جابر بن حسين العُماني
عُرِفَ المجتمع العُماني بعاداته وتقاليده الأصيلة التي كانت ولا تزال متجذرة في أبنائه الكرام، الذين يسعون دائمًا لتعزيز الروابط الاجتماعية والأسرية، والتي منها إظهار التضامن والتلاحم والتعاون بين أفراد المجتمع الواحد، ومن مظاهر التضامن الاجتماعي الملحوظة في المجتمع العُماني، هو التكافل الاجتماعي الذي يتخذ أشكالًا ومسميات مختلفة.
ويتجلى التكافل الاجتماعي في المجتمع العُماني بشكل كبير، ولا سيما في المناسبات الاجتماعية والأسرية، ومنها مناسبات الأعراس، حيث تظهر عوامل التكاتف والتضامن والتكافل بأفضل صورها الاجتماعية والأسرية، وذلك بهدف مشاركة العريس فرحته وسعادته، من خلال تقديم كافة أنواع الدعم المعنوي والمادي، حتى لا يشغل العريس عقله وفكره بتكاليف الزواج، حيث يقوم المجتمع برجاله ونسائه بمد يد العون والمساعدة للعريس وإهدائه هدية تعينه في حياته الزوجية وتخفف عنه أعباء الحياة الباهظة، فيتحمل المجتمع شيئًا من احتياجات العريس والتي تتمثل في أمرين مهمين، وهما كالآتي:
الأول: الدعم المالي؛ حيث يجتمع الأهالي والأقارب والأصدقاء والجيران وأبناء المجتمعات المجاورة، وبدعوة كريمة من صاحب المناسبة لحضور مراسم حفل الزفاف، وتُقام مراسم الزواج العُمانية المختلفة، ومنها قراءة المولد أو ما يُعرف بفن الهوامة، وكذلك اصطحاب العريس إلى حوض كبير من الماء بهدف الاستحمام، وهو ما يُسمى بـ"تسبوحة المعرس"، ثم وضع الطبق المستدير أو الطاولة المستديرة التي تُجمع عليها الهدايا المادية؛ حيث ينادي أحدهم بأسماء المتبرعين بالهدايا كل بحسب استطاعته، وتسجيل أسماء المتبرعين وقيمة ما تبرعوا به؛ حيث تصل التبرعات في بعض المحافظات العُمانية إلى عشرات الآلاف، مما يتيح للعريس السعيد تغطية تكاليف زواجه بشكل متكامل والاستمتاع بشهر عسل سعيد ومريح خارج بلاده بصحبة شريكة حياته، كما يقوم العريس بتسديد ديونه واحتياجاته بقيمة تلك الهدايا، وهذه العادة الطيبة والمباركة كانت ولا تزال متجذرة منذ عهد الآباء والأجداد وعرفت بمسميات مختلفة، ففي بعض المحافظات الكبيرة مثل محافظة صلالة، تسمى بـ "المغبور"، وفي مُحافظة الباطنة تسمى بـ"هدية المعرس"، وفي ولاية عبري عرفت بـ"العينية".
إلّا أنه ومن المؤسف في عصرنا الحالي بدأت هذه العادة في بعض الولايات بالانقراض، وقد يكون ذلك بسبب الظروف الاقتصادية؛ مما جعل البعض غير قادر على تقديم الهدايا المالية في مناسبات الزواج والاكتفاء بالمباركة والمشاركة بالحضور، وهو مما يثقل كاهل العريس ويجعله يتحمل لوحده نفقات الزواج الباهظة بهدف إقامة حفل الزواج.
الثاني: الدعم المعنوي، وقد عُرف المجتمع العُماني بالوقفات المعنوية في الأعراس، وهناك وقفات تُنمي الوعي الاجتماعي، فهدية العريس لا تعني دفع المال فقط، وإنما هناك موارد أخرى وهي عبارة عن مهام يسعى من أجلها أفراد المجتمع العُماني لإسعاد العريس، وتشمل تلك المهام المعنوية الحضور إلى مناسبة الزواج، والمساعدة في تقديم الطعام والقهوة والحلوى العُمانية، واستقبال الضيوف، وتنظيم المكان وتنظيفه، وتوفير ما يخص كشخة العريس من العمامة والسيف والخنجر، وتقوم كذلك النساء بتقديم الهدايا للعروس وذلك بقراءة الأهازيج والأناشيد وتقديم باقات الورد والحلويات والروائح الطيبة.
وتحظى هدية العريس في المجتمع العُماني بأهمية بالغة، فهي تعزز من أواصر المحبة والمودة والترابط والتعاون بين شرائح المجتمع المختلفة، لذا ينبغي الاهتمام بتجديدها وتفعيلها في المجتمعات، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهها الشباب حاليًا، ومن الضروري تقديم الدعم المادي والمعنوي لهم، وذلك من منطلق الواجب الأخلاقي الذي حثنا عليه ديننا الحنيف، قال تعالى: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" (المائدة: 2)، وقال نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم: «تَهَادَوْا تَحَابُّوا، فَإِنَّهَا تَذْهَبُ بِالضَّغَائِنِ»، وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: «الهَدِيَّةُ تورِثُ المَوَدَّةَ، وتُجَدِّدُ الأُخُوَّةَ، وتُذهِبُ الضَّغينَةَ».
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
فلسفة خاصة لمصمم هندي في تنظيم الحفلات الضخمة وتقديم الهدايا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يُعتبَر مصمّم الأزياء الهندي مانيش مالهوترا بالنسبة لعيد "ديوالي" كما هي الممثّلة الألمانيّة هايدي كلوم بالنسبة لهالوين: المضيف الأمثل للحفلات التي تحضرها النجوم.
يُقيم المصمّم الهندي كل عام، مناسبة ضخمة للاحتفال بعيد ديوالي، يشارك فيها أبرز نجوم بوليوود مثل شاه روخ خان وشيلبا شيتي اللذين حضرا أحدث حفلاته.
وبفضل سمعته المميزة في تنظيم الفعاليات، تمّ توظيف مالهوترا كمدير إبداعي لزفاف أنانت أمباني، ابن أغنى رجل في الهند، ووريثة صناعة الأدوية راديكا ميرشانت. بالإضافة إلى الإشراف على ديكور المكان، صمّم أزياء العروس ووالدة العريس نيتا أمباني، فضلاً عن أزياء الضيوف في فعاليات الزفاف المختلفة، ضمنًا ابنة الرئيس الأمريكي إيفانكا ترامب ونجمتي تلفزيون الواقع الأمريكتين كيم وكلوي كارداشيان.
أشار مالهوترا في لقاء مع CNN، إلى أنّ الموضة الهندية تعيش لحظتها الآن، فالحرفية والتقاليد النسيجية الهندية تحظى باهتمام دولي متزايد. وقال: "قليلون من يستحقون الفضل أكثر مني، فقد حضرت حفل "ميت غالا" 2025، وصمّمت إطلالات عدد من النجمات على السجادة الحمراء. في النهاية، عندما أعرض الموضة الهندية على مستوى عالمي، أريد للناس أن يروا عمقها وفنها وقيمتها الخالدة".
خلال السنوات الأخيرة، توسّع مالهوترا ليشمل مجالات أخرى بخلاف الموضة. فبعد أن كان مصمّم أزياء أفلام بوليوود منذ التسعينيات، أطلق في الآونة الأخيرة إنتاجه السينمائي من خلال الدراما الرومانسية الهندية "Gustaakh Ishq"، التي عُرضت في دور العرض الشهر الماضي. وهناك أيضًا خط المجوهرات الفاخرة الذي أطلقته علامته في 2023.
يُعرف مالهوترا بحسه الرفيع في اختيار الهدايا. فرغم أن الذهب هو الهدية الفاخرة التقليدية خلال ديوالي، إلا أن مجموعاته من المكياج الفاخر ومنتجات العناية بالبشرة، إلى جانب سلال الهدايا التي صمّمها لمجموعة فنادق، تشكّل أمثلة على الطريقة التي يجذب بها عملاءه الهنود خلال الإنفاق المتزايد والمتنوع لمواسم العطل بمليارات الدولارات. بالنسبة له، سر الهدايا والحفلات المميزة هو ذاته سر نجاحه في عالم الموضة: السرد القصصي.
شارك مانيش مالهوترا وجهة نظره حول اختيار الهدايا واستضافة الحفلات خلال موسم العطل:
CNN: ما الأمور التي يجب أن تسأل نفسك عنها قبل شراء هدية لشخص ما؟
مالهوترا: أفكر دومًا في شخصية الفرد، ما الذي يستمتع به حقيقة، وهل تعكس الهدية اهتماماته وروحه بطريقة ذات معنى.
CNN: كيف تختار الهدايا للأشخاص الذين لا تعرفهم جيدًا؟
مالهوترا: أعود دومًا إلى شيء خالد وبسيط: الأزهار. أحبها كثيرًا، فهي أنيقة ومدروسة ومثالية لكل المناسبات. عندما لا أكون متأكدًا من ذوق شخص ما، أجد أن باقة ورود جميلة هي الهدية الأنسب، وتُدخل البسمة على وجوه الناس، فالأزهار لا تخطئ أبدًا.
CNN: وما هي أفضل هدية لا تكلف شيئًا؟
مالهوترا: الوقت. لا يكلف شيئًا لكنه يحمل كل المعاني. سواء كان من خلال الجلوس لإجراء محادثة صادقة، أو التواجد الكامل مع الآخرين، أو مجرد الحضور في اللحظات المهمة، فالوقت لا يُقدّر بثمن، وفي عالم يسير بسرعة، يبقى الوقت الشيء الوحيد الذي لا يمكن شراؤه، وهو ما يُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الناس.
CNN: هل لديك أي تقاليد أو طقوس حول العطل؟
مالهوترا: خلال ديوالي، أقيم حفلة سنوية أصبحت تقليدًا يجمع أحبائي وأصدقائي تحت سقف واحد. الجو مليء بالفرح والدفء والموسيقى والطعام اللذيذ، وتُعد فرصة للاتصال والاحتفال والامتنان، وأعتبرها من أهم تقاليدي السنوية.
CNN: وإذا كنت تحتفل مع أحبائك حول طاولة، ما أهم عناصر هذا الاحتفال؟
مالهوترا: بالنسبة لي، لا يكتمل الاحتفال من دون الطعام! أحب أن تكون الطاولة غنية وجذابة، فالأطباق الشهية تمتلك قدرة سحرية على جمع الناس معًا، وإشعارهم بالراحة والضحك، وتشجيعهم على البقاء لفترة أطول.
الهندأزياءتصاميمموضةنشر الجمعة، 12 ديسمبر / كانون الأول 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.