بوابة الوفد:
2025-07-12@13:30:10 GMT

مواهب «راحت عليك» القادمة

تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT

انخلع قلبى وأنا أخطو فى ساحة الأوبرا متجهة نحو قاعة المسرح الكبير لمشاهدة عرض «راحت عليك». ما تلك البداية غير المبشرة؟ أردت أن أتجاهل كل شىء وأمضى نحو غايتى. فحاصرنى كل شىء وحرمنى من نعمة التجاهل سيل من الضوضاء والضجيج الممزوج بموسيقى صاخبة تعلو وتهبط بسرعة وعنف آلات الإيقاع والوتريات والنحاسيات، تكاد تمزق طبلة الأذن من فرط ارتفاع صوتها، وصخب هادر يصاحبك من البداية حتى النهاية.


فى واجهة المدخل تلفح وجهى أضواء باهرة ملونة تضىء وتطفأ، كتلك التى تشاهدها بهرجها فى سرادقات الموالد والأفراح، وإذ تبدو تلك الهيصة مبررة هنا بحكم أهدافها الصاخبة بالطبيعة، إلا أنها سقيمة الذوق هناك. ما الذى اعترى مناخ الجمال والذوق الرفيع والهدوء الملازم لرواد الأوبرا فى دخولهم وخروجهم من المكان، وتعاملهم معه بشكل يرقى إلى توجههم صوب الأماكن المقدسة وأين ذهبت تلك الأجواء الراقية المتسمة بالجمال والسمو التى كانت تحيط بمبنى الأوبرا طوال نحو عقدين منذ تاريخ افتتاحها فى العام 1988.
ليست تلك أسئلة عن ماضٍ جميل يرحل، وحاضر يحفل بالنشوة والقيح، بل هى استغاثة لمن بيدهم الأمر، أعيدوا الأمور إلى نصابها كسابق عهدها، ويكفى ندوبا فى الروح وهدما للمعنويات..
انتشلتنى من لحظات التعاسة العابرة تلك، ساعة وربع من البهجة والسمر أمضيتها مع جمهور مهرجان الموسيقى العربية لمشاهدة أوبريت سيد درويش الشهيرة، العشرة الطيبة، وربما هى الأخيرة فى مشروعه الإبداعى. أسطورة شعبية حافلة بالرقص والغناء، والمعانى الإنسانية والوطنية التى تنفذ إلى الروح، وتلتصق بالوجدان، وترد إلى المتلقى بعض لحظاته التاريخية النضرة، ليجد فيها شفاء لجراح روحه وطبطبة على نفسه المكسورة، واستعادة الثقة بالنفس
كادت أن تخبو من فرط أحلامه المهدرة
ظهرت الأوبريت عام 1920 وفى قلب أحداث ثورة 1919، وربما بسببها، فى ظل حكم الملك فؤاد الذى نصبته سلطات الاحتلال البريطانى سلطانا ثم ملكا أثناء الحرب العالمية الأولى لضمان ولائه لمواجهة التحالف التركى العثمانى مع دول المحور. وتحكى الأوبريت قصة حب تقع أحداثها فى إحدى قرى الريف المصرى فتكشف عن ذكاء الفلاح المصرى ومكره وصدق انتمائه لأهله، وتفضح بالزجل والرقص الجماعى والفردى الانتهازيين من بينهم وتسلط الضوء على نهم الحكام المماليك واستبدادهم وتسخر منهم.
قدمت الأوبريت أكثر من مرة منذ أن أخرجها زكى طليمات للفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى بدار الأوبرا الملكية وأخرجها لدار الإذاعة المصرية فى بداية الخمسينيات السيد بدير لتصبح واحدة من أجمل الفنون التى ساهمت فى تشكيل وعى الجيل الذى أنتمى إليه. هذه المرة تصل إلى نسختها الراهنة فى دار الأوبرا تحت عنوان «راحت عليك» برؤية فنية للدكتور محمد عبد القادر وإخراج «مهدى السيد» وبمشاركة كورال صوت العاصمة، كانت مفاجأة العرض السعيدة التعرف على جيل جديد من شباب الفنانين الموهوبين فى كل المجالات والغناء والطرب والتمثيل وتصميم الملابس والمشاهد. لوحة فنية شديدة البهجة للعمل الجماعى الناجح والمتألق مجموعة من الموهوبين الشباب جوهرة أضفوا على العرض حيويته وخفة ظله بحضورهم الفنى الآسر.
نسخة الأوبرا المعاصرة من العشرة الطيبة، تغيرت أحداثها، وأتمنى أن يكون ذلك مجرد. اجتهاد وليس تدخلا رقابيا كما هى العادة وفى مدينة هندية تدور الأحداث حيث يهيم ولى عهدها بابنة حاوى المدينة المصرى، التى رفضت طلب رجل أجنبى للزواج منها، متجاهلا حب ابنة عمه له. وبعد أن أخفقت كل المكائد للتفريق بين الحبيين ينتصر حبهما بزواج الأمير من المصرية. سهرة فنية ممتعة تليق بمهرجان الموسيقى العربية وتحيى الآمال بتسليط ضوء ساطع على تراث سيد درويش أحد كبار المجددين فى الموسيقى العربية، وبتقديم جيل جديد من المواهب المصرية يستحق التشجيع والرعاية والمتابعة، ويعلو حضوره باحتضان الأوبرا له.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أمينة النقاش على فكرة ساحة الأوبرا

إقرأ أيضاً:

مواهب «السلة» في «عطلتنا غير» بالحمرية

 
الشارقة (الاتحاد)
قام عبداللطيف الفردان، نائب رئيس اتحاد كرة السلة، بمتابعة مجموعة من مواهب كرة السلة ضمن فعاليات صيف الشارقة الرياضي «عطلتنا غير» في نادي الحمرية، وتابع رفقة حميد الشامسي، رئيس مجلس إدارة نادي الحمرية، وسلطان الشامسي، أمين السر العام، جانب من مباريات اللعبة.
وتعرّف الفردان على مجموعة من المواهب الواعدة في اللعبة من منتسبي «عطلتنا غير»، والذين يندرجون ضمن خطة اكتشاف المواهب وصقلها، التي وضعتها اللجنة المنظمة بالتنسيق مع لجان الألعاب الرياضية في النادي.
أشاد عبداللطيف الفردان بالتنظيم المتميز للبرنامج الصيفي في نادي الحمرية، مؤكداً أن هذه الجهود تعكس رؤية مجلس الشارقة الرياضي في تقديم تجربة صيفية مثمرة وملهمة لأبناء الإمارة.

أخبار ذات صلة منتخب السلة إلى الصين تايبيه للمشاركة في دولية «وليام جونز» نيويورك نيكس «نيولوك» في أبوظبي

مقالات مشابهة

  • أشرف عبد الباقي: «سوكسيه» تجربة تدعم مواهب فرق الهواة على المسرح
  • خطيب المسجد الحرام: اللهم عليك باليهود الغاصبين.. وانصر إخواننا في فلسطين
  • وزير الري يُطلق ورشة عمل لتحديث كود الري والصرف ليواكب المتغيرات المائية
  • القبض على مستأجر سوق المواشى بدمنهور لاتهامه بتقديم خطاب ضمان مزور
  • الرئيس اللبنانى يطالب الاتحاد الأوروبى بدعم بلاده لاستعادة كامل أراضيه
  • "الفن الجميل" يصطحب الأطفال في جولة بدار الأوبرا المصرية
  • مواهب «السلة» في «عطلتنا غير» بالحمرية
  • مواهب السوزوكي تتألق على المسرح الكبير بالأوبرا في أمسية موسيقية عالمية
  • توقيع مذكرة تعاون مشترك بين جهاز تنظيم إدارة المخلفات وجمعية الهلال الأحمر المصرى فى مجالات الاستشارات البيئية
  • دعاء الفجر للرزق والفرج .. ردد أفضل 50 دعوة تصُب عليك الخيرات صباً