فازت الأديبة الإماراتية فتحية عبدالعزيز النمر مؤخراً بجائزة راشد بن حميد للعلوم والثقافة، عن رواية قيد النشر لها بعنوان (سلالة)، وقالت: "تلقيت خبر الفوز بسعادة أثلجت صدري، فالثيمة التي لعبت عليها في رواية (سلالة) تختلف كثيراً عن معظم رواياتي".

وأضافت: "اخترت دراسة الفلسفة بإصرار، وثقة، ويقين بأنها الأنسب لطبيعتي وشخصيتي وتكويني النفسي والمزاجي"، موضحة أنها اتبعت طريقة ماركيز، في بناء شخصيات روايتها (سلالة)، فقد بنى ماركيز على شخصيات "مئة عام من العزلة" شخصيات العديد من رواياته القصيرة التالية.


وقالت النمر: "أكتب يومياً، لهذا لدي غزارة في الإنتاج، ولا أكتب بحسب المزاج، ولا بحسب الظروف، لكني أعمل بمقولة "ألبير كامو": "وظفت الظروف كلها من أجل عملي".
وتالياً نص الحوار الذي أجراه 24 مع الروائية الإماراتية..
_كيف تلقيت خبر فوز روايتك "سلالة"؟
كان خبراً سعيدا أثلج صدري، خاصة وأن الثيمة التي لعبت عليها كانت مختلفة جداَ عن معظم رواياتي.

_كيف انبثقت لديك فكرة الرواية؟
في روايتي قبل الأخيرة والمعنونة بـ"رسائل عشاق"، وكانت تدور حول الحياة في الامارات بالماضي البعيد منذ عشرينيات القرن الماضي، ولما أنجزتها بشخوصها وأحداثها ورؤيتها، لاحظت أن ثمة شخصية (جمعة)، الصبي الأعرج، الذي لم يقل في "رسائل عشاق" سوى أن أبيه يرفض اصطحابه للصيد معه، أسوة بكل صبيان القرية، فقط لأن لديه إعاقة جسدية، وحين تأملت الشخصية قلت لنفسي:
"هذه شخصية غنيَة تصلح أن تكون رئيسية في عمل أدبي آخر يرتبط أيضا بالبحر، ويجسد القسوة والتكاليف الصعبة والفقر والحاجة، ومن هنا عملت على تطويرها، وتحولت من شخصية هامشية إلى بطل تدور حوله الرواية الجديدة.
والحقيقة أنني اتبعت طريقة ماركيز، الذي أعتبره من أفضل الكتَاب، وقد فتنت بنصوصه، وقرأت بعضها أكثر من مرة، وهو في رائعته "مئة عام من العزلة" ذكر تقريباً جميع الشخصيات، التي بنى عليها رواياته القصيرة التالية.

_كم استغرق وقت كتابة روايتك "سلالة"؟
تقريبا استغرقت عاماً، وهو الوقت المستغرق في كل رواية كتبتها، فأنا أكتب يومياً، ولهذا لدي غزارة في الإنتاج.
وهذه طبيعتي منذ كنت معلمة وموجهة، لا أدع الظروف تقيدني بل أنكب على شغفي، التدريس كان شغفاً والتوجيه كان شغفا، والكتابة أصبحت شغفاً أجمل وأحلى.
لا شيء يمنعني من القراءة، ولا أدع شيئاً يمنعني من الكتابة، وأعرف أن في هذا المنحى ربما شيء من الأنانية، كأم وزوجة لكنني لن أتراجع، وأولادي تحديداً يدعمونني.
وأحيانا أقول لنفسي أني ولدت كاتبة، ولكن نشرت في وقت متأخر، فقد قلت الكثير ولا يزال في جعبتي أكثر.

_من هم أبطال رواية "سلالة" وما أهم صفاتهم؟
البطل المهمش المظلوم الطيب الخائف، غير الواثق في نفسه لشدة ما تعرض له من العناء والعذاب، وهو الشخصية الأولى واسمه (جمعه)، تبدأ الرواية وهو شاب في الأربعين من عمره، يقف على البحر مخاطباً نفسه، حائراً تائهاً يريد الانتقام من البحر ومن الناس، ويعود من خلال المنولوج القهقري إلى زمن الطفولة، الذي لم يكن مشرقاً أبداً، بل كان كئيباً وتعيساً.
وأما (سليمان) والد "جمعة" فهو رجل قاسي صعب المراس، يعمل صياداً للسمك في قريته، ورغم أن أهل القرية كلهم قساة، بسبب ما عانوه من الفقر، لكن قسوة سليمان كانت نموذجاً غير مشرّف وقصة على كل لسان.
(عوشه) أم جمعه زوجة سليمان امرأة ضعيفة مسلوبة الإرادة، تمارس على أولادها نفس دور الظالم، الذي يمارس عليها، وهذا ما نسميه في علم النفس (الإبدال)، أما الشخصية الغريبة في الرواية، والتي تلعب دوراً خطيراً، في الدفع بها نحو الذروة، ومن بعد نحو الانفراج، شخصية كانت تمتطي أسلوباً غير إنسانيَ للترويع والسيطرة، وذلك بنشر الشائعات والأكاذيب، فهي (الجنيَة) التي جاءت متناسلة من جدتها الجنية الأولى، ولها صور عديدة، وتأتي بالأعاجيب، وأيضا تتقمص في جسد قطة عوشه، القطة التي تفضلها على الناس، وتكلمها والقطة أيضا تقوم بدور قوي في الأحداث وتطويرها.
_ماذا عن زمان ومكان الرواية؟
الزمن الماضي قبل ظهور النفط وقبل قيام الاتحاد، لكنني لم أحدده بالسنوات على خلاف روايتي "رسائل عشاق"، التي كان زمنها محدداً وممتداً في ناحيتين قديماً وحديثاً.
_ما التقنية التي اعتمدت عليها في كتابة رواية "سلالة"؟
اعتمدت تقنية "الفلاش باك"، وكنت قد كتبتها بضمير المتكلم على لسان جمعة، ولكن واجهتني بعض الصعوبات، خاصة أنني أتكلم عن الجن وعن القطط وعن الخرافات القديمة، فاضطررت لتغيير المسار، وحوّلتها إلى الراوي العليم، وهناك الوصف الذي لعب دوراً مهماً في وصف البحر والسماء والغيوم والأمطار والأمواج والنفسيات وما يدور في داخلها، عدا عن تقنيات أخرى مثل السرد والحوار.

_كيف تنظرين إلى أثر الجوائز الأدبية على جودة النتاج الأدبي، وإلى أي مدى تساهم في تحفيز الابداع والمبدعين؟
لا أكتب من أجل الجوائز، وإن كنت أحياناً أشارك فيها، وأؤمن أن التقييم مسألة ذوقية تختلف من محكّم إلى آخر، وأقول حتى لو لم يحالفني الفوز يكفي أن كتابي قرأ ومرّ على أساتذة، ومحكمين، ولا شك أن الجوائز مهمة، وتشجع الكاتب، وتعمل على تحفيزه، وتدفعه للسعي المستمر لتجويد نصوصه.
_ما عملك الإبداعي القادم؟
(رائحة الكابوس)، وفيه أتكلم عن الأيام الثلاثة التي وقعنا فيها تحت تأثير (منخفض الهدير، وغرقنا في الأمطار كيف تأثرنا، وتأثرت كل مناحي الحياة، عبر اختيار 3 شخصيات، وكيف تطرأ عليها تغييرات جذرية بسبب الحالة الجوية.
_كدارسة للفلسفة والمنطق، وقارئة نهمة في مجالات متعددة، كيف انعكس ذلك على أعمالك؟
لهذا الجانب وجهان، الأول أنني أكتب بعمق وأتغلغل في أعماق الشخوص والأحداث، وربما تسبب هذا في قلة المقروئية، فالناس تريد السهل البسيط وتتحاشى الصعب، ومن جانب آخر يظهر أثر الفلسفة في الحوارات، وفي الأسئلة التي تطرحها الشخصيات، وفي انتقاء الموضوعات واللغة.
أخيراً أقول أني راضية عن هذا المسلك والدرب الذي اجترحته لنفسي، وأفخر به، لقد اخترت الفلسفة بإصرار، وثقة ويقين بأنها الدراسة الأنسب لطبيعتي  وشخصيتي وتكويني النفسي والمزاجي.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات

إقرأ أيضاً:

إبداع أدبي يخلد.. مسقط تحتفي باختتام مسابقة الرواية حول الشهيد يحيى السنوار

مسقط - الرؤية

رعى سعادة الشيخ عبدالله بن حمد الحارثي عضو مجلس الشورى اختتام مسابقة الرواية حول الشهيد القائد يحيى السنوار، في أمسية أدبية مفعمة بالإبداع والوفاء، احتضنتها قناة الاستقامة الفضائية بمسقط. حضر الحفل نخبة من الشخصيات الأدبية والإعلامية، إضافة إلى عدد من المثقفين والمهتمين بفن الرواية وقضايا الأمة.  

وفي كلمته خلال الحفل، أكد الدكتور حمود بن خميس النوفلي أن هذه المسابقة ليست مجرد فعالية أدبية، بل تعد مشروعًا وعيًا يهدف إلى تخليد سيرة الشهيد السنوار في وجدان الأجيال، وإبراز دوره القيادي في مسيرة المقاومة الفلسطينية. وأوضح أن المسابقة، التي انطلقت في نوفمبر 2024، استقطبت أكثر من 30 مشاركًا من مختلف الدول العربية، تأهلت منها 13 رواية إلى المرحلة النهائية.  

وأشار النوفلي إلى أن المبادرة تسعى لتحويل الرواية إلى أداة مقاومة بالكلمة، مؤكدًا أن شخصية السنوار ستبقى رمزًا للأحرار، ونضاله ملهمًا لكل من يؤمن بأن تحرير فلسطين قدرٌ محتوم. كما أعلن عن قرب طباعة الرواية الفائزة بالمركز الأول، التي جاءت في 460 صفحة، وتوزيعها على نطاق واسع في الدول العربية.  

من جانبه، أشاد الدكتور علي كريم أفضلي، ممثل جائزة فلسطين العالمية من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بأهمية توظيف الأدب المقاوم في معركة الوعي العربي والإسلامي، مثمنًا الجهود الكبيرة المبذولة في هذا المشروع الثقافي النوعي.  

وشهد الحفل تقديم الشاعر أحمد بن سيف الشعيلي قصيدة وجدانية تجسد روح البطولة التي اتسمت بها شخصية الشهيد السنوار، بينما أنشد الطفل مختار بن جمعة النوفلي أنشودة حماسية تفاعل معها الحضور، ما أعاد إلى القاعة أجواء الصمود والتحدي.  

كما تخلل الحفل عرض كلمة مصورة للفائز بالمركز الأول الدكتور أمين الشامي من اليمن، ومداخلتين مسجلتين لكل من الأستاذ إسلام الأعسر من المغرب، الحائز على المركز الثاني، والصحفي الفلسطيني محمد هنية من غزة، حيث تحدثا عن ملامح شخصية السنوار ودوره البطولي في معركة "طوفان الأقصى".  

وتضمن الحفل أيضًا عرض فيلم مرئي قصير بعنوان "رجل صار أيقونة الصمود"، من إعداد الأستاذة عبير بنت حمود النوفلية، والذي احتوى على مشاهد مؤثرة من مسيرة الشهيد السنوار ونضاله في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.  

وفي ختام الحفل، أُعلنت نتائج المسابقة وسط تصفيق حار من الحضور، وجاءت النتائج على النحو التالي:  

- المركز الأول: الدكتور أمين الشامي (اليمن) – جائزة مالية 1500 دولار.  
- المركز الثاني: الأستاذ إسلام الأعسر (المغرب) – جائزة مالية 500 دولار.  
- المركز الثالث: رِيَّة بنت محمد بن علي الخفيريّة (سلطنة عمان) – جائزة مالية 500 دولار.  
- المركز الرابع: ثريا بنت حمد بن صالح السالميّة (سلطنة عمان) – جائزة مالية 500 دولار.  
- المركز الخامس: بلقيس بنت جمال الكثيريّة (اليمن) – جائزة مالية 500 دولار.  

كما تم تكريم جميع المشاركين في المسابقة بشهادات تقدير، إلى جانب تكريم الجهات الداعمة للحفل، وعلى رأسها قناة الاستقامة الفضائية التي كانت الراعي الإعلامي للفعالية.

مقالات مشابهة

  • فجوة كبيرة بين الرواية الإسرائيلية وأعداد قتلى جيش الاحتلال في غزة
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • ورقة تحليلية: فجوة كبيرة بين الرواية الإسرائيلية وأعداد قتلى جيش الاحتلال في غزة
  • عاجل | الجزيرة تعرض بعد قليل مشاهد حصلت عليها لكمين خان يونس الذي نفذته كتائب القسام مؤخرا
  • النمر يوضح حقيقة فائدة قرصة النمل
  • عمليات إنزال المساعدات الإماراتية والأردنية على قطاع غزة / فيديو
  • علامات قصور القلب التي تظهر في كاحليك.. تعرف عليها
  • إعلان الفائزين في ختام مسابقة "الرواية" عن يحيى السنوار بمسقط
  • إبداع أدبي يخلد.. مسقط تحتفي باختتام مسابقة الرواية حول الشهيد يحيى السنوار
  • صور.. مُدن الإماراتية تكشف تصميمات وحدات وادي يم برأس الحكمة