متابعة عبد الله مطهر/

قال موقع “ريسبونسبل ستيت كرافت” الأمريكي إن أكثر من 41 ألف فلسطيني قتلوا في غزة بسبب القصف الإسرائيلي المستمر منذ ما يقرب من عام على القطاع.. وأن الحظر المفروض على شحنات الغذاء والدواء يعتبر شكل من أشكال العقاب الجماعي ضد السكان..ومع ذلك لقد حقق المستثمرون في أسهم الأسلحة مكاسب قياسية باهضة على مدى العام الماضي، متفوقين بشكل كبير على مؤشرات الأسهم الرئيسية في ارتفاع أسعار الأسهم.

وأكد أن الحرب قد امتدت إلى لبنان الذي غزته إسرائيل خلال الأسابيع القليلة الماضية..لذا لا يزال من غير الواضح كيف ستواصل إسرائيل تحقيق أهدافها الحربية الغامضة في لبنان وقطاع غزة.. إن إدارة بايدن، التي قضت الجزء الأكبر من العام في الوعد بوقف إطلاق النار الوشيك في غزة وحث إسرائيل على إظهار الاهتمام بحماية أرواح المدنيين ليس لديها الكثير لتظهره في جهودها بينما تواصل في الوقت نفسه توفير مليارات الدولارات من الأسلحة لإسرائيل لتنفيذ حربها المتوسعة..لقد كان هذا التوزيع من أموال دافعي الضرائب لإسرائيل، إلى جانب الطلب الإسرائيلي والعالمي المتزايد على الأسلحة في فترة من عدم الاستقرار.

 

وأفاد أن شركة لوكهيد مارتن، أكبر شركة أسلحة في العالم والشركة المصنعة لطائرات “إف-35″التي تستخدمها إسرائيل في قصفها المنتظم لغزة، عند إغلاق التداول في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول، حققت عائدا إجماليا بلغ 54.86% في عام واحد بعد هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول، متفوقة على مؤشر “ستاندرد آند بورز” 500 بنحو 18%..أو بعبارة أخرى، فإن استثماراً بقيمة 10 آلاف دولار في شركة تصنيع طائرات “إف-35” قبل هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول مباشرة كان ليحقق بعد عام واحد عائداً إجمالياً قدره 5486 دولاراً.. أما الاستثمار المماثل في صندوق مؤشر “ستاندرد آند بورز” 500 فكان ليحقق عائداً إجمالياً قدره 3689 دولاراً فقط.

وأورد أن ثاني أكبر شركة أسلحة في العالم، وهي شركة رايثيون، تزود إسرائيل بقنابل “خارقة للتحصينات”، وهي أسلحة محظور استخدامها في المناطق ذات الكثافة السكانية من المدنيين.. وقد استخدمت إسرائيل هذه الأسلحة مراراً وتكراراً في مناطق ذات كثافة سكانية في غزة ولبنان، مما أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين..لقد أدى الطلب على هذه الأسلحة وغيرها إلى ارتفاع سعر سهم رايثيون وولد عائدات ضخمة للمستثمرين.. حيث بلغ إجمالي عائد رايثيون للمستثمرين في العام الماضي 82.69%، متفوقًا على مؤشر “ستاندرد آند بورز” 500 بنحو 46%.. إن استثمارًا بقيمة 10 آلاف دولار في رايثيون قبل هجمات السابع من أكتوبر كان ليحقق عائدًا إجماليًا قدره 8269 دولارًا.

 

كما حققت شركة جنرال ديناميكس، وهي شركة أخرى منتجة للقنابل الخارقة للتحصينات والتي أنتجت قنابل “بي إل يو -109” التي استخدمتها إسرائيل لاغتيال زعيم حزب الله السيد حسن نصر الله في بيروت ودمرت العديد من المباني السكنية في هذه العملية.. أن محللي الدفاع في البنوك الاستثمارية الكبرى استجوبوا المسؤولين التنفيذيين في مجال الأسلحة بشأن الأرباح في أكتوبر/تشرين الأول الماضي حول الكيفية التي قد تستفيد بها الشركات ومستثمروها من الحرب في غزة.. إذ قال “كاي فون رومور” من شركة “تي دي كاون” خلال مكالمة أرباح جنرال ديناميكس في 25 أكتوبر 2023: لقد خلقت الحرب الإسرائيلية مع حماس طلبًا إضافيًا، ولدينا طلب بقيمة 106 مليارات دولار من الرئيس الأمريكي.

وتابع أن بعد مرور عام واحد، ثبتت صحة توقعات هؤلاء المحللين، وما زالت الحرب الإسرائيلية مستمرة، في حين يجد البيت الأبيض أن محاولاته لوقف إطلاق النار قد قوبلت بالرفض مرارا وتكرارا، وفي الوقت نفسه يزود إسرائيل بالأسلحة لمواصلة القتال، في تناقض واضح.

وفي 26 سبتمبر/أيلول، وافق البيت الأبيض على حزمة مساعدات بقيمة 8.7 مليار دولار لإسرائيل، والتي سيتم إنفاق معظمها على الذخائر والأسلحة من شركات الأسلحة الكبرى، مما يرفع إجمالي المساعدات الأمنية الأمريكية لإسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول إلى ما يقرب من 18 مليار دولار..وفي السياق ذاته رفضت إسرائيل، في تحدٍ للولايات المتحدة، دعوة لوقف إطلاق النار مع حزب الله، مما أدى بلا شك إلى تسارع تدريجي في الطلب على الأسلحة.

 

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: أکتوبر تشرین الأول من أکتوبر فی غزة

إقرأ أيضاً:

الحرب في غزة.. تاريخ من الهدن الإنسانية منذ 7 أكتوبر 2023 (تسلسل زمني)

على مدار نحو من 22 شهرا منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، شهد القطاع العديد من الأزمات الإنسانية، خلفت استشهاد وإصابة عشرات الألاف، مع فرض جيش الاحتلال الإسرائيلي حصارًا شاملاً على القطاع، وهو ما أدى إلى نقص كبير في الوقود والغذاء والأدوية والمياه والإمدادات الطبية الأساسية.

وعلى مدار هذه الفترات الطويلة، شهدت الحرب أكثر من هدنة إنسانية، كان الهدف منها توفير نافذة مؤقتة لتخفيف المعاناة الإنسانية، وتمكين إيصال المساعدات، وإجلاء المصابين والمدنيين من مناطق الاشتباك، حيث بدأت كوقف مؤقت لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، مع إمكانية التمديد، والسماح بدخول المساعدات عبر معبر رفح، خاصة الغذاء والدواء والوقود، إضافة إلى إطلاق سراح الأسرى، بين الطرفين ضمن شروط محددة للهدنة.

ولاقت الهدنة الإنسانية بين الطرفين دعما دوليا منذ البداية من جانب عدة دول ومنظمات إنسانية، خاصة الأمم المتحدة، والولايات المتحدة وقطر ومصر.

وفي الثاني والعشرين من نوفمبر عام 2023، ثمنت المملكة جهود الدول الثلاث بشأن تبادل أسرى، ودخول المساعدات الإنسانية، إلى قطاع غزة. كما جددت المملكة عبر وزارة الخارجية الدعوة للوقف الشامل للعمليات العسكرية، وحماية المدنيين.

لكن فور انتهاء الهدنة استأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه على قطاع غزة بالكامل، ودوت صافرات الإنذار في غلاف غزة، كما حلقت الطائرات الإسرائيلية في أجواء غزة وآليات جيش الاحتلال تطلق نيرانها شمال غرب القطاع لتقتل وقتها العشرات من المدنيين.

وجاءت بعد ذلك هدنة جزئية في مناطق معينة لم تكن شاملة أو طويلة الأمد كانت في 2024 و2025. ولعل الهدنة الأهم جاءت مع بداية العام الجاري، قررت حركة حماس الإفراج عن 33 رهينة إسرائيلية، بينهم جميع النساء (جنود ومدنيون)، والأطفال والرجال فوق سن الخمسين، والإناث والشباب تحت سن 19 سنة أولا ثم الرجال فوق سن الخمسين.

واتفق الطرفان وقتها أن تفرج إسرائيل عن 30 معتقلا فلسطينيا مقابل كل رهينة مدنية و50 معتقلا فلسطينيا لكل جندية إسرائيلية تُطلق حماس سراحها.

وعلى مدار هذه الفترة منذ بداية الحرب في غزة في 7 أكتوبر 2023، كانت المملكة تولي جل اهتمامها بالقضية الفلسطينية، وبذلت جميع الجهود لاحتواء الأزمة القائمة في قطاع غزة، ومعالجة الوضع الإنساني الحرج، والسعي نحو إنهاء الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، وتوحيد الموقف العربي والإسلامي تجاه الأزمة، والتأكيد على حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على حدود عام 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية، وهو موقف راسخ وثابت لا يتزعزع.

رغم تعثر مفاوضات هدنة غزة، الأخيرة فإن إسرائيل أعلنت تعليقا تكتيكيا مؤقتا ومحدودا للعمليات العسكرية في بعض مناطق القطاع، وهو ما طرح تساؤلات حول الأسباب.

وبدا التعليق التكتيكي المؤقت للعمليات العسكرية الذي أعلنه الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، محاولة لامتصاص الغضب العالمي على الصور المفزعة القادمة من غزة.

ومع تفاقم معاناة سكان الخيام النازحين بمدينة غزة، يعيش النازحون في مدينة غزة على وقع انتشار الأمراض بين خيامهم نتيجة تكدس النفايات، وسياسة التجويع الإسرائيلية التي دفعتهم للبحث عن بقايا الطعام لإعالة أنفسهم وأطفالهم.

ومع استمرار الحرب في قطاع غزة لم تتوان المملكة في الوصول إلى وقف نهائي للحرب، حيث أعربت وزارة الخارجية عن ترحيبها للبيان الأخير الصادر منذ أيام عن 26 دولة بشأن المساعدات الإنسانية لقطاع غزة وإنهاء الحرب على القطاع. 

وقالت في بيان عبر وزارة الخارجية: "ترحب المملكة العربية السعودية بالبيان الصادر عن 26 من الشركاء الدوليين، طالبوا بإنهاء الحرب على قطاع غزة بشكل فوري ورفع كافة القيود عن المساعدات الإنسانية وسرعة إيصالها بشكل آمن لسكان القطاع، وعبروا فيه عن رفض تغيير التركيبة السكانية في الأراضي المحتلة وتوسيع الاستيطان". 

ومع الإعلان عن ما يسمي بـ"الهدنة الإنسانية" الأخيرة"، التي تم الإعلان عنها الساعات الماضية، اعتبرت وزارة الصحة في قطاع غزة أنها لن تعني شيئا إن لم تتحول إلى فرصة حقيقية لإنقاذ الأرواح، وسط "استغاثة الجرحى وتضور الأطفال جوعا".

وقال المدير العام بوزارة الصحة منير البرش في بيان إنه "في ظل هدنة مؤقتة يخنقها التردد والصمت الدولي، يستغيث الجرحى، ويتضور الأطفال جوعًا، وتنهار الأمهات على أطلال ما تبقّى من الحياة". وطالب البرش بالإجلاء الطبي العاجل للحالات الحرجة بإصابات في الدماغ والعمود الفقري، والجرحى الذين هم بحاجة لعمليات معقدة.

قطاع غزةالحرب فى غزةالحرب الإسرائيليةالمملكة وفلسطينقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • مختص: ضغط أمريكي دفع إسرائيل لفتح ممرات إنسانية في غزة
  • الحرب في غزة.. تاريخ من الهدن الإنسانية منذ 7 أكتوبر 2023 (تسلسل زمني)
  • كيم يهدد ويحتفل: لا ننسى الصين ولا نتهاون مع الإمبريالية الأمريكية!
  • أكدت أن مفاوضات التسوية لم تكن يوماً أولوية للغرب.. موسكو تشترط وقف تدفق الأسلحة لوقف الحرب
  • بنك الإسكان يحقق أرباحاً صافية بمبلغ 80.1مليون دينار في النصف الأول من عام 2025
  • البنك العربي يحقق نمواً في أرباحه بنسبة 6% خلال النصف الأول من 2025
  • ناشط مصري لـعربي21: إسرائيل تجني اليوم حصاد ما زرعته في 3 يوليو 2013 (فيديو)
  • حشد: «تحقيق دولي يكشف عن إعدامات ميدانية في نقاط توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية في غزة»
  • أكثر من (8.8)مليار دولار قيمة الصادرات الصينية للعراق خلال الأشهر الستة الماضية
  • تحليل أمريكي: العقوبات والعمل العسكري يفشلان في وقف هجمات الحوثيين (ترجمة خاصة)