كتبت سابين عويس في" النهار": بالفم الملآن، قال جبران باسيل إنه لم يعد في وضع تحالف مع الحزب في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن اختلافه مع الحزب كان بسبب حرب الإسناد، كاشفاً عن أن الحزب أضعف نفسه وأدّى إلى خسارة قوة لبنان.
 
واضحٌ من كلام باسيل أن الاختلاف ربما يكون مؤقتاً، لأنه حدّده بـ"الوقت الراهن"، أي يمكن أن يتغير وفق الظروف أو المعطيات التي يقرأ فيها باسيل مصلحةً لتياره في العودة إلى التحالف.

هكذا تقرأ مصادر قريبة من الثنائي الشيعي "تكويعة" باسيل، واصفة إياه بأنه يدور ضمن مستديرة بمخارج عديدة، على نحو يدخل من مكان ويخرج من آخر كما يحلو له ولكن من دون أن يغادر المستديرة!
 
بالرغم من أن الحزب كان القاسم المشترك الوحيد الذي يجمع رئيس التيار البرتقالي برئيس المجلس نبيه بري، باعتباره ضابط إيقاع العلاقة الدائمة الالتباس، التي عبّر عنها بري في شكل لا لبس فيه عندما أعاد انتخاب عون على مدى ثلاث دورات قبل أن يعلنه رئيساً. فهل فك التحالف مع الحزب يعطي الذريعة لباسيل لفك الارتباط القسري مع بري أم ثمة حسابات لدى الجانبين تقتضي استمرار هذا الزواج بالإكراه إلى أن تنتهي الحاجة إليه؟
 
كل المؤشرات تشي بأن لا مصلحة للرجلين في قطع العلاقة بينهما. وقد تكون مصالح باسيل تفوق مصالح بري في هذا الشأن. فجل ما يعني رئيس المجلس اليوم أن يكون في جيبه أكبر عدد من الأصوات التي تؤهّله لإدارة المجلس في المرحلة المقبلة، ولا سيما في ملف الرئاسة، والحاجة إلى أغلبية الثلثين لانتخاب الرئيس، بقطع النظر عما إن كان الأمر سيؤول إلى قائد الجيش أم لا.
 
وهذه النقطة تقود إلى القاسم المشترك بين بري وباسيل ومن ورائهما الحزب، في معارضة التوافق الدولي على عون. أولى خطوات الاعتراض تتجلى في العمل الجاري للحؤول دون التمديد لعون في قيادة الجيش تمهيداً لإخراجه من المشهد السياسي، والسيناريو الجاري العمل عليه يقضي بعدم انعقاد جلسة نيابية لإقرار قانون بتمديد الولاية كما حصل العام الماضي، وتأخير البحث في هذا الموضوع في مجلس الوزراء حتى حلول موعد انتهاء الولاية في ١٠ كانون الثاني المقبل، بحيث يتولى رئيس الأركان قيادة الجيش، الأمر الذي سيثير استياءً مسيحياً عارماً بدفع من التيار البرتقالي، على نحو يضطر مجلس الوزراء إلى الانعقاد لتعيين قائد جديد. 
 
بالأمس، خضعت العلاقة بين باسيل وبري للاختبار عبر الدعوة إلى جلسة لتحديد المطبخ التشريعي. وكان باسيل يأمل أن يستجيب بري لطلبه تغيير المواقع التي يشغلها نواب خرجوا من التيار بأخرى منه، كانت المفاجأة أن الجلسة طارت لعدم اكتمال النصاب، وأبقى بري القديم على قدمه. وفي ذلك رسالة واضحة إلى باسيل بأن رئيس المجلس يمشي وفق ساعته لا وفق ساعة الآخرين!
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: مع الحزب

إقرأ أيضاً:

«رئيس جامعة الأزهر»: واذكروه كما هداكم دعوة لدوام الشكر على نعمة الهداية التي لا تُقدّر بثمن

أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ﴾ يمثل دعوة إيمانية عميقة لتقدير نعمة الهداية التي أنعم الله بها على عباده، وهي نعمة لا يمكن للإنسان أن يوفي حقها أو يجازيها شكرًا مهما طال عمره أو اجتهد في عبادته.

وأوضح رئيس جامعة الأزهر، خلال حلقة برنامج "بلاغة القرآن والسنة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن الكاف في "كما هداكم" هي للتسوية، أي أن على العبد أن يذكر الله بقدر ما أنعم عليه به من الهداية، وهو أمر يستحيل إدراكه في الحقيقة، لأن الهداية هي أعظم النعم على الإطلاق، ومن أعظم دلائل رحمة الله بعباده.

وأشار رئيس الجامعة إلى أن القرآن الكريم حذف متعلق الهداية في الآية، فلم يقيّدها بمناسك الحج وحدها، بل جاء النص عامًا ليشمل كل أبواب الهداية: إلى التوحيد، والصلاة، والزكاة، والحج، والأخلاق، ليعيش المؤمن دائمًا في ظلال هذا الفضل الإلهي الواسع.

وأضاف أن قوله تعالى: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ﴾ يعبر بلغة القرآن عن عِظم النقلة من حال الضلال إلى نور الهداية، حيث استخدم القرآن "من" للدلالة على الاندماج السابق في زمرة الضالين قبل الهداية، وهو أسلوب قرآني بليغ يجعل المؤمن دائم التذكر لحالته السابقة ويقدّر نعمة الإيمان التي يعيش فيها.

وقال الدكتور سلامة داود: "لا تسأل عن من عطب وهلك، ولكن سل من نجا: كيف نجا؟ فالهداية تحتاج إلى توفيق وسعي، وتحتاج إلى أن يعيش الإنسان في كنف رعاية الله وهداه، ولا ينبغي أن نحصر الشكر في موسم الحج وحده، بل علينا أن نوسّع دائرة النظر لنرى نعم الله في كل جوانب حياتنا، وفي كل لحظة من لحظات الإيمان والعمل الصالح".

مقالات مشابهة

  • الشاعري: لجنة الـ60 التي تريد البعثة إنشاءها تعيد ‎ليبيا إلى مربع المجلس الانتقالي
  • السعودية وروسيا و6 دول أخرى من تحالف أوبك+ تعلن زيادة إنتاج النفط في أغسطس
  • ‏رئيس الوزراء اللبناني: الاستعراضات المسلحة التي شهدتها بيروت غير مقبولة بأي شكل من الأشكال وتحت أي مبرر كان
  • من هو مينا رزق أول مصري وأصغر رئيس لـ «الفاو»؟
  • «رئيس جامعة الأزهر»: واذكروه كما هداكم دعوة لدوام الشكر على نعمة الهداية التي لا تُقدّر بثمن
  • صبراً آل أردن إن موعدكم ؟؟
  • باسم كامل: نشارك في الانتخابات رغم اعتراضنا على القانون وتحالفنا انتخابي وليس سياسيًا
  • عبد النباوي يُنتخب رئيسًا لجمعية المحاكم العليا التي تتقاسم ‏استعمال اللغة الفرنسية
  • المصري الديمقراطي: نشارك في الانتخابات رغم اعتراضنا على القانون وتحالفنا سياسي
  • محمود مسلم: القائمة تحالف انتخابي ..وكل حزب يحتفظ برويته والتنسيق وارد