حصيلة الشهداء والجرحى في جباليا خلال 19 يومًا من العدوان والحصار
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ، اليوم الأربعاء، حصيلة الشهداء، والجرحى، جرّاء العدوان الإسرائيلي المتواصل على جباليا، شمال القطاع، خلال 19 يومًا من الحصار، والقتل، والدمار.
وفيما يلي نص البيان كما وصل وكالة وسوا:
جيش الاحتلال "الإسرائيلي" يقتل أكثر من 770 شهيداً ويصيب أكثر من 1000 جريح وعشرات المفقودين في جباليا المخيم والبلد ومحيطهما خلال 19 يوماً ويُجبر آلاف المدنيين تحت تهديد القتل بالنُّزوح الإجباري من منازلهم وأحيائهم السكينة بمحافظة شمال قطاع غزة
في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي ينفذها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" منذ 19 يوماً متواصلاً؛ فقد قتل وأعدم أكثر من 770 شهيداً في جباليا المخيم والبلد ومحيطهما، كما واختطف أكثر من 200 مختطف من المدنيين بينهم سيدات فلسطينيات، وأصاب أكثر من 1000 جريح، إضافة إلى عشرات المفقودين الذين انقطعت بهم الاتصالات بمحافظة شمال قطاع غزة.
إن أكثر من 100,000 من الجرحى والمرضى بمحافظة شمال قطاع غزة يحتاجون إلى الرّعاية الصّحية والطبية العاجلة والسريعة، وهي غير متوفرة حالياً بسبب قضاء الاحتلال على المنظومة الصحية والمستشفيات الأربعة، وهي مستشفى اليمن السعيد التي قصفها الاحتلال أكثر من 3 مرات، ومستشفى العودة، والمستشفى الإندونيسي، ومستشفى كمال عدوان، إضافة إلى نفاد ما تبقى من المستلزمات الطبية بشكل كامل، كما واستهدف الاحتلال الطواقم الطبية وأعدم وأصاب العديد منهم، وقد كان آخرها إعدام الطبيب د. محمد غانم الذي يعمل في مستشفى كمال عدوان.
كما وأجبر جيش الاحتلال الآلاف من المدنيين غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن وتحت تهديد القتل والقصف وحرق خيامهم ومراكزهم؛ أجبرهم على النزوح الإجباري والتهجير القسري من منازلهم وأحيائهم السكينة ومن مراكز النزوح والإيواء بمحافظة شمال قطاع غزة، حيث قام جيش الاحتلال بتدمير وإحراق العديد من مراكز النُّزوح والإيواء التي تُؤوي عشرات آلاف النازحين والمدنيين، حيث أشعل فيها النيران وحرقها، وهو ما يعدّ جريمة ضد الإنسانية وفق الجرائم الدولية التي صنّفها القانون الدّولي واتفاقيات حقوق الإنسان.
ومارس جيش الاحتلال التضليل والكذب على المواطنين، فبحسب توثيق روايات ميدانية وشهود عيان أفادوا للمكتب الإعلامي الحكومي اليوم الأربعاء 23 أكتوبر 2024م، أن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" طلب منهم الانتقال حسب مسارات وممرات حددها لهم، ووعدهم بأنها ممرات آمنة، ولكن عندما مر النازحون منها قام جيش الاحتلال بإطلاق النار عليهم، وأعدم العديد منهم وتركهم ينزفون حتى الشهادة، كما وأصاب عدداً آخراً منهم، واختطف عدداً آخراً أيضاً بينهم سيدات فلسطينيات نازحات، حيث تقدر أعداد المختطفين حتى الآن بأكثر من 200 مختطفٍ اقتادهم الاحتلال إلى جهة مجهولة، وإننا نُعبّر عن خشيتنا من إعدامهم ميدانياً كما فعل في مرات سابقة عديدة.
كما وقام جيش الاحتلال بنسف وتدمير آلاف الوحدات السّكنية ومئات المنازل والأبراج والمؤسسات المختلفة من خلال استخدام كميات ضخمة من المتفجرات ألقتها طائرات حربية مقاتلة من صناعة أمريكية أو من خلال وزرعها بين منازل المواطنين، وبين الأحياء السّكينة المدنية ثم تفجيرها مما تسبب بدمار هائل وغير مسبوق.
وقد استخدم الاحتلال لتحقيق ذلك كافة أنواع الطائرات الحربية المقاتلة والاستخبارية والدبابات والقذائف وكل أنواع الأسلحة المُحرَّمة دولياً، واستخدم الاحتلال وسيلة قنص المدنيين وإبقائهم ينزفون حتى الشهادة في الشوارع ومنع وصول سيارات الإسعاف والطوارئ لهم لإنقاذهم، بل قام بإطلاق النار على كل من حاول إنقاذهم مما يُؤكد نية الاحتلال المُبيّتة بارتكاب مذابح ومجازر وجرائم وإعدام ميداني ضد المدنيين وضد الأطفال والنساء تحديداً.
إننا نطالب المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية والأممية بالعمل على فتح ممرات إنسانية بشكل فوري وعاجل لكي يتسنى إدخال المستلزمات الطبية إلى ما تبقى من طواقم طبية ومستشفى كمال عدوان، وكذلك لمحاولة توصيل العلاجات والأدوية إلى مئات الجرحى والمرضى شمال قطاع غزة، وكذلك إدخال الطعام إلى الطواقم الطبية التي باتت ينهشها الجوع نتيجة سياسة التجويع التي يفرضها الاحتلال ضد الطواقم الطبية وضد المرضى والجرحى وضد المدنيين وضد الأطفال والنساء وكبار السن.
نُدين بأشد العبارات ارتكاب الاحتلال "الإسرائيلي" لجرائم القتل والإبادة والتهجير والتجويع ضد المدنيين وضد الأطفال خصوصاً، ونُدين منع الاحتلال إدخال المساعدات والبضائع لمحافظات قطاع غزة وخاصة لمحافظة شمال قطاع غزة، حيث يأتي ذلك في إطار استمرار حرب الاستئصال والتطهير العرقي ضد المدنيين العُزّل، كما ونطالب كل دول العالم بإدانة هذه الجرائم المُركّبة ضد شعبنا الفلسطيني.
نُحمّل الاحتلال "الإسرائيلي" والإدارة الأمريكية والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا والدُّول المشاركة في الإبادة الجماعية؛ نُحملهم كامل المسؤولية عن استمرار جرائم الاحتلال بحق شعبنا الفلسطيني، وخاصة جرائم القتل والإبادة والتهجير والتجويع بحق المدنيين.
نُطالب المجتمع الدولي وكل المنظمات الأممية والدولية إلى ممارسة الضغط الفعلي والجاد على الاحتلال المجرم لوقف التجويع والقتل والإبادة في محافظات قطاع غزة، وخاصة في محافظة شمال قطاع غزة، وفي جباليا مخيمها وبلدتها ومحيطهما على وجه الخصوص.
المكتب الإعلامي الحكومي
قطاع غزة - فلسطين
الأربعاء 23 أكتوبر 2024م
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: جیش الاحتلال ضد المدنیین فی جبالیا أکثر من
إقرأ أيضاً:
سنابل الصمود .. كيف حول الشعب اليمني ’’الزراعة’’ إلى سلاح لمواجهة العدوان والحصار
بين التراب والسنابل، بين الأرض واليد اليمنية الصامدة، يُكتب فصل جديد من فصول الصمود في مواجهة العدوان والحصار، في تلك الحقول الممتدة من الجوف إلى صعدة، ومن عمران إلى ذمار، تتنفس الأرض حياةً رغم كل ذلك القصف الهمجي، وتزداد عزيمة الإنسان اليمني على مواجهة كل محاولات التجويع والإخضاع، الحبوب التي تُزرع اليوم ليست مجرد غذاء، بل سنابل رسالة وطنية، كل حبة فيها تحكي قصة إرادة لا تنكسر، وحلم أمة في الاعتماد على ذاتها، ورؤية قيادة ربانية جعلت من الزراعة خط الدفاع الأول عن الحياة والكرامة.
يمانيون / قصة صمود
رؤية قيادية تحوّل الفكر إلى فعل
كان توجيه قيادة المشروع القرآني أحد أهم عوامل الانطلاقة العملية لهذا المسار، فقد أكد الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه على أهمية الاعتماد على الذات والتوجه نحو الاكتفاء حيث قال: ( لا بد لهذه الأمة أن تتجه نحو الاكتفاء الذاتي، لتعتمد على نفسها في مجال غذائها فتهتم بالزراعة تهتم بالتصنيع، في كل المجالات، تهتم بالتصنيع العسكري، تهتم بالتصنيع في مختلف الأشياء التي يحتاجها الناس لتكون بمستوى المواجهة) ،
وقد أعادت توجيهات السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله هذه الرؤية إلى صلب العمل، حيث تم تبني خطة واضحة لتطوير الإنتاج الزراعي في كل المحافظات، وتعزيز الاكتفاء الذاتي، خصوصًا في الحبوب والبقوليات، والتي تمثل العمود الفقري للأمن الغذائي الوطني، حيث أكد السيد القائد منذ وقت مبكر على أهمية هذا الأمر ومن أهم ما قاله في هذا السياق في ضوء المحاضرة الرمضانية ’’22’’ 1442هــ ، : ( الجانب الزراعي هو العمود الفقري للاقتصاد، وإذا اهتممنا به، فنحن نبني اقتصادنا على نحوٍ صحيح، ونحقق لأنفسنا الاكتفاء الذاتي في قوتنا الضروري، فيما يعتبر له أهمية كبيرة جداً على مستوى أمننا، على مستوى كرامتنا، أن نعيش بكرامة، ألَّا يتحكم بنا أعداؤنا فيما يدخل إلينا من غذاء، ننتج هذا الغذاء، ونحقق الاكتفاء الذاتي فيه.
من الخطأ الاستراتيجي، حتى عند الدول غير المسلمين، أن يعتمد الإنسان على الاستيراد لاحتياجاته الأساسية، عندنا في البلد لو نأتي إلى قائمة الاستيراد، تجد أنهم يستوردون كل شيء: الحبوب بكل أنواعها، الفواكه بكل أنواعها، الخضروات، حتى الثوم، والبصل، والبطاط، وغير ذلك، يستوردونه من الخارج، الزنجبيل، كل التفاصيل هذه تستورد من الخارج، وهذا خطأ فادح جداً، إذا قمنا بإنتاجها فسنعيش بكرامة، سنحقق لأنفسنا الاستقلال، سنفقد العدو ورقة ضغط علينا، لا يضغط علينا بقوتنا، بطعامنا، باحتياجاتنا الأساسية)
الجوف نموذجًا للصمود الزراعي
تُعدّ محافظة الجوف مثالًا حيًا على هذا الصمود، حيث تحولت خلال سنوات العدوان والحصار ، إلى واحدة من أهم المناطق المنتجة للحبوب في اليمن، تمتد آلاف الهكتارات المزروعة بالقمح والذرة والدخن، لتصبح حاملةً رسالة واضحة للعالم، أن اليمن قادر على توفير غذائه رغم الحصار.
توسيع الاكتفاء الذاتي في المحافظات الأخرى
لم يقتصر النجاح على الجوف، بل شمل محافظات عديدة مثل صنعاء ، عمران، صعدة، إب، وذمار، حيث تم إحياء المدرجات الزراعية القديمة، وتوسيع زراعة البقوليات مثل العدس والفاصوليا، إضافةً إلى الذرة والدخن، كما لعبت المبادرات المجتمعية دورًا مهمًا في تعزيز الإنتاج، وتحويل الزراعة إلى ثقافة عامة، يشارك فيها المجتمع كله لتقوية صمود الوطن.
الاعتماد على هذه المحاصيل لا يعزز الأمن الغذائي فحسب، بل يرسّخ أيضًا مفهوم السيادة الوطنية، ويجعل من اليمن أقل تأثرًا بالحصار وأساليب الحرب الاقتصادية، مؤكدًا أن الإرادة اليمنية لا تُقهر.
البعد المعنوي للصمود الزراعي
الزراعة في اليمن اليوم أصبحت رمزًا للكرامة الوطنية، فكل سنبلة قمح تُزرع، وكل محصول بقوليات يُحصَد، هو رسالة صمود لكل العالم، ومؤشر على أن الشعب اليمني قادر على مواجهة التحديات الاقتصادية بكل عزيمة، ويمثل نجاحًا أسطوريًا في زمن العدوان والحصار
الزراعة جبهة الصمود الحقيقية
اليوم، بين سنابل القمح وحصاد البقوليات، تتشكل واحدة من أبرز صور الصمود اليمني، التي تجمع بين التخطيط القيادي، والمبادرة الشعبية، والالتزام الوطني، الزراعة ليست مجرد إنتاج، بل معركة صمت منتصرّة على الحصار، ودرس عملي في الاعتماد على الذات، ورسالة قوة وكرامة ترفعها سنابل الأرض اليمنية كل موسم.