إطلاق مبادرة أممية لتعزيز مشاركة المرأة في جهود السلام
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
أعلنت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة ، أمينة محمد، إطلاق تعهد دولي مشترك بشأن مشاركة المرأة في عمليات السلام، وهو بمثابة مبادرة تجمع جهات فاعلة في مجال الوساطة.
وعبر تأييد هذا التعهد، تلتزم الدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية وغيرها من الجهات بالانضمام إلى الأمم المتحدة في اتخاذ خطوات ملموسة بشأن مشاركة المرأة في جميع عمليات السلام التي تشارك فيها هذه الهيئات.
وأوضحت المسؤولة الأممية أن " هذه الالتزامات تشمل تعيين النساء كوسيطات رئيسيات وضمان أن تكون النساء جزءًا لا يتجزأ من لجان الوساطة، والتأكد من أن الوسطاء يدافعون مع أطراف النزاع عن أهداف وإجراءات ملموسة تعزز المشاركة المباشرة والفعالة للنساء في عمليات السلام، بما في ذلك كأعضاء في وفودهم، والتشاور مع مجموعة واسعة من القيادات النسائية والمنظمات المدنية التي تقودها النساء في جميع مراحل عمليات السلام، بالإضافة إلى إدماج الخبرات المتعلقة بالنوع الاجتماعي في فرق الوساطة لتعزيز عمليات السلام والاتفاقيات المستجيبة للنوع الاجتماعي".
ويأتي إعلان نائبة الأمين العام خلال مشاركتها في جلسة المناقشة السنوية المفتوحة التي عقدها مجلس الأمن بشأن المرأة و الأمن والسلام، والتي حذرت خلالها من "هيمنة الرجال بشكل ساحق على عملية اتخاذ القرارات المتعلقة بالسلام والأمن ".
وقالت إن "إنهاء الإفلات من العقاب عن الفظائع التي تُرتكب ضد النساء والفتيات لا يزال هدفا بعيد المنال" ، مضيفة أن "العام الماضي كان صعا بشكل خاص على النساء في غزة، حيث قُتلت وأُصيبت عشرات الآلاف من النساء والفتيات الفلسطينيات وسط استمرار الحرب و الأزمة الإنسانية المروعة، و أن معاناة النساء الإسرائيليّات المحتجزات تتطلب تدابير عاجلة لضمان سلامتهن وإطلاق سراحهن الفوري".
و حذرت محمد من "التهديدات التي يشكلها تصاعد الدمار والنزوح في لبنان على أمن و سلامة النساء والفتيات وسبل عيشهن".
هذه المناقشة المفتوحة التي يعقدها مجلس الأمن سنويا حملت هذا العام عنوان " "النساء يبنين السلام في بيئة متغيرة"، وتخللها إحاطة للمديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، سيما سامي بحوث.
وسلطت بحوث الضوء على أبرز نتائج التقرير السنوي للأمين العام بشأن المرأة والسلام والأمن، الذي صدر في 24 سبتمبر الماضي، والذي جاء فيه أن خلال العام 2023، تضاعفت نسبة النساء اللواتي قُتلن في الصراعات، وارتفع عدد حالات العنف الجنسي المرتبط بالصراعات التي تم التحقق منها بنسبة 50 في المئة، بينما زاد عدد الفتيات المتضررات من الانتهاكات الجسيمة بنسبة 35 في المئة.
وأكد التقرير أن واحدة من كل اثنتين من النساء والفتيات في البيئات المتضررة من الصراعات تواجه انعداما حادا في الأمن الغذائي.
كما يشير التقرير أن 61 في المئة من جميع وفيات الأمهات تتركز في 35 دولة متأثرة بالصراع ، ومع قصف أقسام الولادة، ومنع الرعاية الصحية الإنجابية، وارتفاع العنف الجنسي، ستستمر هذه الأرقام في الارتفاع.
كما حذرت بحوث في مداخلتها من أن "مشاركة المرأة في صنع القرار والسياسة في البلدان المتضررة من الصراعات باتت شبه معدومة، و أن استخدام كراهية النساء كأداة سياسية يترتب عليه تكلفة سيسددها المجتمع الدولي برمته على مدى أجيال" .
وهذه المناقشة تُعد واحدة من الفعاليات البارزة التي تنظمها سويسرا خلال توليها للرئاسة الدورية لمجلس الأمن هذا الشهر، ترأستها رئيسة الاتحاد السويسري، فيولا أمهر، بمشاركة قرابة مئة دولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
ومن بين الدول الولايات المتحدة ممثلة بالمندوبة الدائمة، ليندا توماس غرينفيلد، التي شددت في مداخلتها على "استمرار تحمل النساء والفتيات لوطأة الصراعات الراهنة، وأن مسؤولية استئصال الظلم وعدم المساواة داخل منظومة الأمم المتحدة تقع على عاتق المجتمع الدولي".
وأكدت غرينفيلد أن تحقيق أهداف أجندة المرأة والسلام والأمن يتطلب الاستثمار و زيادة التمويل على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي، وتحفيز و تفعيل المبادرات التي تساهم بتعزيز و تقدم أجندة المرأة والسلام والأمن على صعيد الدول وداخل النظام المتعدد الأطراف.
كما يتطلب الالتزام بتنفيذ أجندة المرأة والسلام والأمن وحماية وتعزيز الحريات الأساسية للنساء والفتيات، بما في ذلك النساء والفتيات في مجتمعات الأقليات العرقية والدينية و ذوي الإعاقة و مجتمع المثليين.
وأضافت غرينفيلد أن "الولايات المتحدة تنضم إلى الأمين العام في المطالبة بمحاسبة الذين ينتهكون حقوق الإنسان للمرأة، سواء كانت حركة طالبان التي تسعى إلى محو المرأة من الحياة العامة في أفغانستان ، أو الجنرالات الذين يستخدمون الاغتصاب والعنف الجنسي كسلاح حرب في السودان . "
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: المرأة والسلام والأمن مشارکة المرأة فی النساء والفتیات الأمم المتحدة عملیات السلام النساء فی
إقرأ أيضاً:
التعليم العالي: مشاركة مصرية فاعلة في مبادرة بوابات التعلم الرقمي بالصين
أكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن مشاركة مصر في المبادرات الدولية الخاصة بالتعلم الرقمي تمثل امتدادًا لدورها الريادي في تطوير منظومة التعليم والابتكار على مستوى المنطقة، مشيرًا إلى أن بنك المعرفة المصري يُعد نموذجًا ناجحًا يعكس التزام الدولة بتعزيز التعليم القائم على التكنولوجيا وتحقيق التحول الرقمي في المؤسسات التعليمية.
في هذا السياق، شاركت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ممثلةً في بنك المعرفة المصري، في الزيارة الدراسية الثالثة لمبادرة بوابات منصة التعلم الرقمي العامة، والتي أُقيمت بمدينة ووهان بجمهورية الصين الشعبية خلال الفترة من 14 إلى 17 مايو 2025، بالتزامن مع فعاليات المؤتمر الدولي للتعليم الرقمي، الذي ينظمه المركز الوطني الصيني لتكنولوجيا التعليم التابع لوزارة التعليم الصينية. مثل بنك المعرفة كل من الدكتورة جينا الفقى القائم بعمل رئيس اكاديمية البحث العلمي و التكنولوجيا والمشرف العام على بنك المعرفة المصرى و المهندس ماجد الصادق امين بنك المعرفة.
وتأتي هذه المشاركة في إطار التزام مصر بالتعاون الدولي وتبادل الخبرات في مجال تطوير التعليم الرقمي، حيث استعرض الوفد المصري التجربة الرائدة لبنك المعرفة المصري، وساهم بفاعلية في مجموعات النقاش حول تطوير المنصات الرقمية وتوظيفها في تحسين جودة التعليم ومخرجاته.
واطلع الوفد المصري على المنصة الرقمية الصينية المخصصة لمراحل التعليم الأساسي، والتي تُعد من أبرز النماذج العالمية في هذا المجال، ضمن خطة وطنية شاملة لتطوير التعليم حققت نسب تبنٍ مرتفعة خلال السنوات الأخيرة.
وتُعد مبادرة بوابات التعلم الرقمي العامة إحدى المبادرات الدولية المدعومة من منظمة اليونسكو واليونيسف، وتهدف إلى دعم تبادل المعرفة والخبرات بين الدول، لتعزيز قدراتها في تطوير البنية التحتية الرقمية التعليمية، وتطبيق سياسات تعليمية قائمة على البيانات.
وقد عكست الزيارة الدراسية حجم الاستثمار الصيني في قطاع التعليم، حيث يضم النظام التعليمي الصيني قرابة 291 مليون طالب، و18.92 مليون معلم متفرغ، وتُدار المنظومة عبر هيكل إداري يمتد من المستوى المركزي إلى أكثر من 2800 وحدة محلية.
وأبرز الوفد المصري جهود بنك المعرفة في تعزيز الشراكات العالمية، ودعم المعلمين والطلاب من خلال إتاحة محتوى تعليمي وتدريبي عالي الجودة، بما يواكب أحدث الاتجاهات التكنولوجية في التعليم.
جدير بالذكر أن مصر كانت قد استضافت الزيارة الدراسية الأولى لمبادرة بوابات التعلم الرقمي العامة في مايو 2024، بمشاركة ممثلي اليونسكو واليونيسف ووفود من 22 دولة، حيث تم تسليط الضوء على بنك المعرفة المصري كنموذج دولي رائد في إتاحة المعرفة والتعلم الرقمي.