وفاة فتح الله غولن عدو أردوغان اللدود
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
أكتوبر 21, 2024آخر تحديث: أكتوبر 21, 2024
المستقلة/- توفي فتح الله غولن، الداعية التركي المقيم في أمريكا، عن عمر يناهز 83 عامًا. واتهم بتنظيم محاولة انقلاب 2016 في تركيا، وكان قد نفى تورطه في ذلك الحدث.
بحسب موقع “حركول” الذي ينشر مواعظه، أُعلن عن وفاته عبر منصة “إكس” في مساء الأحد أثناء علاجه في أحد مستشفيات الولايات المتحدة.
كان غولن حليفًا مقربًا من أردوغان في فترة من الفترات، لكن علاقتهما انهارت بشكل مفاجئ بعدما ألقى أردوغان اللوم عليه في محاولة انقلاب عام 2016، التي قام بها جنود استولوا على دبابات ومروحيات في محاولة للسيطرة على السلطة. وأسفرت تلك الأحداث عن مقتل نحو 250 شخصًا.
ورغم نفي غولن أي دور له في المحاولة الانقلابية، إلا أن الحكومة التركية لم تتراجع عن اتهاماتها له. على مدى سنوات، وصف أردوغان جماعة غولن بأنها “إرهابية” وبدأت السلطات التركية في تفكيك حركته المعروفة باسم “الخدمة” داخل تركيا، وقلّ تأثيرها الدولي بشكل كبير بعد محاولة الانقلاب.
تمثل حركة “الخدمة” بالنسبة لأتباع غولن وسيلة لنشر ما يصفونه بالإسلام المعتدل الذي يعزز التعليم على النمط الغربي، والأسواق الحرة، والحوار بين الأديان. انتشر تأثيرها بشكل كبير خارج حدود تركيا إلى دول آسيا الوسطى، البلقان، إفريقيا، وحتى الغرب من خلال شبكة واسعة من المدارس والمؤسسات التعليمية.
غولن، الذي كان معروفًا بين أتباعه بلقب “حضرة الأستاذ”، وُلِد في قرية بمحافظة أرضروم شرق تركيا عام 1941. وكان ابنًا لإمام محلي وبدأ دراسته في القرآن الكريم منذ سن مبكرة. عُيّن في عام 1959 كإمام لمسجد في مدينة أدرنة شمال غرب تركيا، وبدأ في جذب الانتباه كداعية في الستينيات بمحافظة إزمير حيث أسس مساكن للطلاب وألقى مواعظ في المقاهي الشعبية.
لكن نفوذه تجاوز حدود تركيا ليصل إلى مناطق مثل دول آسيا الوسطى والبلقان وإفريقيا، حيث بنى شبكة تعليمية واسعة انتشرت عبر العقود اللاحقة.
في عام 2013، اشتدت الخلافات بين غولن وأردوغان بعد أن تم الكشف عن تحقيقات فساد طالت وزراء ومسؤولين مقربين من أردوغان. وكان يُعتقد على نطاق واسع أن أعضاء من جماعة غولن هم من يقفون وراء تلك التحقيقات، ما دفع السلطات التركية إلى إصدار مذكرة توقيف بحق غولن في عام 2014 وتصنيف حركته “كجماعة إرهابية” عام 2016.
بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، وصف أردوغان جماعة غولن بالخونة، وتعهد بملاحقتها في كل مكان. تم إغلاق مئات المدارس والشركات ووسائل الإعلام التابعة له، كما تم مصادرة العديد من الأصول المرتبطة بحركته. وأسفرت حملات القمع التي تلت محاولة الانقلاب عن اعتقال أكثر من 77,000 شخص وتعليق وظائف 150,000 عامل حكومي بما في ذلك معلمين وقضاة وجنود.
غولن، الذي أدان المحاولة الانقلابية بشدة، اعتبر الاتهامات الموجهة إليه مهينة خاصة بعد عقود من معاناته من الانقلابات العسكرية في تركيا.
“كشخص عانى من العديد من الانقلابات العسكرية على مدى الخمسين عامًا الماضية، فإن اتهامي بأي علاقة بمحاولة انقلاب هو إهانة كبيرة”، قال غولن في بيان سابق له.
ظل غولن شخصية معزولة، منبوذًا من قبل أنصار أردوغان ومجتنبًا من المعارضة التي اعتبرته عاملًا في تقويض الأسس العلمانية للجمهورية التركية على مدار عقود.
رغم الجهود المستمرة من تركيا كي تسلمه واشنطن لها، عاش غولن في الولايات المتحدة حيث كان يخضع للعلاج الطبي، ولم يغادرها على الرغم من فتح تحقيقات جنائية ضده في تركيا.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
ذكرى وفاة يوسف شاهين.. المخرج المتمرد الذي ألهم أجيالا من السينمائيين والنقاد
تحلّ اليوم، الأحد 27 يوليو، الذكرى السابعة عشرة لرحيل المخرج المصري العالمي يوسف شاهين، أحد أبرز أعمدة السينما العربية وأكثرها تأثيرًا، الذي يظل حاضرًا بأفلامه وصوته المختلف في المشهد السينمائي العربي والدولي، لم يكتفِ بسرد الحكايات، بل استخدم الكاميرا أداة لمساءلة الواقع ومواجهة السلطة وطرح التساؤلات.
ذكرى وفاة يوسف شاهينولد يوسف شاهين في 25 يوليو 1926 بمدينة الإسكندرية، في بيئة جمعت بين الثقافات واللغات، ولتنعكس فيما بعد عن رؤيته السينمائية المنفتحة على العالم، والتساؤلات عن الهوية والانتماء.
تلقى تعليمه في كلية فيكتوريا، ثم سافر إلى الولايات المتحدة لدراسة السينما والمسرح في معهد باسادينا بولاية كاليفورنيا، قبل أن يعود إلى مصر ليبدأ مسيرته الفنية بفيلم «بابا أمين» عام 1950 بطولة حسين رياض وماري منيب وفاتن حمامة، أخرجه ولم يكن عمره يتجاوز الـ24 عامًا.
يوسف شاهينكانت السينما بالنسبة لـ شاهين لم تكن مجرد وسيلة للمتعة أو التسلية، بل مؤمنًا بأن الفن موقف من الواقع يجب أن يصل إلى الجمهور من خلال الشاشة الكبيرة، وأن على الفن أن يطرح الأسئلة حين يصمت الجميع تنقّل بين الاجتماعي والسياسي والتاريخي.
جاءت أفلامه كأدوات اشتباك مع قضايا السياسة والمجتمع والهوية، مستخدمًا نظرته البصرية الفنية التي تمتاز بتفردها، وقدم أفلامًا لا تزال تُعد من كلاسيكيات السينما مثل: «باب الحديد، الأرض، الاختيار، الناصر صلاح الدين، العصفور».
رباعية الإسكندريةفي عام 1978، دخل يوسف شاهين مرحلة جديدة من مسيرته الإبداعية، عبر تقديمه ما عُرف بـ«رباعية الإسكندرية»، التي ضمت أفلام: «إسكندرية… ليه؟»، «حدوتة مصرية»، «إسكندرية كمان وكمان»، و«إسكندرية نيويورك»، وهي أعمال يستعرض فيها سيرته الذاتية وتحولات الحياتية بطابع فني، وطرح من خلالها تساؤلات وجودية حول الوطن والانتماء، والشرق والغرب، والذات والآخر.
وكان شاهين متمردًا وخاض اشتباكًا دائمًا مع السلطة، بكل تجلياتها: السياسية، والدينية، والاجتماعية، وفي فيلم «العصفور» 1972، الذي تحدث عن نكسة يونيو، حيث صور بصراحة مريرة الهزيمة النفسية التي سبقت نكسة يونيو، وفي فيلم «المهاجر» 1994 خطوطًا حمراء بتأويلات دينية أثارت جدلًا واسعًا.
إما في فيلمه «المصير» 1997، صور شاهين المعركة بين النور والظلام، مستخدمًا قصة الفيلسوف ابن رشد كمرآة للعصر الحديث، ووضع العقل، والتسامح، والانفتاح، في مواجهة الفكر المتطرف الذي يعادي الفنون والعقل معًا، عُرض الفيلم خارج المسابقة في مهرجان «كان» السينمائي، ونال إعجابًا واسعًا كرسالة ثقافية وسياسية ضد الإرهاب.
لم يكن شاهين مجرد مخرج يختار الممثلين لأداء أدوارهم، بل كان بمثابة أستاذ داخل البلاتوه، واكتشف العديد من النجوم مثل عمر الشريف، الذي انطلق إلى العالمية بعد مشاركته في «صراع في الوادي» 1954، أعطى الفرصة الأولى لهاني سلامة في «المصير»، ولخالد النبوي في «المهاجر»، كما أعاد تقديم نور الشريف بشكل مختلف في «حدوتة مصرية» لم يكن يتعامل مع الممثل كمؤدٍ بل كشريك في بناء الرؤية.
وفاة يوسف شاهينتوفي المخرج يوسف شاهين بسبب نزيف في المخ أدى إلى دخوله في غيبوبة، نُقل إلى باريس لتلقي العلاج، ثم عاد إلى القاهرة حيث توفي وهو في غيبوبة في مثل هذا اليوم عام 2008، عن عمر ناهز 82 عامًا.
رغم وفاته، لا تزال أفلام يوسف شاهين تُعرض في المهرجانات، وتُدرّس في معاهد السينما، وتُناقش في الندوات والأكاديميات، لم يتحول إلى اسم في التاريخ فقط، بل إلى مشروع فكري حي، يُلهم الأجيال الجديدة من السينمائيين، ويدفعهم إلى التفكير والتساؤل والخروج عن المألوف.
اقرأ أيضاً«يوسف شاهين الأستاذ».. مجدي أحمد علي يكشف عن رفض ليلى علوي مشهدا مثيرا
وفاة أرملة المخرج يوسف شاهين عن عمر يناهز الـ95 عاما
يسري نصر الله: تعلمت من يوسف شاهين ضرورة تحقيق المتعة في بيئة العمل