الإرهاب يترعرع في الجزائر.. ذبح سائحة سويسرية على يد ملثم والسلطات الجزائرية تتكتم حول الخبر
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
زنقة 20 | الرباط
قُتلت سائحة سويسرية في 11 أكتوبر الجاري في مدينة جانت، جنوب شرق الجزائر.
وأكدت وزارة الخارجية السويسرية لصحيفة لوفيغارو الفرنسية هذه الأخبار، التي تم تداولها منذ عدة أيام.
وقالت الخارجية السويسرية أنها على علم بوفاة مروعة لمواطنة سويسرية وقعت في 11 أكتوبر في جنوب شرق الجزائر.
السفارة السويسرية بالجزائر العاصمة قالت أنها على اتصال مع السلطات الجزائرية المختصة.
و كشفت أن الضحية كان ضمن مجموعة مكونة من خمسة سياح جميعهم من سويسرا.
وبحسب مصادر جزائرية تحدثت لصحيفة لوفيغارو، فإن الضحية كانة تجلس على شرفة أحد المقاهي، وسط المدينة، على مرمى حجر من مكتب السياحة المحلي، قبل أن تتعرض لهجوم وقطع رقبتها على يد رجل مسلح بسكين.
وبحسب صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية ، فقد تم إلقاء القبض على اثنين من المشتبه بهم وهما جزائريان موجودين في المنطقة منذ عدة أشهر متنكرين في زي الطوارق.
و نقلت ليبيراسيون الفرنسية ، أنه في الوقت الحالي، لا توجد معلومات لتحديد ما إذا كان هذا عملاً معزولًا أم أن الدافع وراءه أسباب أخرى.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
أعيدوا الحياة إلى النشرة المحلية!
من منّا لم يجلس لساعات أمام نشرات إخبارية محلية دون أن يخرج منها بخبر واحد مفيد؟ بالنسبة لي، أعرف كثيرين مرّوا بهذه التجربة، وربما أنتم أيضا تنتمون إلى نفس الدائرة!
لا تزال العديد من القنوات الإخبارية المحلية العربية تُصرّ على تقديم محتوى روتيني متكرر، يُدرج بتسلسل تقليدي وممل. تبدأ النشرة بتغطية جولة ميدانية لمسؤول، ثم تنتقل إلى مشهد افتتاح مبنى وقص الشريط، أو وضع حجر الأساس، وتنتهي بفعاليات رسمية أو شعبية تكاد تتكرر حرفيا من نشرة إلى أخرى.
تمضي دقائق النشرة وسط هذا التكرار الرتيب حتى تفقد روحها، وتتحول إلى محتوى ميت يُدفن في مقبرة القناة، لا سيما في المحطات الرسمية التي أصبحت بعيدة عن هموم الناس وواقعهم.
لا يزال بالإمكان إحياء النشرة المحلية وإعادة وهجها، وذلك عبر خطوات عملية تُعيد ربطها بالناس، وتمنحها أهمية حقيقية في عيون المشاهدين
تغفل هذه القنوات عن الأساس الحقيقي للإعلام، وهو إيصال معلومات تمسّ حياة الجمهور المحلي مباشرة، لأن هذا الجمهور يتأثر بطبيعة الخبر ومحيطه. وكلما كان الخبر أكثر صلة باهتماماته، زادت قيمته وارتفعت نسبة التفاعل معه.
الخبر المحلي لا يقل أهمية عن الخبر الإقليمي أو الدولي. فالصحفية مارغريت سوليفان وصفت الصحافة المحلية في واشنطن بوست بأنها "نبض الديمقراطية"، فيما قال ستيفن والدمان، المؤسس المشارك لمبادرة "تقرير من أجل أمريكا": "إذا فقدنا الصحافة المحلية، فسنفقد قدرتنا على معرفة ما يحدث في منطقتنا".
ورغم هذا، لا يزال بالإمكان إحياء النشرة المحلية وإعادة وهجها، وذلك عبر خطوات عملية تُعيد ربطها بالناس، وتمنحها أهمية حقيقية في عيون المشاهدين، منها:
أولا: افتتاح النشرة بخبر محلي يهم الجمهور مباشرة
ينبغي أن تبدأ النشرة بخبر يمس حياة المواطنين اليومية أو شبه اليومية، مثل: تحذير المزارعين في منطقة ما من اجتياح محتمل للجراد قد يقضي على محاصيلهم، أو خبر عن انتشار عقاقير سامة أو مخدرة في الأسواق المحلية والمدارس، أو الإعلان عن تمديد خط مواصلات عامة إلى منطقة نائية.. إلخ.
الخبر المحلي المؤثر هو ما يعطي النشرة قوتها في الدول المتقدمة. ففي الولايات المتحدة مثلا، تُعد نشرات الطقس المحلية الأكثر تكرارا على مدار اليوم، نظرا لارتباطها المباشر بحياة السكان. فمن خلالها يتم الإعلان عن تعطيل المدارس، أو إصدار تعليمات لحركة الطيران، أو التحذير من أعاصير مدمرة، كما تتابعها شركات التأمين لتقدير المخاطر وربطها بأسعار التأمين على المنازل.
وأظهرت دراسة نُشرت عام 2023 في مجلة الطقس والمناخ والمجتمع الأمريكية أن الانتقال من التحذيرات الحتمية إلى التحذيرات الاحتمالية بشأن الأعاصير يمكن أن يقلّل الوفيات والتكاليف المجتمعية بمقدار يتراوح بين 76 و139 مليون دولار سنويا، بفضل تحسين القرارات وتقليل اللجوء غير الضروري إلى مراكز الإيواء.
يمنح الناس اهتمامهم الأكبر لما يلامس حياتهم اليومية ويؤثر في واقعهم المباشر، وليس لما يجري في أماكن بعيدة عنهم. من هنا، تصبح استجابة القنوات الإخبارية المحلية لاحتياجات جمهورها ضرورة وليست خيارا
ثانيا: تعزيز النشرة بقصص إنسانية من داخل المجتمع
ينبغي للمنتجين أن يدمجوا محتوى توعويا يساهم في تعزيز التواصل الثقافي والمجتمعي بين المواطنين، عبر تسليط الضوء على قصص إنسانية لأفراد من المجتمع، وليس فقط على نشاطات المسؤولين. مثل هذا المحتوى يعزز شعور المشاهد بالانتماء والهوية.
ثالثا: إشراك كوادر إعلامية من أبناء المناطق المحلية
من المهم تعيين مذيعين ومراسلين من أبناء المناطق المستهدفة، ممن يمتلكون خبرة العمل الصحفي بالدرجة الاولى وثقافة المجتمع المحلي ويعرفون احتياجاته وهمومه. فظهور وجوه مألوفة على الشاشة يعزز ثقة الجمهور بالأخبار، ويقوّي مصداقية النشرة والقناة نفسها.
في الختام..
يمنح الناس اهتمامهم الأكبر لما يلامس حياتهم اليومية ويؤثر في واقعهم المباشر، وليس لما يجري في أماكن بعيدة عنهم. من هنا، تصبح استجابة القنوات الإخبارية المحلية لاحتياجات جمهورها ضرورة وليست خيارا. فنجاح النشرة المحلية يبدأ من وعي القائمين عليها بأهمية هذا الجمهور، وينعكس مباشرة على مصداقية المحطة واستمراريتها، خصوصا أن تمويلها في الغالب يأتي من أموال هؤلاء الناس أنفسهم؛ دافعي الضرائب الذين يستحقون محتوى إعلاميا يعبّر عنهم، لا عن غيرهم.