صحيفة الاتحاد:
2025-06-02@14:38:47 GMT

قبعة منزلية.. أمل جديد لعلاج الاكتئاب

تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT

أظهرت تجربة سريرية أجريت عن بُعد بمشاركة أكثر من 150 شخصًا أن علاجًا تجريبيًا للاكتئاب باستخدام جهاز يشبه قبعة السباحة لتحفيز الدماغ بلطف يمكن أن يكون فعّالًا عند استخدامه في المنزل.

 

يعتمد هذا العلاج غير الجراحي، المعروف باسم "التحفيز المباشر عبر الجمجمة (tDCS)"، على إرسال تيار كهربائي ضعيف وغير مؤلم عبر أقطاب كهربائية توضع على فروة الرأس، بهدف تحفيز مناطق في الدماغ مرتبطة بتنظيم المزاج.

وقد يمثل هذا العلاج نقلة نوعية للأشخاص الذين لا يستجيبون للعلاجات التقليدية مثل مضادات الاكتئاب أو العلاج النفسي، والذين يُقدّر عددهم بأكثر من ثلث المصابين بالاكتئاب.  

 

 

 




نتائج التجربة السريرية  



نُشرت نتائج الدراسة في مجلة Nature Medicine بتاريخ 21 أكتوبر، وكشفت أن المشاركين الذين تلقوا علاج tDCS على مدى عشرة أسابيع أظهروا تحسنًا أكبر في أعراض الاكتئاب مقارنة بالمجموعة الضابطة. على الرغم من أن أبحاثًا سابقة تناولت فعالية هذا العلاج، إلا أن هذه الدراسة تميزت بتصميمها الطويل واعتمادها على التنفيذ عن بُعد، مما سمح للمشاركين بتلقي العلاج في منازلهم دون الحاجة إلى زيارة يومية للعيادات المتخصصة.  

يقول "شون ماكلينتوك"، أخصائي علم النفس العصبي في مركز UT Southwestern الطبي في دالاس، تكساس (وهو لم يشارك في الدراسة): "عندما نفكر في العوائق التي تعترض الصحة النفسية، نجد أن الوصول إلى العلاج يمثل تحديًا كبيرًا". ويضيف: "تُظهر هذه التجربة إمكانية تقديم علاجات الصحة النفسية في المنزل".  



 

 

 كيفية عمل tDCS وتحفيز الخلايا العصبية  


استهدفت التجربة القشرة الأمامية الجبهية الجانبية (dorsolateral prefrontal cortex)، وهي منطقة في الدماغ مسؤولة عن اتخاذ القرارات وتكون عادةً أقل نشاطًا لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب. وفقًا للدكتورة "سينثيا فو"، وهي عالمة أعصاب إكلينيكية في كلية كينغز في لندن وأحد المشاركين في الدراسة: "يعمل tDCS عبر إرسال تيار ضعيف يُسهّل على الخلايا العصبية التفريغ وإطلاق الإشارات".

قام الباحثون بتدريب 120 امرأة و54 رجلًا، جميعهم مصابون باضطراب اكتئابي حاد، على استخدام الجهاز. ثم قُسّم المشاركون عشوائيًا إلى مجموعتين: مجموعة تلقت العلاج الفعلي وأخرى ارتدت جهازًا وهميًا.  

 


أقرأ أيضاً.. الصين تطور تقنية واعدة لعلاج الشلل النصفي والصرع والاكتئاب



 



 

 

أقرأ أيضاً.. تشخيص الاكتئاب بالذكاء الاصطناعي

 

 




تفاصيل العلاج وتقييم النتائج  

حصلت المجموعة التي تلقت العلاج الفعلي على تيار بقوة 2 مللي أمبير (حوالي 0.5% من الطاقة التي يستهلكها مصباح بقدرة 100 واط) لمدة 30 دقيقة، خمس مرات أسبوعيًا في الأسابيع الثلاثة الأولى، ثم ثلاث مرات أسبوعيًا خلال الأسابيع السبعة المتبقية. أما المجموعة الضابطة، فارتدت جهازًا وهميًا قدّم نبضة كهربائية قصيرة في بداية كل جلسة لمحاكاة الشعور بالعلاج دون تقديم تحفيز فعلي.

بعد انتهاء العشرة أسابيع، أظهرت المجموعة التي تلقت العلاج انخفاضًا في درجات مقياس أعراض الاكتئاب بمقدار 9.41 نقطة، بينما انخفضت درجات المجموعة الضابطة بمقدار 7.14 نقطة. وعانى نحو 45% من المشاركين في المجموعة التي تلقت tDCS من تحسن أو تعافٍ من الأعراض، مقارنة بحوالي 22% من المجموعة الضابطة. يُذكر أن المشاركين استمروا في تلقي علاجات أخرى مثل مضادات الاكتئاب أو العلاج النفسي لمدة ستة أسابيع على الأقل قبل بدء التجربة.  

 



تحديات النتائج ومستقبل العلاج  


رغم النتائج المشجعة، إلا أن بعض الأبحاث السابقة لم تجد أن tDCS فعال للجميع. على سبيل المثال، وجدت دراسة أُجريت العام الماضي على 150 شخصًا أن العلاج لم يُظهر تأثيرات مضادة للاكتئاب2. ومع ذلك، يرى "فرانك بادبرغ"، وهو طبيب نفسي في جامعة لودفيغ ماكسيميليان في ميونيخ، أن نتائج التجارب الإيجابية والسلبية على حد سواء ضرورية لفهم إمكانات هذا العلاج. ويضيف: "الخطوة المقبلة هي تحديد سبب استجابة بعض الأشخاص للعلاج بينما لا يستجيب آخرون، والعمل على تخصيص الجرعات لكل مريض".

يشير ماكلينتوك إلى أن الدراسات المستقبلية قد تستخدم التصوير الدماغي وتسجيل النشاط الكهربائي لمراقبة التغيرات في الدوائر العصبية أثناء جلسات tDCS في الوقت الفعلي. وبهذا يمكن فهم تأثير العلاج على مستوى الدوائر العصبية بشكل أعمق.

يقول بادبرغ: "قبل ثلاثة عقود، لم أكن أعتقد أن هذا النوع من التحفيز يمكن أن يؤثر على الدماغ، لكننا نعرف الآن أن tDCS يغير نشاط الدماغ. وأنا متأكد أن هذه التقنية ستحقق تطورًا وتصبح جزءًا من الرعاية السريرية يومًا ما".




 

المصدر: وكالات

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الطب النفسي الاكتئاب العلاج النفسي هذا العلاج

إقرأ أيضاً:

كيف يؤثر الكافيين على الدماغ أثناء النوم؟

#سواليف

يستهلك الملايين حول العالم الكافيين يوميا لتحسين #التركيز واليقظة، إلا أن دراسة حديثة كشفت أن تأثيره لا يقتصر على ساعات #الاستيقاظ، بل يمتد أيضا إلى #النوم.

وأظهر فريق البحث من جامعة مونتريال الكندية، كيف يؤثر الكافيين على أنماط النوم ووظائف #الدماغ، حيث استخدم مزيجا من الذكاء الاصطناعي وتخطيط كهربية الدماغ (EEG) لتحليل التغيرات الدقيقة في النشاط العصبي الليلي.

وشملت الدراسة 40 شخصا بالغا خضعوا لتسجيل نشاط أدمغتهم خلال ليلتين منفصلتين: في الأولى، تناول المشاركون كبسولتين من الكافيين قبل النوم (إحداهما قبل 3 ساعات، والثانية قبل ساعة واحدة)، وفي الليلة الأخرى تناولوا علاجا وهميا.

مقالات ذات صلة الأسرار السبع للوقاية من أمراض القلب قبل فوات الأوان 2025/06/01

وأظهرت التحليلات أن #الكافيين زاد من تعقيد الإشارات العصبية، وجعل نشاط الدماغ أكثر ديناميكية وأقل قابلية للتنبؤ، خاصة خلال مرحلة النوم غير الحركي (NREM)، وهي مرحلة حيوية لاستعادة الذاكرة والتعافي الذهني.

كما لاحظ الباحثون أن الكافيين يعزز حالة تعرف بـ “الحرجية” – وهي توازن دقيق بين النظام والفوضى في الدماغ.

ووصف البروفيسور كريم الجربي، أستاذ علم النفس والباحث في معهد ميلا-كيبيك للذكاء الاصطناعي، هذه الحالة بأنها تشبه “أداء أوركسترا منظم تماما: ليست ساكنة تماما ولا صاخبة بلا هدف”. وتعتبر هذه الحالة مثالية أثناء اليقظة، لكنها غير ملائمة للنوم، حيث تعيق عملية الاسترخاء العميق الضروري لاستعادة الدماغ لنشاطه.

وأظهر تخطيط الدماغ أيضا أن الكافيين يضعف التذبذبات البطيئة مثل موجات ثيتا وألفا، والتي ترتبط بالنوم العميق، بينما يزيد من نشاط موجات بيتا، المرتبطة باليقظة والتفكير النشط، ما يجعل الدماغ أقرب إلى حالة الاستيقاظ.

وكشفت الدراسة أن التأثيرات كانت أوضح لدى المشاركين الأصغر سنا (بين 20 و27 عاما)، مقارنة بمن هم في منتصف العمر (بين 41 و58 عاما).

ويفسّر الباحثون ذلك بارتفاع كثافة مستقبلات الأدينوزين في أدمغة الشباب، ما يجعلهم أكثر استجابة لتأثير الكافيين. (الأدينوزين: جزيء يتراكم في الدماغ تدريجيا على مدار اليوم ويسبب الشعور بالنعاس. ويعمل الكافيين عن طريق حجب هذه المستقبلات، ما يعزّز اليقظة).

ويشير الباحثون إلى أن التأثيرات العصبية للكافيين قد تكون ضارة عند تناول الكافيين في وقت متأخر من اليوم، خصوصا لدى الفئات العمرية الأصغر. ويؤكدون أهمية إجراء دراسات إضافية لفهم العلاقة بين الكافيين وجودة النوم والصحة الإدراكية، بما يمكّن من تقديم توصيات مخصّصة لاستهلاكه.

مقالات مشابهة

  • اجتماع لمجلس إدارة المركز الوطني لعلاج الحروق
  • حول الاكتئاب السياسي للشعوب العربية
  • انقلاب ميكروباص وإصابة 7 ركاب أعلى الطريق الأوسطي
  • علاج تجريبي يبطئ نمو أحد أشرس أنواع سرطان الدماغ عدوانية
  • ميدينسكي: روسيا تلقت من أوكرانيا مذكرة التفاهم بشأن التسوية السلمية
  • علاج تجريبي يبطئ نمو أحد أشد أنواع سرطان الدماغ عدوانية
  • حكم لبس قبعة المظلة الشمسية المثبتة على الرأس للمحرم
  • كيف يؤثر الكافيين على الدماغ أثناء النوم؟
  • منها تخفيف الاكتئاب والالتهابات.. 7 فوائد صحية لليانسون
  • سر العجة المميزة.. وصفة منزلية بطعم لا ينسى