مفتاح وهدية السبب.. طاهرة تطلب الخلع في ذكري زوجها الـ18
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
«18 سنة إهانة وصابرة، بس بقي بيأذي العيال»، هكذا لخصت طاهرة معاناتها بعد سنوات طويلة في كنف زوجها؛ لافتةً إلى أنها لم تعد تتحمل رؤية أولادها يستغيثون من الضرب والتعذيب على يده، فقررت الهرب بعد أن اكتشفت الطامة الكبرى التي جعلتها تضع نقطة على السطر في تلك الزيجة التي استنفذت أجمل سنوات عمرها، حتى تاهت بها الطرق ووجدت نفسها أمام محكمة الأسرة تبحث عن حل، فما قصتها؟
طاهرة: 17 سنة ضرب وإهانةبصوت حزين، حكت طاهرة صاحبة الـ38 عامًا، إنها تعرفت على زوجها في عمر 17 عامًا عن طريق إحدى صديقاتها، وبعد التقدم لها أقنعتها والدتها أنه الشخص المناسب، ولأن والدها متوفي أتم أهلها الخطوبة دون رأيها، وبعد أكثر من عامين تمت الزيجة وأجبروها على العيش في البداية مع حماتها في غرفة واحدة داخل شقة؛ وفي بداية زواجها رأت العذاب بسبب تحكم حماتها في مجريات حياتها، وبدأت تتعرض للضرب من قبل زوجها بتحريض من والدته، وبعد عام أنجبت طفلها الأول؛ وفقًا لحديثها مع «الوطن».
بدأت مأساتها الحقيقة بعد أن بدأ يضربها وهي تحمل طفلها بين ذراعيها، إذ اعتاد الجيران على سماع صراخها كل ليلة أثناء اعتدائه عليها بالضرب دون أن تجد من ينقذها، ومع الوقت بدأ لا يتركها إلا بعد وقوع إصابات في جسدها والذهاب إلى المستشفى، لكنها صبرت بعد إنجابها 3 أطفال بينهم فتاتين؛ وعندما كانت تشتكي لوالدتها كانت تعنفها وتجبرها على العودة لمنزلها، ومع الوقت بدأت حياتها تنهار بسبب ضربه لهم، وفقًا لحديث الزوجة.
«ولادي كبروا ابني بقى عنده 17 سنة وبقي يشتغل في أي حاجه عشان خاطر يصرف على نفسه ومن وقت للتاني بيجبلي هدية أو حاجه نفسي فيها أو لأخواته، والبنتين لسه صغيرين، وفي آخر مناسبة عرفوا أنه عيد جوازي أنا وأبوهم ورغم القسوة اللي بيشفوها منه، لكن قرروا يحتفلوا بينا لكسر الروتين واستعطافه، فجابوا تورته وهدية لينا لكنه قرر يعكنن علينا كالعادة»، وفقًا لحديث طاهرة.
«من كتر ما كل يوم أصحي وأنام على علقة موت من غير سبب، مبقتش أحس بالضرب، وجسمي كله أثار للضرب، وبيضرب العيال بسبب ومن غير سبب وتأنيب الضمير بقى ملازمني أيه ذنبهم، وخايفة على العيال من ضربه لحد منهم يموت في أيده، ويوم ما قرروا يحتفلوا بينا فضل يقولهم على الفلوس والمصاريف مع أنهم مخدوش منه حاجة، وفجأة قفل الباب بالمفتاح ورماه من الشباك عشان محدش يعرف يفتح الباب من الولاد»، وتحول الاحتفال لعلقة موت بسبب الهدية اللي اشترها الأبناء من مصروفاهم الشخصي، وفقًا لروايتها.
لم تقوى طاهرة على رؤية ضرب وكسرة نفس أولادها؛ فقرت أن تصرخ حتى استنجدت بالجيران الذين كسروا باب الشقة وشهدوا معها على الواقعة بعد أن قررت أن تخرج عن صمتها وتحرر له محضر في قسم الشرطة، وبعدها تركت المنزل متجهة لمحكمة الأسرة بالجيزة مقيمة دعوى خلع حملت رقم 3287 وستلاحقه بنفقات أبنائهما.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الخلع محكمة الأسرة العنف الأسري دعوى خلع
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: قيام الليل مفتاح السكينة والتقوى في زمن الفتن
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن قيام الليل؛ فهو مفتاحٌ بسيط، ولكن الله سبحانه وتعالى ذكَره في سياق بناء شخصيَّة عبادِ الرحمن. وأنت في قيام الليل كُن خائفًا من الله، خائفًا من عذابِه، مُلتجِئًا إليه سبحانه وتعالى؛ فإن هذا يجعلك تعيش في جوٍّ آخر غير الجوِّ الذي يريدون أن نعيش فيه، فتكون نفسُك لوَّامةً في بداية الأمر، ثم لا تزال ترتقي حتى تصيرَ راضيةً مرضيَّةً بعد ذلك، مطمئنَّةً في نهاية المطاف، كاملةً في سيرها إلى الله بعد ذلك.
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية يموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أيها المؤمن.. هذه صفاتُ عباد الرحمن؛ تركوا المحرَّمات، وفعلوا الخيرات. هذه هي النفسُ البشريَّة التي أرادوا دَسَّها في أمَّارةٍ بالسوء، ولا يريدون لها تزكية، وهذه النفسُ البشريَّة التي رحم ربي فرضي عنها وأرضاها.
إذًا؛ نُقاوم ونصبر على ما قد جُبِلْنا عليه من توجّهٍ إلى الشر، ومن ميلٍ إلى الشهوات، وينبغي علينا أن نكون من المُزكِّين للنفس، وبدايةُ ذلك صلاةُ الليل؛ تُوقِع فيها الدعاء، فتلتجئ إلى الله.
ومن صلَّى الليل لا يفوتُه الفجر، ومن صلَّى الفجر كان في ذمَّة الله.
كلُّ هذه الأشياء تناساها كثيرٌ من الناس، واستيقظوا بعد فوات الأوان، وبعد شروق الشمس، ولا يدرون كيف أنَّ المسلم إذا استيقظ في تلك الساعة أصبحت نفسُه وَخِمَةً (أي ثقيلة)، والشيطان قد تَرَصَّد له. جَرِّبوا مع الله ما أمر الله به، وستَرَونَه بابًا قد فُتِح لكم؛ فيه الجمال، وفيه الراحة، وفيه الطمأنينة، وهو سهلٌ يشترك فيه كلُّ أحد، ليس صعبًا في فهمِه، ولا في تطبيقه، ولا مستحيلًا في ذاته.
أيها المسلمون.. هكذا علَّمنا ربُّنا في بناء النفس، ولم يعلِّمْنا أن نتبعَها ونتبعَ هواها؛ قال تعالى: ﴿وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا﴾ [النساء: 60].
يا عباد الله.. في هذا العصر الذي تتوالى فيه الأحداثُ تترى، يحتاج المؤمنُ منَّا إلى نفسٍ راضيةٍ مرضيَّةٍ مطمئنة، يواجه بها هذا البحرَ، بل هذه البحار من الظُّلُمات؛ الكيدُ هنا وهناك، وقِلَّةُ العقل، وقِلَّةُ الحكمةِ التي قال فيها الله تعالى: ﴿وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ [البقرة: 269]،
وقد أصابت كثيرًا من الناس. وأنت في أشدِّ الحاجة في هذه الأوقات إلى تقوية علاقتِك مع ربِّك، وقيامُ الليل ليس بعيدًا عن الأحداث التي نحن فيها؛ فاستنجدوا بالدعاء في جوف الليل؛ فقد ورد: «والدعاءُ يَنفَعُ مِمَّا نَزَلَ ومِمَّا لَمْ يَنزِلْ، وإنَّ البَلاءَ لَيَنْزِلُ فيَلْقَاهُ الدُّعاءُ فَيَعْتَلِجَانِ (يتصارعان) إلى يومِ القيامة» (رواه الطبراني).
الدعاءَ، الدعاءَ؛ الفعَّالُ لما يريد هو الله، والذي يحمي عبدَه هو الله؛ نلجأ إليه كما لجأ إليه عبدُ المطَّلب فقال: هذه غنمي، وإنَّ للبيتِ ربًّا يحميه.
علينا أن نُحسِن العلاقة مع الله حتى نتقوَّى في السير في هذا العصر، وحتى نواجه هذا كلَّه؛ لأنه رُكامٌ (وهو جمعُ شيءٍ فوقَ آخر حتى يصيرَ رُكامًا) يُذهبه الله في لحظة. فنَدعو الله سبحانه وتعالى ألَّا يجعل مصيبتَنا في ديننا، وألَّا يجعل الدنيا أكبرَ همِّنا ولا مبلغَ علمِنا، وأن يُحبِّب إلينا يومَ لقائه، وأن يجعلنا شهداءَ في سبيله، وأن يُحبِّب إلينا هذا الأمرَ من الدين.