دار الإفتاء توضح فضل تعليم الكبار ومحو الأمية
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
أكدت دار الإفتاء المصرية، أن تعليم الكبار ومحو أميتهم أمر مندوب إليه شرعًا؛ للآيات والأخبار الدالة على أهمية العلم والتعليم، وشرف منزلة أهله، وأَنَّ طلبه لا يقف عند حد أو سِنٍّ معينة، فلا فرق في طلبه بين صغيرٍ وكبيرٍ، ولا ذَكَرٍ وأنثى؛ فالكل في طلبه سواء.
وقالت دار الإفتاء إن تعليم الكبار ومحو أميتهم أمر مندوبٌ ومطلوبٌ شرعًا، والمقصود بمحو الأمية: تعليم الأُمِّي القراءةَ والكتابةَ للوصول بهم لمستوى الإجادة.
وأوضحت دار الإفتاء أن كثير من الأئمة وعلماء الأمة الكبار لم يبتدئ الجدَّ في الطَّلَب إلَّا بعد كِبر السن، ولم يستحِ أحدهم من شيخوخته ولا مكانته، متمثلًا في ذلك الحديث الشريف: «مَنْهُومَانِ لَا يَشْبَعَانِ: طَالِبُ عِلْمٍ وَطَالِبُ دُنْيَا» رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"، والدارمي في "سننه"، والبزار في "مسنده"، عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وأشارت دار الإفتاء إفلى أن المراد بالنَّهْمَةُ: شدة الحرص على الشيء، ومنه النهم من الجوع. ينظر: "فيض القدير" للإمام المناوي (6/ 245، ط. المكتبة التجارية الكبرى).
وبينت دار الإفتاء أن قد حَكَى العلماء صورًا ووقائع شتى لطلب كثير من الأئمة وعلماء الأمة المشهورين للعلم بعد كِبر السن، ومن هؤلاء: أبو بكر عبد الله بن أحمد بن عبد الله المروزي، المعروف بالقَفَّال، شيخ الشافعية في زمانه، والمتوفى سنة 417هـ ، قال عنه الإمام ابن قاضي شهبة في "طبقات الشافعية" (1/ 184، ط. عالم الكتب): [الإمام الجليل أبو بكر القَفَّال الصغير، شيخ طريقة خراسان، وإنما قيل له القفَّال، لأنه كان يعمل الأقفال في ابتداء أمره، وبرع في صناعتها، حتى صنع قفلًا بآلاته ومفتاحه وزن أربع حبات، فلما كان ابن ثلاثين سنة أحسَّ من نفسه ذكاء: فأقبل على الفقه، فاشتغل به على الشيخ أبي زيد وغيره، وصار إمامًا يُقتدى به فيه، وتَفقَّه عليه خلقٌ من أهل خراسان، وسمع الحديث، وحدَّث وأملى] .
ومنهم أيضًا: أصبغ بن الفرج، مفتي الديار المصرية في زمانه، ومِن كبار علماء المالكية؛ قال عنه الإمام الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (10/ 656، ط. مؤسسة الرسالة): [الشيخ الإمام الكبير، مفتي الديار المصرية وعالِمها: أبو عبد الله الأموي مولاهم، المصري، المالكي، مولده بعد الخمسين ومائة، وطَلَب العلم وهو شاب كبير، ففاته مالك والليث] اهـ.
وغير هؤلاء كثير حتى ذَكَر الإمام السيوطي قول جماعة من العلماء: أنه يُستحب أن يبتدئ بسماع الحديث بعد ثلاثين سنة. ينظر: "تدريب الراوي" للإمام السيوطي (1/ 413، ط. دار طيبة).
وفي كتاب "العلم" من "صحيح البخاري" قال: (باب الاِغْتِبَاطِ في العلم والحكمة)، وذَكَر قول سيدنا عمر رضي الله عنه: "تَفَقَّهُوا قَبْلَ أَنْ تُسَوَّدُوا"، وعَلَّق عليه الإمام البخاري بقوله: وبعد أن تسوَّدوا، وقد تعلَّم أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كبر سنِّهم. ينظر: "صحيح البخاري" (ص: 39، ط. دار المعرفة).
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: دار الإفتاء الإفتاء محو الأمية تعلیم الکبار ومحو دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
حكم حج مريض ألزهايمر: دار الإفتاء توضح
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية يتعلق بحكم حج مريض ألزهايمر، حيث تساءل السائل عن حكم حج والده المصاب بهذا المرض، وهل يسقط عنه فريضة الحج أم أنه لا يزال مطالبًا بها.
الاستطاعة شرط أساسي في الحج
الحج هو عبادة تشمل عدة جوانب بدنية ومالية وقولية. وقد جعل الله تعالى الاستطاعة شرطًا أساسيًا في وجوب الحج، كما قال تعالى: "وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا" (آل عمران: 97).
ويشمل هذا الشرط الاستطاعة البدنية والعقلية. ولذلك، فإن من كان يعاني من مرض يمنعه من أداء الحج، مثل مرض ألزهايمر، يعتبر غير مستطيع لأداء هذه الفريضة.
التكليف للأشخاص الذين يعانون من ضعف العقليعتبر العقل من شروط التكليف، ومن يفقد قدرته على فهم الخطاب الشرعي أو التمييز بين الحسن والقبيح، يُرفع عنه التكليف، سواء كان ذلك بسبب مرض عقلي مثل الجنون أو الخرف أو غيره من الأمراض التي تؤثر على العقل.
وبالتالي، فإن مريض ألزهايمر، الذي يعاني من تدهور في قدراته العقلية، يسقط عنه التكليف بالحج.
مراتب مرض ألزهايمر وأثرها على التكليفمرض ألزهايمر يمر بعدة مراحل تبدأ بالنسيان البسيط وتصل في المراحل المتقدمة إلى تدهور شديد في الإدراك والقدرة على التواصل والاعتماد التام على الآخرين.
وفي المراحل المتقدمة من المرض، يصبح الشخص غير قادر على أداء مناسك الحج بسبب ضعف قدرته على الفهم والتمييز، وبالتالي لا يُطالب بأداء الفريضة.