بوابة الوفد:
2025-12-13@13:20:57 GMT

إنسانية النبوة بفكر الدكتور أحمد على سليمان

تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT

الدكتور أحمد على سليمان مؤلف كتاب «كيف نتوضأ بأخلاق النبوة» صديق عزيز جمعتنى وإياه صدف الأيام. وبعد قرابة ست سنوات على معرفتى به، لم يكن مفاجئا لى أن يصدر عنه هذا الكتاب الذى فرغت من قراءته قبل أيام، وتساءلت بينى وبين نفسى: ما الذى أضافه، المثقف، وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الدكتور أحمد على سليمان للمكتبة العربية والإسلامية بكتابة (كيف نتوضأ بأخلاق النبوة).

أعتقد أن أروع واصدق ما تفضل به المؤلف، ويحسب له أنه استطاع ببساطة وفطرة سليمة أن «يؤنسن» النبى الكريم سيدنا محمد عليه السلام .. أنسنة النبى بين سطور مئتى وستين صفحة للكتاب تجلى فى اهتمام المؤلف أن نصحبه، للتعرف على محمد بن عبد الله الإنسان فى نبوته، والنبى فى إنسانيته .. كيف أحب النبى زوجاته، عواطفه وكلامه وخطابه ويومه وطعامه وأرحامه وفرحه وحزنه. عطف سيدنا محمد - الإنسان فى نبوته والنبى فى إنسانيته - على الحيوان وتحريم تجويعه، فما بالكم بتجويع الإنسان للإنسان، وانصراف كثير من القادرين عن الرحمة بغير القادرين!..  ومن المواضع المهمة فى كتاب الدكتور أحمد على سليمان الجزء الخاص بمظاهر اعتدال النبى الإنسان فى عباداتِه وحياتِه ككل ،كلامُه وسكوتُه وضحكُه وبكاؤه.. قيمة هذا الطرح الجديد للدكتور أحمد على سليمان أنه يكشف عن الكثير من العلل الفكرية فى مجتمعاتنا المعاصرة. يميل الكثير من عامة المسلمين لتحميل نبينا الكريم مالم يقله أو يعمل به، وهذا من قبيل التشدد الذى يعتقد البعض أنه أليق بالأنبياء . وما لا يعرفه الكثيرون، وقد أدركه المؤلف فى كتابه أنه لولا اعتدال الرسل فى دعوتهم للناس، ما استطاع نبى أو رسول أن يغير فى قومه، وهو يعلم انه جاء بدعوة ستهدم فى نظر البعض ما استقر بالعقول والقلوب قبلها من سنن الأولين..   
كذلك لم يغفل المؤلف عن صفة رائعة من صفات الحكماء وأجلهم الأنبياء، وهى صفة التغافل عن ما يمكن التغافل عنه. التغافل ليس سلوكا عابرا، ولكنه فى الحقيقة فلسفة حياة توفر لأصحابها سكينة يفتقدها من يلتهمهم التسرع والقلق والشك وتحميل النفس أعباء الظنون وثقل الوساوس.. التغافل عند أهل الحكمة أن تغض الطرف عن بعض ما لا يطيب للنفس كلما كان ذلك ممكنا .. ولا أنسى هنا مقولة لسيدنا على بن ابى طالب وردت فى نهج البلاغة يقول فيها « ثلث الحكمة فطنة، وثلثاها تغافل». 
كل الشكر للدكتور أحمد على سليمان الذى اعتقد أن الله قد منحه من الصفات الطيبة ما سيعينه على انجاز الكثير من المؤلفات القيمة فى قادم العمر – أمد ألله فى عمره.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الدکتور أحمد على سلیمان

إقرأ أيضاً:

العداء الإثيوبي.. والصبر المصرى

تواجه إثيوبيا مشاكل وتحديات كبيرة تهدد وحدتها نتيجة الصراعات العرقية والأزمات الاقتصادية المتلاحقة، وكلما زادت الضغوط على الحكومة الإثيوبية والمخاوف من تفكك الاتحاد الفيدرالى الإثيوبي، تذهب الحكومة الإثيوبية إلى خلق مشكلة أو نزاع خارجى لشغل الرأى العام الإثيوبي عن مشاكله الداخلية من خلال تصريحات وخطابات عدائية مع الدول المجاورة، فى تناقض شديد للواقع الذى بدحض كل مزاعم إثيوبيا المضللة، ويؤكد اعتداءها على سيادة الدول ومخالفة كل قرارات الشرعية الدولية، وتزعزع الأمن فى منطقة القرن الافريقى، بداية من الاعتداء على دولة الصومال واحتلال ميناء بربرة على البحر الأحمر من خلال اتفاق غير شرعى مع الانفصاليين فى شمال الصومال مقابل اعتراف إثيوبيا للانفصاليين باستقلال هذا الاقليم فى خطوة شكلت انتهاكا لسيادة دولة ورفضها المجتمع الدولى والمنظمات الأممية وأدانتها جامعة الدول العربية، وتكرر الأمر نفسه مع الجارة اريتريا فى تصعيد إثيوبي جديد لدولة أخرى بهدف الحصول على منفذ بحرى بالقوة وعلى حساب سيادة الدول، وهو النهج نفسه الذى تتخذه إثيوبيا مع دول حوض النيل فى محاولة فرض أمر واقع مخالف للشرعية الدولية.

الأسابيع الأخيرة شهدت حملة عداء وتصعيدًا إثيوبيا ضد مصر، ومزاعم ومغالطات وصلت إلى حد إنكار اتفاقيات النيل عام 1920، 1929، وباقى الاتفاقيات الدولية التى تحفظ حقوق مصر التاريخية فى مياه النيل.. هذه الحملة الإثيوبية الممنهجة لم تأتِ من فراغ وإنما لأسباب جوهرية يأتى على رأسها انهيار الحلم الإثيوبي فى النهضة الشاملة جراء إنشاء هذا السد الذى روجت له واعتبرته مشروع القرن لتحويل إثيوبيا إلى مصاف الدول الاقتصادية الكبرى والخلاص من كل مشاكلها وخدعت الشعب الإثيوبي بالمساهمة فى إنشاء السد رغم ظروفه الاقتصادية الصعبة، وبعد مرور 15 عامًا على إنشاء السد وافتتاحه رسميًا، فاق الشعب الإثيوبي على صدمة كبيرة، وواقع أليم لم يتغير وحالة اقتصادية أكثر سوءًا.. الأمر الثانى الذى كشف الواقع الإثيوبي المذرى كان حالة الصبر المصرى اللامحدود فى المسار التفاوضى لسنوات رغم التلاعب الإثيوبي والهروب من التوقيع على اتفاق قانونى بشأن الجوانب الفنية وتشغيل السد، لتأتى المفاجأة بفشل إثيوبيا فى تشغيل السد بعد تعطل معظم التربونات عن العمل، واضطرار إثيوبيا لتصريف المياه بصورة عشوائية وبكميات هائلة بعد أن شكلت خطورة على جسم السد، وأدى الأمر إلى خسائر كبيرة فى السودان وتهديد مصر، وهو ما سبق أن حذرت منه مصر وكشفه الواقع والتجربة.

الحقيقة أن إثيوبيا فى مزنق شديد ما بين مطرقة الواقع فى فشل إدارة وتشغيل السد، وسندان مخالفة قرارات الشرعية الدولية بسبب قراراتها الاحادية المخالفة للقرارات الأممية التى تنظم الأسس الحاكمة للأنهار الدولية العابرة للحدود، وهو ما يدفع إثيوبيا للهروب من الواقع الذى تعيشه بأكاذيب وخطاب سياسى متطرف، تقابله مصر بأقصى درجات ضبط النفس.. إلا أن الأخطر من كل هذا هو الاعلان الإثيوبي الأخير عن إنشاء عدد من السدود الجديدة بحجة الاستفادة من المياه فى الزراعة، فى هروب جديد من فشل سد النهضة وصناعة أزمة جديدة مع مصر، ويبدو أن إثيوبيا ومن يقف خلفها، لا تعى أن مصر الآن، ليست مصر عام 2011 التى انشغلت بأزمتها الداخلية وكانت أولويتها الحفاظ على وحدتها واتقرارها المجتمعى فى مواجهة مخطط دولى كبير تحطم على صخرة الإرادة المصرية.. ومصر الآن قادرة على حماية أمنها القومى أينما وجد، وعلى رأسه حصتها فى مياه النيل، وعلى إثيوبيا أن تدرك أنها لن تستطيع وضع حجر واحد جديد على مجرى النيل الذى يشكل شريان الحياة لكل مصرى.

حفظ الله مصر

 

مقالات مشابهة

  • غزة على أبواب “كارثة إنسانية” بسبب نقص الخيام والطقس القاسي
  • مستشفيات الدكتور سليمان الحبيب بالخبر والمحمدية والفيحاء والحمراء والصحافة تحصل على شهادة الاعتماد الدولية JCI
  • لاعب المنتخب السعودي ونادي الصفا لكرة اليد يُجري جراحة ناجحة بمستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر
  • «فخ» كأس العرب
  • الدكتور أحمد فؤاد هنو ينعي الناشر الكبير محمد هاشم
  • فؤاد باشا سراج الدين .. الرجل الذى علم المصريين معنى الكرامة
  • الوجوه الثلاثة!!
  • العداء الإثيوبي.. والصبر المصرى
  • «السيسى» وبناء الدولة
  • سنن النبى فى الشتاء أوصانا بفعلها.. يغفلها كثيرون