانون الرعاية المُيسّرة في أميركا، هو قانون "رعاية صحية رديء" ولكن عندما سُئل عن سبب عدم تقديمه لاقتراح بديل، أكد أنه يملك "مفاهيم لخطة".
وسائل الإعلام
تتمثل أولى اهتمامات المسؤولين التنفيذيين في وسائل الإعلام في أميركا، في دفع مسار صفقات الاندماج إلى الأمام، في ظل حالة الاضطراب التي تعيشها صناعة الإعلام، مع تقلص أعداد جماهير التلفزيون التقليدي، وتباطؤ الإعلان، وصعود منصات البث المباشر.
ولكن معظم صفقات الاندماج في عالم وسائل الإعلام، ستكون غير قابلة للتنفيذ مع هاريس، التي ستستمر بنهج بايدن القاضي يتجميد إبرام الصفقات على نطاق واسع، في حين أنه من المتوقع أن يكون ترامب أكثر تساهلاً في هذا الشأن.
المطاعم
أيد كل من ترامب وهاريس خططاً لإنهاء الضرائب على إكراميات عمال المطاعم.
وتعد صناعة خدمات الطعام والمطاعم ثاني أكبر جهة توظيف في القطاع الخاص الأميركي، حيث تضم 15.5 مليون وظيفة، وفقاً للرابطة الوطنية للمطاعم. ويعمل ما يقرب من 2.2 مليون من هؤلاء الموظفين النُدُل في المطاعم، يحصلون على إكراميات، وفي حال تم تنفيذ وعود هاريس أو ترامب، سينتهي الأمر بهؤلاء مع تحقيقهم لمزيد من المال في جيوبهم، إذ أن إكرامياتهم لن تعود خاضعة للضريبة.
التكنولوجيا
أيا كان المرشح الذي سيفوز في نوفمبر المقبل، فسوف يتعين عليه التعامل مع قطاع الذكاء الاصطناعي سريع التطور. ففي العام الماضي، أصدر البيت الأبيض أمراً تنفيذياً أدى إلى تشكيل معهد سلامة الذكاء الاصطناعي التابع لوزارة التجارة الأميركية، الذي يقوم بتقييم نماذج الذكاء الاصطناعي قبل طرحها للعموم.
من جهته تعهد ترامب بإلغاء هذا الأمر التنفيذي، حيث ستحاول إدارته أيضاً تحدي قاعدة لجنة الأوراق المالية والبورصة، التي تلزم الشركات بالكشف عن حوادث الأمن السيبراني.
من جهة أخرى وفيما يتعلّق بعمليات الاستحواذ التي تقوم بها شركات التكنولوجيا، يدافع ترامب عن لينا خان رئيسة لجنة التجارة الفيدرالية التي عيّنها بايدن في 2021، فخان قامت بإحباط عمليات الاستحواذ الضخمة التي تسعى إليها شركات التكنولوجيا الكبرى، وهو ما ينتقده العديد من العاملين في صناعة التكنولوجيا الذين يسعون لاستبدال خان في حال فوز هاريس في نوفمبر.
وبلغ حجم صفقات الاستحواذ في مجال التكنولوجيا ذروته عند 1.5 تريليون دولار في عام 2021، ثم وخلال عهد خان انخفض إلى 544 مليار دولار في العام 2023 و465 مليار دولار في عام 2024 (حتى شهر سبتمبر)، وفقاً لشركة Dealogic.
الرئيس الأفضل بالنسبة للشركات
ويقول رئيس قسم الأسواق العالمية في Cedra Markets جو يرق في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إنه من المعروف أن قطاع الشركات والأعمال في أميركا، يفضل دائماً الرئيس الجمهوري على الرئيس الذي يمثل الحزب الديمقراطي، حيث يرى هؤلاء أن وصول الجمهوريين إلى الرئاسة يخلق بيئة عمل أفضل من وصول الديمقراطيين، الذين يتشددون كثيراً في تطبيق القواعد، لافتاً إلى أن الأداء الاقتصادي لهاريس لن يكون مختلفاً عن أداء بايدن، في حين أن الرئيس ترامب، كونه جمهورياً ويأتي من خلفية رجل أعمال، يتمتع بتوجهات أكثر تساهلاً بشأن الأنظمة والقوانين المعمول بها، بعكس الديمقراطية هاريس.
ويضيف يرق إن الرئيس ترامب وخلال ولايته السابقة قام بتخفيض ضريبة الشركات في أميركا، من 35 في المئة إلى 21 في المئة، وفي حال عودته للبيت الأبيض مرة جديدة وعد بتخفيضها إلى 15 في المئة، في المقابل فقد أعلنت هاريس أنها سترفع ضريبة الشركات من 21 إلى 28 في المئة، في حال فوزها بالرئاسة.
وبحسب يرق فإن قطاع الطيران الأميركي شهد خلال عهد الرئيس بايدن فرض رسوم إضافية لحماية المستهلكين، كما عارض الرئيس الديموقراطي عمليات الاستحواذ والاندماج التي كانت تسعى للقيام بها شركات الطيران، خوفاً من الاحتكار، فـ 75 في المئة من قطاع الطيران في أميركا تسيطر عليه 4 شركات، وبالتالي أي عملية استحواذ جديدة ستزيد الاحتكار وترفع الأسعار، ولذلك كان لسياسة بايدن أثر إيجابي على المستهلكين.
المرشح الأفضل للمصارف
أما بالنسبة للقطاع المصرفي، فيرى يرق أن قسماً كبيراً من المصرفيين يدعمون وصول ترامب كونه سيكون أكثر تساهلاً، مقارنة بهاريس التي ستستكمل نهج بايدن المتشدد بتطبيق الأنظمة ولوائح الامتثال، إذ أن القواعد التي وضعها بايدن خلال عهده كلّفت القطاع المصرفي مليارات الدولارات، علماً أن المصارف تدرك أيضاً أن وصول ترامب سيكون له تأثير سلبي عليها، كونه وعد بوضع حدود للفوائد على بطاقات الائتمان عند 10 في المئة، في حين أنها تتراوح حالياً بين 13 و20 في المئة.
السيارات الكهربائية نقطة خلاف
ويكشف جو يرق في حديثه لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، أنه فيما يتعلق بالسيارات الكهربائية، فقد وعد ترامب أولاً بوضع رسوم بنسبة 100 في المئة على شركات السيارات الكهربائية الصينية، ولكنه في المقلب الآخر سيقوم بدعم قطاع السيارات التقليدية في أميركا وتخفيف الدعم عن السيارات الكهربائية،
أما الرئيس بادين والإدارة الديمقراطية بالمجمل تدعم تخفيض الانبعاثات والسيارات الكهربائية، في حين أن ترامب يدعم رفع القيود عن تخفيض الانبعاثات وتخفيف القيود على شركات النفط ويدعم مزيد من عمليات إنتاج النفط في البلاد.
توافق على خفص أسعار الأدوية
وبالنسبة للقطاع الصحي فإن ترامب وهاريس لديهم الكثير من الانتقادات للقطاع الذي يبلغ حجمه 4 تريليونات دولار، فمتوسط عمر السكان في أميركا أقل من بقية الدول المتقدمة، في حين أن فاتورة الاستشفاء مرتفعة جداً، كما أن المرشحيْن هاريس وترامب يتفقان على ضرورة القيام بضغوطات على شركات الأدوية لتخفيض الأسعار، مشيراً إلى أنه بالنسبة للقطاع الإعلامي يعد ترامب خياراً أكثر تساهلاً مقارنة بهاريس، التي ستعتمد نهج بايدن في الحد من عمليات الاستحواذ والاندماج، في المقابل يرى ترامب أن هذا القطاع يعاني من ضعف ويحتاج لإعادة هيكلة ويدعم الاندماجات في هذا المجال.
ويختم يرق حديثه بالإشارة إلى أن موظفي المطاعم سيستفيدون من فوز أي مرشح، فترامب وهاريس يريدان إلغاء الضرائب على الإكراميات، مع فارق أن ترامب يريد إلغاءها تماماً ودون سقف، في حين أن هاريس لا تريد الغاء الضريبة على موظفي المطاعم الذين يحققون مدخولاً أعلى من 75 الف دولار، معتبراً أنه بالنسبة لشركات التكنولوجيا فإن الديقراطيين هم أكثر تشدداً في التعامل مع فورة الذكاء الاصطناعي مقارنة بترامب.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات شركات الطيران ترامب أميركا ترامب كاملا هاريس شركات الطيران ترامب اقتصاد المرکبات الکهربائیة السیارات الکهربائیة شرکات التکنولوجیا الذکاء الاصطناعی عملیات الاستحواذ الرعایة الصحیة شرکات الطیران ترامب وهاریس من المتوقع فی المقابل فی أمیرکا على شرکات فی حین أن فی المئة فی حال إلى أن فی عام
إقرأ أيضاً:
الملاكم ناوروتسكي.. لماذا تخشى أوروبا الرئيس البولندي الجديد؟
قبل عامين، كانت أوروبا على موعد سار حملته رياح هبّت من شرق القارة بعدما ظهرت نتائج الانتخابات البرلمانية البولندية، وذلك حينما استطاع الائتلاف المدني أن يحصل على نحو مفاجئ على 54% من الأصوات في انتخابات عام 2023، وأنهوا سيطرة حزب القانون والعدالة المحافظ (ذو التوجه اليميني القومي) منذ عام 2015.
سرعان ما دشنت الحكومة الجديدة سياسات لتعزيز العلاقة مع الاتحاد والاندماج في هياكله، كما قامت بعقد مصالحة تحاول تدارك آثار فترة الحكم السابقة التي ابتعدت عن محيط بولندا الأوروبي، فقامت بإجراء إصلاحات قضائية كان قد أدى غيابها إلى تجميد أموال الاتحاد الأوروبي لبولندا، وفي المقابل بادلت أوروبا خطوات الحكومة الجديدة برفع حالة التجميد عن 600 مليون يورو.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"يوروستاك" وخطة أوروبا لتحصين نفسها ضد المفاجأة الأميركية المرتقبةlist 2 of 2البلقان على صفيح ساخن.. عودة ترامب وصراع التوازنات الإقليميةend of listلكن بعد نحو عامين فقط، تغيرت أشياء كثيرة في الشارع البولندي، وكانت البلاد مطلع يونيو/حزيران الجاري على موعد مع جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية، والتي جرت بين الليبرالي المدعوم من الائتلاف المدني رافال ترازاسكوفسكي وهو عمدة مدينة وارسو، وبين المؤرخ والملاكم المدعوم من حزب القانون والعدالة المحافظ كارول ناوروتسكي.
هذه الانتخابات لم ينُظر لها على أنها استفتاء على الحكومة الليبرالية الفائتة فقط، بل أيضًا على موقع بولندا من العالم، خاصة في ظل الاستقطابات الحاصلة بين أميركا وأوروبا مع صعود الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذ تتجاذب بولندا رؤيتين: أولى ترى بولندا منتمية لأوروبا واتحادها، وثانيها تراها منتمية لواشنطن وأيديولوجية ترامب، والتوجهات اليمينية القومية عموما.
هذا الاستقطاب انعكس على أشده في الانتخابات الأخيرة لدرجة أن استطلاعات الرأي لم تستطع توقع النتيجة بدقة لصالح أحد المتنافسين، وقد ظهرت نتيجة الانتخابات في النهاية لتحسم هذا المشهد الملتهب، إذ فاز ناوروتسكي المحافظ بنسبة 50.89% على منافسه الليبرالي الذي حصل على 49.11% من الأصوات.
إعلانمثلت هذه النتيجة ضربة للحكومة الموالية للاتحاد الأوروبي، فالرئيس يملك ممارسة حق النقض على تشريعات البلاد، ويشكل جزءا ليس بالهين من سياستها الخارجية ويمثلها بالخارج ولكونه القائد الأعلى للقوات المسلحة في حالة الحرب، كما أنها زادت منسوب القلق بالاتحاد الأوروبي على حصنها الشرقي وواحدة من أهم دولها الأعضاء في السنوات الأخيرة.
إذ تمتلك بولندا جيشًا لا يستهان به على الإطلاق، فقد استثمرت أموالًا طائلة السنوات الأخيرة ووصلت استثماراتها العام الماضي إلى 4.12% من ناتجها المحلي في قواتها المسلحة، هادفة إلى أن تصبح أكبر قوة برية بالقارة حسب المنصة الألمانية "دويتشه فيله"، حيث تمتلك بولندا حاليًا 150 ألف جندي لكنها تريد أن تصل إلى 300 ألف جندي بحلول عام 2035.
صحيح أن قوتها البحرية ضعيفة نسبيًا، لكنها تعمل بجد في بقية الفروع على جلب أحدث المعدات العسكرية من دول مختلفة مثل الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، ويُتوقع أنها ستحصل قريبًا على طائرات "إف- 35" المقاتلة، فضلًا عن أنها تعد طريق الإمداد الحيوي للأسلحة الأوروبية الذاهبة لأوكرانيا، وقد أنفقت بولندا حتى الآن 3 مليارات يورو لدعم كييف في حربها مع روسيا، لكن هذا الدعم يبدو اليوم موضع شك في ظل صعود ناوروتسكي.
ناوروتسكي حارس النادي الليلي المحافظ!أنا ببساطة واحد منكم
كارول ناوروتسكي مخاطبًا البولنديين من بلدة بيالا بودلاسكا الشرقية أثناء حملته الانتخابية.خلفية ناوروتسكي (42 عامًا) الاجتماعية معقدة وفيها معلومات كثيرة مهمة، حيث ولد لعائلة متواضعة الحال ماديا بمدينة غدانسك، وفي شبابه كان شديد الاهتمام بلعبتيّ الملاكمة وكرة القدم، ورغم ظروفه الصعبة فقد استطاع أن يحصل على شهادات علمية رفيعة، فهو حاصل على درجة الدكتوراة في التاريخ وماجستير إدارة الأعمال في تخصص إدارة المشاريع والإستراتيجية.
واستطاع أن يمول دراسته من خلال العمل في وظائف متواضعة مختلفة أثناء الدراسة، وقد ذكر غريغورز بيرندت المشرف السابق على أطروحته الدراسية بالجامعة -لصحيفة لوموند الفرنسية- أن ناوروتسكي كان طالبًا مجتهدًا بحق وقادرا على العمل بجد وقوي الشخصية ومقاتل، فقد استطاع أن يكتب أطروحته في عام واحد معتمدًا على 158 مقابلة أجراها.
وقد تولى ناوروتسكي مناصب مرموقة قبل أن يفوز بانتخابات الرئاسة، إذ تولى إدارة متحف الحرب العالمية الثانية بمدينة نشأته (غدانسك) وذلك من عام 2017 إلى 2021، ثم تولى رئاسة معهد الذكرى الوطنية وهو المعهد المكلف بتقييم الماضي الحديث المعقد، وبحسب لوموند فقد حول ناوروتسكي المعهد إلى أداة سياسية وأيديولوجية في يد حزب القانون والعدالة.
يوصف ناوروتسكي بأنه محافظ، وعادًة ما يميل اليمينيون المحافظون في الغرب نحو روسيا، لكن الأمر مختلف في بولندا فمسألة الخصومة مع موسكو عليها ما يشبه الإجماع بين مختلف ألوان الطيف السياسي، وبحسب المنصة الألمانية دويتشه فيله فإن المؤرخ ناوروتسكي قد أمر من خلال منصبه في رئاسة معهد الذكرى الوطنية بتدمير النصب التذكارية السوفياتية بعد الحرب الروسية الأوكرانية، مما أثار غضب الكرملين بشدة، وبحسب لوموند فإن هذه الخطوة قد جعلته موضوعًا على قائمة المطلوبين في روسيا.
إعلانواختار حزب القانون والعدالة ناوروتسكي بهذه الانتخابات الرئاسية لكنه دفع به كمستقل غير حزبي رغم أن حملته الانتخابية كان تنظيمها وتمويلها وبرنامجها من قبل الحزب، ولم يكن قبل تلك الانتخابات لديه أية خبرة سياسية بل لم يكن حتى عضوًا بأي حزب من قبل.
وبحسب لوموند فهو لم يكن معروفًا لأغلب البولنديين قبل تقديمه للجمهور في 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 من خلال حزب القانون والعدالة، ووفق الصحيفة الفرنسية فإن هذه سياسة يتبعها الحزب المحافظ البولندي بالعقد الأخير وهي الدفع بوجوه جديدة تمامًا على الساحة السياسية وهو ما فعله الحزب مع الرئيس السابق أندريه دودا الذي لم يكن إلا محاميا مغمورا قبل انتخابه.
وهناك أشياء في تاريخ ناوروتسكي الاجتماعي وتقديمه لنفسه في تلك الانتخابات قد ساعدته على الفوز، علمًا بأنه وفق البيانات الأولية استطاع أن يحصد أصوات الذكور وتحديدًا من هم في سن (أقل من 29 عامًا) في حين صوتت النساء والأكبر سنًا للمرشح الليبرالي، ومن الأشياء التي استطاعت أن تجذب الأصوات لناوروتسكي خلفيته العصامية وقدومه من حي تسكنه الطبقة العاملة في غدانسك، وعمله أثناء دراسته بالجامعة في وظائف متواضعة بما فيها حارس ملهى ليلي.
كما أن ناوروتسكي كان صاحب مسيرة ناجحة في مجال رياضة ملاكمة الهواة، قد قدم نفسه للجمهور من الذكور بوصفه قويا بحسب وكالة رويترز، إذ ركز على نشر مقاطع فيديو لنفسه في حلبات الملاكمة وميادين الرماية، وحرص أيضًا على إبراز زوجته مارتا ذات الأطفال الثلاثة في حملته ليبرهن على أنه محافظ ويتمتع بأسرة مستقرة.
وعلى الجانب الآخر، كانت هناك نقاط أخرى في سيرة ناوروتسكي أثارت الكثير من الجدل حوله، وتحديدًا علاقته بالدعارة، فقد أجرى موقع أونيت الإخباري المحلي تحقيقًا ذكر فيه أن ناوروتسكي قد شارك في شبكة دعارة أثناء عمله في فندق كبير بالمدينة السياحية سوبوت الواقعة على بحر البلطيق بالقرب من غدانسك، وهو ما نفاه ناوروتسكي بشدة متوعدًا باتخاذ الإجراءات القانونية ضد الموقع الإخباري الذي لم يتراجع ولم يحذف تحقيقه.
وواحدة مما نُظر إليها بسلبية أيضا من قبل البعض في مسيرته -حسب شبكة "إيه بي سي" الأميركية- قصة شرائه شقة في غدانسك من متقاعد مسن من ذوي الإعاقة اسمه جيرزي واعدًا برعايته في المقابل، ثم قيامه بإيداع الأخير في دار رعاية للمسنين بتمويل عام مخلفًا وعده، وبحسب المنصة الأميركية فإن ناوروتسكي بعد أن ظهرت القصة للعلن وأثرت على سمعته تبرع بالشقة لجمعية خيرية.
كذلك تشير العديد من التقارير المنتقدة إلى اعترافه بفخر بتورطه في مشاجرة جماعية منظمة بين مشجعين لكرة القدم عام 2009 شارك فيها 140 مشجعًا أدين بعضهم لاحقًا بارتكاب جرائم وهو ما اعتبره ناوروتسكي نوعا من الرياضة مشيرًا إلى أنها كانت منافسة شريفة بغض النظر عن شكلها، وأنه في جميع أنشطته الرياضية يعتمد على قوة قلبه وعضلاته وقبضته.
لكن الانتخابات قد أظهرت على كل حال أن تلك الأحداث لم تؤثر على نحو حاسم في رؤية أغلب الناخبين لناوروتسكي إذ اعتقد الكثير من الجماهير المتأثرة بالخطاب اليميني أن الحملة عليه من أجل تلويث صورته هي دعاية من الخصوم الليبراليين والإعلام الموجه -من وجهة نظرهم- الذين يؤرقهم رؤية محافظ قوي يتحداهم، وقد أثر في الناخبين بشكل أكبر أفكار ورؤى ناوروتسكي التي عرضها، وبنيت على انتقاد الحكومة الموالية للاتحاد الأوروبي الحالية والتي وصفها بأنها نخبة حضرية منفصلة عن هموم المواطن العادي في بولندا.
إعلانوقد اجتذب خطاب ناوروتسكي المعارض للإجهاض (الذي يثار حوله الكثير من الجدل في بولندا) -ولما يعتبره أجندة مجتمع الميم- قطاعات واسعة من المجتمع البولندي رأت أن ناوروتسكي يعكس القيم التقليدية المسيحية التي نشؤوا عليها ويحبونها.
وعلى جانب آخر فقد استعار ناوروتسكي بعضًا من أهم المبادئ والشعارات التي بنى عليها دونالد ترامب بالولايات المتحدة حملته الانتخابية، مثل "بولندا للبولنديين" و"استعادة الوضع الطبيعي" لدرجة أن الأعلام الأميركية قد ظهرت في تجمعاته الانتخابية، فقطاع واسع من البولنديين يريد أن يرى شيئًا مماثلًا لما يحدث بالولايات المتحدة الآن من مد يميني محافظ يحدث في بلاده أيضًا.
والواقع أن الرئيس الأميركي وإدارته قد أيدوا ناوروتسكي وأعربوا عن ذلك الدعم بشدة في تصريحات رسمية، كما أن الأخير قد زار الولايات المتحدة أثناء حملة ترشحه والتقط صورتين مع ترامب بالمكتب البيضاوي في واشنطن.
أوروبا تهتز.. كيف ستؤثر تلك الانتخابات غربيًا؟"نعم، نريد سوقًا مشتركة في أوروبا، ونريد التنمية، ونريد أن نكون صوتًا قويًا في الاتحاد الأوروبي، لكننا لا نريد أن تملي علينا نخب بروكسل ما يجب أن نفعله في حياتنا الاجتماعية".
*ناوروتسكي في خطاب للجماهير في مارس/آذار الماضي أثناء حملته الانتخابية.
وقد لعب الرئيس الأميركي وإدارته دورًا هامًا في فوز ناوروتسكي ، وهذا لم يتوقف على المنشورات الداعمة على مواقع التواصل بل وصل أيضًا إلى حد الاتصال وإعطاء النصائح بالحملة الانتخابية، هذا بالإضافة إلى أن وزيرة الأمن الداخلي الأميركية كريستي نعوم قد صرحت -أثناء حضورها مؤتمر المحافظين في بولندا قبل نحو أسبوع من جولة الإعادة بانتخابات الرئاسة البولندية- بأن ناوروتسكي سيقود البلاد على طريقة ترامب، ويجب أن يكون الرئيس القادم.
وقالت للشعب البولندي إنهم سيقودون باختياراتهم هذه أوروبا إلى القيم المحافظة، ولم تتوقف عند هذا بل قالت للشعب البولندي إنه في حال انتخاب ناوروتسكي سيكون لدى بولندا حليف قوي، قاصدة أميركا، يضمن لها محاربة أعدائها الذين لا يشاركونها قيمها، واعدة أيضًا بأن الوجود العسكري الأميركي في بولندا سيستمر حينها، وأضافت مخاطبة الشعب البولندي "وستحصلون على معدات أميركية الصنع عالية الجودة".
وجدير بالذكر أن الولايات المتحدة لديها 10 آلاف جندي متمركزين في بولندا الآن.
ولهذا السبب كان يُنظر لتلك الانتخابات على نطاق واسع باعتباره انعكاسا لصراع أوروبي أميركي على الرقعة البولندية، فبينما تريد أوروبا أن تظهر متماسكة ومنسجمة في مواجهة ترامب، صُدمت بأن شعبًا جديدًا من شعوبها قد اختار رئيسًا يمينيا يرفع شعارات ترامب نفسها، ويتعهد خلال حملته الانتخابية بعرقلة الحكومة الليبرالية الساعية لإجراء تغييرات في هياكل البلاد تجعلها منسجمة ومتصالحة مع الاتحاد الأوروبي.
بل إن جزءا أساسيًا من حملته الانتخابية كانت مشكلة من الهجوم على برلين وسيطرتها على الدول الأوروبية، وقد قال إنه سيحاول إرغام برلين على دفع تعويضات لبولندا عن الحرب العالمية الثانية أيضًا، وأكد أنه لن يقبل باعتماد اليورو عملًة لبلاده.
وبحسب مقال بحثي نشرته كلية لندن للاقتصاد، فمن المتوقع في عهد رئاسة ناوروتسكي أن يتخذ موقفًا عدائيًا ضد كل من ألمانيا والاتحاد الأوروبي، وأن يصطف تمامًا مع الرئيس الأميركي، وكذلك سينتقد بشدة أجندة عمل المفوضية الأوروبية وسياسات الهجرة والمناخ الأوروبية، وسيتعاون في ذلك مع الكتلة اليمينية بالاتحاد الأوروبي.
وبحسب النائب الفرنسي في البرلمان الأوروبي برنارد غيتا، فإن رئاسة ناوروتسكي قد لا تؤدي إلى مشاكل دبلوماسية وقطيعة فورية مع الاتحاد، ولكن سيكون لها عواقب وخيمة على المدى الطويل، وقد يؤدي تحالفه مع ترامب إلى مضاعفة الجهود لفصل بولندا عن جماعة الاتحاد الأوروبي وخطط التكامل في القارة، وقد تعرقل بولندا على سبيل المثال جهود التكامل العسكري في القارة العجوز المتمثلة مؤخرًا في مبادرة شراء أسلحة مشتركة جديدة بقيمة 150 مليار يورو.
أما من جانب الخطر الأوروبي العسكري الشرقي المتمثل في روسيا، فمن شبه المتفق عليه بين المحللين أن ناوروتسكي لن يختلف مع الحكومة الحالية في البلاد حول دعم أوكرانيا العسكري رغم خطابه الذي يُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره معاديا للاجئين الأوكرانيين في ظل ارتفاع مشاعر الغضب بين البولنديين من زيادة أعداد اللاجئين الأوكرانيين في بلادهم، فضلًا عن رفضه دخول كييف حلف الناتو، إذ إن رؤية روسيا باعتبارها خطرا هي مسألة إجماع في السياسة البولندية.
إعلانوباختصار يمكن ألا يكون لانتخاب ناوروتسكي في اللحظة الحالية تأثير كبير على مجريات الأمور في بولندا أو القارة أو حلف شمال الأطلسي، لكن انتخابه ينذر بأن الانتخابات البرلمانية القادمة عام 2027 قد تشهد عودة اليمين بالحكومة كما في الرئاسة، خاصة أن ناوروتسكي سيتبع سياسة عرقلة الحكومة الليبرالية الحالية ومحاولة إفشالها والدفع بالأمور لإجراء انتخابات برلمانية جديدة في أسرع وقت ممكن.
والأمر الآخر الذي لا يقل أهمية أن تلك الانتخابات حلقة جديدة من حلقات تهشم أوروبا الليبرالية من الداخل وزيادة حجم المعسكر اليميني داخل الدول الأعضاء بالاتحاد ذاته مما قد يُحدث على المدى المتوسط تحولات في أوروبا نفسها، وعلى المدى القريب فإن هذا يمثل فوزًا جديدًا للمد "الترامبي" في الغرب، وفوزًا جديدًا للرؤية المسيحية المحافظة للغرب على حساب الرؤية الليبرالية الديمقراطية.
كذلك -وعلى المدى القصير- فإن معسكر أوربان والمجر في الاتحاد الأوروبي قد يجد له حليفًا جديدًا يتحدى به الخطط الليبرالية للاتحاد الأوروبي، ويعد أوربان أكثر الزعماء الأوروبيين الذين احتفلوا بنتائج انتخابات الرئاسة البولندية.