الجزيرة:
2025-06-10@17:33:47 GMT

مؤتمر باريس للدعم الإنساني هكذا يراه اللبنانيون

تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT

مؤتمر باريس للدعم الإنساني هكذا يراه اللبنانيون

بيروت- في ظل العدوان المستمر على لبنان والتحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهه، تستعد باريس لاستضافة مؤتمر دولي في 24 أكتوبر/تشرين الأول الجاري تحت شعار "دعم سيادة لبنان وشعبه" بهدف حشد جهود المجتمع الدولي لدعم الشعب اللبناني وتعزيز قدرات الجيش على مواجهة التحديات المتزايدة.

وأعلنت الخارجية الفرنسية أن المؤتمر، الذي يأتي بمبادرة من الرئيس إيمانويل ماكرون، سيشهد مشاركة واسعة من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمات دولية وإقليمية وأخرى غير حكومية، لتقديم الدعم الضروري للبنان في هذه المرحلة الحرجة.

وتتجلى أهمية هذا المؤتمر في انعقاده في باريس، إحدى أبرز العواصم المُلمة بالشأن اللبناني، وفي توقيته الحاسم، إذ يأتي بعد زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إلى الشرق الأوسط شملت لبنان والسعودية وقطر والأردن وإسرائيل، حيث أجرى اتصالات دبلوماسية مهمة.

تطلعات فرنسية

أما بنود المؤتمر فتشكل محورا أساسيا، حيث تسعى للاستجابة لحاجات الشعب اللبناني في مجالي الحماية والمساعدات، إضافة إلى بحث سبل دعم الجيش باعتباره أحد ضامني الاستقرار الداخلي. كما يهدف المؤتمر إلى التذكير بضرورة التوصل إلى حل دبلوماسي يمكّن من عودة النازحين وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 1701. ودعم الجهود الرامية إلى انتخاب رئيس في لبنان.

ويرى المحلل السياسي جورج علم أن هذا المؤتمر يشكل حلقة مهمة في إطار الاهتمام الفرنسي الخاص بلبنان، وأن فرنسا تُعد الدولة الكبرى الوحيدة العضو في مجلس الأمن التي تُظهر اهتماما جادا بلبنان، والذي يأتي رغم ضعف إمكانياتها الدبلوماسية مقارنة بالولايات المتحدة التي تُعتبر القوة الأكبر بهذا السياق.

وتوسيعا لهذا الاهتمام، يؤكد علم -للجزيرة نت- أن المؤتمر ينطوي على 3 أبعاد رئيسية هي:

البعد الأول: يتمثل في السعي الفرنسي لوقف إطلاق النار مستندا إلى الموقف الحكومي الرسمي الصادر من بيروت، ارتباطا بالاجتماع الثلاثي الذي جمع رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والزعيم الدرزي وليد جنبلاط. البعد الثاني: يرتكز أيضا على البيان الأميركي الفرنسي الذي وافقت عليه الدول العشر النافذة، والداعي إلى وقف إطلاق النار، وتنفيذ القرار 1701، وضمان السيادة اللبنانية في الجنوب. لذلك، يعتبر علم أن هذا البعد يمثل تعبئة دولية للضغط على كل من إسرائيل وإيران للتوصل إلى وقف إطلاق النار في الجنوب. البعد الثالث: يركز على تعزيز قدرات القوات المسلحة اللبنانية، وخاصة الجيش، ويرى علم أنه يجب تمكين الجيش من أداء واجباته بالجنوب بعد تنفيذ القرار 1701. وهذا يضمن أن تكون الأوامر العسكرية تحت قيادة الجيش وليس تحت إشراف أي طرف آخر.

ضرورة ملحة

وفيما يتعلق بالوضع الإنساني، يشير المحلل السياسي إلى أهمية توفير الاحتياجات الأساسية للبنان، والتي تشمل الأغذية والأدوية والرعاية الصحية. ويؤكد أنها ضرورية لدعم نحو 1.3 مليون نازح لبناني، وأن هذا الدعم يمثل ضرورة ملحة لضمان استقرار الوضع الإنساني في البلاد.

ويتساءل علم حول ما إذا كانت إسرائيل تسعى إلى إفشال هذا المؤتمر عبر تصعيد عسكري كبير بالمنطقة، ويعتبر أن هذا التصعيد قد يؤدي إلى توجيه ضربة لإيران لها تداعيات خطيرة. وبالتالي، يظل المشهد العسكري طاغيا على المشهد الدبلوماسي مما يثير القلق بشأن المستقبل.

وفي سياق الجهود الإقليمية، يذكر علم أن هذا المؤتمر يتزامن مع زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المنطقة بهدف التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة ولبنان وتبادل الأسرى. كما يُتوقع وصول الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت وإسرائيل للعمل على تهدئة أوضاع الجنوب.

إضافة إلى ذلك، يشير المحلل السياسي إلى زيارة أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى بيروت لتشجيع المسار السياسي الذي اعتمدته الحكومة اللبنانية للتوصل إلى وقف النار، وذلك في إطار عدم خضوع لبنان لأي وصاية خارجية، خاصة بعد الرفض الذي عبر عنه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لاقتراح رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف.

وكان ميقاتي قد استنكر تصريحات سابقة لقاليباف عن استعداد إيران للتفاوض مع فرنسا بشأن تطبيق القرار 1701، واعتبر ذلك تدخلا في الشأن اللبناني، وطلب استدعاء القائم بأعمال السفارة الإيرانية في بيروت.

دعم ورهانات

بينما يرى المحلل السياسي إبراهيم حيدر أن لقاء باريس يختلف عن المؤتمرات الأخرى، حيث إنه يقام بدعوة فرنسية بهدف تقديم مساعدات إنسانية وليس للبحث في وقف إطلاق النار. ويشير إلى أنه قد يتم إجراء مشاورات أو مباحثات بشأن التصعيد في جنوب لبنان والدفع نحو تطبيق القرار 1701.

وباعتقاده، فإن هدف المؤتمر الأساسي هو توفير مساعدات ودعم مالي للبنان وحشد الدعم للجيش خصوصا إذا استمرت الحرب فترة طويلة، استعدادا للمرحلة المقبلة. ويلفت لأهمية أن يراهن لبنان على المؤتمر في توفير المساعدات وتأمين الدعم الأوروبي الضروري، خاصة في ظل موقف مغاير للولايات المتحدة التي تسعى لتعديل هذا القرار.

أما بشأن الموقف الأميركي، يقول حيدر -للجزيرة نت- إن لبنان ينتظر مشاركة أميركية فعالة، والتي لم تتحدد بعد، ويعتبرها مؤشرا أساسيا لنجاح المؤتمر في توفير مظلة سياسية للبنان وحمايته من الحرب الإسرائيلية.

ومن جهة أخرى، يشير حيدر إلى أنه لا يوجد رهان كبير على ما يمكن أن يحققه المؤتمر بخلاف الدعم، حيث لا توجد توقعات بأن يكون مدخلا واضحا لوقف إطلاق النار، خاصة مع سعي إسرائيل لقطع الطريق أمام فرنسا وأوروبا للعب أي دور بالمفاوضات، وللضغط على قوات حفظ السلام الدولية (يونيفيل).

ويشدد حيدر على ضرورة مراقبة التمثيل الأميركي بالمؤتمر وما إذا كان بلينكن سيشارك شخصيا، كمؤشر للضغط لوقف النار. ويشير إلى أن إسرائيل تعمل على منع الفرنسيين من أداء أي دور في الحلول المرتبطة بالجنوب اللبناني، وذلك عقب المواقف الأخيرة التي أعلنها ماكرون والتي انتقدت إسرائيل، مما يبعد باريس عن أي دور في المفاوضات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات وقف إطلاق النار المحلل السیاسی هذا المؤتمر القرار 1701 إلى وقف علم أن أن هذا

إقرأ أيضاً:

مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات يعقد بفرنسا وسط غياب أميركي

انطلقت اليوم بمدينة نيس الفرنسية أعمال "مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات" الذي يعتزم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحويله إلى قمة لحشد الجهود، في حين قررت الولايات المتحدة مقاطعته، وهو ما ما قد يترك آثار على القرارات والالتزامات.

ومن المنتظر أن يحضر 50 رئيس دولة وحكومة، بينما تغيب الولايات المتحدة، وستركز المناقشات التي تستمر حتى 13 يونيو/ حزيران على التعدين في قاع البحار، والمعاهدة الدولية بشأن التلوث البلاستيكي، وتنظيم الصيد المفرط.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4الحيتان.. عمالقة المحيط وسلاحه ضد تغير المناخlist 2 of 4علماء يحددون نطاقين بالمحيطات بمعدلات حرارة قياسيةlist 3 of 4علماء يضعون خريطة للبلاستيك بالمحيطات والنتائج صادمةlist 4 of 4كينيا تستضيف مؤتمر "محيطنا" في 2026end of list

وقال الرئيس إيمانويل ماكرون لصحيفة "أويست فرانس" إن هذه القمة تهدف إلى "حشد الجهود، في وقت يجري التشكيك في قضايا المناخ من جانب البعض"، معربا عن أسفه لعدم مشاركة الولايات المتحدة فيها التي تملك أكبر مجال بحري في العالم.

وقرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أحاديا فتح المجال أمام التعدين في المياه الدولية للمحيط الهادي، متجاوزا "السلطة الدولية لقاع البحار"، الهيئة الحكومية الدولية غير المنتمية إليها الولايات المتحدة لعدم مصادقتها على اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.

وحددت فرنسا أهدافا طموحة لهذا المؤتمر الأممي الأول الذي يعقد على أراضيها منذ مؤتمر الأطراف حول المناخ "كوب21" الذي استضافته باريس في العام 2015.

إعلان

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إن فرنسا "تسعى ليكون المؤتمر موازيا بالنسبة إلى المحيطات، لما كان عليه اتفاق باريس قبل 10 سنوات، بالنسبة إلى المناخ".

وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل أشهر عن رغبته في جمع 60 مصادقة في نيس للسماح بدخول معاهدة حماية أعالي البحار حيز التنفيذ، ومن دون ذلك سيكون المؤتمر "فاشلا"، وفق موقف أدلى به السفير الفرنسي لشؤون المحيطات أوليفييه بوافر دارفور في مارس/آذار الماضي.

مجسم سمكة زخرفية معلقة في أحد الأبواب مدينة نيس قبل مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات (رويترز) التنمية المستدامة للمحيطات

وتهدف المعاهدة التي اعتمدت في العام 2023 ووقعتها 115 دولة إلى حماية الأنظمة البيئية البحرية في المياه الدولية التي تغطي نحو نصف مساحة سطح كوكب الأرض. وقد صادقت عليها حتى الآن رسميا 28 دولة والاتحاد الأوروبي.

وتأمل فرنسا أيضا توسيع نطاق التحالف المؤلف من 33 دولة، الذي يؤيد تجميد التعدين في قاع البحار. ومن المتوقع أن تتطرق النقاشات غير الرسمية بين الوفود أيضا إلى المفاوضات من أجل التوصل إلى معاهدة لمكافحة التلوث البلاستيكي، التي ستستأنف بجنيف في أغسطس/آب المقبل.

كما تأمل باريس الدفع قدما نحو المصادقة على الاتفاقات المتصلة بمكافحة الصيد غير القانوني والصيد المفرط. حيث أعلن الرئيس الفرنسي السبت، تحت ضغط منظمات غير حكومية، فرض قيود على صيد الأسماك بشباك الجر في بعض المناطق البحرية المحمية.

وتغطي المحيطات 70.8% من مساحة سطح الكرة الأرضية، وتشهد منذ عامين موجات حر غير مسبوقة تهدد كائناتها الحية، لكن حمايتها هي الأقل تمويلا بين أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة.

وشدد قصر الإليزيه على أن قمة نيس "ليست مؤتمرا لجمع التبرعات بالمعنى الدقيق للكلمة"، في حين قالت كوستاريكا، الدولة المشاركة في استضافة المؤتمر، إنها تأمل في جمع 100 مليار دولار من التمويل الجديد للتنمية المستدامة للمحيطات.

وانتقد بريان أودونيل، مدير حملة "من أجل الطبيعة"، وهي منظمة غير حكومية تعمل على حماية المحيطات مسألة نقص التمويل حيث قال: "لقد أنشأنا أسطورة تقول إن الحكومات لا تملك الأموال اللازمة لحماية المحيطات"، مضيفا أن "هناك أموالا. ولكن ليست هناك إرادة سياسية".

وتنظم ضمن المؤتمر، الذي يختتم في 13 يونيو/حزيران، فعاليات متعددة أهمها، مؤتمر واحد لعلوم المحيطات، ومنتدى الاقتصاد الأزرق والتمويل الأزرق، وقمة تحالف ارتفاع المحيطات والمرونة الساحلية.

إعلان

مقالات مشابهة

  • بطلب من لجنة وقف إطلاق النار.. الجيش يكشف على مبنى في الضاحية (صور)
  • بالأرقام... خروقات العدوّ الإسرائيليّ لاتّفاق وقف إطلاق النار
  • قتيلان ومصاب بغارة إسرائيلية على شبعا جنوبي لبنان
  • عون في الاردن للتشاور مع الملك عبدالله.. ولودريان في بيروت تحضيرا لـ مؤتمر باريس
  • الأمم المتحدة تطالب “إسرائيل” بوقف إطلاق النار في غزة والسماح بوصول المساعدات
  • مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات يعقد بفرنسا وسط غياب أميركي
  • إسرائيل وواشنطن تقرران إنهاء مهمة قوة يونيفيل جنوب لبنان
  • صحيفة: واشنطن وتل أبيب تقرران إنهاء مهمة (يونيفيل) في جنوب لبنان
  • مصادر أميركية: المسؤولون اللبنانيون كثيرو الكلام قليلو الأفعال
  • فرنسا تدعو إسرائيل للانسحاب “سريعا” من كامل الأراضي اللبنانية