موقع 24:
2025-05-28@03:43:29 GMT

تقارب نتائج الانتخابات الرئاسية يظهر مأساة أمريكا

تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT

تقارب نتائج الانتخابات الرئاسية يظهر مأساة أمريكا

مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قدم الكاتب السياسي جنان غانيش رؤيتين متعارضتين في تقرير نشرته فاينانشال تايمز.

لم تكن الولايات المتحدة نفسها هكذا في القرن الماضي

الفكرة الأولى تشير إلى أن كامالا هاريس ليست المرشحة المثالية، وكان ينبغي أن تواجه منافسة جادة.

أما الفكرة الثانية، فهي أن هذا النقاش لا يغير شيئاً، حتى لو قدم الديمقراطيون مرشحاً مثالياً أو خطيباً استثنائياً مثل بريكليس الأثيني، فإن الانتخابات المقبلة ستظل متقاربة، كما كانت في الأعوام 2000، 2004، 2016، و2020.

وحتى عندما فاز باراك أوباما، لم تكن الانتصارات ساحقة.

"No other major democracy in the world is anything like as consistently deadlocked. Nor was the US itself in the last century. Its mutation into a 50-50 country (or really a 30-30-40 one, as four in 10 voters often abstain) has been a civic disaster."https://t.co/1NcwawXTGL

— Dennis Lennox (@dennislennox) October 23, 2024

ووفقاً لما كتبه غانيش، يبدو أن النظام الانتخابي الأمريكي قد وصل إلى نقطة جمود، حيث لا يتمكن أي حزب من تجاوز نسبة 53% من الأصوات المدلى بها أو الانخفاض بشكل كبير عن 46%.

ويُلاحظ أن هذا النوع من الثبات الانتخابي ليس شائعاً في أي ديمقراطية كبرى أخرى في العالم، ولا حتى في تاريخ الولايات المتحدة نفسها خلال القرن الماضي. إذ أدى التحول إلى دولة 50-50، أو في الحقيقة دولة 30-30-40 (حيث يمتنع حوالي 40% من الناخبين عن التصويت)، إلى خلق أزمة مدنية. 

حق المنافسة

يشرح غانيش السبب وراء هذه الظاهرة من خلال افتقار الأحزاب السياسية إلى الحافز للتوجه نحو الاعتدال، مضيفاً أن معظم الانتخابات الأمريكية، تضمن للجميع "حق المنافسة"، حتى كان المرشح شخصية متهمة بفضائح كبيرة، مما يلغي الحافز  لدى لتحسن السلوك أو التصرف بشكل مسؤول.

وتلك الظاهرة تعكس ما يسمى بـ"الخطر الأخلاقي"، حيث يشعر الناخبون بأنهم يدعمون أحزاباً بدون أن يكون لهذه الأحزاب الحافز لتحسين أدائها. 

ويشبه هذا الوضع حالة البنوك التي تعتمد على ضمانات مالية من الدولة، وهو ما يجعلها أقل ميلاً لتحمل المخاطر بشكل محسوب. 

الهويات الكبرى

ورغم ذلك، إذا استمرت انتخابات الـ50-50 في المستقبل، فهذا يشير إلى وجود مشكلة أعمق تتعلق بالثقافة وليس بالسياسة فقط.

وإحدى النظريات تقول إن تراجع الدين والأسر المستقرة والوظائف الدائمة دفع الناس للتمسك بالسياسة كوسيلة لتعزيز هويتهم.

وأصبحت الولايات المتحدة مقسمة إلى "أمريكا حمراء" و"أمريكا زرقاء"، أو كما تصفها عالمة السياسة ليليانا ماسون بـ"الهويات الكبرى"، حيث تحدد هذه الهويات ليس فقط مواقف الأشخاص السياسية، بل أيضاً مكان إقامتهم وطريقة لبسهم وحديثهم.

وتعمل هذه الهويات بشكل أفضل عندما يكون هناك منافس قوي، لأن المعنى من تبني هوية سياسية يصبح أكثر وضوحاً عند وجود منافس يوازيه في القوة والتأثير.  

The tragedy of a 50-50 America: The era of western stability relied on dominant parties, and the US has none

By Janan Ganesh https://t.co/xK8QyKqUT8

— Rodrigo Carbajal (@RodrigoCarbajal) October 24, 2024

وبين عامي 1940 و2000، كان نحو 70% من الأمريكيين ينتمون إلى كنيسة، ومنذ الألفية، بدأت هذه النسبة تنهار إلى ما يقل عن النصف الآن.

ويتتبع ظهور أمة الـ50-50 هذا الاتجاه نحو العلمانية، لكن الأدلة على ذلك ليست مؤكدة، ويقول الكاتب إن انقسام الولايات المتحدة هو أحد ألغاز القرن العشرين، لكن المؤكد أن هذا الانقسام أدى إلى زعزعة استقرار قوة عظمى.

نظرية اقتصادية... تنطبق على السياسة؟

قال ملياردير التكنولوجيا بيتر ثيل ذات مرة: "المنافسة للخاسرين"، في تلخيص استفزازي لحجة أوسع.

ويقول ثيل إن هيمنة شركة ما على السوق لا تفيد فقط في تحقيق أرباح ضخمة، بل تخدم المجتمع أيضاً، فالشركات المحتكرة أو شبه المحتكرة هي التي تستطيع تحمل تكاليف البحث والتطوير الكبير، وهو ما يدفع الابتكار إلى الأمام.

ويوضوح غانيش في "فايننشال تايمز" أن هذا الأمر قد ينطبق على السياسة أيضاً، إذ شهدت فترة ما بعد عام 1945 هيمنة أحزاب كبرى على الساحة السياسية في الغرب، مثل المحافظين في المملكة المتحدة، والديمقراطيين المسيحيين في ألمانيا، واليمين في فرنسا، والديمقراطيين في الولايات المتحدة.

وكانت هذه الهيمنة السياسية تتيح للأحزاب المهيمنة أن تكون كريمة في التعامل مع منافسيها، بينما كانت الأحزاب الأخرى مضطرة لجذب الناخبين خارج قاعدتها التقليدية.

وعندما انحرفت الأحزاب كثيراً عن الوسط، كانت تواجه هزيمة ساحقة، كما حدث مع باري غولدووتر في انتخابات عام 1964.

ويشير غانيش إلى أن المنافسة المتساوية بين الأحزاب قد تبدو مثالية من الناحية النظرية، لكنها في الممارسة العملية لم تكن مصدر إلهام في العقود الأخيرة.

مرشح أفضل من هاريس

وبالعودة إلى كامالا هاريس، يقول غانيش إنه كان بإمكان الديمقراطيين اختيار مرشح آخر أفضل منها، مثل حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم، أو حاكمة ميشيغان غريتشين ويتمر، أو حتى وسطياً أكثر وضوحاً مثل بيت بوتيجيج.

ومع ذلك، يعتقد غانيش أن أمريكا كانت ستصل إلى الخامس من نوفمبر دون معرفة واضحة بهوية الفائز، بغض النظر عن هوية المرشح الديمقراطي.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الانتخابات الأمريكية الولایات المتحدة أن هذا

إقرأ أيضاً:

بناء السفن.. جبهة جديدة للتنافس بين الولايات المتحدة والصين

نشر موقع "أوراسيا ريفيو" تقريرا تناول فيه توسع التنافس بين الولايات المتحدة مع الصين ليشمل قطاع بناء السفن؛ فقد أصدرت إدارة ترامب في نيسان/ أبريل 2025 قرارًا تنفيذيًا لإحياء صناعة بناء السفن الأمريكية وتعزيز التفوق البحري في مواجهة التقدم الصيني السريع.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمه "عربي 21"، إن إدارة ترامب، رغم تركيزها الظاهري على التجارة وتعظيم المكاسب الاقتصادية، تُظهر تحركاتها الأخيرة أن التنافس البحري مع الصين بات جزءًا أساسيًا من أولوياتها.

وفي 9 نيسان/ أبريل 2025، أصدرت إدارة ترامب أمرًا تنفيذيًا يهدف إلى إحياء صناعة بناء السفن في الولايات المتحدة واستعادة التفوق البحري، في ظل التقدّم المتسارع الذي تحققه الصين في هذا المجال، وهو ما يعكس شعورًا متزايدًا بالقلق داخل الإدارة الأمريكية بشأن تراجع قدراتها البحرية مقارنةً بمنافسها الصيني.

وأشار الموقع إلى أن قدامى المحاربين العسكريين قدموا مشروع قانون "أنقذوا أحواض السفن"، في آذار/ مارس 2025، بهدف تجديد صناعة بناء السفن الأمريكية وتلبية احتياجات الجيش، حيث إن هذه الخطوة، إلى جانب القرارات السابقة، تعكس إدراكًا متزايدًا لدى الولايات المتحدة بضرورة تعزيز تفوقها البحري، خصوصًا في ظل استحواذ الصين على نحو 53 بالمائة من صناعة السفن العالمية خلال العقدين الماضيين.



تفوق الصين في بناء السفن البحرية
وأفاد الموقع أن سوق بناء السفن شهد تغيرًا كبيرًا خلال العقدين الماضيين؛ حيث ارتفعت حصة الصين من 5 بالمائة في سنة 2000 إلى 53 بالمائة في سنة 2024، في حين انخفضت الحصة المشتركة لكوريا الجنوبية واليابان من 74 بالمائة إلى 42 بالمائة. وتحتل الولايات المتحدة أقل من 1 بالمائة من السوق العالمي حاليًا.

وذكر الموقع أن تقدم الصين في بناء السفن التجارية والبحرية جاء بفضل التصنيع المحلي وتكاليف العمالة المنخفضة والدعم الحكومي، مع اعتماد سياسة الدمج العسكري المدني التي تجمع بين القطاعين التجاري والدفاعي، ما يمنحها مزايا إستراتيجية واقتصادية واضحة مقارنة بدول أخرى.

وأضاف الموقع أن الصين تمكنت من الاستفادة من قاعدتها لبناء السفن لأغراض مزدوجة، مما عزز قدراتها البحرية بسرعة. وتمتلك الصين أكبر قوة بحرية في العالم؛ حيث تشغل 234 سفينة حربية مقابل 219 للبحرية الأمريكية، ويبلغ إجمالي قوتها القتالية أكثر من 370 سفينة وغواصة، منها أكثر من 140 سفينة سطحية رئيسية.

ومن المتوقع أن يصل عدد سفن البحرية الصينية إلى 395 بحلول 2025، و435 بحلول 2030. ففي سنة 2005، كان لدى البحرية الأمريكية حوالي 300 سفينة، بينما كان لدى الصين 200. وعلى الرغم من حجم الأسطول الأمريكي سيظل ثابتًا حتى 2030، ستصل البحرية الصينية إلى 450 سفينة، أما في مجال بناء السفن التجارية، فقد شهدت الصين نموًا كبيرًا، مما منحها تفوقًا واضحًا على منافسيها، بما في ذلك الولايات المتحدة.

ومع ذلك، قد تتعثر صناعة بناء السفن الأمريكية بسبب نقص الاستثمار والسياسات الحمائية التي أدت إلى تخلفها عن المعايير العالمية. وتواجه البحرية الأمريكية مشاكل كبيرة مثل تجاوز التكاليف وعيوب التصميم وتأخر التسليمات.

ويعتمد القطاع الخاص بشكل كبير على تلبية عدد السفن المطلوبة، لكنه يواجه صعوبات في الالتزام بالميزانية والجداول الزمنية، مما يعيق تحقيق هدف زيادة حجم الأسطول.

وذكر الموقع أن التحديات التي تواجه صناعة بناء السفن الأمريكية تمثل عائقًا كبيرًا أمام تطوير البنية التحتية البحرية، مما يثير مخاوف واشنطن من قدرتها على حماية ممرات الاتصال البحري والسيطرة على نقاط الاختناق، وهو أمر حيوي للتحكم في التجارة الدولية أثناء الأزمات وحماية التجارة العالمية، وهو الدور الأساسي للبحرية الأمريكية.

تعزيز الوجود في منطقة المحيطين الهندي والهادئ
قال الموقع إن صعود الصين كقوة بحرية وتعزيزها العسكري في المحيطين الهندي والهادئ يثير قلقًا لدى دول مثل الفلبين وكوريا الجنوبية واليابان. وأكد تقرير أمريكي حديث على تصاعد عدوانية الصين وضرورة استعادة الولايات المتحدة لردعها في المنطقة للحفاظ على توازن القوى ودعم حلفائها.

جبهة القطب الشمالي
وأوضح الموقع أن الممرات البحرية في القطب الشمالي أصبحت جبهة حاسمة في المنافسة البحرية بين أمريكا والصين؛ حيث تستفيد الصين، بالتعاون مع روسيا، من تغير المناخ لتسهيل الملاحة وتطوير طريق البحر الشمالي الممتد 3500 ميل، بهدف استغلال الفرص الاقتصادية المحتملة في المنطقة.

وتابع الموقع أن كاسحات الجليد تلعب دورًا أساسيًا في ضمان الوصول المستمر إلى القطب الشمالي على مدار السنة. وقد نشرت الصين ثلاث كاسحات جليد مؤخرًا، بينما تواجه الولايات المتحدة ضعفًا في أسطولها. وتعاونت أمريكا مع كندا وفنلندا لتعزيز القدرات القطبية، وأعلن ترامب في 2025 عن خطة لشراء 40 كاسح جليد كبير، مما يعكس تصاعد المنافسة في المنطقة وسعي أمريكا للحفاظ على مكانتها في المنطقة.

الطريق نحو المستقبل
ولفت الموقع إلى أن الولايات المتحدة تواجه تحديات كبيرة في إعادة تنشيط صناعة بناء السفن، تشمل تأمين تمويل مستمر وتعزيز تنافسية السفن الأمريكية عالميًا وإعادة بناء القدرات الصناعية البحرية، وتطوير القوى العاملة. كما تحتاج إلى تعاون بين الوكالات وتقييم واقعي لقدراتها مقارنة بالصين، ووضع خطة مستقبلية واضحة لمتابعة التقدم.

واختتم الموقع بأن أمر ترامب التنفيذي يؤكد الحاجة الملحة لتعزيز القدرات البحرية الأمريكية لحماية المصالح طويلة الأمد، مع التركيز على المحيطين الهندي والهادئ وأمريكا اللاتينية والقارة القطبية الشمالية، وأن إعادة بناء صناعة بناء السفن المتدهورة تمثل خطوة أساسية لبداية جديدة لواشنطن في حماية مصالحها التجارية والاستراتيجية.

مقالات مشابهة

  • بناء السفن.. جبهة جديدة للتنافس بين الولايات المتحدة والصين
  • حزب طالباني:الأحزاب الكردية ستدخل الانتخابات الاتحادية بقوائم منفردة
  • عقبات تواجه تصنيع آيفون في الولايات المتحدة
  • مؤتمر دولي في مدريد يجمع دولاً أوروبية وعربية لمناقشة مأساة غزة وحل الدولتين
  • اتقوا الله في مصر.. نشأت الديهي يوجه رسالة للأحزاب قبل الانتخابات
  • وسط استقطاب سياسي واسع.. بولندا تستعد لجولة حاسمة في الانتخابات الرئاسية
  • تظاهرات حاشدة لمعسكري الانتخابات الرئاسية في بولندا
  • الولايات المتحدة تختبر طائرات مسيّرة عسكرية من جيل جديد
  • ‏«المتحدة» تشعل المنافسة بمسلسل «مملكة الحرير» و«خطيئة ‏أخيرة» في «الأوف سيزون»‏
  • مع الزيادة السكانية الأخيرة| برلماني: تعديلات قوانين الانتخابات تراعي العدالة الديموغرافية