الأسبوع:
2025-12-14@06:16:27 GMT

بعد شائعة الإلغاء.. قانون الإيجار القديم إلى أين؟

تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT

بعد شائعة الإلغاء.. قانون الإيجار القديم إلى أين؟

تُعَد مشكلة قانون الإيجار القديم للوحدات السكنية في مصر من أبرز القضايا التي تثير الجدل بين الحين والآخر.

القضية طفت على السطح من جديد بعد أن انتشرت شائعات خلال الأيام القليلة الماضية عن إلغاء قانون الإيجار القديم ورفع الإيجارات لـ2000 جنيه شهريًّا، وهي شائعات لم يعززها أي تحرك، فلم تُصدر الحكومة قرارًا رسميًّا بهذا الشأن، وما زالتِ المناقشات جارية، للبحث عن حلول عادلة ومُرضية لكل من المالك والمستأجر.

فيما تدرس اللجان المختصة في مجلس النواب مشروعات القوانين المقدمة من النواب بخصوص الإيجار القديم من كل جوانبه بما يحقق مصلحة المالك والمستأجر على السواء، تزامنًا مع سعي الحكومة لتوفير معلومات دقيقة عن عدد الوحدات التي تندرج تحت قانون الإيجار القديم.

وتكمن مشكلة قانون الإيجار القديم في ثبات القيمة الإيجارية المنصوص عليها في العقد بدون أي زيادة مع أحقية المستأجر في البقاء مدى الحياة بالوحدة السكنية، وعدم قدرة المالك على رفع سعر الإيجار، وهو ما يختلف عن قانون الإيجار الجديد الذي يعطي بعض الحرية للمالك والمستأجر فيما يتعلق بمدة وقيمة الإيجار.

والمعروف أن نظام الإيجار القديم عبارة عن عقود ممتدة وقت أن كانت أسعار الإيجارات تتسم بالثبات واستقرار الأوضاع الاقتصادية، لكن اليوم نجد أن هذه العقود القديمة أصبحت عبئًا على المالك الذي أصبح يتقاضى جنيهات قليلة نظير إيجار شقة يتجاوز سعرها الملايين خاصةً مع تضخم الأسعار والأزمة الاقتصادية.

فيما كشفتِ الإحصائيات الرسمية أن 30 مليون مواطن يعيشون في مصر بنظام الإيجار القديم، من بينهم 20 مليون شخص يقيمون في حوالي 10 ملايين شقة مؤجرة، ويرغب كلا الطرفين في حل هذه الأزمة في الوقت الحالي.

«الأسبوع» تواصلت مع النائب الدكتور محمد عطية الفيومي (رئيس لجنة الإسكان بمجلس النواب) الذي قال: نحن نرفض التحدث في موضوع قانون الإيجار القديم، لأنه موضوع شائك ومهم، ويثير المشكلات بين المواطنين، ويتسبب في انتشار الكثير من الشائعات، ولذلك لم تتخذِ الحكومة أو مجلس النواب خطوات أو قرارات للرد على الشائعات والكلام المغلوط الذي ليس له أساس من الصحة.. مؤكدًا أنه لن يتحدث في هذا الموضوع مع الإعلام خلال الفترة الحالية، لأن كثرة التصريحات تثير الرأي العام وتتسبب في لغط ليس له أساس من الصحة.

وأوضح الدكتور علي الإدريسي (الخبير الاقتصادي) أن المشكلة الأساسية في أزمة قانون الإيجار القديم هي الارتفاعات الكبيرة التي حدثت بسبب التضخم وزيادة الطلب على العقارات للحفاظ على الأموال، ولذلك حدثت ارتفاعات جنونية في الإيجارات بشكل عام وخاصة في الأماكن الشعبية، نتيجة زيادة الطلب عليها، وأصبح ملاك العقارات يعانون من عدم التوازن بشكل كبير في القيمة الإيجارية ما بين العائد من إيجار الوحدة السكنية والتضخم وارتفاع الأسعار وقيمة العقار التي زادت.

وأضاف الخبير الاقتصادي أن هناك الكثير من القوانين التي بها تضارب وعدم وضوح للرؤية والتي جعلتِ العلاقة ما بين المالك والمستأجر بها صعوبات، ولذلك لابد من حل أزمة الإيجار القديم في مصر، لأنه ليس موضوعًا بسيطًا.

وأوضح الدكتور الإدريسي أن الإيجار القديم بدأ يقل تدريجيًّا خلال هذه الفترة، ولكن يجب أن يكون هناك حل جذري لهذه المشكلة، لأنه كانت هناك تقديرات من فترة قصيرة تشير إلى أن هناك 3 ملايين وحدة سكنية خاضعة لقانون الإيجار القديم، ومن الممكن أن يكون هذا العدد قابلًا للزيادة، وهذا عدد غير قليل، وأغلبها في المناطق الشعبية القديمة المتكدسة بالسكان.

وأكد الخبير الاقتصادي أنه يجب أن يكون هناك وضوح في القوانين، لكي تحمي الملاك وتحمي أيضًا المستأجرين، ويكون لها نوع من التحفيز على الاستثمار العقاري، لأنه جزء مرتبط بالدولة، ولابد أن يكون هناك بدائل متاحة، وعلى الحكومة أن تتحرك بشكل أقوى نحو فكرة نظام الإيجار بشقق الاسكان الاجتماعي، التي يتم طرحها لمحدودي الدخل لتكون البديل للإيجار القديم.

وأشار الإدريسي إلى أنه لا يمكن أن يتم إلغاء قانون الإيجار القديم من قِبل الحكومة، لأن هناك تعاقدًا، ولكن من الممكن تعديل القيمة الإيجارية، لتناسب التطورات الكثيرة التي تحدث، لأنه من المستحيل أن يتم دفع إيجار بقيمة 20 أو 50 جنيهًا في عام 2024، فهذا وضع صعب، ولكن يجب أن تكون هناك زيادات مقبولة، لأن المواطنين لديهم ظروف وضغوطات والوضع ليس أفضل حاجة سواء لمالك الشقة أو المستأجر.

واختتم الخبير الاقتصادي حديثه قائلًا: يجب دراسة الموضوع على أرض الواقع لوضع قوانين مُرضية، وطرح بدائل مناسبة للجميع، من خلال المبادرات ومشروعات الإسكان، بالإضافة إلى تنظيم العلاقة بين المالك والمستأجر في نظام الإيجار القديم.

وفي سياق متصل قدم بعض أعضاء مجلس النواب مشروعَ قانون لحل أزمة الإيجار القديم، ومن بينهم النائب إيهاب رمزي، عضو لجنة الشؤون التشريعية والدستورية، الذي اقترح تقديم تعويض مالي للمستأجرين، ومنحهم الأولوية في الحصول على وحدات سكنية من وزارة الإسكان.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الإيجار القديم قانون الإيجار القديم قانون الإیجار القدیم المالک والمستأجر الخبیر الاقتصادی أن یکون

إقرأ أيضاً:

إلغاء قانون قيصر.. توقيع ترامب ينهي سنوات من خنق الاقتصاد السوري ليبدأ التعافي

في لحظة سياسية فارقة تعيد رسم موقع سوريا على الخريطة الإقليمية والدولية، صوّت مجلس النواب الأميركي على إلغاء "قانون قيصر" الذي شكّل طوال ستة أعوام أحد أكثر أدوات الضغط الصارمة على الاقتصاد السوري. 

ومع انتقال المشروع إلى مجلس الشيوخ تمهيداً لتوقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل نهاية العام، تتجه الأنظار إلى مرحلة جديدة قد تُنهي سنوات من الخنق الاقتصادي، وتفتح باب الأسئلة حول فرص التعافي وقدرة الحكومة السورية الجديدة على استثمار هذه التحولات.

يأتي القرار في سياق إقليمي ودولي متغير، وبعد عام من التحولات الجذرية التي شهدتها سوريا إثر سقوط نظام الأسد وصعود حكومة انتقالية بقيادة الرئيس أحمد الشرع. ومع ذلك، يبقى السؤال الأبرز: هل يكفي رفع العقوبات لتبدأ سوريا رحلة النهوض، أم أن الطريق لا يزال طويلاً ومليئاً بالتحديات المعقّدة؟

قانون قيصر

أقِرّ "قانون قيصر" عام 2019 خلال ولاية ترامب الأولى، مستنداً إلى صور مسرّبة وثّقت انتهاكات واسعة في السجون السورية. فرض القانون عقوبات مشددة طالت مؤسسات الدولة وقطاعات الطاقة والبناء والمالية، ومنع التعامل مع جهات حكومية أو شركات مرتبطة بالنظام السابق. وعلى مدى سنوات، شكّل القانون أحد أعمدة العزلة الاقتصادية التي عمّقت الانهيار البنيوي في سوريا.

أما التغيير الجوهري فجاء في ديسمبر 2024 حين أطاحت قوات المعارضة بنظام الأسد، ليفرّ الأخير إلى روسيا، وتبدأ مرحلة سياسية جديدة بدعم أميركي. ومع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، بدأت سياسة إعادة تقييم شاملة للعقوبات، وصولاً إلى مسار الإلغاء الذي نشهده اليوم.

تفاصيل مشروع الإلغاء وشروطه الرقابية

رغم أن القانون يلغي العقوبات فعلياً، إلا أنه يستبدلها بآلية رقابية دورية تُلزم البيت الأبيض بتقديم تقارير إلى الكونغرس كل 90 يوماً ثم كل 180 يوماً لمدة أربع سنوات، تتضمن:

مكافحة الإرهاب والجماعات المتشددة.حماية حقوق الأقليات الدينية والإثنية.إبعاد المقاتلين الأجانب من المناصب العليا.الامتناع عن أي عمل عسكري غير مبرر ضد الجوار.التقدم في تنفيذ اتفاق 10 مارس 2025 مع "قسد".مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب والمخدرات.ضمان تمثيل عادل في الحكومة والبرلمان.ملاحقة مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان.

هذه الشروط غير ملزمة قانوناً لإبطال الإلغاء، لكنها تشكل آلية ضغط سياسية وأمنية على الحكومة السورية الجديدة.

هل يبدأ النهوض الاقتصادي؟

ترفع خطوة الإلغاء الكثير من القيود، لكنها لا تُطلق العنان للتعافي بشكل مباشر. فالأضرار التي ألحقها العقد الماضي بالاقتصاد السوري ضخمة؛ تقديرات الأمم المتحدة والبنك الدولي تتحدث عن حاجات إعمار تفوق 216 مليار دولار، إضافة إلى نظام مصرفي مضطرب، وسيولة شبه معدومة، وسوق موازية تتحكم بتعدد أسعار الصرف.

ويرى خبراء الاقتصاد أن رفع العقوبات يمثل شرطاً لا بد منه لكنه غير كافٍ. فالدخول في مرحلة الإعمار يحتاج:

تحديثاً تشريعياً شاملاً.استعادة الثقة بالقضاء والمصرف المركزي.بيئة أعمال شفافة تستقطب المستثمرين.إعادة ربط البنوك السورية بمنظومة "سويفت".ضمانات أمنية وسياسية.

ويتوقع اقتصاديون انتقالاً من الانكماش إلى نمو إيجابي محدود خلال الأعوام الثلاثة المقبلة في حال أُنجزت الإصلاحات.

التحديات المعيشية.. طريق طويل قبل التحسن

يعيش أكثر من 90% من السوريين تحت خط الفقر، ما يجعل أي إصلاح اقتصادي محفوفاً بتكاليف اجتماعية قصيرة الأمد، أبرزها:

تحرير تدريجي للأسعار.إعادة هيكلة الدعم.ارتفاع مؤقت في تكاليف المعيشة.

لذلك، تحذر المؤسسات من أن التعافي لن ينعكس سريعاً على الأسر إلا بوجود برامج حماية اجتماعية فعّالة.

إلغاء "قانون قيصر" يمثل بداية مرحلة لا نهايتها. صحيح أنه يفتح الباب أمام انفراج اقتصادي محتمل، لكنه يضع سوريا في مواجهة اختبار أكبر: القدرة على تنفيذ إصلاحات عميقة، وبناء دولة شفافة تستعيد ثقة شعبها وشركائها الدوليين. فالطريق إلى التعافي لن يُرسم في واشنطن وحدها، بل يبدأ من دمشق قبل أي مكان آخر.

طباعة شارك قانون قيصر سوريا العقوبات الأمريكية على سوريا إلغاء قانون قيصر

مقالات مشابهة

  • قانون الإيجار القديم يحسم قيمة الإيجارات .. الزيادات حسب نوع المنطقة
  • زيادة الإيجار القديم في الإسكندرية بعد قرار المحافظ الجديد.. هتدفع كام؟
  • الإيجار القديم.. بالأرقام ننشر الأسعار الشهرية لكل منطقة
  • زكاة مال الإيجار المُقدَّم.. الإفتاء توضح الحالات الجائزة للصرف على المحتاجين للسكن
  • انتهاء حصر وتقديم مناطق الإيجار القديم في 15 محافظة.. بيان عاجل من «التنمية المحلية»
  • محافظ الإسكندرية يُصدر قرار تقسيم مناطق "الإيجار القديم" إلى متميزة ومتوسطة واقتصادية
  • نحو 100 قتيل في هجوم الإنتقالي على حضرموت.. ومعلومات تكشف حجم الإنتهاكات التي ارتكبتها مليشياته هناك
  • إلغاء قانون قيصر.. توقيع ترامب ينهي سنوات من خنق الاقتصاد السوري ليبدأ التعافي
  • سوريون: لا قيصر بعد قيصر
  • مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية لصالح إلغاء قانون قيصر ورفع العقوبات عن سوريا